قصة قصيرة الكيس المعطر
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: الأدبيــة العـامـــة :: القصة والحكاية :: سمير روهم
صفحة 1 من اصل 1
قصة قصيرة الكيس المعطر
قصة قصيرة
الكيس المعطر
بعد أن هاجر بحثاً عن عمل ليكون نفسه ويبني أسرة وها مرت الأيام والسنون ويملك الآن منزلاً وسيارة تقف أمام داره وله أسرة
رائعة ولكن كان يشعر بنقص في داخله و وبحزن يغمر قلبه برغم كل ما توفر له
فكان يدخل غرفتة الخاصة ويجلس فيها لساعات دون كلل ولا ملل وعندما كان يدخل أحد أولاده لتلك الغرفة فكانت تفوح
منها رائحة غريبة لم يعرفوها من قبل فكلما سأله أحدهم عن سرها فكان يقول لهم أنها تفوح من هذا الكيس المعلق هناك
فقال أحدهم يا أبتي هذه الرائحة تتبدل بتبدل الفصول والأيام ما سرها وما هذه المادة العجيبة التي تتبدل رائحتها في كل فصل؟
فكان الأب يقول هذا أمر طبيعي يا ولدي فهذه المادة تفوح منها روائح مختلفة فتنشر رائحة تبهجك في ساعة الفرح
ورائحة تواسيك في ساعة الضيق والكرب والحزن لأنها تشعر بك فهي كالأم الحنون تمنح الحب والحنان لنا.
ولكن لم يعرفوا بعد ماذا يوجد في داخله هل هو بخور أم مسك أم عنبر ومن أين جاء به ؟ فكانت هذه الأسئلة تراود الجميع
ولكنه لم يخبرهم عن سره لأنه كلما طلب منهم السفر لزيارة الوطن يفضلون السفر لبلاد أخرى بحجة ماذا يسجدون فيه
ففي بلاد أخرى هناك الكثير من مواقع السياحة أجمل وحضارة متقدمة أكثر من موطنه.
وذات يوم حانت ساعته فطلب من زوجته ان تأخذ معها ذلك الكيس عند دفنه . وترش من بعضه عليه
وأوصاها أن تبلغ سر الكيس لأبنائه .لأنها كانت تعرفه وكانت تشاركه الخلوة أكثر الأيام.
وبعد أن فارق الحياة وذهب الجميع لدفنه طلبت الزوجة من الجميع قبل أن يرموا عليه التراب أن ترش عليه من تراب
الكيس فهذه كانت وصيته أن ترش عليه بعض من التراب وتترك قسم آخرفي الكيس منه لنفسها وقالت بعد موتي أرجو أن
ترشوا على جسدي من هذا التراب فهذا هو تراب من بلادنا بعد ان حرمنا منه في حياتنا لظروف الحياة القاسية .
أن لا ننحرم منه في ساعة موتنا فهو يدفي أجسادنا في قبورنا ويلفنا لأننا منه وإليه نعود .
هنا علم الأولاد ماذا كان يحوي الكيس انه تراب من الوطن كان قد جلبه معه والدهم يوم هاجر منه وحافظ عليه لهذه الساعة.
وعندما رشت الزوجة التراب عليه فاحت منه رائحة زكية عطرت كل المكان أستغرب الحاضرون كثيراً وقالوا هل يعقل
أن تفوح مثل هذه الرائحة العطرة من هذا التراب ؟ قالت الزوجة أجل فتراب بلادي معطر بدماء الشهداء وبدموع الأمهات
عطره دائم مدى الحياة ومتنوع بتنوع الأيام هنا شعر الأولاد بالخجل وركضوا إلى الكيس يقبلونه لأنه كفن والدهم
برغم بعده عن الوطن وشعروا بحنان الأرض لهم فعاهدوا أمهم بزياة الوطن مع والدهم ولن يبقى في تراب الغربة
فطلب الأبن الأكبر من المسؤول بأخراج جسد والده ووضعه في البراد لحين أنتهاء أجراءات السفر .
ومرت أيام وحان موعد السفر والعودة بالجسد للوطن وتحول حزن الزوجة لفرح لأن الزوج دفن في قلب الوطن
وغمر جسده ترابه ولفه بحب وحنان وأشتياق كما تلف الأم أبنها بعد غياب طويل .
هذا هو العشق الحقيقي بين الأبناء والوطن ولترابنا رائحة مميزة ومحبته لا تضاهيها محبة .
ابن السريان السوري 02.08.2014
الكيس المعطر
بعد أن هاجر بحثاً عن عمل ليكون نفسه ويبني أسرة وها مرت الأيام والسنون ويملك الآن منزلاً وسيارة تقف أمام داره وله أسرة
رائعة ولكن كان يشعر بنقص في داخله و وبحزن يغمر قلبه برغم كل ما توفر له
فكان يدخل غرفتة الخاصة ويجلس فيها لساعات دون كلل ولا ملل وعندما كان يدخل أحد أولاده لتلك الغرفة فكانت تفوح
منها رائحة غريبة لم يعرفوها من قبل فكلما سأله أحدهم عن سرها فكان يقول لهم أنها تفوح من هذا الكيس المعلق هناك
فقال أحدهم يا أبتي هذه الرائحة تتبدل بتبدل الفصول والأيام ما سرها وما هذه المادة العجيبة التي تتبدل رائحتها في كل فصل؟
فكان الأب يقول هذا أمر طبيعي يا ولدي فهذه المادة تفوح منها روائح مختلفة فتنشر رائحة تبهجك في ساعة الفرح
ورائحة تواسيك في ساعة الضيق والكرب والحزن لأنها تشعر بك فهي كالأم الحنون تمنح الحب والحنان لنا.
ولكن لم يعرفوا بعد ماذا يوجد في داخله هل هو بخور أم مسك أم عنبر ومن أين جاء به ؟ فكانت هذه الأسئلة تراود الجميع
ولكنه لم يخبرهم عن سره لأنه كلما طلب منهم السفر لزيارة الوطن يفضلون السفر لبلاد أخرى بحجة ماذا يسجدون فيه
ففي بلاد أخرى هناك الكثير من مواقع السياحة أجمل وحضارة متقدمة أكثر من موطنه.
وذات يوم حانت ساعته فطلب من زوجته ان تأخذ معها ذلك الكيس عند دفنه . وترش من بعضه عليه
وأوصاها أن تبلغ سر الكيس لأبنائه .لأنها كانت تعرفه وكانت تشاركه الخلوة أكثر الأيام.
وبعد أن فارق الحياة وذهب الجميع لدفنه طلبت الزوجة من الجميع قبل أن يرموا عليه التراب أن ترش عليه من تراب
الكيس فهذه كانت وصيته أن ترش عليه بعض من التراب وتترك قسم آخرفي الكيس منه لنفسها وقالت بعد موتي أرجو أن
ترشوا على جسدي من هذا التراب فهذا هو تراب من بلادنا بعد ان حرمنا منه في حياتنا لظروف الحياة القاسية .
أن لا ننحرم منه في ساعة موتنا فهو يدفي أجسادنا في قبورنا ويلفنا لأننا منه وإليه نعود .
هنا علم الأولاد ماذا كان يحوي الكيس انه تراب من الوطن كان قد جلبه معه والدهم يوم هاجر منه وحافظ عليه لهذه الساعة.
وعندما رشت الزوجة التراب عليه فاحت منه رائحة زكية عطرت كل المكان أستغرب الحاضرون كثيراً وقالوا هل يعقل
أن تفوح مثل هذه الرائحة العطرة من هذا التراب ؟ قالت الزوجة أجل فتراب بلادي معطر بدماء الشهداء وبدموع الأمهات
عطره دائم مدى الحياة ومتنوع بتنوع الأيام هنا شعر الأولاد بالخجل وركضوا إلى الكيس يقبلونه لأنه كفن والدهم
برغم بعده عن الوطن وشعروا بحنان الأرض لهم فعاهدوا أمهم بزياة الوطن مع والدهم ولن يبقى في تراب الغربة
فطلب الأبن الأكبر من المسؤول بأخراج جسد والده ووضعه في البراد لحين أنتهاء أجراءات السفر .
ومرت أيام وحان موعد السفر والعودة بالجسد للوطن وتحول حزن الزوجة لفرح لأن الزوج دفن في قلب الوطن
وغمر جسده ترابه ولفه بحب وحنان وأشتياق كما تلف الأم أبنها بعد غياب طويل .
هذا هو العشق الحقيقي بين الأبناء والوطن ولترابنا رائحة مميزة ومحبته لا تضاهيها محبة .
ابن السريان السوري 02.08.2014
ابن السريان- السوري
-
عدد الرسائل : 167
العمر : 61
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا / ألمانيا
الشهادة/العمل : مهندس معماري
تاريخ التسجيل : 17/10/2012
مواضيع مماثلة
» قصة قصيرة / طيف امرأة
» قصة قصيرة جداً
» المطاردة : قصة قصيرة
» الفراشة والزهرة قصة قصيرة
» أمي تبكي دماً / قصة قصيرة
» قصة قصيرة جداً
» المطاردة : قصة قصيرة
» الفراشة والزهرة قصة قصيرة
» أمي تبكي دماً / قصة قصيرة
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: الأدبيــة العـامـــة :: القصة والحكاية :: سمير روهم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى