السَّلام أعمق من البحار 5
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: الأديب والشاعر والفنان السوري صبري يوسف
صفحة 1 من اصل 1
السَّلام أعمق من البحار 5
السَّلام أعمق من البحار
أنشودةُ الحياة*
[نصّ مفتوح]
أنشودةُ الحياة*
[نصّ مفتوح]
5
... .....
لا عقائد
لا مبادئ
لا قيم
رؤى في غايةِ الانحطاطِ!
مغموسةٌ بالملاريا والقارِ
أَلا تخجلونَ من أنفسِكُم
أن يستقبلَكُم القرن الجديد
وأيديكُم ملطَّخة بالعارِ؟
الحروبُ خاناتُ فشلٍ
في وادي الجحيم!
لا منتصر في الحروبِ
كلُّ الانتصارات هزائم ..
هزائمٌ ما بعدها هزائم!
سياساتٌ (بطرانة)
مهزومة
متقطِّعةُ الأوصالِ
ينقصُهَا قليلاً من البرسيمِ
وكثيراً من الشَّعيِر!
مُجوَّفة بأشواكٍ مسمومة ..
تفرزُ تريقاها فوقَ أكوامِ الحنطة
فوقَ جباهِ الأطفالِ
فوقَ أشجارِ الرُّوحِ!
مُعادلاتٌ سقيمة في الحياةِ ..
تنخرُ جُفُونَ الليل
تجرحُ خصرَ المساءِ
أواهٍ .. تعبتُ يا قلبي
أما مِن مفرٍّ من هذا الوباء؟
بُرَكٌ من الدَّمّ
تنسابُ من جوفِ المدائن ..
تصبُّ في أعماقِ الصحارى
تقطرُ من أوداجِهَا
أنياباً مفترسة ..
سياساتٌ لابدَّ من تدجينِهَا
لابدَّ من اِطعامِهَا شعيراً وفيراً ..
لعلّها تتوازنُ
مع عالمِها الحيوانيِّ الأليفِ!
سياساتٌ عقيمة
أقلّ فائدة
من فوائدِ البغالِ ..
البغالُ تحملُ الأطفالَ
في عزِّ الشتاءِ
إلى برِّ الأمانِ!
البغالُ خدمَتِ الإنسانَ
منذُ عصورِ الحجرِ ..
لِماذا تجرحونَ أيّها الساسة
خُدُودَ الفجرِ
جُفُونَ الفراشاتِ
عُشْقَ النَّهارِ؟!
لَمْ تحملوا الأطفالَ في عزِّ الشتاءِ
إلى برِّ الأمان ..
تغلّبَتْ عليكُم خدمات البغالِ!
ألا تغارونَ من مرامي البغالِ ..
أمْ أنَّكُم مُتأفِّفونَ
لِتناقُصِ الشَّعيرِ والبرسيمِ؟!
آهٍ .. بشرٌ تلدغُ بشراً
منذُ فجرِ التكوينِ
حتَّى الوقتِ الراهنِ!
أيُّها الإنسان
لماذا تحوَّلْتَ
إلى كتلةٍ من المعاصي ..
إلى كتلةٍ من الشُّرورِ؟!
آهٍ .. إنّي خسرتُ الرِّهان!
كنتُ أظنُّ أنَّ الإنسانَ
كتلةٌ من الخيرِ
كتلةٌ من العطاءِ
كتلةٌ من الوفاء ..
ما كنتُ أظنُّ يوماً
أنَّ الإنسانَ لا يفهمُ ذاتَهُ ..
أقلّ حِكْمةً من الأفاعي ..
لا يستوعبُ مساحاتِ العمرِ
مساحات الأمان!
برسيمُ العالَمِ بين أيديكم
ولا تشبعون ..
شعيرُ العالَمِ بين معالفِكُم
ولا تشبعون!
بكاءُ الرُّوحِ
احتراقٌ دائمُ الاشتعال!
قحطٌ إنسانيّ
متغلغلُ في عظامِكُم
في رؤاكُم
شراهةٌ مريضة
شائخة
مُتفشّية في دمائِكُم!
إنّي لَمْ أرَ ولَمْ أسْمَعْ في حياتي
حيواناً مفترساً
يقتلُ حيواناً آخر
من نفسِ الفصيلِ!
لَمْ أرَ ذئباً يَقتِلُ ذئباً ..
ولا أفعى لدَغَتْ أفعى!
لا يرى ذاتَهُ من الدَّاخل ..
حالَمَا يراها يهربُ منها بعيداً ..
يعيشُ كالبهائمِ
يُحرِّكُ أعماقَهُ شيطان ..
لا يتوانى دقيقةً واحدة
عن تفريغِ سُمُومِهِ
في قُلُوبِ الآخرين ..
نسى أو تناسى
أنَّ الآخرينَ من لحمٍ ودمّ!
إنّي خسرتُ الرِّهانَ ..
خَسَرْتُ الرِّهان!
أتموتُ أغصانُ الرُّوحِ
قبلَ أن يَحُلَّ الوئام؟!
أيُّها الإنسان
أنتَ بحاجة إلى محرقة! ..
محرقة تُطهِّرُكَ من الدَّاخلِ
مِنَ السُّمومِ العالقة
في جنباتِ روحِكَ ..
تحتاجُ إلى محرقة
ولا كلَّ المحارق!
تُضاهي شراراتـهَا المشتعلة
شُرُوْركَ المستفحلة
منذ أن تشكّلَتْ كينونَتُكَ
على وجهِ الكونِ!
تحتاجُ إلى اِشتعالٍ دائم
إلى اِحتراقٍ مُتواصل
إلى درجةِ الذَّوبان
كي نفصلَ عنكَ شوائبَ الحياة
كي نصفّي معاصيكَ ..
نرمي الشُّرورَ العالقة
المتوالدة حولَ خاصِرَتِكَ
عبرَ محطَّاتِ الحياة!
مَنْ خوَّلَكُم أيُّها الحمقى
أن تقودوا هذا العالم إلى الجحيم؟
تطحنونَ جماجمَ البشرِ
دونَ أن يرمشَ لَكُم جفن!
هل تبصرونَ الحياة؟ ..
هل كينونَتُكُم من لَحْمٍ وَدَمّ؟
رُمُوشُكُم تبدو
وكأنَّها منحوتة
مِن أحجارِ الصوّانِ!
معادلاتٌ خرقاء
تغلِّفُ جسدَ الكونِ ..
إنحدارٌ
نحوَ هاوياتِ الجحيم
رؤى غوغائيّة ظالمة
في منتهى الدَّهاء!
سياسةُ القطبِ الواحد
قباحةُ القباحات
أيُّ قُطبٍ وأيَّةُ سياساتٍ ..
سخافاتٌ
ما بعدها سخافات!
ماذا يُراوِدُكُم
غيرَ دَمارِ البشرِ
يا عاهةُ العاهاتِ؟!
أكبرُ جرائِم العصرِ
اِنبثَقَتْ من رؤاكُم ..
أنْتم يا مَن ترفعونَ
لواءَ السياساتِ
سياسةُ القطبِ الواحدِ
مبدأٌ مرفوضٌ ..
غارقٌ في الضَّلالِ ..
تتوالدُ منهُ أوطاناً منكوبة!
بعيدٌ عن نورِ الحياةِ
لا يحملُ فرحاً للفقراءِ ..
يحرِقُ رُمُوشَ الأطفالِ
عِندَ الضُّحى ..
لا يتماشى
مَعَ أبجدياتِ الوجودِ!
آهٍ .. لم نتخلَّصْ
من سياسةِ القطبِ الواحدِ
فكيفَ لو وُجِدَ
قُطْبٌ آخر؟
رؤاكُم أيّها الأقطاب
متمركِزة على اِشعالِ النَّارِ
في صدرِ الكونِ!
متمركِزة
على مبدأِ جرِّ اللِّحافِ!
كلٌّ يجرُّ اللّحافَ صوبَهُ
آهٍ .. تمزَّقَ اللّحاف
تمزَّقَ اللّحاف..
اِنكَشَفَ فُقراء هذا العالم
مَنْ يستطيعُ
أن يُغَطِّي الفقراءَ؟
مَنْ يستطيعُ أن يحمي
فقراءَ الكونِ
من صقيعِ الأقطابِ؟
مَنْ يستقبلُ الفقراءَ
سِوى العراءِ؟ ..
آهٍ .. يا عراء
وَألفُ آهٍ يا سماء!
... ... ... يُتْبَعْ!
لا عقائد
لا مبادئ
لا قيم
رؤى في غايةِ الانحطاطِ!
مغموسةٌ بالملاريا والقارِ
أَلا تخجلونَ من أنفسِكُم
أن يستقبلَكُم القرن الجديد
وأيديكُم ملطَّخة بالعارِ؟
الحروبُ خاناتُ فشلٍ
في وادي الجحيم!
لا منتصر في الحروبِ
كلُّ الانتصارات هزائم ..
هزائمٌ ما بعدها هزائم!
سياساتٌ (بطرانة)
مهزومة
متقطِّعةُ الأوصالِ
ينقصُهَا قليلاً من البرسيمِ
وكثيراً من الشَّعيِر!
مُجوَّفة بأشواكٍ مسمومة ..
تفرزُ تريقاها فوقَ أكوامِ الحنطة
فوقَ جباهِ الأطفالِ
فوقَ أشجارِ الرُّوحِ!
مُعادلاتٌ سقيمة في الحياةِ ..
تنخرُ جُفُونَ الليل
تجرحُ خصرَ المساءِ
أواهٍ .. تعبتُ يا قلبي
أما مِن مفرٍّ من هذا الوباء؟
بُرَكٌ من الدَّمّ
تنسابُ من جوفِ المدائن ..
تصبُّ في أعماقِ الصحارى
تقطرُ من أوداجِهَا
أنياباً مفترسة ..
سياساتٌ لابدَّ من تدجينِهَا
لابدَّ من اِطعامِهَا شعيراً وفيراً ..
لعلّها تتوازنُ
مع عالمِها الحيوانيِّ الأليفِ!
سياساتٌ عقيمة
أقلّ فائدة
من فوائدِ البغالِ ..
البغالُ تحملُ الأطفالَ
في عزِّ الشتاءِ
إلى برِّ الأمانِ!
البغالُ خدمَتِ الإنسانَ
منذُ عصورِ الحجرِ ..
لِماذا تجرحونَ أيّها الساسة
خُدُودَ الفجرِ
جُفُونَ الفراشاتِ
عُشْقَ النَّهارِ؟!
لَمْ تحملوا الأطفالَ في عزِّ الشتاءِ
إلى برِّ الأمان ..
تغلّبَتْ عليكُم خدمات البغالِ!
ألا تغارونَ من مرامي البغالِ ..
أمْ أنَّكُم مُتأفِّفونَ
لِتناقُصِ الشَّعيرِ والبرسيمِ؟!
آهٍ .. بشرٌ تلدغُ بشراً
منذُ فجرِ التكوينِ
حتَّى الوقتِ الراهنِ!
أيُّها الإنسان
لماذا تحوَّلْتَ
إلى كتلةٍ من المعاصي ..
إلى كتلةٍ من الشُّرورِ؟!
آهٍ .. إنّي خسرتُ الرِّهان!
كنتُ أظنُّ أنَّ الإنسانَ
كتلةٌ من الخيرِ
كتلةٌ من العطاءِ
كتلةٌ من الوفاء ..
ما كنتُ أظنُّ يوماً
أنَّ الإنسانَ لا يفهمُ ذاتَهُ ..
أقلّ حِكْمةً من الأفاعي ..
لا يستوعبُ مساحاتِ العمرِ
مساحات الأمان!
برسيمُ العالَمِ بين أيديكم
ولا تشبعون ..
شعيرُ العالَمِ بين معالفِكُم
ولا تشبعون!
بكاءُ الرُّوحِ
احتراقٌ دائمُ الاشتعال!
قحطٌ إنسانيّ
متغلغلُ في عظامِكُم
في رؤاكُم
شراهةٌ مريضة
شائخة
مُتفشّية في دمائِكُم!
إنّي لَمْ أرَ ولَمْ أسْمَعْ في حياتي
حيواناً مفترساً
يقتلُ حيواناً آخر
من نفسِ الفصيلِ!
لَمْ أرَ ذئباً يَقتِلُ ذئباً ..
ولا أفعى لدَغَتْ أفعى!
لا يرى ذاتَهُ من الدَّاخل ..
حالَمَا يراها يهربُ منها بعيداً ..
يعيشُ كالبهائمِ
يُحرِّكُ أعماقَهُ شيطان ..
لا يتوانى دقيقةً واحدة
عن تفريغِ سُمُومِهِ
في قُلُوبِ الآخرين ..
نسى أو تناسى
أنَّ الآخرينَ من لحمٍ ودمّ!
إنّي خسرتُ الرِّهانَ ..
خَسَرْتُ الرِّهان!
أتموتُ أغصانُ الرُّوحِ
قبلَ أن يَحُلَّ الوئام؟!
أيُّها الإنسان
أنتَ بحاجة إلى محرقة! ..
محرقة تُطهِّرُكَ من الدَّاخلِ
مِنَ السُّمومِ العالقة
في جنباتِ روحِكَ ..
تحتاجُ إلى محرقة
ولا كلَّ المحارق!
تُضاهي شراراتـهَا المشتعلة
شُرُوْركَ المستفحلة
منذ أن تشكّلَتْ كينونَتُكَ
على وجهِ الكونِ!
تحتاجُ إلى اِشتعالٍ دائم
إلى اِحتراقٍ مُتواصل
إلى درجةِ الذَّوبان
كي نفصلَ عنكَ شوائبَ الحياة
كي نصفّي معاصيكَ ..
نرمي الشُّرورَ العالقة
المتوالدة حولَ خاصِرَتِكَ
عبرَ محطَّاتِ الحياة!
مَنْ خوَّلَكُم أيُّها الحمقى
أن تقودوا هذا العالم إلى الجحيم؟
تطحنونَ جماجمَ البشرِ
دونَ أن يرمشَ لَكُم جفن!
هل تبصرونَ الحياة؟ ..
هل كينونَتُكُم من لَحْمٍ وَدَمّ؟
رُمُوشُكُم تبدو
وكأنَّها منحوتة
مِن أحجارِ الصوّانِ!
معادلاتٌ خرقاء
تغلِّفُ جسدَ الكونِ ..
إنحدارٌ
نحوَ هاوياتِ الجحيم
رؤى غوغائيّة ظالمة
في منتهى الدَّهاء!
سياسةُ القطبِ الواحد
قباحةُ القباحات
أيُّ قُطبٍ وأيَّةُ سياساتٍ ..
سخافاتٌ
ما بعدها سخافات!
ماذا يُراوِدُكُم
غيرَ دَمارِ البشرِ
يا عاهةُ العاهاتِ؟!
أكبرُ جرائِم العصرِ
اِنبثَقَتْ من رؤاكُم ..
أنْتم يا مَن ترفعونَ
لواءَ السياساتِ
سياسةُ القطبِ الواحدِ
مبدأٌ مرفوضٌ ..
غارقٌ في الضَّلالِ ..
تتوالدُ منهُ أوطاناً منكوبة!
بعيدٌ عن نورِ الحياةِ
لا يحملُ فرحاً للفقراءِ ..
يحرِقُ رُمُوشَ الأطفالِ
عِندَ الضُّحى ..
لا يتماشى
مَعَ أبجدياتِ الوجودِ!
آهٍ .. لم نتخلَّصْ
من سياسةِ القطبِ الواحدِ
فكيفَ لو وُجِدَ
قُطْبٌ آخر؟
رؤاكُم أيّها الأقطاب
متمركِزة على اِشعالِ النَّارِ
في صدرِ الكونِ!
متمركِزة
على مبدأِ جرِّ اللِّحافِ!
كلٌّ يجرُّ اللّحافَ صوبَهُ
آهٍ .. تمزَّقَ اللّحاف
تمزَّقَ اللّحاف..
اِنكَشَفَ فُقراء هذا العالم
مَنْ يستطيعُ
أن يُغَطِّي الفقراءَ؟
مَنْ يستطيعُ أن يحمي
فقراءَ الكونِ
من صقيعِ الأقطابِ؟
مَنْ يستقبلُ الفقراءَ
سِوى العراءِ؟ ..
آهٍ .. يا عراء
وَألفُ آهٍ يا سماء!
... ... ... يُتْبَعْ!
*أنشودة الحياة: نصّ مفتوح، قصيدة ملحميّة طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء هو بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الّذي يليه، وهذا النصّ مقاطع من الجزء الخامس، حمل عنواناً فرعياً: السَّلام أعمق من البحار
صبري يوسف- كاتب-شاعر-فنان
-
عدد الرسائل : 107
البلد الأم/الإقامة الحالية : السويد
الهوايات : الكتابة والفن
تاريخ التسجيل : 07/10/2008
مواضيع مماثلة
» السَّلام أعمق من البحار 9
» السَّلام أعمق من البحار 10
» السَّلام أعمق من البحار 1
» السَّلام أعمق من البحار 2
» السَّلام أعمق من البحار 3
» السَّلام أعمق من البحار 10
» السَّلام أعمق من البحار 1
» السَّلام أعمق من البحار 2
» السَّلام أعمق من البحار 3
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: الأديب والشاعر والفنان السوري صبري يوسف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى