يوميات من ذاكرة محمد (1)
3 مشترك
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: رسوم على صدر النجوى / سعاد طبشي
صفحة 1 من اصل 1
يوميات من ذاكرة محمد (1)
يا محمد .... نداء إعتاد محمد الإستيقاظ عليه ، صوت والده المدوي كالرعد يزلزل الكيان و يربكه ، ملوحا له باالإتجاه نحو زريبة الإبل والغنم ، ألف محمد ان لا يرد رغبة أبيه ، و أنه يكفي مناداة واحدة حتى يكون بين يديه .
عاش محمد حالما بمشاعر لا تنتمي لأهل البيداء مرهفا تدغدغ انفاسه امانيه واحلامه التي تسكنه ،
يداعب بأصابعه نايه الصغير يتناغم مع ألحانه .. تأسره لحظات تذكر الحبيبة التي لا يعلم بأمرها أحد ربما يخشى ان يكشف سره فيبلغ أبيه .. فيمعن فيه ضربا ... فا لأعراب متحفظون يعاب عندهم الحب .
أحيانا كثيرة تخطر في باله أفكار جريئة ، يستلهمها من أقرانه ، ماذا لو ترك حياة البدو و ترك أباه و يرحل صوب المدينة ، انها فعلا خطوة جريئة ، لكن هل يستطيع هذا البدوي الصغير فعلها ؟ .
أن يترك محمد أباه يعني له الشئ الكثير ، فكم يروق له ان يبدأ حياتا ليس فيها خوف او رعب . و ليس فيها أبيه الصارم الجاد
و الذهاب صوب المدينة في حد ذاثه خوف آخر ، ما عرف محمد في حياته غير ابيه و عيناه الغاضبة دوما و صحراء قاحلة كل شئ جاف فيها مثل جفاف قلب أبيه .
محمد تألمه كثيرا ذكرى تعريه و هو بين جموع من الناس تبتاع من أبيه المواشي و غلات الأرض و كان مضطرا لمقابلتهم و هو لا يملك يومها ما يستر به عورته فا ضطر للإختباء بين جملين إثنين ليتفادى نظراتهم و قلبه مكسورا جدا ، بينما ابوه رجل ثري لا ينقصه درهم و لا دينار.
عندما انصرف التجار ، جال في خاطره ان يأخد شيئا من تجارة أبيه و يحتفظ بها الى أن يغفل عنها ، ثم يتصرف بشأنها ، فهو في حاجة ماسة للنقود و والده شحيح معه في هذا الأمر .
فأخذ كيسا مملوء من القمح و ظن ان اباه لن ينتبه له بسبب العدد الكبير من الأكياس .
و لكن خاب ظن محمد و انتبه ابوه فعاتبه و ضربه ضربا لم ينسه محمد أبدا .
و أصبحت ذكراه مع أبيه قصصا ظل يرويها و هو يتوجع منها لأبنائه فيما بعد .
و لم يواسيه حينها سوى دندنات نايه الرقيقة فيسبح بها بعيدا عن التجهم الذي ظغى على حياته.
ترك محمد والده و ترك عصبية أهل الصحراء و جفاف طباعهم و رحل بعيدا ينشد أحلامه و يغزل امانيه و يركض وراء طموحه بعيدا عن مادية والده و خشونة طبعه هاربا من بيئة لم يشعر ان قلبه ولا مشاعره تنتمي اليها .
فهنيئا لمحمد تمرده على قسوة و أنانية و جلافة الأعراب .
بقلمي _سعاد _ 17 _07 _ 2013
—
عاش محمد حالما بمشاعر لا تنتمي لأهل البيداء مرهفا تدغدغ انفاسه امانيه واحلامه التي تسكنه ،
يداعب بأصابعه نايه الصغير يتناغم مع ألحانه .. تأسره لحظات تذكر الحبيبة التي لا يعلم بأمرها أحد ربما يخشى ان يكشف سره فيبلغ أبيه .. فيمعن فيه ضربا ... فا لأعراب متحفظون يعاب عندهم الحب .
أحيانا كثيرة تخطر في باله أفكار جريئة ، يستلهمها من أقرانه ، ماذا لو ترك حياة البدو و ترك أباه و يرحل صوب المدينة ، انها فعلا خطوة جريئة ، لكن هل يستطيع هذا البدوي الصغير فعلها ؟ .
أن يترك محمد أباه يعني له الشئ الكثير ، فكم يروق له ان يبدأ حياتا ليس فيها خوف او رعب . و ليس فيها أبيه الصارم الجاد
و الذهاب صوب المدينة في حد ذاثه خوف آخر ، ما عرف محمد في حياته غير ابيه و عيناه الغاضبة دوما و صحراء قاحلة كل شئ جاف فيها مثل جفاف قلب أبيه .
محمد تألمه كثيرا ذكرى تعريه و هو بين جموع من الناس تبتاع من أبيه المواشي و غلات الأرض و كان مضطرا لمقابلتهم و هو لا يملك يومها ما يستر به عورته فا ضطر للإختباء بين جملين إثنين ليتفادى نظراتهم و قلبه مكسورا جدا ، بينما ابوه رجل ثري لا ينقصه درهم و لا دينار.
عندما انصرف التجار ، جال في خاطره ان يأخد شيئا من تجارة أبيه و يحتفظ بها الى أن يغفل عنها ، ثم يتصرف بشأنها ، فهو في حاجة ماسة للنقود و والده شحيح معه في هذا الأمر .
فأخذ كيسا مملوء من القمح و ظن ان اباه لن ينتبه له بسبب العدد الكبير من الأكياس .
و لكن خاب ظن محمد و انتبه ابوه فعاتبه و ضربه ضربا لم ينسه محمد أبدا .
و أصبحت ذكراه مع أبيه قصصا ظل يرويها و هو يتوجع منها لأبنائه فيما بعد .
و لم يواسيه حينها سوى دندنات نايه الرقيقة فيسبح بها بعيدا عن التجهم الذي ظغى على حياته.
ترك محمد والده و ترك عصبية أهل الصحراء و جفاف طباعهم و رحل بعيدا ينشد أحلامه و يغزل امانيه و يركض وراء طموحه بعيدا عن مادية والده و خشونة طبعه هاربا من بيئة لم يشعر ان قلبه ولا مشاعره تنتمي اليها .
فهنيئا لمحمد تمرده على قسوة و أنانية و جلافة الأعراب .
بقلمي _سعاد _ 17 _07 _ 2013
—
سعاد طبشي- عاشقة الحرف
-
عدد الرسائل : 81
العمر : 55
البلد الأم/الإقامة الحالية : الجزائر/ المسيلة
الشهادة/العمل : باكالوريا / لا عمل
تاريخ التسجيل : 03/07/2013
يوميات مع محمد
قصة ممتعة صيغت بابداع الكلمات
وعبرت عن مرحلة معينة عن حياة
صبي خجول
شكراً لكِ سعاد
وعبرت عن مرحلة معينة عن حياة
صبي خجول
شكراً لكِ سعاد
نعيم كمو- الـمـثـقـف
-
عدد الرسائل : 1236
البلد الأم/الإقامة الحالية : syria_ sweden
الشهادة/العمل : متقاعد _كاتب
تاريخ التسجيل : 30/11/2009
رد: يوميات من ذاكرة محمد (1)
قصة جميلة
في نهايتها تخلص محمد -الشاب الطيب- من العبودية
حين قرر ترك ظلم والده وبيئته القاسية وجلافة الاعراب
إعجابي لكِ ولهذا القلم السلس المطواع
مع خالص المودة
جو
في نهايتها تخلص محمد -الشاب الطيب- من العبودية
حين قرر ترك ظلم والده وبيئته القاسية وجلافة الاعراب
إعجابي لكِ ولهذا القلم السلس المطواع
مع خالص المودة
جو
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
مواضيع مماثلة
» يوميات من ذاكرة محمد (2 )
» يوميات من ذاكرة محمد (3) 2
» يوميات من ذاكرة محمد (3)
» مقهى الذاكرة 2
» يوميات معجب
» يوميات من ذاكرة محمد (3) 2
» يوميات من ذاكرة محمد (3)
» مقهى الذاكرة 2
» يوميات معجب
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: رسوم على صدر النجوى / سعاد طبشي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى