السَّلام أعمق من البحار 2
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: الأديب والشاعر والفنان السوري صبري يوسف
صفحة 1 من اصل 1
السَّلام أعمق من البحار 2
السَّلام أعمق من البحار
أنشودةُ الحياة*
[نصّ مفتوح]
2
... .... ....
ثمّةَ (هَْبَلَنَات)
لا تخطرُ على بال
تعشعشُ في مخيخِ الإنسان
في ثنايا الدَّم
في مخِّ العظام!
تدمي جفونَ الليلِ
تصلبُ الأزقّة ..
تدمي خاصراتِ البلاد!
سكرةُ الموتِ
تستشري أعماقَ الفيافي ..
آهٍ .. يا زمان
تاهَتْ شجيرات الروحِ
بينَ أوراقِ الأقاحي!
تلوِّثُ وجْهَ الضحى
ماتَتْ أُلُوفُ الصبايا
قلبٌ مُدمى
من نزيفِ الأعاصيرِ
من ثخنِ الجراحِ!
أينَ المفرُّ من طاحونةِ الحروبِ؟
هزائمُ الروحِ
داسِتْ في جوفِ الكفاحِ!
تفاقمتْ شرورُ الإنسان ..
فرَّتْ بعيداً أسرابُ الحمام
قُلوبٌ حُبلى بالحشرات ..
متآكلة من أعماقِ الجذورِ
بادلَتْ نقاوتَهَا بأنيابِ الحيتان!
مَن يستطيعُ أن يسبرَ غورَ السَّلام
فضائلَ السَّلام
لونَ السَّلام
بهجةَ السَّلام؟!
السَّلامُ بحرٌ عميق
دُرَرٌ من لونِ العصافيرِ
من لونِ السَّماء
بستانٌ يضمُّ
أشجارُ الجنّة
طيورُ الدُّنيا ..
عرْسُ الأعراسِ
نغمةُ الصَّباحِ ..
إيقاعاتُ طبولِ الغجرِ
أثناءَ ترحالهم الطويل
في أعماقِ الصحارى! ..
أهازيجُ اللقاءِ
في بحيراتِ المحبّة
ألقُ النّهارِ متصاعداً
في وهادِ المجّرات
بحثاً
عن نشوةِ الأفراحِ
عن رحيقِ الأماني!
السَّلامُ شراعُ الحياةِ
شهقةُ المساءِ
أثناءَ ولاداتِ القصائد ..
اغتسالُ الرُّوحِ بحبَّاتِ النَّدى
أُنشودةُ الصَّباح تُناجي النُّجوم
عبرَ فضاءاتِ المدى!
ابتهالُ الجبالِ
اشتهاءُ القلبِ
حكمةُ الإنسانِ
تُخَفِّفُ أحزانَ المحيطات ..
عرْشُ الخصامِ لا يدوم
طحالبٌ متطفِّلة
تزهقُ روحَ الحمام!
السَّلامُ
ابتساماتُ الوليدِ للنجومِ ..
لوجهِ الهلالِ
للنوارسِ المحلّقة فوقَ البحار
المائجة في وجهِ الغسق!
مَنْ مِنَ البشرِ تشرَّبَ ماءَ السَّلام؟
تَرَعْرَعَ في بساتينِ السَّلام ..
مَنْ يَملكُ قلباً صافياً صفاءَ السَّلام؟!
آهٍ وجوهٌ مُغلَّفة بالضباب ..
تائهة خلفَ الصّحارى ..
شهوةٌ هائجة
تهرسُ جبينَ الحضارة
تنهشُ صفاءَ الطُّفولة
غائصة في أمواجِ الظَّلام!
السَّلامُ
أعمق من قاعِ البحار
أعمق من أن يفهمَهُ البشر
أعمق من التاريخِ ..
مِنْ
تحاليلِ
هذا
الزَّمان!
طريقٌ مكتنزٌ
بالسموِّ والارتقاء ..
ينبوعٌ من الفرحِ
يتجلّى بشموخٍ
في جبينِ الشُّعراء
في وهَجِ الشمسِ
في روحِ القصائد!
مطرٌ ناعمٌ
ينبعُ من اِخضرارِ الرَّبيعِ
من براءَةِ العذارى ..
قبلةُ الشَّمسِ في صباحِ العيدِ
لوجهِ الثَّرى ..
قصيدةُ حبٍّ مفتوحة
على فضاءِ الكونِ
فردوسُ الفراديسِ
تزدانُ فيها الخمائل!
بُستانٌ من ذهب
يسطعُ خيراً
في أرواحِ المحبّينِ
ضميرُ الأنبياءِ
صفاءُ القدِّيسين
في حالاتِ التجلِّي!
نقيٌّ كالطفُولةِ
كوجهِ الضُّحى
يسطعُ كالنَّدى
مِنْ صدرِ السَّحر!
السَّلامُ أعمق
من تواقيعِ البشر
من حواراتِ الخصومِ
أعمق من المفاوضاتِ والمفاوضين
أعمق من إيديولوجياتِ
هذا الزَّمان!
السَّلامُ حالةُ وئامٍ
يترجِمُهَا المرءُ
عبر تاريخِهِ الطويل!
السَّلامُ هو الأمانُ
هوَ الفرحُ
وفاقُ المرءِ مع ذاتهِ ..
غبطةُ الذاتِ
معَ ذواتِ الآخرين!
السَّلامُ أنثى حُبلى بالخيرِ ..
تحملُ بينَ أحشائِهَا
اِطمئنانُ
جُغرافيّة الكون!
أخلاقٌ مُتجذِّرة
في سيرورةِ حياةِ الإنسان ..
نورٌ يتصاعدُ في معراجِ الغبطة!
أنشودةُ فرحٍ
يردِّدُهَا الأطفال
قبلَ أن يخلدوا للنوم!
اِستعدادٌ فطريّ لمواكبةِ
قوافلِ الخيرِ ..
ضميرٌ يتوهِّجُ نوراً
في صدرِ السَّماء ..
بشارةُ هُدى
تتلألأُ فرحاً ..
مُنبعِثةٌ من عباءَةِ الليل!
رسالةٌ من ذَهَب
حكمةُ الحكماء ..
فلاسفةُ هذا الزَّمان
تهيئةُ ملايين النَّاسِ
لمصافحةِ ملايين آخرين ..
رُؤى مُنْبَعِثَة
من خيوطِ الشَّمسِ
تَهْدفُ خَلْق إنسان مُسالم
يقرِّرُ بذاتِهِ
أن يعيشَ في حالةِ وئامٍ
معَ نفسِهِ ..
معَ جيرانِهِ ..
معَ الحياة!
السَّلامُ لغةٌ إنسانيّة عميقة
بعيدةٌ عنِ النَّصْبِ والنِّفاقِ
بعيدةٌ عن التواقيعِ الورقيّة ..
عن هدرِ الدِّماء!
السَّلامُ شهيقُ الحياةِ ..
رحلةُ فَرَحٍ يعيشُها الإنسان
في حالات التجلّي ..
مَنهَجٌ إنسانيّ
كَزُرقةِ السَّماءِ
يَهْدفُ إلى تغييرِ
رُقَعٍ مَهمومة من الكونِ
من حالاتِ الخصومِ
إلى حالاتِ الوئام!
السَّلامُ علاقاتُ حُبٍّ متبادلة
بينَ البشر
بعيدٌ عن لغةِ المصافحات
لُغة المجاملاتِ المشبوهة ..
بعيدٌ عن لغةِ الإحتضانِ
مِنْ أجلِ فلان!
.... .... ..... يُتْبَعْ!
*أنشودة الحياة: نصّ مفتوح، قصيدة ملحميّة طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء هو بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الّذي يليه، وهذا النصّ مقاطع من الجزء الخامس، حمل عنواناً فرعياً: السَّلام أعمق من البحار
أنشودةُ الحياة*
[نصّ مفتوح]
2
... .... ....
ثمّةَ (هَْبَلَنَات)
لا تخطرُ على بال
تعشعشُ في مخيخِ الإنسان
في ثنايا الدَّم
في مخِّ العظام!
تدمي جفونَ الليلِ
تصلبُ الأزقّة ..
تدمي خاصراتِ البلاد!
سكرةُ الموتِ
تستشري أعماقَ الفيافي ..
آهٍ .. يا زمان
تاهَتْ شجيرات الروحِ
بينَ أوراقِ الأقاحي!
تلوِّثُ وجْهَ الضحى
ماتَتْ أُلُوفُ الصبايا
قلبٌ مُدمى
من نزيفِ الأعاصيرِ
من ثخنِ الجراحِ!
أينَ المفرُّ من طاحونةِ الحروبِ؟
هزائمُ الروحِ
داسِتْ في جوفِ الكفاحِ!
تفاقمتْ شرورُ الإنسان ..
فرَّتْ بعيداً أسرابُ الحمام
قُلوبٌ حُبلى بالحشرات ..
متآكلة من أعماقِ الجذورِ
بادلَتْ نقاوتَهَا بأنيابِ الحيتان!
مَن يستطيعُ أن يسبرَ غورَ السَّلام
فضائلَ السَّلام
لونَ السَّلام
بهجةَ السَّلام؟!
السَّلامُ بحرٌ عميق
دُرَرٌ من لونِ العصافيرِ
من لونِ السَّماء
بستانٌ يضمُّ
أشجارُ الجنّة
طيورُ الدُّنيا ..
عرْسُ الأعراسِ
نغمةُ الصَّباحِ ..
إيقاعاتُ طبولِ الغجرِ
أثناءَ ترحالهم الطويل
في أعماقِ الصحارى! ..
أهازيجُ اللقاءِ
في بحيراتِ المحبّة
ألقُ النّهارِ متصاعداً
في وهادِ المجّرات
بحثاً
عن نشوةِ الأفراحِ
عن رحيقِ الأماني!
السَّلامُ شراعُ الحياةِ
شهقةُ المساءِ
أثناءَ ولاداتِ القصائد ..
اغتسالُ الرُّوحِ بحبَّاتِ النَّدى
أُنشودةُ الصَّباح تُناجي النُّجوم
عبرَ فضاءاتِ المدى!
ابتهالُ الجبالِ
اشتهاءُ القلبِ
حكمةُ الإنسانِ
تُخَفِّفُ أحزانَ المحيطات ..
عرْشُ الخصامِ لا يدوم
طحالبٌ متطفِّلة
تزهقُ روحَ الحمام!
السَّلامُ
ابتساماتُ الوليدِ للنجومِ ..
لوجهِ الهلالِ
للنوارسِ المحلّقة فوقَ البحار
المائجة في وجهِ الغسق!
مَنْ مِنَ البشرِ تشرَّبَ ماءَ السَّلام؟
تَرَعْرَعَ في بساتينِ السَّلام ..
مَنْ يَملكُ قلباً صافياً صفاءَ السَّلام؟!
آهٍ وجوهٌ مُغلَّفة بالضباب ..
تائهة خلفَ الصّحارى ..
شهوةٌ هائجة
تهرسُ جبينَ الحضارة
تنهشُ صفاءَ الطُّفولة
غائصة في أمواجِ الظَّلام!
السَّلامُ
أعمق من قاعِ البحار
أعمق من أن يفهمَهُ البشر
أعمق من التاريخِ ..
مِنْ
تحاليلِ
هذا
الزَّمان!
طريقٌ مكتنزٌ
بالسموِّ والارتقاء ..
ينبوعٌ من الفرحِ
يتجلّى بشموخٍ
في جبينِ الشُّعراء
في وهَجِ الشمسِ
في روحِ القصائد!
مطرٌ ناعمٌ
ينبعُ من اِخضرارِ الرَّبيعِ
من براءَةِ العذارى ..
قبلةُ الشَّمسِ في صباحِ العيدِ
لوجهِ الثَّرى ..
قصيدةُ حبٍّ مفتوحة
على فضاءِ الكونِ
فردوسُ الفراديسِ
تزدانُ فيها الخمائل!
بُستانٌ من ذهب
يسطعُ خيراً
في أرواحِ المحبّينِ
ضميرُ الأنبياءِ
صفاءُ القدِّيسين
في حالاتِ التجلِّي!
نقيٌّ كالطفُولةِ
كوجهِ الضُّحى
يسطعُ كالنَّدى
مِنْ صدرِ السَّحر!
السَّلامُ أعمق
من تواقيعِ البشر
من حواراتِ الخصومِ
أعمق من المفاوضاتِ والمفاوضين
أعمق من إيديولوجياتِ
هذا الزَّمان!
السَّلامُ حالةُ وئامٍ
يترجِمُهَا المرءُ
عبر تاريخِهِ الطويل!
السَّلامُ هو الأمانُ
هوَ الفرحُ
وفاقُ المرءِ مع ذاتهِ ..
غبطةُ الذاتِ
معَ ذواتِ الآخرين!
السَّلامُ أنثى حُبلى بالخيرِ ..
تحملُ بينَ أحشائِهَا
اِطمئنانُ
جُغرافيّة الكون!
أخلاقٌ مُتجذِّرة
في سيرورةِ حياةِ الإنسان ..
نورٌ يتصاعدُ في معراجِ الغبطة!
أنشودةُ فرحٍ
يردِّدُهَا الأطفال
قبلَ أن يخلدوا للنوم!
اِستعدادٌ فطريّ لمواكبةِ
قوافلِ الخيرِ ..
ضميرٌ يتوهِّجُ نوراً
في صدرِ السَّماء ..
بشارةُ هُدى
تتلألأُ فرحاً ..
مُنبعِثةٌ من عباءَةِ الليل!
رسالةٌ من ذَهَب
حكمةُ الحكماء ..
فلاسفةُ هذا الزَّمان
تهيئةُ ملايين النَّاسِ
لمصافحةِ ملايين آخرين ..
رُؤى مُنْبَعِثَة
من خيوطِ الشَّمسِ
تَهْدفُ خَلْق إنسان مُسالم
يقرِّرُ بذاتِهِ
أن يعيشَ في حالةِ وئامٍ
معَ نفسِهِ ..
معَ جيرانِهِ ..
معَ الحياة!
السَّلامُ لغةٌ إنسانيّة عميقة
بعيدةٌ عنِ النَّصْبِ والنِّفاقِ
بعيدةٌ عن التواقيعِ الورقيّة ..
عن هدرِ الدِّماء!
السَّلامُ شهيقُ الحياةِ ..
رحلةُ فَرَحٍ يعيشُها الإنسان
في حالات التجلّي ..
مَنهَجٌ إنسانيّ
كَزُرقةِ السَّماءِ
يَهْدفُ إلى تغييرِ
رُقَعٍ مَهمومة من الكونِ
من حالاتِ الخصومِ
إلى حالاتِ الوئام!
السَّلامُ علاقاتُ حُبٍّ متبادلة
بينَ البشر
بعيدٌ عن لغةِ المصافحات
لُغة المجاملاتِ المشبوهة ..
بعيدٌ عن لغةِ الإحتضانِ
مِنْ أجلِ فلان!
.... .... ..... يُتْبَعْ!
*أنشودة الحياة: نصّ مفتوح، قصيدة ملحميّة طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء هو بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الّذي يليه، وهذا النصّ مقاطع من الجزء الخامس، حمل عنواناً فرعياً: السَّلام أعمق من البحار
صبري يوسف- كاتب-شاعر-فنان
-
عدد الرسائل : 107
البلد الأم/الإقامة الحالية : السويد
الهوايات : الكتابة والفن
تاريخ التسجيل : 07/10/2008
مواضيع مماثلة
» السَّلام أعمق من البحار 9
» السَّلام أعمق من البحار 10
» السَّلام أعمق من البحار 1
» السَّلام أعمق من البحار 3
» السَّلام أعمق من البحار 4
» السَّلام أعمق من البحار 10
» السَّلام أعمق من البحار 1
» السَّلام أعمق من البحار 3
» السَّلام أعمق من البحار 4
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: الأديب والشاعر والفنان السوري صبري يوسف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى