الوقت/التاريخ الآن هو 22/11/2024, 10:06 am
إعْلَم أنتَ أيُها المُهاجّر
أنَ الوطن ليس فندقاً سِياحياً تَرتادُه
تُغادرهُ عابراً إلى قصور المنافي
و تهْتدي إليه
حينَ تشعُر بدنوّ الموت
لِتستَنْجد بِرحمِ تُرابه
قُدّرَ لنا أنْ نَحيا
في وطنٍ مغلول بالهلاك
مُضَرّج بأعنَفِ الألوان
وطن ٍ
غير كُلّ الأوطان
قُدّر لنا أن نُدفًنَ
في وطن ٍ مُكلّل بعذوبة ِ سحر ِ ألوانه
وطن ٍ
غير كل الأوطان
أخضرغزالة بريّة في جمالها غفتْ في حُضْن مرج أخضر
مرّ وقت
كاد أن ينساها في حُضنه" اللوحة بريشة كلود مونيه "
قطعاً ,
أحلامنا كُلّها أُودعت في معتقلات التدجينكُلّ مساء نُرسل أحلامنا بمغلفات بريديةإلى جهات مختصّة بإدارة شؤؤن البلادنستأذنهم قبل أن نسمح للأحلام بزيارة أجفانناالمُخيّلة , هي جزؤنا...
أبيض
السماء التي تملكُ الحق في القبض على الأرواح
هي وحدها تملك حق تكفين أجساد المُتعبين بغطاء ناصع البياض
بياضٌ إستبّد حضوره
إزداد لؤماً , عُدواناً , طغياناً
كيف لا يرقص الجسد إحتفالاً بعطب صامت ً مُتعالٍ عن الإفشاء ؟
بياضٌ إستبّد حضوره
أتحفنا بمفردات ٍ نتداولها...
ناقد قال :
- حوارٌ يُمْعِن الإنزلاق في فخ التكرار !
- ماذا تفعل لشعب قابع في هوّة مُدوّرة
يعرق عطرَ البنفسج نفسه , يُعيد المنام نفسه
شعبٌ ينهق بحمل خيباته كحمار
لغةٌ تدور حول نفسها , تهوي في دوائرها
تعصف , تهدأ , تهوي
في قعر اللاقرار
لنا أن نُحدّق في الأُفق المُنوّر
فيما تبقى لنا من سُحب في السماء
ربما ,
تسبقنا أحلامنا إلى ما بعد الأسوار
و ينحسر قلق اللون فيها
لنا أن نرفع معالقنا , أعلى أعلى
علّنا ,
نُصيب جناح صقر
علّنا ,
ننْجح بتكسير هذا الزمن الدائري...
- هل شاهدت بوماً يُصطاد و يُحنّط فوق جدار ؟
- بل شاهدت بوماً يُغرد حزنا فاجراً تارة ً و حيناً ينعقُ فرحاً
- أنت بوم الشؤم , مُتّهم بالنكد و العويل و النعيب و الإنطوائية ألا تخشى مُهاجميك ؟
- لا تُصدق تِلك الشائعة المتوارثة عن شؤمي
حتما ً , أنا من أطلقها كي أتحاشى شراسة أعدائي
هي حيلة للتملّص من مهرجانات الصيد , و تحنيطي على جُدُر زهوهِم
البوم ليس من سُلالة الطيور الداجنة التي تنتظر إصطيادها في الحدائق العامة
- كيف لا تخشى التسكّع في المقابر و ذلك التحليق الليلي ؟
- عيناى في تواصل دائم مع الذهول
يتّسعان ذهولاً...
يا صاحبة الحكمة
- كيف تواجهين إرتباك حواسك
في حضرة الأسئلة الكُبرى ؟
نفثت في وجهي دخان غليونها المُعتّق
و بسخرية أجابت :
- يكفيني حَفنة من رمادٍ أبيض أرشُه خلسة في غليوني
لأهزم صاحب البلاء " الأرق "!
- الأحلام ؟
- طيرٌ أزرق , بتروا جناحيه
ثم ألقوه في الفضاء
- المستقبل ؟
- مُعلّق على مشنقة العجز الفاضح
- الحب ؟
- يذكرني بجبران خليل جبران و مي زيادة
- الصداقة ؟
- ما حكّ جلدك مثل مبرد تقليم أظافرك
- العدالة الإجتماعية ؟
- عجوز كانت تقيّة تنكرّت...
... تلك التي تتوغل في أرض الأسئلة
تلك التي تهرب من ثقافة تُحرّم الأسئلة
تبتكر لُغة على قياس خيبتها
تطرح فيها كما ً هائلا ً من علامات الإستفهام
و كما ً أعظم من ذهول الأجوبة
ربما ,
كي لا تخضع للأجوبة الجاهزة , لِنفاق الأجوبة
تلك التي تخشى فاجعة الجواب
تحسُم أجوبة مُربكة موجعة في فجيعتها !!!
سوناتا الضباب الأزرق
- لَمَ خلعت ِ عشقك للبحر ؟
- خلعتُ إفتتاني به , بعدما باتت أحشاؤه مُغلفة بالدهشة الباردة
حنجرته مفعمة بضحكات صاخبة و أوتاره تعزف راحلة من فصلٍ إلى آخر ...
عاشق لكل الفصول
أجنحتي تأبى التحليق في رحاب...
عدد المتصفحين الحاليين للمنتدى: لا أحد
المشرف
دانية بقسماطي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع وضع مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المفتاح
- مساهمات جديدة
- مساهمات جديدة [ موضوع شعبي ]
- مساهمات جديدة [ موضوع مقفل]
- لا مساهمات جديدة
- لا مساهمات جديدة [موضوع شعبي ]
- لا مساهمات جديدة [موضوع مقفل]