الحديقة النائمة " محمود درويش "
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الحديقة النائمة " محمود درويش "
سرقتُ يدي حين عانقها النوم
غطيتُ أحلامها
نظرتُ إلى عسل يختفي خلف جفنين
صليّتُ من أجل ساقين معجزتين
إنحنيتُ على نبضها المُتواصل
شاهدتُ قمحاً على مرمر و نعاس
بكت قطرة من دمي
فارتجفت ...
الحديقةُ نائمة ٌ في سريري .
ذهبتُ إلى الباب
لم ألتفت نحو روحي التي واصلت نومها
سمعت رنين خطاها القديم و أجراس قلبي
ذهبت إلى الباب
مفتاحها في حقيبتها
و هي نائمة كالملاك الذي مارس الحب
ليل على مطر في الطريق , و لا صوت يأتي
سوى نبضها و المطر
ذهبتُ إلى الباب
ينفتح الباب
أخرج
ينغلق الباب
يخرج ظلي ورائي
لماذا أقول وداعاً ؟
من الآن صرت غريباً عن الذكريات و بيتي .
هبطت السلالم
لا صوت يأتي
سوى نبضها و المطرْ
و خطوي على درج نازلٍ
من يديها إلى رغبة في السفرْ .
وصلتُ إلى الشجرة
هنا قبلتي
هنا ضربتني صواعقُ من فضة و قرنفل
هنا كان عالمها يبتدىء
هنا كان عالمها ينتهي
وقفتُ ثواني من زنبق و شتاء
مشيتُ
ترددْتُ
ثم مشيتْ
أخذتُ خطاي و ذاكرتي المالحة
مشيتْ معي .
لا وداع و لا شجرة
فقد نامت الشهوات وراء الشبابيك
نامت جميع العلاقات
نامت جميع الخيانات خلف الشبابيك
نام رجال المباحث أيضاً ...
و ريتا تنام ... تنام و تُوقظ أحلامها
في الصباح ستأخذ قبلتها
و أيامها
ثم تحضر لي قهوتي العربية
و قهوتها بالحليب
و تسأل للمرة الألف عن حبّنا
و أجيب
بأني شهيد اليدين اللتين
تعدان لي قهوتي في الصباح
و ريتا تنام ... تنام و توقظ أحلامها
نتزوج ؟
نعم .
متى ؟
حين ينمو البنفسج
على قبعات الجنود
طويت الأزقة , مبنى البريد , مقاهي الرصيف , نوادي الغناء
و أكشاك بيع التذاكر .
أحبك ريتا . أحبك . نامي و أرحل
بلا سبب كالطيور العنيفة أرحل
بلا سبب كالرياح الضعيفة أرحل
أحبك ريتا . أحبك . نامي
سأسأل بعد ثلاثة عشر شتاء
سأسأل :
أما زلت نائمة
أم صحوت من النوم ...
ريتا ! أحبك ريتا
أحبك ...
غطيتُ أحلامها
نظرتُ إلى عسل يختفي خلف جفنين
صليّتُ من أجل ساقين معجزتين
إنحنيتُ على نبضها المُتواصل
شاهدتُ قمحاً على مرمر و نعاس
بكت قطرة من دمي
فارتجفت ...
الحديقةُ نائمة ٌ في سريري .
ذهبتُ إلى الباب
لم ألتفت نحو روحي التي واصلت نومها
سمعت رنين خطاها القديم و أجراس قلبي
ذهبت إلى الباب
مفتاحها في حقيبتها
و هي نائمة كالملاك الذي مارس الحب
ليل على مطر في الطريق , و لا صوت يأتي
سوى نبضها و المطر
ذهبتُ إلى الباب
ينفتح الباب
أخرج
ينغلق الباب
يخرج ظلي ورائي
لماذا أقول وداعاً ؟
من الآن صرت غريباً عن الذكريات و بيتي .
هبطت السلالم
لا صوت يأتي
سوى نبضها و المطرْ
و خطوي على درج نازلٍ
من يديها إلى رغبة في السفرْ .
وصلتُ إلى الشجرة
هنا قبلتي
هنا ضربتني صواعقُ من فضة و قرنفل
هنا كان عالمها يبتدىء
هنا كان عالمها ينتهي
وقفتُ ثواني من زنبق و شتاء
مشيتُ
ترددْتُ
ثم مشيتْ
أخذتُ خطاي و ذاكرتي المالحة
مشيتْ معي .
لا وداع و لا شجرة
فقد نامت الشهوات وراء الشبابيك
نامت جميع العلاقات
نامت جميع الخيانات خلف الشبابيك
نام رجال المباحث أيضاً ...
و ريتا تنام ... تنام و تُوقظ أحلامها
في الصباح ستأخذ قبلتها
و أيامها
ثم تحضر لي قهوتي العربية
و قهوتها بالحليب
و تسأل للمرة الألف عن حبّنا
و أجيب
بأني شهيد اليدين اللتين
تعدان لي قهوتي في الصباح
و ريتا تنام ... تنام و توقظ أحلامها
نتزوج ؟
نعم .
متى ؟
حين ينمو البنفسج
على قبعات الجنود
طويت الأزقة , مبنى البريد , مقاهي الرصيف , نوادي الغناء
و أكشاك بيع التذاكر .
أحبك ريتا . أحبك . نامي و أرحل
بلا سبب كالطيور العنيفة أرحل
بلا سبب كالرياح الضعيفة أرحل
أحبك ريتا . أحبك . نامي
سأسأل بعد ثلاثة عشر شتاء
سأسأل :
أما زلت نائمة
أم صحوت من النوم ...
ريتا ! أحبك ريتا
أحبك ...
دانية بقسماطي- شــاعـرة المملكــة
-
عدد الرسائل : 371
العمر : 55
البلد الأم/الإقامة الحالية : طرابلس - لبنان
الهوايات : الكتابة
تاريخ التسجيل : 25/09/2008
رد: الحديقة النائمة " محمود درويش "
العزيزة دانية
شكرا لإغنائكِ مملكتنا بأعمال الكبار
وقصائد الشعراء ذوي القامات العالية
دمت بخير
شكرا لإغنائكِ مملكتنا بأعمال الكبار
وقصائد الشعراء ذوي القامات العالية
دمت بخير
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
مواضيع مماثلة
» وعود من العاصفة / محمود درويش
» طوقُ الحمامة الدمشقي " محمود درويش "
» إنتظرها " محمود درويش "
» وطن/ محمود درويش
» في دمشق / محمود درويش
» طوقُ الحمامة الدمشقي " محمود درويش "
» إنتظرها " محمود درويش "
» وطن/ محمود درويش
» في دمشق / محمود درويش
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى