جدارية عبثية " إنتصار جداريّة غرنيكا ... إنتصار غزة على العبث
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: عبَرَ مِن هُنا / دانية بقسماطي
صفحة 1 من اصل 1
06012009
جدارية عبثية " إنتصار جداريّة غرنيكا ... إنتصار غزة على العبث
جدارية عبثية
في تِلْكَ السنة , كان صيفاً فوضوياَ
يفتحُ النهار أجفانه مُصدّعاً , مصدوماً
بِفضاءِ مُنْتشٍ بسخاءِ المطر
مطرٌ شرسٌ
ينهمرُ حاقداً
حارقاً على شرفات الوطن
مطرٌ شرسٌ وقحٌ
لا يعنيه أنْ يستأذن
أو يعتذر عن مزاجه العبثي
عن تشويه موسم الصيف
في الوطن
مطرٌ تائقٌ للشجر
للحجر
للبشر
لا يعنيه أن يعتذر من الوطن
عصفورٌ توقفَ عن الإنشادِ
و ارتعدْ
كالصفصاف , الزيتون , السروّ , القمح
و التينة ارتعدت
الهواءُ يركض
المنارة تركض
المرافىء تركض
و البلد يركض على روحه خائفاً
قال :
تمهلوا , لا تُسرعوا في الرحيل
ربما يعتدل الطقسُ
فلِننْتظّر
ربما , لوّ أمطرت رذاذاً
تخفْ وطأة البرد عن أجسادنا
ربما , تعود الأرض
لترتدي ثوبها الصيفيّ المُزركش , عمّ قليل
هَهُنا
عابر يتوكأ على عكازه
يحزم وطنه في حقيبة :
مصحف قديم , مخطوطة أجنحة
وردٌ من حدائق هواجسهِ
و حفنة ترابٍ من فرح مسروق
لكنْ
ما بال الجسدْ يتلوىّ ؟
سُعال خفيف , ثقْلٌ في القدمين
تنهّد , و همَس لظلِهِ :
الخريف و أحواله شؤونٌ شخصيّة
لا شىء يُثير القلقْ
هو ليس بحاجة لإبراز بطاقة هوية
و عسكريٌّ خلفَ البندقية
يُحدّق في ملامح وجه العابر الثوريّة
يُفتش حقيبة يده
يسأله ماذا يحمل ؟
- لا شىء , حقيبة عاديّة , تحْتضِنُ الحرية
و طفلةٌ قالت لأبيها :
- هل سنبقى هُنا يا أبي
نفْترّش العراء
- سوف نعود يا بُنيتي , سوف نعود
بعدما يمضي الطيارون للراحة في بستان قريب
لا تخافي هدير الطائرات
ارتدي عباءة جدّك البُنيّة
و رددي كلام الله
كي تُخطئنا صواريخ العدو , الذكية
- لكنْ . كيف سنعود بعد مجزرة الجسور ؟
على أيّ جسر سنعبُر يا أبي ؟
بعدما بات الوطن مُقطّع الأوصال
- لا عليكِ يا بنيتي
سنرفع راية بيضاء
ترفرف فوق قوافلنا
راية بيضاء
راية للموتى
و سلاماً للباقين
- و لِمَ الجسور يا أبي ؟
- هي معتقدات الشعوب , أساطيرها , دياناتها
هي العبور من الأرض إلى السماء
من الإنسانية إلى ما بعدها
من الكينونة الزائلة إلى الخلود
من الوجود إلى اللاوجود
- و بعد يا أبي ؟
- الكرسي البابويّ جسر
المسيحية إلى السماء
و الصراط جسر المؤمنين
إلى الجنة أو النار
أرأيت ِ لِمَ إستهْدفَ العدوّ جسورنا ؟
إستهدف القيّم ... إستهدف الإنسان
أعاده شكل إنسان
طفلٌ يجهش بالبكاء , في بئر رُعبهِ المرير
- لا أُريد العودة الآن
نعود , نعود بعد حين
العدوّ يستهدف حافلات النازحين
و مجالس الحاخامات أحلّت دماءنا
يا أبي
أجازت قتل النساء و الأطفال
حكومة العدو تأمر جنودها بقتل المدنيين
- تسلّح بالأمل و الإصرار , يا ولدي
كُنْ قوياً مؤمناً كرجال صامدين
- يا أبي أعلنوا هُدنة
ألنْ نعود ؟
- و ما شأننا نحن يا إبنتي , ما شأننا
أعلنوا هُدنة كي يحصوا عدد قتلاهم
و ينتشلوا جثث موتاهم
كي يُلملموا أشلاء جزمات جنودهم المهزومين
كي يغمضوا الجفون على إنكسارٍ أكيد
هُدنه
كي يناموا قليلاً فوق دباباتهم
كي يرتاحوا خلف صواريخهم , مُندحرين
هُدنه
كي يتحلقوا حول أعلامهم
كي يُوقّع أطفالهم على صواريخهم
حتىّ يُطلقوها علينا , مُبتهجين
هُنا
جالسٌ و جناحَه صامتان
يُصغي إلى رعد الحجارة , يُصغي إلى صوت الدمار
يُصغي إلى ما في الروح من عبثٍ و عجزٍ , مُهين
يُحدق في خدعة الأزمنة
خدعة عقاب الآلهة لسيزيف
و عبثية تِلْك الصخرة العملاقة التي حكموا عليه بدحرجتها
إلى القمة
لِتهبُط ثانية و ثالثة إلى القاع و للمرة ما فوق العشرين
يُحدقْ في إثر العابرين , و العالقين
شعبٌ ضاقت بهِ الأرض
زحفنا من الجنوب إلى الشمال , لاجئين
شعبٌ ضاقت به الأرض
زحفنا تحت أنقاض الصدمة , مذهولين
جثثٌ تحت الأنقاض مُتفحمة
و رضّع في أكفانهم , مُقمطين
يصرخ قهرهُ بصمت مُطبقْ
كي لا يُوقظ حلم أطفالِهِ , النائمين
جالِساً صامتاً , مشلولاً
يتصفّح غيماً من نسغ أحقادٍ بشرية
يحصي الأمطار
يحصي هدايا إسرائيل الصيفيّة
إسرائيل سيدة سماءنا
تُمْطّر علينا مناشير تحذير , تهديد
تُهدينا القنابل
صواريخ فوسفوريّة , إنشطاريّة , فراغيّة و كيميائيّة
تُهدينا المجازر
و صمت مُفجّع لحكام بعض عواصم عربية
و أميركا على الأسوار
تتعامى عن قادة الكيان الصهيوني
و تُقصّف الجسور , الشاحنات , سيارات الإسعاف
و حين نردُّ عليها تشّع عيونها غضباً على الرامين
أميركا على الأسوار
تُشجّع الصهاينة على قصف الأبرياء , المُسالمين
و هُم يُشيعون شهداءهم
و تُصلي كي يعودوا إلى ثكناتهم , آمنين
أميركا على الأسوار , تُصلي من أجلنا
تُصلي لإله غير إلهنا
تُصلي لإله الدم و الخراب
تُصلي لإله الموت , و الشياطين
أميركا على الأسوار , تُصلي من أجلنا
و سيدة بإبتسامة سوداء , حزينة لأجلنا
تدعونا إلى وجبة عشاء
قامت بطهيها في البيت الأبيض
و تعجب أنّ ملايين النازحين و المعدمين
لم يجلسوا إلى مائدتها العامرة , شاكرين
صحاَ على قلق يرقص بين الجفون
حدّق في جدارية صغيرة تتكىء على الجدار
فيها ’ تفرّس في ما وراء الأيام
تصفّح غيوم الصيف في جريدة عابسة , شاردة
تشرب قهوة بالحليب ’ تُفكّر في غدها الجريح
حدس , هجسَ
تحسسَ جيب سترتهِ , مفتاح قديم
إطمأن
أنّ الدار سيبقى على حالهِ
ريثما يعود
تلوح في ذهنهِ خاطرة :
لولا الأمل , لبقينا عاطلين عن العمل
صرخت الروح :
قُمْ , أيقظ جناحك و لا تتلكأ
فقفزً منهُ الطائر في المدى
حملهُ خلفه مهرولاً
جناحاً بهياً قوياً
فيا جناح
خذني إلى البحر
لأُنصت لأعماقه حين يكون هادئاً , آمناً
لا تُدنسهُ بوارج الغزاة
خذني إلى البحر
لأرى وجهه صافي الذهن و اللون
خذني إلى التلال
لأُنصتْ لكبرياء السنديان
خذني إلى الجبال
لأرى جبينها عالياً يُلامس الغيم
أما زال الغيم أحمر , أم تلاشى
مع تلاشي الجنود و البيوت و الأشجار العالية
ألا زالت الجبال شامخة , تنظُر من علٍ
أو تعلمت أن تطأطىء رؤوسها
يا جناح
لا تخذلني في سفري
لا تكسرني
لا تُخطىء الطريق
خذني إلى إخوتي
لأنام تحت ظل صفصافة
قرب البيت القديم
- يا أبي , ألنْ نعود ؟
- بلى يا بُني
سوف نعود
و الخُطى ثقيلة , ثقيلة
كأنها على موعد مع إحدى الجنازات
و كانت جدارية عبث ماجن , كانت " غرنيكا "
و بيكاسو قال لنفسهِ الذاهلة :
- ما شأني ؟
أطلْتُ التأمل فيما صنعتهُ أيادِ فاشية
فرسمت ريشتي فاجعة الخراب
خُطى تعود في طريق الرُكام , تقف على عتبة
و مفتاح يدنو من ثقب صغير
يدنو و ينأى
يُحمْلّق في باب تلاشى كومة في رماد
قرى تلاشت في الرماد
خُطى لا تجرؤ على العبور
و لسْعة مالحة تهبُّ في الجسد
و لا مقعد فوق أرض الحُطام
يحمل ثِقل المفاصل , يحمل ساقين مشلولتيّن
تعبثُ فيها رياحُ التعبْ
و النوافذ خالية لا تردُّ التحيّة
غائبة , غائبة في ضباب الدُخان
دمعةٌ تسمّرت على خدِّ طفل
لمعت في فجر الظلام
- يا أبي
كم مرة يُولد طائر الفينيق من رماده , كم مرة ؟
يهدر البحر غاضباً , مُحدقاً في السماء
تباً لجدارية تفرض سطوتها و غطرستها الماجنة
تباً لقوم
يُوزعون النَصر على صدر الوطن , نياشين
إشارة النصر الواهمة , راسمين
تباً لِطُغاة الأرض
نسوا أنّ في أعلى الجداريات
رباً عظيماً
قادراً على إخراج الوطن من ليل هذا النفق
قادراً على أن يفرض إشراقته المُدهشة
و لِيسقطوا من هُم بنهارنا و ليلنا , عابثين
دانية بقسماطي
لوحة غرنيكا
للرسام الاسباني بابلو بيكاسو
في تِلْكَ السنة , كان صيفاً فوضوياَ
يفتحُ النهار أجفانه مُصدّعاً , مصدوماً
بِفضاءِ مُنْتشٍ بسخاءِ المطر
مطرٌ شرسٌ
ينهمرُ حاقداً
حارقاً على شرفات الوطن
مطرٌ شرسٌ وقحٌ
لا يعنيه أنْ يستأذن
أو يعتذر عن مزاجه العبثي
عن تشويه موسم الصيف
في الوطن
مطرٌ تائقٌ للشجر
للحجر
للبشر
لا يعنيه أن يعتذر من الوطن
عصفورٌ توقفَ عن الإنشادِ
و ارتعدْ
كالصفصاف , الزيتون , السروّ , القمح
و التينة ارتعدت
الهواءُ يركض
المنارة تركض
المرافىء تركض
و البلد يركض على روحه خائفاً
قال :
تمهلوا , لا تُسرعوا في الرحيل
ربما يعتدل الطقسُ
فلِننْتظّر
ربما , لوّ أمطرت رذاذاً
تخفْ وطأة البرد عن أجسادنا
ربما , تعود الأرض
لترتدي ثوبها الصيفيّ المُزركش , عمّ قليل
هَهُنا
عابر يتوكأ على عكازه
يحزم وطنه في حقيبة :
مصحف قديم , مخطوطة أجنحة
وردٌ من حدائق هواجسهِ
و حفنة ترابٍ من فرح مسروق
لكنْ
ما بال الجسدْ يتلوىّ ؟
سُعال خفيف , ثقْلٌ في القدمين
تنهّد , و همَس لظلِهِ :
الخريف و أحواله شؤونٌ شخصيّة
لا شىء يُثير القلقْ
هو ليس بحاجة لإبراز بطاقة هوية
و عسكريٌّ خلفَ البندقية
يُحدّق في ملامح وجه العابر الثوريّة
يُفتش حقيبة يده
يسأله ماذا يحمل ؟
- لا شىء , حقيبة عاديّة , تحْتضِنُ الحرية
و طفلةٌ قالت لأبيها :
- هل سنبقى هُنا يا أبي
نفْترّش العراء
- سوف نعود يا بُنيتي , سوف نعود
بعدما يمضي الطيارون للراحة في بستان قريب
لا تخافي هدير الطائرات
ارتدي عباءة جدّك البُنيّة
و رددي كلام الله
كي تُخطئنا صواريخ العدو , الذكية
- لكنْ . كيف سنعود بعد مجزرة الجسور ؟
على أيّ جسر سنعبُر يا أبي ؟
بعدما بات الوطن مُقطّع الأوصال
- لا عليكِ يا بنيتي
سنرفع راية بيضاء
ترفرف فوق قوافلنا
راية بيضاء
راية للموتى
و سلاماً للباقين
- و لِمَ الجسور يا أبي ؟
- هي معتقدات الشعوب , أساطيرها , دياناتها
هي العبور من الأرض إلى السماء
من الإنسانية إلى ما بعدها
من الكينونة الزائلة إلى الخلود
من الوجود إلى اللاوجود
- و بعد يا أبي ؟
- الكرسي البابويّ جسر
المسيحية إلى السماء
و الصراط جسر المؤمنين
إلى الجنة أو النار
أرأيت ِ لِمَ إستهْدفَ العدوّ جسورنا ؟
إستهدف القيّم ... إستهدف الإنسان
أعاده شكل إنسان
طفلٌ يجهش بالبكاء , في بئر رُعبهِ المرير
- لا أُريد العودة الآن
نعود , نعود بعد حين
العدوّ يستهدف حافلات النازحين
و مجالس الحاخامات أحلّت دماءنا
يا أبي
أجازت قتل النساء و الأطفال
حكومة العدو تأمر جنودها بقتل المدنيين
- تسلّح بالأمل و الإصرار , يا ولدي
كُنْ قوياً مؤمناً كرجال صامدين
- يا أبي أعلنوا هُدنة
ألنْ نعود ؟
- و ما شأننا نحن يا إبنتي , ما شأننا
أعلنوا هُدنة كي يحصوا عدد قتلاهم
و ينتشلوا جثث موتاهم
كي يُلملموا أشلاء جزمات جنودهم المهزومين
كي يغمضوا الجفون على إنكسارٍ أكيد
هُدنه
كي يناموا قليلاً فوق دباباتهم
كي يرتاحوا خلف صواريخهم , مُندحرين
هُدنه
كي يتحلقوا حول أعلامهم
كي يُوقّع أطفالهم على صواريخهم
حتىّ يُطلقوها علينا , مُبتهجين
هُنا
جالسٌ و جناحَه صامتان
يُصغي إلى رعد الحجارة , يُصغي إلى صوت الدمار
يُصغي إلى ما في الروح من عبثٍ و عجزٍ , مُهين
يُحدق في خدعة الأزمنة
خدعة عقاب الآلهة لسيزيف
و عبثية تِلْك الصخرة العملاقة التي حكموا عليه بدحرجتها
إلى القمة
لِتهبُط ثانية و ثالثة إلى القاع و للمرة ما فوق العشرين
يُحدقْ في إثر العابرين , و العالقين
شعبٌ ضاقت بهِ الأرض
زحفنا من الجنوب إلى الشمال , لاجئين
شعبٌ ضاقت به الأرض
زحفنا تحت أنقاض الصدمة , مذهولين
جثثٌ تحت الأنقاض مُتفحمة
و رضّع في أكفانهم , مُقمطين
يصرخ قهرهُ بصمت مُطبقْ
كي لا يُوقظ حلم أطفالِهِ , النائمين
جالِساً صامتاً , مشلولاً
يتصفّح غيماً من نسغ أحقادٍ بشرية
يحصي الأمطار
يحصي هدايا إسرائيل الصيفيّة
إسرائيل سيدة سماءنا
تُمْطّر علينا مناشير تحذير , تهديد
تُهدينا القنابل
صواريخ فوسفوريّة , إنشطاريّة , فراغيّة و كيميائيّة
تُهدينا المجازر
و صمت مُفجّع لحكام بعض عواصم عربية
و أميركا على الأسوار
تتعامى عن قادة الكيان الصهيوني
و تُقصّف الجسور , الشاحنات , سيارات الإسعاف
و حين نردُّ عليها تشّع عيونها غضباً على الرامين
أميركا على الأسوار
تُشجّع الصهاينة على قصف الأبرياء , المُسالمين
و هُم يُشيعون شهداءهم
و تُصلي كي يعودوا إلى ثكناتهم , آمنين
أميركا على الأسوار , تُصلي من أجلنا
تُصلي لإله غير إلهنا
تُصلي لإله الدم و الخراب
تُصلي لإله الموت , و الشياطين
أميركا على الأسوار , تُصلي من أجلنا
و سيدة بإبتسامة سوداء , حزينة لأجلنا
تدعونا إلى وجبة عشاء
قامت بطهيها في البيت الأبيض
و تعجب أنّ ملايين النازحين و المعدمين
لم يجلسوا إلى مائدتها العامرة , شاكرين
صحاَ على قلق يرقص بين الجفون
حدّق في جدارية صغيرة تتكىء على الجدار
فيها ’ تفرّس في ما وراء الأيام
تصفّح غيوم الصيف في جريدة عابسة , شاردة
تشرب قهوة بالحليب ’ تُفكّر في غدها الجريح
حدس , هجسَ
تحسسَ جيب سترتهِ , مفتاح قديم
إطمأن
أنّ الدار سيبقى على حالهِ
ريثما يعود
تلوح في ذهنهِ خاطرة :
لولا الأمل , لبقينا عاطلين عن العمل
صرخت الروح :
قُمْ , أيقظ جناحك و لا تتلكأ
فقفزً منهُ الطائر في المدى
حملهُ خلفه مهرولاً
جناحاً بهياً قوياً
فيا جناح
خذني إلى البحر
لأُنصت لأعماقه حين يكون هادئاً , آمناً
لا تُدنسهُ بوارج الغزاة
خذني إلى البحر
لأرى وجهه صافي الذهن و اللون
خذني إلى التلال
لأُنصتْ لكبرياء السنديان
خذني إلى الجبال
لأرى جبينها عالياً يُلامس الغيم
أما زال الغيم أحمر , أم تلاشى
مع تلاشي الجنود و البيوت و الأشجار العالية
ألا زالت الجبال شامخة , تنظُر من علٍ
أو تعلمت أن تطأطىء رؤوسها
يا جناح
لا تخذلني في سفري
لا تكسرني
لا تُخطىء الطريق
خذني إلى إخوتي
لأنام تحت ظل صفصافة
قرب البيت القديم
- يا أبي , ألنْ نعود ؟
- بلى يا بُني
سوف نعود
و الخُطى ثقيلة , ثقيلة
كأنها على موعد مع إحدى الجنازات
و كانت جدارية عبث ماجن , كانت " غرنيكا "
و بيكاسو قال لنفسهِ الذاهلة :
- ما شأني ؟
أطلْتُ التأمل فيما صنعتهُ أيادِ فاشية
فرسمت ريشتي فاجعة الخراب
خُطى تعود في طريق الرُكام , تقف على عتبة
و مفتاح يدنو من ثقب صغير
يدنو و ينأى
يُحمْلّق في باب تلاشى كومة في رماد
قرى تلاشت في الرماد
خُطى لا تجرؤ على العبور
و لسْعة مالحة تهبُّ في الجسد
و لا مقعد فوق أرض الحُطام
يحمل ثِقل المفاصل , يحمل ساقين مشلولتيّن
تعبثُ فيها رياحُ التعبْ
و النوافذ خالية لا تردُّ التحيّة
غائبة , غائبة في ضباب الدُخان
دمعةٌ تسمّرت على خدِّ طفل
لمعت في فجر الظلام
- يا أبي
كم مرة يُولد طائر الفينيق من رماده , كم مرة ؟
يهدر البحر غاضباً , مُحدقاً في السماء
تباً لجدارية تفرض سطوتها و غطرستها الماجنة
تباً لقوم
يُوزعون النَصر على صدر الوطن , نياشين
إشارة النصر الواهمة , راسمين
تباً لِطُغاة الأرض
نسوا أنّ في أعلى الجداريات
رباً عظيماً
قادراً على إخراج الوطن من ليل هذا النفق
قادراً على أن يفرض إشراقته المُدهشة
و لِيسقطوا من هُم بنهارنا و ليلنا , عابثين
دانية بقسماطي
لوحة غرنيكا
للرسام الاسباني بابلو بيكاسو
عدل سابقا من قبل دانيه بقسماطي في 24/1/2009, 12:02 am عدل 3 مرات
دانية بقسماطي- شــاعـرة المملكــة
-
عدد الرسائل : 371
العمر : 55
البلد الأم/الإقامة الحالية : طرابلس - لبنان
الهوايات : الكتابة
تاريخ التسجيل : 25/09/2008
جدارية عبثية " إنتصار جداريّة غرنيكا ... إنتصار غزة على العبث :: تعاليق
رد: جدارية عبثية " إنتصار جداريّة غرنيكا ... إنتصار غزة على العبث
فضاءنا اليوم يا دانيه
عاد لينتشي بسخاءِ المطر
هذا المطر الشرس
الذي ينهمرُ حاقداً..
بلا اعتذار.. بلا استئذان..
على عصافيرنا, لتموت..
ويموت معها الوطن
- هُنا أميريكا على الأسوار..
تُشجّعهم , و تُصلي للرب
كي يعودوا إلى ثكناتهم , آمنين
- هُنا أميريكا على الأسوار..
تُصلي من أجلنا ايضا
تُصلي لخرابنا لموتنـا
- هُنا الحكومات العربية أيضا تصلي في مكانها:
(ابعد عن الشر وغنيلو)
- هُنا الجميع يصلي لهذا الرب
ونحن أيضاً نصلي:
(كان الرب في عون غزة.....)
- و هُنا أرى رباً عظيماً!!؟؟
جالساً في صمت
يُصغي إلى رعد الحجارة ..!!؟؟
وهو إن شاء..
قادراً أن يفرض إشراقته المُدهشة
لكن بعد خراب البصرة!؟!؟!؟!؟!
العزيزة دانيه
- هُنا رسمتْ ريشتكِ فاجعة الخراب بإتقان
فأبدعتِ
سلم هذا الفكر النير وهذا القلم المبدع
جو
عاد لينتشي بسخاءِ المطر
هذا المطر الشرس
الذي ينهمرُ حاقداً..
بلا اعتذار.. بلا استئذان..
على عصافيرنا, لتموت..
ويموت معها الوطن
- هُنا أميريكا على الأسوار..
تُشجّعهم , و تُصلي للرب
كي يعودوا إلى ثكناتهم , آمنين
- هُنا أميريكا على الأسوار..
تُصلي من أجلنا ايضا
تُصلي لخرابنا لموتنـا
- هُنا الحكومات العربية أيضا تصلي في مكانها:
(ابعد عن الشر وغنيلو)
- هُنا الجميع يصلي لهذا الرب
ونحن أيضاً نصلي:
(كان الرب في عون غزة.....)
- و هُنا أرى رباً عظيماً!!؟؟
جالساً في صمت
يُصغي إلى رعد الحجارة ..!!؟؟
وهو إن شاء..
قادراً أن يفرض إشراقته المُدهشة
لكن بعد خراب البصرة!؟!؟!؟!؟!
العزيزة دانيه
- هُنا رسمتْ ريشتكِ فاجعة الخراب بإتقان
فأبدعتِ
سلم هذا الفكر النير وهذا القلم المبدع
جو
يا العزيز ... العبيدي جو
قد تُقصف الجسور و البيوت و المساجد و تهدم شوارع برمتها
قد تُقصف كنوز الأرض و تقتل العائلات
لكن الأوطان ... لا تموت
حين نقرأ لنزار قباني " يا تلاميذ غزة "
نتعلم كيف تغدو الحجارة بين يدي الأطفال
ماساً ثميناً
و كيف تغدو دراجة الطفل... لغماً
و كيف تغدو مصاصة الحليب
سكيناً
نرى كم صغرنا أمامهم
ألف قرن
و كم كبروا خلال أيام قروناً
و هم يمطرونا بطولة و شموخاً
سًلمت ... جو
دانيه
قد تُقصف الجسور و البيوت و المساجد و تهدم شوارع برمتها
قد تُقصف كنوز الأرض و تقتل العائلات
لكن الأوطان ... لا تموت
حين نقرأ لنزار قباني " يا تلاميذ غزة "
نتعلم كيف تغدو الحجارة بين يدي الأطفال
ماساً ثميناً
و كيف تغدو دراجة الطفل... لغماً
و كيف تغدو مصاصة الحليب
سكيناً
نرى كم صغرنا أمامهم
ألف قرن
و كم كبروا خلال أيام قروناً
و هم يمطرونا بطولة و شموخاً
سًلمت ... جو
دانيه
مطرٌ تائقٌ للشجر
للحجر
للبشر
لا يعنيه أن يعتذر من الوطن
عبثية سرحتُ كثيراً بروعتها..
دانيه.. أسجل إعجابي
بما تنثره أناملك وتحس به روحكِ..
مع فائق التقدير والإحترام لشخصك
وليم
أشجارٌ تنحني , نوافذ ترتعّد واضعة رأسها بين ذراعيها
صخرٌ يئن مُحدقاً في الخراب
... تلك بعض الفواصل خطّها حبر العبث
يا العزيز وليم
لا أجمل من الغيوم و هي تتنقل بطيئة فوق روؤس الشجر
فوق روؤس البشر و الحجر
لعلّ أجمل مطر المُنهمّر من جرار الغيم
لا أكرم من بكاء السماء
و لا أبهى من الأرض و هي تجفّف جسدها بمنديل الأفق
أعتز بحضورك و أُحيي مرورك الكريم
دانيه
صخرٌ يئن مُحدقاً في الخراب
... تلك بعض الفواصل خطّها حبر العبث
يا العزيز وليم
لا أجمل من الغيوم و هي تتنقل بطيئة فوق روؤس الشجر
فوق روؤس البشر و الحجر
لعلّ أجمل مطر المُنهمّر من جرار الغيم
لا أكرم من بكاء السماء
و لا أبهى من الأرض و هي تجفّف جسدها بمنديل الأفق
أعتز بحضورك و أُحيي مرورك الكريم
دانيه
أتسائل أي ريشة تلك استطعت بها أن تفكي رموز لوحة بيكاسو؟
يا أخت سلسبيل
لوحة بيكاسو لا تحتاج لريشتي كي تفك طلاسمها
و لربما , تلك الريشة خطّت الحروف بالدم لا بالحبر
و هي تتنشق تفاصيل القتل الذي يتسلق سلم الفضاء
شكرا لمرورك الكريم
دانيه بقسماطي
لوحة بيكاسو لا تحتاج لريشتي كي تفك طلاسمها
و لربما , تلك الريشة خطّت الحروف بالدم لا بالحبر
و هي تتنشق تفاصيل القتل الذي يتسلق سلم الفضاء
شكرا لمرورك الكريم
دانيه بقسماطي
مواضيع مماثلة
» إنتصار غرنيكا " للشاعر الفرنسي بول إيلوار "
» في بيت نزار قباني " محمود درويش " من ديوانه الأخير " لا أٌريد لهذي القصيدة أن تنتهي "
» "فوجيتسو سيمنز كمبيوترز" تُطلق أول شاشة حاسوبية "صفرية الواط"
» "مار جرجس" تتوسط مدينة "الحسكة" القديمة
» "قانون المواطنة" و "قانون الانتفاضة" وماذا بعد!!
» في بيت نزار قباني " محمود درويش " من ديوانه الأخير " لا أٌريد لهذي القصيدة أن تنتهي "
» "فوجيتسو سيمنز كمبيوترز" تُطلق أول شاشة حاسوبية "صفرية الواط"
» "مار جرجس" تتوسط مدينة "الحسكة" القديمة
» "قانون المواطنة" و "قانون الانتفاضة" وماذا بعد!!
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى