السَّلام أعمق من البحار 3
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: الأديب والشاعر والفنان السوري صبري يوسف
صفحة 1 من اصل 1
السَّلام أعمق من البحار 3
السَّلام أعمق من البحار
أنشودةُ الحياة*
[نصّ مفتوح]
3
... .... .....
السَّلامُ لا يُبنى
على لغاتٍ جوفاء ..
السَّلامُ محرقةٌ متوهِّجةٌ كالجمرِ
منخلٌ كبيرٌ
يُصفِّي شوائبَ هذا الزَّمان
يستأصلُ أحقادَ ملايين البشر
يحوِّلُهَا إلى عناقٍ حميم
إلى تغريدةِ بُلْبُلٍ
في وجهِ الطفولة!
السَّلامُ رؤيةٌ شموليّة وارِفَة بالمحبَّة
نيَّاتٌ مُنبَعِثَة
من حنانِ الليلِ
من وحيِ الخصوبة!
السَّلامُ
مصافحاتٌ حميمة لملايينِ البشرِ
تشرَّبوا قيمَ الخيرِ
على اِمتدادِ أعمارِهم
يقطعونَ عهداً على أنفُسِهُم
لمصافحةِ ملايينِ بشرٍ آخرين!
السَّلامُ لُغةٌ غير مرئيّة
مقدَّسة ..
تحملُ خصوبةَ الحياةِ ..
بعيدةٌ عن لغةِ الألوانِ
عن لغةِ الأجناسِ
بعيدةٌ عن لغةِ العنجهياتِ
مُشَبَّعةٌ
برحيقِ
الأديانِ!
السَّلامُ باللغةِ العربيّة
يعني التحيّة ..
.. والتحيّةُ
تاريخٌ ناصعٌ بالصَّفاءِ ..
وفاءٌ عميقُ المدى
ودادٌ مُتبادلٌ بينَ البشر!
السَّلامُ ليسَ كلمات نقولها ..
ثمَّ نتعرَّضُ بعدَها للموتِ!
السَّلامُ
لا يقودُنَا إلى الموت ..
يقودُنَا إلى إستئصالِ
بذورِ الحقدِ والكراهيّةِ
من قُلوبِ البشر!
لا يُعَدُّ السَّلامُ سلاماً
عندما يقودُنَا إلى الهلاكِ
إلى هضابِ الجحيمِ!
السَّلامُ ليسَ كلاماً نقولُهُ
أمامَ حشدٍ من البشرِ
هوَ مدى استقبالِ هذا الحشد
لحيثياتِ السَّلام ..
هو تشبُّعُ الرُّوحِ
لرحيقِ السَّلامِ
هو شهقةُ حقٍّ
تصدحُ
في فضاءِ الكون!
السَّلامُ هو حالةُ اِنبعاثٍ
نحوَ سماواتِ الفرح ..
نحوَ رفرفاتِ خصوبةِ الرُّوح!
السَّلامُ ينسجُ
من خيوطِ الشَّمسِ فضائل ..
حالةٌ شفّافة
يعيشُهَا الإنسان
في كنفِ وطنِهِ ..
حالةٌ ولا كلَّ الحالاتِ
تنتشرُ كالهواءِ النقيِّ ..
تلغي الحدودَ المجنونة بينَ البشر
لإنجابِ أطفالٍ أصِحَّاء!
السَّلامُ إلتزامٌ مقدَّس ..
انجذابُ الذّاتِ
إلى فعلِ الخيرِ ..
بناءٌ شامخٌ
على أكتافِ المحبَّة
انعتاقُ الرُّوحِ
من ترّهاتِ الجسد!
نقاءُ القلبِ
من غبارِ الحياةِ ..
اجتثاثُ جذور الرُّؤى الجوفاء ..
بعيدٌ عن المنافعِ البغيضة
بعيدٌ عن دناءَةِ الإنسان
عن الصراعاتِ القميئة!
السَّلامُ رحلةُ الرُّوحِ
نحوَ قُبَّةِ السَّماءِ
توهُّجُ الشُّعراءِ
في حالاتِ التجلِّي
اخضرارُ القلبِ ..
رحيقُ الزُّهورِ المنبعثِ
كَشعاعِ الشَّمسِ
من خدودِ الأطفالِ!
أغاني الغجرِ الصادحة
في أعماقِ البراري
حمامةٌ بيضاء
تحلِّقُ فوقَ الصحارى
تبشِّرُ بخيرٍ وفير
ينمو على شفاهِ الكونِ!
بحارٌ من اليقينِ
تغسلُ جبينَ الليلِ
من تعبِ النَّهارِ
تفادياً
لموتِ ملايينِ الأطفالِ
جوعاً في الأزقّةِ العميقة؟
تفادياً لموتِ الكهولِ
على قارعةِ الطُّرقاتِ ..
تفادياً لموتِ الأمّهاتِ
في برّيّةِ الرُّوحِ!
السَّلامُ رسالةُ فرحٍ
حالةُ اِطمئنانٍ ..
وفاقُ الإنسانِ معَ أخيهِ الإنسان!
السَّلامُ أعمق من الجولاتِ المكّوكيّة
أعمق من المشاهدِ الاستعراضيّة ..
مشاهدٌ مسرحيّة مليئة بالنِّفاقِ ..
متَشَعِّبة بالحواراتِ العقيمة
غير مناسبة لأبجدياتِ السَّلام!
السَّلامُ ليسَ بروتوكولات دوليّة
ولا طاولات مستديرة
أو مستطيلة!
هو ثمارٌ ناضجة
بينَ أيدي الأطفال!
سهولٌ خضراء
على اِمتدادِ البصرِ
تغريدةُ بُلبُلٍ عندَ الصَّباحِ
نشوةُ القلبِ أثناءَ العناقِ
صفاءُ الرُّوحِ
قبلَ حُلُولِ المساء!
السَّلامُ طُفُولةٌ بريئة
تُعانِقُ قِمَمَ الجبالِ ..
حبُّ المحافظة
على جمالِ الطبيعة!
نورٌ
مَحَبّة ..
اخضرارُ الأمانِ
في فضاءِ الكونِ!
السَّلامُ عميقٌ كالبحارِ
حنونٌ كأمٍّ
تعانِقُ وجهَ الليلِ
نورٌ مقدّسٌ
يتلألأُ ضياءً
كنجمةِ الصباحِ ..
حالةُ فرحٍ
مزدانة توهُّجاً
منبعثة من خيوطِ الشمسِ
من خُدُودِ السَّماءِ!
السَّلامُ مستوطنٌ
في نسغِ الأشجارِ ..
نقيٌّ كالماءِ الزُّلالِ!
عبقٌ كثيفُ الأريجِ
يحلِّقُ مع النسيمِ
فوقَ البحارِ ..
دُمُوعُ الأطفالِ
المنسابة كَحُبيباتِ الندى
فوقَ أغصانِ الزَّيتون!
حنانُ الأمِّ إلى ابنها الجنديِّ
المرميّ
في أعماقِ الصحارى ..
شهقةُ الوليدِ
عندَ إنبلاجِ الصَّباحِ!
ماءُ الحياةِ ..
بركةٌ مُنبعثةٌ من خارجِ الزَّمان ..
بركةٌ لا يحدُّها مكان!
خيرٌ وفيرٌ ..
رسالةٌ هاطلة
من أحضانِ السَّماء!
السَّلامُ خُبزُ الوجودِ
نعمةٌ من الأعالي ..
تهطلُ كشلالٍ مُقدَّسٍ
فوقَ شِراعِ الحياة!
آهٍ .. يا حياة
لِماذا لا يعقدُ الإنسانُ
معاهدةَ حُبٍّ بينهُ
وبينَ المطر؟!
لِماذا لا يصبحُ قلبَ الإنسان
شفافاً كَزُرقةِ السماء؟!
أجديرٌ أنتَ
أيُّها الإنسان
أن تعيشَ على وجهِ الكون ..
أن تعبرَ هذا الزَّمان؟!
آهٍ .. يا زمان
وألفُ آهٍ يا مكان ..
مُنْذَهِلٌ أنا
كيفَ تتحمَّلُ النُّجومُ
قباحاتِ البشرِ؟!
السَّلامُ هو مدى الحفاظ
على الترابِ
والهواءِ
والماءِ
نقيَّاً ..
هو منديلٌ شافٍ
يجفِّفُ
بكاءَ الأرضِ والسَّماء!
.... .... ..... يُتْبَعْ!
*أنشودة الحياة: نصّ مفتوح، قصيدة ملحميّة طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء هو بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الّذي يليه، وهذا النصّ مقاطع من الجزء الخامس، حمل عنواناً فرعياً:
السَّلام أعمق من البحار
أنشودةُ الحياة*
[نصّ مفتوح]
3
... .... .....
السَّلامُ لا يُبنى
على لغاتٍ جوفاء ..
السَّلامُ محرقةٌ متوهِّجةٌ كالجمرِ
منخلٌ كبيرٌ
يُصفِّي شوائبَ هذا الزَّمان
يستأصلُ أحقادَ ملايين البشر
يحوِّلُهَا إلى عناقٍ حميم
إلى تغريدةِ بُلْبُلٍ
في وجهِ الطفولة!
السَّلامُ رؤيةٌ شموليّة وارِفَة بالمحبَّة
نيَّاتٌ مُنبَعِثَة
من حنانِ الليلِ
من وحيِ الخصوبة!
السَّلامُ
مصافحاتٌ حميمة لملايينِ البشرِ
تشرَّبوا قيمَ الخيرِ
على اِمتدادِ أعمارِهم
يقطعونَ عهداً على أنفُسِهُم
لمصافحةِ ملايينِ بشرٍ آخرين!
السَّلامُ لُغةٌ غير مرئيّة
مقدَّسة ..
تحملُ خصوبةَ الحياةِ ..
بعيدةٌ عن لغةِ الألوانِ
عن لغةِ الأجناسِ
بعيدةٌ عن لغةِ العنجهياتِ
مُشَبَّعةٌ
برحيقِ
الأديانِ!
السَّلامُ باللغةِ العربيّة
يعني التحيّة ..
.. والتحيّةُ
تاريخٌ ناصعٌ بالصَّفاءِ ..
وفاءٌ عميقُ المدى
ودادٌ مُتبادلٌ بينَ البشر!
السَّلامُ ليسَ كلمات نقولها ..
ثمَّ نتعرَّضُ بعدَها للموتِ!
السَّلامُ
لا يقودُنَا إلى الموت ..
يقودُنَا إلى إستئصالِ
بذورِ الحقدِ والكراهيّةِ
من قُلوبِ البشر!
لا يُعَدُّ السَّلامُ سلاماً
عندما يقودُنَا إلى الهلاكِ
إلى هضابِ الجحيمِ!
السَّلامُ ليسَ كلاماً نقولُهُ
أمامَ حشدٍ من البشرِ
هوَ مدى استقبالِ هذا الحشد
لحيثياتِ السَّلام ..
هو تشبُّعُ الرُّوحِ
لرحيقِ السَّلامِ
هو شهقةُ حقٍّ
تصدحُ
في فضاءِ الكون!
السَّلامُ هو حالةُ اِنبعاثٍ
نحوَ سماواتِ الفرح ..
نحوَ رفرفاتِ خصوبةِ الرُّوح!
السَّلامُ ينسجُ
من خيوطِ الشَّمسِ فضائل ..
حالةٌ شفّافة
يعيشُهَا الإنسان
في كنفِ وطنِهِ ..
حالةٌ ولا كلَّ الحالاتِ
تنتشرُ كالهواءِ النقيِّ ..
تلغي الحدودَ المجنونة بينَ البشر
لإنجابِ أطفالٍ أصِحَّاء!
السَّلامُ إلتزامٌ مقدَّس ..
انجذابُ الذّاتِ
إلى فعلِ الخيرِ ..
بناءٌ شامخٌ
على أكتافِ المحبَّة
انعتاقُ الرُّوحِ
من ترّهاتِ الجسد!
نقاءُ القلبِ
من غبارِ الحياةِ ..
اجتثاثُ جذور الرُّؤى الجوفاء ..
بعيدٌ عن المنافعِ البغيضة
بعيدٌ عن دناءَةِ الإنسان
عن الصراعاتِ القميئة!
السَّلامُ رحلةُ الرُّوحِ
نحوَ قُبَّةِ السَّماءِ
توهُّجُ الشُّعراءِ
في حالاتِ التجلِّي
اخضرارُ القلبِ ..
رحيقُ الزُّهورِ المنبعثِ
كَشعاعِ الشَّمسِ
من خدودِ الأطفالِ!
أغاني الغجرِ الصادحة
في أعماقِ البراري
حمامةٌ بيضاء
تحلِّقُ فوقَ الصحارى
تبشِّرُ بخيرٍ وفير
ينمو على شفاهِ الكونِ!
بحارٌ من اليقينِ
تغسلُ جبينَ الليلِ
من تعبِ النَّهارِ
تفادياً
لموتِ ملايينِ الأطفالِ
جوعاً في الأزقّةِ العميقة؟
تفادياً لموتِ الكهولِ
على قارعةِ الطُّرقاتِ ..
تفادياً لموتِ الأمّهاتِ
في برّيّةِ الرُّوحِ!
السَّلامُ رسالةُ فرحٍ
حالةُ اِطمئنانٍ ..
وفاقُ الإنسانِ معَ أخيهِ الإنسان!
السَّلامُ أعمق من الجولاتِ المكّوكيّة
أعمق من المشاهدِ الاستعراضيّة ..
مشاهدٌ مسرحيّة مليئة بالنِّفاقِ ..
متَشَعِّبة بالحواراتِ العقيمة
غير مناسبة لأبجدياتِ السَّلام!
السَّلامُ ليسَ بروتوكولات دوليّة
ولا طاولات مستديرة
أو مستطيلة!
هو ثمارٌ ناضجة
بينَ أيدي الأطفال!
سهولٌ خضراء
على اِمتدادِ البصرِ
تغريدةُ بُلبُلٍ عندَ الصَّباحِ
نشوةُ القلبِ أثناءَ العناقِ
صفاءُ الرُّوحِ
قبلَ حُلُولِ المساء!
السَّلامُ طُفُولةٌ بريئة
تُعانِقُ قِمَمَ الجبالِ ..
حبُّ المحافظة
على جمالِ الطبيعة!
نورٌ
مَحَبّة ..
اخضرارُ الأمانِ
في فضاءِ الكونِ!
السَّلامُ عميقٌ كالبحارِ
حنونٌ كأمٍّ
تعانِقُ وجهَ الليلِ
نورٌ مقدّسٌ
يتلألأُ ضياءً
كنجمةِ الصباحِ ..
حالةُ فرحٍ
مزدانة توهُّجاً
منبعثة من خيوطِ الشمسِ
من خُدُودِ السَّماءِ!
السَّلامُ مستوطنٌ
في نسغِ الأشجارِ ..
نقيٌّ كالماءِ الزُّلالِ!
عبقٌ كثيفُ الأريجِ
يحلِّقُ مع النسيمِ
فوقَ البحارِ ..
دُمُوعُ الأطفالِ
المنسابة كَحُبيباتِ الندى
فوقَ أغصانِ الزَّيتون!
حنانُ الأمِّ إلى ابنها الجنديِّ
المرميّ
في أعماقِ الصحارى ..
شهقةُ الوليدِ
عندَ إنبلاجِ الصَّباحِ!
ماءُ الحياةِ ..
بركةٌ مُنبعثةٌ من خارجِ الزَّمان ..
بركةٌ لا يحدُّها مكان!
خيرٌ وفيرٌ ..
رسالةٌ هاطلة
من أحضانِ السَّماء!
السَّلامُ خُبزُ الوجودِ
نعمةٌ من الأعالي ..
تهطلُ كشلالٍ مُقدَّسٍ
فوقَ شِراعِ الحياة!
آهٍ .. يا حياة
لِماذا لا يعقدُ الإنسانُ
معاهدةَ حُبٍّ بينهُ
وبينَ المطر؟!
لِماذا لا يصبحُ قلبَ الإنسان
شفافاً كَزُرقةِ السماء؟!
أجديرٌ أنتَ
أيُّها الإنسان
أن تعيشَ على وجهِ الكون ..
أن تعبرَ هذا الزَّمان؟!
آهٍ .. يا زمان
وألفُ آهٍ يا مكان ..
مُنْذَهِلٌ أنا
كيفَ تتحمَّلُ النُّجومُ
قباحاتِ البشرِ؟!
السَّلامُ هو مدى الحفاظ
على الترابِ
والهواءِ
والماءِ
نقيَّاً ..
هو منديلٌ شافٍ
يجفِّفُ
بكاءَ الأرضِ والسَّماء!
.... .... ..... يُتْبَعْ!
*أنشودة الحياة: نصّ مفتوح، قصيدة ملحميّة طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء هو بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الّذي يليه، وهذا النصّ مقاطع من الجزء الخامس، حمل عنواناً فرعياً:
السَّلام أعمق من البحار
صبري يوسف- كاتب-شاعر-فنان
-
عدد الرسائل : 107
البلد الأم/الإقامة الحالية : السويد
الهوايات : الكتابة والفن
تاريخ التسجيل : 07/10/2008
مواضيع مماثلة
» السَّلام أعمق من البحار 9
» السَّلام أعمق من البحار 10
» السَّلام أعمق من البحار 1
» السَّلام أعمق من البحار 2
» السَّلام أعمق من البحار 4
» السَّلام أعمق من البحار 10
» السَّلام أعمق من البحار 1
» السَّلام أعمق من البحار 2
» السَّلام أعمق من البحار 4
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: الأديب والشاعر والفنان السوري صبري يوسف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى