أمي تبكي دماً / قصة قصيرة
4 مشترك
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: نفحـــــــات عبيديــــــــة
صفحة 1 من اصل 1
أمي تبكي دماً / قصة قصيرة
أمي تبكي دماً* / قصة قصيرة
ذات مساء سمعتُ أمي تبكي في إحدى زوايا البيت
لكن صوتها الحزين وصلني فمزق قلبي, هرعتُ لها وجلست بقربها أسألها عن السبب
شاهدتني فمسحتْ دموعها بمنديلها الأبيض ليتلون المنديل بالأحمر ..
استغربتُ لذلك وزاد قلقي على حالتها ..
قلت لها يا أمي قبل أن أعرف سبب بكائكِ أحب أن أعرف ما هذا الأحمر الذي يخرج مع دموعكِ ؟
لفتني بذراعيها وضمتني لصدرها بحب وحنان كالعادة وقالت بصوت مخنوق:
لو علمتَ سبب بكائي لعلمتَ لِما دموعي ممزوجة بالدم .
قلت لها: أمي الحبيبة خبّريني إذاً.. فأنا أتمزق لما أنتِ فيه
فأجابت:
- ألم تسمع بأن أخاك أصبح من المسلحين وهو يعيش في البراري كالوحوش
معتقداً بأنه يدافع عن الله ويريد أن يصلح البشر ويحاسبهم
متناسياً بأن الله قادر بطرفة عين أن يمحي الكون كله وحده - لو أراد - ليس فقط يستطيع أن يصلحه .
ومتناسياً ان الله ليس بحاجة لمساعدة البشر في تدبيره...
- وأخوك الآخر أصبح معارضاً يثير الشغب في الطرقات.. يشتم, يدمّر, يحرق ويخرب
ويعادي كل من يخالفه الرأي, ويظن بأنه بهذا سوف يجبر الناس على التغيير والسير خلفه
ولكن الحقيقة من كان يحبه بدأ ينفر منه .
- وأما أخوك الثالث المهاجر منذ عقود ولم نسمع أخباره, أصبحنا نسمعه كل يوم على القنوات المغرضة
يحرّض الناس على تدمير بيتكَ وبيته كأنه الوصي اليوم علينا..
وهو من تركنا في أشد الأيام إحتياجاً له حيث فرّ ليتنعم بملذات الغربة ويعيش فجورها,
وها هو اليوم أصبح وصياً عليّ وعليكم يشارك بعض جيران السوء ويشجّع المسلحين على تجويعنا
و يضع يده بيد أعدائنا للنيل منا .
وأما أخوك الجندي المسكين فوقع بين ناريين:
- حبه لوطنه وبيته والدفاع عنه بحق الواجب
- محبته لأخوته
ولكن عند عدم سماع إخوته لصوته في الرجوع لحضن الأهل والبيت
فما كان منه غير حمل السلاح بوجههم لمنعهم من الإستمرار في تدمير البيت وقتل الحب فيه.
وأعادة الأمن والأمان للبيت.
وهكذا نشب صراع بينهم وبينه, وأنا الآن أحترق بنارهم .
فقلت لها: وأنا يا أمي ماذا عني؟
فقالت: يا ولدي المسكين أنت ضائع بين الجميع لكن الحق سوف يظهر وتعلو كلمته
وكما تعلم قلب الأم فهو يعذبني ويحرق جوفي كالبركان .
قلت لها:
- أمي لما لا تنسين المسيئ منهم وتتعاطفين مع الصالح فكما ترين أخي الجندي هو من يدافع عنّا
هنا مررت يدها على رأسي وقالت أعطيني يدك وأفتحها, ففعلتُ
ثم أمسكت أحدى الأصابع وقالت لو قطعنا هذه الأصبع ألا تشعر بألم ؟
فقلت لها أجل سوف أموت من الألم.. ثم قالت هل تستطيع بعدها استعمال يدك بشكل كامل
قلت لها لا... ثم أمسكت بإصبع أخرى.. وهكذا سألتني عن الخمسة..
وقالت: أنا مثلكَ.. فلو أصيب أي واحد منكم بسوء سوف يحترق قلبي وأموت من الألم لأجله ..
ثم قالت: كلكم أبنائي ولا يمكن أن أتخلى عن أي واحد منكم وإن كان مخطئاً, هل تعلم لماذا ؟
فقلت لها: لا أعرف يا أمي أخبريني أنتِ
فقالت: لأنني أشعر بأن هناك أمل بأن يستجيب الله لصلاتي
بأن يهدي الضال بعودته لطريق الحق ولحب أهله ووطنه وبيته ..
ومن أخطئ فباب التوبة والعودة مفتوح كما قال الرب,
وأملي بالله كبير.....
هل عرفتَ الآن لما دموعي بالأحمر؟ لأنني أبكي دماً على أخوتك...
فقبلتها ومسحتُ دموعها وقلت لها:
- سوف أبقى بقربكِ وأكون مثل أخي مقاتل لأجل الحق والدفاع عن الوطن..
- وسأكون معارضاً, لكن أحب الآخرين ..
- ومهاجر أعود لأبني وطني, لا أسعى لخرابه..
- وأكون متعصباً لحب بيتي وأهلي وأخوتي وأنشر محبة وسلام الله بكل مكان .
هنا عادت البسمة والإشراق لوجهها فلفتني وقبلتني بحرارة وحب وحنان
ثم قالت: هذا هو أملي بكم جميعاً وأرجو أن يعود إخوتك لرشدهم لأنهم من رحم واحد
ومن صدر واحد شربوا الحنان والحب,
مهما حاول الآخرون تفريقهم سوف يعودون لحضن أمهم ولبيتهم,
ويبنون ما خرّب ودمّر .
هيّا يا ولدي لقد أصبح منتصف الليل هيا لنرقد على أمل أن يكون الغد أفضل..
فخلدنا للنوم على أمل أن يكون الغد بعون الله أفضل وأجمل ويعم الأمن والسلام بلادنا
وتعود الفرحة لبيوتنا وقلوبنا.
جو
28-1-2013
______________________________
*عن: (لماذا تبكي الأمهات أحياناً دماً؟) لابن السريان بتصرف
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
رد: أمي تبكي دماً / قصة قصيرة
سلام الرب معك
أخي جو الحبيب
كم هو رائع أبداعك ورتشوك على قصتي
لقد أخرجتها بروعة وأبداع
بركة الرب معك
أخي جو الحبيب
كم هو رائع أبداعك ورتشوك على قصتي
لقد أخرجتها بروعة وأبداع
بركة الرب معك
ابن السريان- السوري
-
عدد الرسائل : 167
العمر : 61
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا / ألمانيا
الشهادة/العمل : مهندس معماري
تاريخ التسجيل : 17/10/2012
رد: أمي تبكي دماً / قصة قصيرة
كما مست كلماتك قلبي دمت بكل المودة والحب صديقي
ملك الزياد- كاتبة
-
عدد الرسائل : 72
العمر : 39
البلد الأم/الإقامة الحالية : مصر
الشهادة/العمل : جامعية / محاسبة
الهوايات : كاتبة خواطر شعرية
تاريخ التسجيل : 07/02/2013
رد: أمي تبكي دماً / قصة قصيرة
أخي ابن السريان
فكرتكم الرائعة التي تصوّر واقع الحال بأوضح صورها
أخذت لبي وحركت وجداني
فعملتُ على إخراجها للقارئ بشكل يليق
محبتي
جو
فكرتكم الرائعة التي تصوّر واقع الحال بأوضح صورها
أخذت لبي وحركت وجداني
فعملتُ على إخراجها للقارئ بشكل يليق
محبتي
جو
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
رد: أمي تبكي دماً / قصة قصيرة
دائماً أول مصافحة للنص من قبل الأحبة الأعضاء
يكون لها وقعها الخاص والمميز لدى صاحبه
ملك العزيزة:
الحب لا يأتي من قلوب لا تعرفه
ردكِ يا ملك مس الحنايا وحرك المشاعر
شكراً صديقتي
كل المحبة
جو
يكون لها وقعها الخاص والمميز لدى صاحبه
ملك العزيزة:
الحب لا يأتي من قلوب لا تعرفه
ردكِ يا ملك مس الحنايا وحرك المشاعر
شكراً صديقتي
كل المحبة
جو
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
رد: أمي تبكي دماً / قصة قصيرة
الشكر الجزيل لكل من عقب عليها
والشكر لموقعنا الحبيب أدامه الرب
والشكر الخاص لك أخي الحبيب جو
بركة الرب مع الجميع
والشكر لموقعنا الحبيب أدامه الرب
والشكر الخاص لك أخي الحبيب جو
بركة الرب مع الجميع
ابن السريان- السوري
-
عدد الرسائل : 167
العمر : 61
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا / ألمانيا
الشهادة/العمل : مهندس معماري
تاريخ التسجيل : 17/10/2012
أمي تبكي دما
قصة مؤثرة قصة أم جريحة ووطن جريح هكذا هو حال الأم دائما دموعها على فلذات أكبادها دم ،احسنت صديقي في السرد فقط ملحوظة صغيرة حبذا لو أوجزت قليلا في السرد واستعملت مفردات قصيرة وفي نفس الوقت تفي بالمعنى
سعاد طبشي- عاشقة الحرف
-
عدد الرسائل : 81
العمر : 55
البلد الأم/الإقامة الحالية : الجزائر/ المسيلة
الشهادة/العمل : باكالوريا / لا عمل
تاريخ التسجيل : 03/07/2013
رد: أمي تبكي دماً / قصة قصيرة
عزيزتي سعاد
بداية شكراً لمروركِ, و شكراً لدقة ملاحظتكِ
أنا أدركُ تماما ما تقولين..
علما اني اختصرتُ كثيراً من النص الأصلي للقصة
لكن فعلا ما ذكرتيه صحيح...
بالتأكيد هذا ليس بسرد أدبي أكثر مما هو قصة محكية بسيطة
تقصدتُ حشرها في بعض الأدمغة ممن غرر بهم
وممن سدّوا آذانهم عن الحق والحقيقة
و من كثرة قهري على ما حصل وما يحصل في وطني
تقصّدتُ عدم الإيجاز لتوضيح دقائق الامور
وعلى قول المثل التكرار يعلّم الحمار
تحياتي ومودتي
جو
بداية شكراً لمروركِ, و شكراً لدقة ملاحظتكِ
أنا أدركُ تماما ما تقولين..
علما اني اختصرتُ كثيراً من النص الأصلي للقصة
لكن فعلا ما ذكرتيه صحيح...
بالتأكيد هذا ليس بسرد أدبي أكثر مما هو قصة محكية بسيطة
تقصدتُ حشرها في بعض الأدمغة ممن غرر بهم
وممن سدّوا آذانهم عن الحق والحقيقة
و من كثرة قهري على ما حصل وما يحصل في وطني
تقصّدتُ عدم الإيجاز لتوضيح دقائق الامور
وعلى قول المثل التكرار يعلّم الحمار
تحياتي ومودتي
جو
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
مواضيع مماثلة
» لماذا تبكي الأمهات أحياناً دماً؟؟؟؟؟؟؟؟؟
» كل غمامة تبكي عليكِ
» خواطر حب قصيرة / 3- هروب
» خواطر حب قصيرة / 2- همسة
» المطاردة : قصة قصيرة
» كل غمامة تبكي عليكِ
» خواطر حب قصيرة / 3- هروب
» خواطر حب قصيرة / 2- همسة
» المطاردة : قصة قصيرة
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: نفحـــــــات عبيديــــــــة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى