المطاردة : قصة قصيرة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المطاردة : قصة قصيرة
المطاردة
لمحتها من بعيد، تكاد تهرول، لا يبدو أنها رأتني أو علمت بوجودي قريبا منها، لم أوفق في إخفاء دهشتي عن رفيقي الذي سارع إلى تأكيد شكي
_إنها هي ؛هل أنتما متخاصمان ؟
_ لكنها لم ترني
-ما الجهة التي تقصدها ؟ وهل تزور إحدى صديقاتها ؟ أم لكما معارف في هذه المنطقة ؟
أقوم مسرعا ؛ يرافقني صديقي لا أدري ما وجهتها والى أين هي ذاهبة ؛ ولماذا لم تخبرني ؛ لقد تجاهلت وجودي ؛ كانت تحرص في الأيام الماضية على تحيتي وتحية جلسائي ؛ فهل غضبت مني ؟ ولم عساها تغضب ؟
رفيقي لا يخفي حرصه على اللحاق بها ، يود أن يعرف أين تذهب ، وأنا ماذا بمقدوري أن أقول ؟ هل أواصل حياتي مخدوعا متظاهرا بأنني لا أعلم شيئا ؟
لا يمكنني هذا ، فلن أبقى دميتها اصدق ما تدعيه ، دللتها كثيرا وأفسدها تدليلي ، هي تسخر مني في سرها ، يبدو أنني المخدوع وأخر من يعلم ، هدا صاحبي من روعي ، قال أنه يراها كل يوم في مثل هذا الوقت وقد يكون لها عمل وأنا لا أعلم ، تسير أمامي وتعطيني ظهرها ، تبتعد عن مقهاي ، لن أدعها تنجح في الإفلات مني ، ولن أبقى موضع هزء وسخرية بعد اليوم ،سوف أضع حدا لسذاجتي وطيبة قلبي مما جعلها تتلاعب بي ، تحدثني كثيرا عن الثقة المتبادلة والإخلاص والاحترام المشترك ، وكل هذه الأكاذيب ، أنها كاذبة ومنافقة ، وقد أيقنت من هذه الحقيقة
لم تلتفت ، ولم تدر رأسها إلى الخلف وهذا ما أبتغيه ، لا أود أن تراني الآن ، قد تدعي أنها في زيارة لأحدى معارفها ، سوف أصبر حتى النهاية ، حتى الوقت الذي أتمكن فيه من إمساكها بالجرم المشهود
لست مثلها ، الشريعة والعرف والتقاليد تمنحني حقوقا عليها ، عليها طاعتي والإقرار بقوتي وقيادتي
- لا تقترب منها ،اترك مسافة مناسبة بينكما، لكيلا تفشل مساعينا
مرة واحدة قابلتني وأنا أسير مع إحدى صديقاتي ، فأقامت الدنيا ولم تقعدها ، وحين سكتت هي لم يرد أصدقائي أن يصمتوا ، أطالوا الحديث عن حقوق الزوجات وعن احترامهن ، وأنا لم اقترف إثما ، سرت مع واحدة لا غير ، تقول إنها تعمل أكثر مني ، وهل هي الوحيدة في هذا المضمار ؟ كل النساء يعملن ، فهل تمن علي بعملها ؟
-صه ؛ لا تقترب ، يمكن أن تلمحك
تريدني أن أساعدها في أعمال المنزل ، وقد حاولت إرضاءها ، فضحك علي بعض معارفي ، فلماذا أقوم بأعمال تتنافى مع كرامتي ؟ أتعبتني بدعوى المساواة ، وهي ضعيفة تبكي لأتفه الأمور ، تقول أن كثرة العمل ترهقها ، فماذا بوسعي أن افعل ؟
- أوشكنا على الوصول ، صبرا حتى تضع حدا لادعاءات زوجتك الفاضلة
مللت منها ، فماذا تظن نفسها ؟ أنها مجرد مدعية ، تغضب دائما ثم تلوذ بالصمت ، فلتفعل ما تشاء ، سأكون اليوم حرا اسهر كما أريد ومع من ارغب
- قريبا نصل ، ستمسك زوجتك بالجرم ، ولن تستطيع الكذب
المكان بعيد عن منزلنا ، وصديقاتها اعرف منازلهن ، فمن ذا الذي تأتي لزيارته هنا ؟ لابد أنها تخونني ، هي ليست أفضل مني ، اخبرني صديقي عن زيارتها المريبة ، وأنا شاكر له ، من حسن حظي أنها لا تحب الالتفات ، تسير وعيناها تنظران أمامها ، حسنا أنها تصل ، منزل من هذا ؟ لا أدري لمن يكون ؟ ترن الجرس ، سوف انتظر ، حتى أرى الرجل ، وافعل ما يتطلبه الموقف ، وأسدل الستار على هذه المسرحية الهزلية ، ورجل اسود أيتها اللعينة ، تفضلين علي رجلا اسود ، يتعانقان ، يقبل أحدهما الآخر ، أيتها المجرمة ، أضع يدي على كتفها
- أيتها الخائنة ، ما تفعلين هنا ؟
تلتفت المرأة مندهشة ، وجه لمخلوقة أخرى لم أرها من قبل يقابلني في غضب
صبيحة شبر
الرباط في 1_1_2000
لمحتها من بعيد، تكاد تهرول، لا يبدو أنها رأتني أو علمت بوجودي قريبا منها، لم أوفق في إخفاء دهشتي عن رفيقي الذي سارع إلى تأكيد شكي
_إنها هي ؛هل أنتما متخاصمان ؟
_ لكنها لم ترني
-ما الجهة التي تقصدها ؟ وهل تزور إحدى صديقاتها ؟ أم لكما معارف في هذه المنطقة ؟
أقوم مسرعا ؛ يرافقني صديقي لا أدري ما وجهتها والى أين هي ذاهبة ؛ ولماذا لم تخبرني ؛ لقد تجاهلت وجودي ؛ كانت تحرص في الأيام الماضية على تحيتي وتحية جلسائي ؛ فهل غضبت مني ؟ ولم عساها تغضب ؟
رفيقي لا يخفي حرصه على اللحاق بها ، يود أن يعرف أين تذهب ، وأنا ماذا بمقدوري أن أقول ؟ هل أواصل حياتي مخدوعا متظاهرا بأنني لا أعلم شيئا ؟
لا يمكنني هذا ، فلن أبقى دميتها اصدق ما تدعيه ، دللتها كثيرا وأفسدها تدليلي ، هي تسخر مني في سرها ، يبدو أنني المخدوع وأخر من يعلم ، هدا صاحبي من روعي ، قال أنه يراها كل يوم في مثل هذا الوقت وقد يكون لها عمل وأنا لا أعلم ، تسير أمامي وتعطيني ظهرها ، تبتعد عن مقهاي ، لن أدعها تنجح في الإفلات مني ، ولن أبقى موضع هزء وسخرية بعد اليوم ،سوف أضع حدا لسذاجتي وطيبة قلبي مما جعلها تتلاعب بي ، تحدثني كثيرا عن الثقة المتبادلة والإخلاص والاحترام المشترك ، وكل هذه الأكاذيب ، أنها كاذبة ومنافقة ، وقد أيقنت من هذه الحقيقة
لم تلتفت ، ولم تدر رأسها إلى الخلف وهذا ما أبتغيه ، لا أود أن تراني الآن ، قد تدعي أنها في زيارة لأحدى معارفها ، سوف أصبر حتى النهاية ، حتى الوقت الذي أتمكن فيه من إمساكها بالجرم المشهود
لست مثلها ، الشريعة والعرف والتقاليد تمنحني حقوقا عليها ، عليها طاعتي والإقرار بقوتي وقيادتي
- لا تقترب منها ،اترك مسافة مناسبة بينكما، لكيلا تفشل مساعينا
مرة واحدة قابلتني وأنا أسير مع إحدى صديقاتي ، فأقامت الدنيا ولم تقعدها ، وحين سكتت هي لم يرد أصدقائي أن يصمتوا ، أطالوا الحديث عن حقوق الزوجات وعن احترامهن ، وأنا لم اقترف إثما ، سرت مع واحدة لا غير ، تقول إنها تعمل أكثر مني ، وهل هي الوحيدة في هذا المضمار ؟ كل النساء يعملن ، فهل تمن علي بعملها ؟
-صه ؛ لا تقترب ، يمكن أن تلمحك
تريدني أن أساعدها في أعمال المنزل ، وقد حاولت إرضاءها ، فضحك علي بعض معارفي ، فلماذا أقوم بأعمال تتنافى مع كرامتي ؟ أتعبتني بدعوى المساواة ، وهي ضعيفة تبكي لأتفه الأمور ، تقول أن كثرة العمل ترهقها ، فماذا بوسعي أن افعل ؟
- أوشكنا على الوصول ، صبرا حتى تضع حدا لادعاءات زوجتك الفاضلة
مللت منها ، فماذا تظن نفسها ؟ أنها مجرد مدعية ، تغضب دائما ثم تلوذ بالصمت ، فلتفعل ما تشاء ، سأكون اليوم حرا اسهر كما أريد ومع من ارغب
- قريبا نصل ، ستمسك زوجتك بالجرم ، ولن تستطيع الكذب
المكان بعيد عن منزلنا ، وصديقاتها اعرف منازلهن ، فمن ذا الذي تأتي لزيارته هنا ؟ لابد أنها تخونني ، هي ليست أفضل مني ، اخبرني صديقي عن زيارتها المريبة ، وأنا شاكر له ، من حسن حظي أنها لا تحب الالتفات ، تسير وعيناها تنظران أمامها ، حسنا أنها تصل ، منزل من هذا ؟ لا أدري لمن يكون ؟ ترن الجرس ، سوف انتظر ، حتى أرى الرجل ، وافعل ما يتطلبه الموقف ، وأسدل الستار على هذه المسرحية الهزلية ، ورجل اسود أيتها اللعينة ، تفضلين علي رجلا اسود ، يتعانقان ، يقبل أحدهما الآخر ، أيتها المجرمة ، أضع يدي على كتفها
- أيتها الخائنة ، ما تفعلين هنا ؟
تلتفت المرأة مندهشة ، وجه لمخلوقة أخرى لم أرها من قبل يقابلني في غضب
صبيحة شبر
الرباط في 1_1_2000
-
صبيحة شبر- كاتبـة
-
عدد الرسائل : 7
الشهادة/العمل : اديبة / كاتبة / قاصة
تاريخ التسجيل : 23/09/2008
رد: المطاردة : قصة قصيرة
وفي الختام لا شيء أروع من الورطة التي وجدتني فيها بطلا أطارد فكرة كانت وهماً في خيالي
حينها سخرت من نفسي لهشاشة ظنوني:
- أيتها الخائنة ، ما تفعلين هنا ؟
تلتفت المرأة مندهشة ، وجه لمخلوقة أخرى لم أرها من قبل يقابلني في غضب
الكاتبة المبدعة الكبيرة .. صبيحة شبر
نص المطاردة الذي اسميته (الخيبة المطمئنة) هو نص رائع..
يجبرك على القراءة الثانية والثالثة.. ويجبرك على مراجعة الذات..
أيتها المبدعة.. لك مودتي
حينها سخرت من نفسي لهشاشة ظنوني:
- أيتها الخائنة ، ما تفعلين هنا ؟
تلتفت المرأة مندهشة ، وجه لمخلوقة أخرى لم أرها من قبل يقابلني في غضب
الكاتبة المبدعة الكبيرة .. صبيحة شبر
نص المطاردة الذي اسميته (الخيبة المطمئنة) هو نص رائع..
يجبرك على القراءة الثانية والثالثة.. ويجبرك على مراجعة الذات..
أيتها المبدعة.. لك مودتي
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
رد: المطاردة : قصة قصيرة
إن بعض الظن إثم.. أليس كذلك سيدة شبر؟ وهذا غيض من فيض في مجتمعنا المنغلق
عل وعسى أن نتخلص من أمور كهذه والتي هي سبب الجهل عندنا وأن نتحلى بالصدق
ونجعله عنوان حياتنا حتى نصل للمستوى المطلوب في المجتمع الذي نرغب العيش فيه
القصة رائعة وأسلوبها سلس مما يجعل القاريء متشوقاً للوصول للنهاية
سلمت يداكِ
عل وعسى أن نتخلص من أمور كهذه والتي هي سبب الجهل عندنا وأن نتحلى بالصدق
ونجعله عنوان حياتنا حتى نصل للمستوى المطلوب في المجتمع الذي نرغب العيش فيه
القصة رائعة وأسلوبها سلس مما يجعل القاريء متشوقاً للوصول للنهاية
سلمت يداكِ
ميشيل ميرو- The Jew
-
عدد الرسائل : 284
العمر : 74
البلد الأم/الإقامة الحالية : الحسكة
الشهادة/العمل : اعدادية / ملـّلاك
الهوايات : الشعر الغزلي والزجل
تاريخ التسجيل : 31/08/2008
مواضيع مماثلة
» قصة قصيرة جداً
» قصة قصيرة / طيف امرأة
» خواطر حب قصيرة / 3- هروب
» خواطر حب قصيرة / 2- همسة
» قصة قصيرة : أسد يفترس صديقتي
» قصة قصيرة / طيف امرأة
» خواطر حب قصيرة / 3- هروب
» خواطر حب قصيرة / 2- همسة
» قصة قصيرة : أسد يفترس صديقتي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى