يوميات من ذاكرة محمد (3)
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: رسوم على صدر النجوى / سعاد طبشي
صفحة 1 من اصل 1
يوميات من ذاكرة محمد (3)
هن ست بنات و هو الولد البكر ، عادة ما يكون إنجاب الولد مفخرة والديه و مفخرة العائلة و ركاز للبيت ، فعندما تنجب البدوية ولدا عند أول إنجابها تعتقد أنها بذلك شدت عتبة بابها و حصنتها ، و من ثم تعتقد أنها بإنجاب الولد لا يتزوج عنها زوجها ، الأم ( منوبية ) كامرأة بدوية تحكمت بها خصال أهل البدو غليظة ، متسلطة و سليطة اللسان لا يجاريها أحد في الألفاظ النابية .
محمد أول أبنائها ثم تلته ثلاثة بنات و ولدين صالح و يونس ثم ثلات بنات أخر ، أما آخر العنقود فكان علال و خميس .
صالح و يونس لم تكتب لهما الحياة فقد ماتا حديثي سن ، يذكر محمد حادثة موتهما كأنها حدثت اللحظة ، عندما أصيب أحد أفراد الأسرة بلحصبة و لأنهم أعراب و بعيديين عن المدينة تسرب المرض للبقية فاصيبت العائلة بأكملها و لأن الأم هي الأخرى أصيبت لم يجد صالح و يونس من يراعيهما ، فقضيا نحبهما .
يذكر محمد جيدا أنين والدته ، و هي تتلوى من وجع المرض و من وجع ولديها اللذين يتمرغان و يلتهمان التراب التهاما من شدة الجوع و المرض و هي غير قادرة أن تأخذهما بين أحضانها .
و الذي يحز في نفس محمد كثيرا سفر والده للتجارة على الرغم مما هم فيه.
مات يونس و صالح و الأسرة كلها مصابة لا يدري أيا منهم من مات و من بقي على قيد الحياة.
لما استفاقت الوالدة (منوبية) من وعكتها وجدت إبنيها قد فارقا الحياة و دفنا دون أن تودعهما كأم ثكلة ، لقد فجعت (منوبية) في ولديها فجعة كبيرة .
أما الوالد تمنى لو أنه ما تركهم ، و لكن لو أضاعت صالح و يونس ، و من يومها أصبحت الأم منوبية لا تطيق زوجها و لا حياتها و لا حتى نفسها .
يذكر محمد أخته (الشايعة) لما وجدها تصرخ و تنزف دما فقط لأنها تأخرت في قضاء حاجة كلفتها بها والدتها ، أسقطت عليها جام غضبها و أشبعتها ضربا و (الشايعة) طفلة صغيرة ، و الحقيقة المخفية وراء ضربها غير ذلك (الشائعة) تعلم جيدا أن ما نالته من ضرب سببه موت صالح و يونس ، لطالما كانت والدتها تصرخ في وجهها كلما انفعلت إذهبي يا وجه النحس لقد أكلت أخويك ، فيونس و صالح ولدا عقب (الشايعة) و ماتا معا ، فهي تذكرها دائما ان الولد إذا أعقب البنت لا يعيش ، نظرة تشائمية فيها الكثير من نزق الجاهلية القديمة و التعصب للولد دون الأنثى .
فكانت تناديها (يا لحّاسة أخوتها) ، أسرع محمد و أوقف أمه و قال لها : التي تضربينها ابنتك و هي الوحيدة التي تجتهد في خدمتك و أنت تنتفعين منها كثيرا لما تفعلين بها هذا ، تراجعت الأم (منوبية) عن فعلها و هدأت ، فكفكف محمد دم أخته و راح يداعبها محاولا منه أن ينسيها قسوة
أمها و لكن (الشايعة) حُفرت بذاكرتها حفرا هذه المأساة التي كان سببها
صالح و يونس من غير قصد منهما .
محمد أول أبنائها ثم تلته ثلاثة بنات و ولدين صالح و يونس ثم ثلات بنات أخر ، أما آخر العنقود فكان علال و خميس .
صالح و يونس لم تكتب لهما الحياة فقد ماتا حديثي سن ، يذكر محمد حادثة موتهما كأنها حدثت اللحظة ، عندما أصيب أحد أفراد الأسرة بلحصبة و لأنهم أعراب و بعيديين عن المدينة تسرب المرض للبقية فاصيبت العائلة بأكملها و لأن الأم هي الأخرى أصيبت لم يجد صالح و يونس من يراعيهما ، فقضيا نحبهما .
يذكر محمد جيدا أنين والدته ، و هي تتلوى من وجع المرض و من وجع ولديها اللذين يتمرغان و يلتهمان التراب التهاما من شدة الجوع و المرض و هي غير قادرة أن تأخذهما بين أحضانها .
و الذي يحز في نفس محمد كثيرا سفر والده للتجارة على الرغم مما هم فيه.
مات يونس و صالح و الأسرة كلها مصابة لا يدري أيا منهم من مات و من بقي على قيد الحياة.
لما استفاقت الوالدة (منوبية) من وعكتها وجدت إبنيها قد فارقا الحياة و دفنا دون أن تودعهما كأم ثكلة ، لقد فجعت (منوبية) في ولديها فجعة كبيرة .
أما الوالد تمنى لو أنه ما تركهم ، و لكن لو أضاعت صالح و يونس ، و من يومها أصبحت الأم منوبية لا تطيق زوجها و لا حياتها و لا حتى نفسها .
يذكر محمد أخته (الشايعة) لما وجدها تصرخ و تنزف دما فقط لأنها تأخرت في قضاء حاجة كلفتها بها والدتها ، أسقطت عليها جام غضبها و أشبعتها ضربا و (الشايعة) طفلة صغيرة ، و الحقيقة المخفية وراء ضربها غير ذلك (الشائعة) تعلم جيدا أن ما نالته من ضرب سببه موت صالح و يونس ، لطالما كانت والدتها تصرخ في وجهها كلما انفعلت إذهبي يا وجه النحس لقد أكلت أخويك ، فيونس و صالح ولدا عقب (الشايعة) و ماتا معا ، فهي تذكرها دائما ان الولد إذا أعقب البنت لا يعيش ، نظرة تشائمية فيها الكثير من نزق الجاهلية القديمة و التعصب للولد دون الأنثى .
فكانت تناديها (يا لحّاسة أخوتها) ، أسرع محمد و أوقف أمه و قال لها : التي تضربينها ابنتك و هي الوحيدة التي تجتهد في خدمتك و أنت تنتفعين منها كثيرا لما تفعلين بها هذا ، تراجعت الأم (منوبية) عن فعلها و هدأت ، فكفكف محمد دم أخته و راح يداعبها محاولا منه أن ينسيها قسوة
أمها و لكن (الشايعة) حُفرت بذاكرتها حفرا هذه المأساة التي كان سببها
صالح و يونس من غير قصد منهما .
سعاد طبشي- عاشقة الحرف
-
عدد الرسائل : 81
العمر : 55
البلد الأم/الإقامة الحالية : الجزائر/ المسيلة
الشهادة/العمل : باكالوريا / لا عمل
تاريخ التسجيل : 03/07/2013
مواضيع مماثلة
» يوميات من ذاكرة محمد (3) 2
» يوميات من ذاكرة محمد (2 )
» يوميات من ذاكرة محمد (1)
» مقهى الذاكرة 2
» يوميات معجب
» يوميات من ذاكرة محمد (2 )
» يوميات من ذاكرة محمد (1)
» مقهى الذاكرة 2
» يوميات معجب
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: رسوم على صدر النجوى / سعاد طبشي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى