عصر التكنولوجيا بقلم حنا خوري
3 مشترك
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: الأدبيــة العـامـــة :: القصة والحكاية :: حنا خوري
صفحة 1 من اصل 1
عصر التكنولوجيا بقلم حنا خوري
كانت ثورة حضارية ما بعدها ثورة في بلدتي ... تكنولوجيا راقية مع معاصرة للزمن وحتى كانت مواكبة الدول المتقدّمة . اجل مرّت تلك الفترة ومن من جيلي لا يذكرها ... عصر الطرطيرات ... وما ادراك الطرطيرة ... تكسي الحداثة كانت هجمة غريبة وعجيبة من نوعها كل من كان لديه بعض المال المدّخر من عمله او من زراعته قام واسرع واشترى طرطيرة .. كانت بمثابة السيارة الخاصّة امام الدار ويتباهى مالكوها بزينتها وكتابة ما يحلو لهم ــ راجعة بأذن الله ــ لا تلحقني مخطوبة ــ عين الحاسد تبلى بالعمى ــ على اطرافها ... والأجمل اخترع بعض الخبراء الأرمن المحلّين طرازا من الكابينات كانت بمثابة غرفة تركّب عليها لتحفظ السائق ومن بجانبه من المطر في الشتاء ومن الشمس في الصيف هذا طبعا مع الراديو والمسجّلة والصوت العالي .
ووصلت ايّامها الى ان كانت أغلب الأعراس تزف بواسطة هذه الطرطيرات وكنا نرى قافلة منها وارتال تجوب شوارعنا وهي قادمة من القرى القريبة المحيطة بالقامشلي وتقوم بجولة في احياءنا القديمة ثم تعود الى قراها وكأنها قامت بزيارة للعروس الى امارة موناكــــو .
وصديقنا معصوم الكردي قتّر على نفسه وخضع الى برنامج تقشّفي ليشتري احداها ـــ اي طرطيرة ــ ليتباهى بين جيرانه ومعارفه . وخصوصا انه لديه الكثير من الأصدقاء في البلد ويقضي اغلب اوقاته بينهم ولذلك اجبرته علاقاته الأجتماعية ان يكون احد ملاّكي تلك الماكينات العجيبة والتي لا يفقه من تقنيّتها او انها كيف تسير وكيف تدار او تصان البتّة . المهم أخضع نفسه فترة نصف ساعة وقف عند صديقه الميكانيكي الأرمني ــ انترانيك ــ متفرّجا على احداها وكيف تدار وكيف يعطيها بنزين وكيف يغيّر السرعات وتلك كانت دورته التدريبية الخاصة لسواقة هذا المخلوق العجيب ــ الطرطيرة ــ .
ومن يومها لم يعد معصوم افندي يبقى في القرية كما كان سابقا بل تراه اغلب الأحيان في القامشلي ينقل الخضرة والماشية والأعراس فتراه يملأه من المعازيم ومناديلهم الملوّنة بأيديهم وهو يتبختر في تلك الشوارع .
وفي احدى الجولات السياحية له وهو ينعطف يمينا مفاخرا وليظهر للجميع مدى خبرته في قيادة هذه الآلة العجيبة ... تعطّلت ولم تعد تتحرّك . نزل وانزل الجماهير الراكبين ودفشوها ولكن دون جدوى ولم يفتل اي دولاب مما اجبرته الحالة ان يجرّها بآلية الى صديقه انترانيك الأرمني لأصلاحها .. وكون البارون الأرمني ممن ينفرد بنباهته الميكانيكية .. لمس انترانيك الموتور وحاول تشغيله ولكن لم يستطع علم مباشرة ان هناك حالة اختناق للبنزين وعليه تنفيس مجرى البنزين وتلك كانت الأعطال عمل لم يستغرق لحظات على خبيرنا انترانيك .
وعند الحساب حاول المستحيل معصوم ان يعطي رفيقه ثمن اتعابه رفض والف قائلا .. ما في شي بسيطة كان .. ومعصوم يؤكّد عليه انها كانت معطّلة ويجب ان اعرف ما العطل ؟؟؟ وصديقه الأرمني يرد عليه قائلا مافي شي ما في شي بســـيطة كان بســـيطة كان . ومن شدّة ذكاء معصوم علم بنباهته ان العطل كان قطعة بسيطة .
شاع الخبر في القرية بأجمعها بأن طرطيرة معصوم قد تعطّلت وقد اخذها للتصليح فاجتمعوا امام دارته ينتظرون قدومه مع المحروسة فلعلّه يحتاج لمال او مساعدة ما .
عاد صاحبنا معصوم عند المساء وهو مسرور وفرحان ويسمع شريط محمد عارف في المسجلّة ولا تسعه الدنيا من شدّة فرحه وخاصة ان صديقه البارع انترانيك أصلح هذا العطل المعقّد الفني في الطرطيرة . وما ان وصل الى داره وخمد عامود الغبار المرافق له حتى فاجأوه الجيران والمعارف والكل يسأله عن العطل ومدى تأثيره على مستقبل التكسي وكم اخذ المصلّح وصاحبنا يجيب على اسئلتهم باسهاب وعندما يصل الى العطل يقول لهم مفاخرا ..
تصوّروا ان بسيطة الموتور ذات نفسها تعطّلت .
اجل الخبرة الميكانيكية لا ولن يعلو عليها .... ليس من السهل تصليح بســــيطة اي آلية
حنا خوري- يراع عامل
-
عدد الرسائل : 624
العمر : 79
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا/ ألمانيا
الشهادة/العمل : متقاعد
تاريخ التسجيل : 01/10/2011
استطراد: الطرطيرة او الطريزينة
قصة وطرفة روعة سلمت يداك استاذ حناحنا خوري كتب:أجل الخبرة الميكانيكية لا ولن يعلو عليها .... ليس من السهل تصليح "بســــيطة" أي آلية
استطراد: الطرطيرة او الطريزينة
ال طرطورة أو ال طرطيرة أو الحلفاوية أو الطريزينة تعددت التسميات و الفخامة واحدة
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
وهي سيارات محلية الصنع ثلاثية الدفع
معروفة في الهند باسم التك توك نسبة إلى صوتها الجميل ،
وهي عبارة عن دراجة نارية تحولت إلى سيارة ثلاثية العجلات بفضل الفقر والعوز لأهل تلك البلدان ،
لا تزال "الطرطيرات" ذات العجلات الثلاث تدافع عن وجودها رافضةً الاندثار
رغم الهجمة الكبيرة لوسائل النقل الحديثة التي أصبحت تباع بالتقسيط،
لكن الطرطيرة تدافع عن وجودها وتثبت نفسها كأفضل وسيلة نقل "للفقراء" ومصدر ازعاج للكثيرين.
ويتفنن سائقو الطرطيرات بتزيينها ووضع الادعية والحجب والأضواء والمرايا عليها،
كما تختلف أصوات الزمامير التي تطلقها ابتداء بالزمور العادي وانتهاء بـ"العنانة"،
كما يقوم البعض من محبيها بوضع "مكبرات صوت" ويمارس هوايته المفضلة
في اسماع الاخرين أخر أغاني مطربة الجيل "سارية السواس"
ويقوم بإذاعتها بصوت عال وهو يدور بين الحارات..
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
رد: عصر التكنولوجيا بقلم حنا خوري
صديقي حنا جمالية طرفتك هذه انك سردها باسهاب مما جعلني اتخيل كل كلمة فيها وكل حدث واتصور صاحب الطرطيرة وهو جالس على ركبة ونصف ومتكىءعلى الوسادة العالية ويشرح عطل الطرطيرة لااصحابه برغم جهله
موقف محرج ومضحك لو جا ء من اصلح العطل ههههههههههههههههههههه
تقبل مروري
موقف محرج ومضحك لو جا ء من اصلح العطل ههههههههههههههههههههه
تقبل مروري
ريما حريري- الصَديقة الصدوقة/مشرفة
-
عدد الرسائل : 890
العمر : 60
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا
الشهادة/العمل : فنون نسوية معهد
تاريخ التسجيل : 16/05/2011
عصر التكنولوجيا بقلم حنا خوري
اختي الصدوقـــــــــــــــة ريما
مجتمعاتنا البسيطة فيها وفيها ما يشبع ملكات افكار من يريد ان يكتب او يُدَوّن حكايا وقصص عن الحياة التي كانت بين الأجيال التي سبقتنا والتي عاصرناها . فها انت عزيزتي تحفّزتِ الى تصوّر صاحب الطرطيرة وهمه وتفكيره وكيف سيصلح العطل .... وخصوصا اذا كان الععطل تلك القطعة الملعونة في الموتور أعني بسيطته .
اشكرك من القلب عزيزتي وانا ابقى الرابح لأنكِ قرأتِ مشاركتي
حنا خوري- يراع عامل
-
عدد الرسائل : 624
العمر : 79
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا/ ألمانيا
الشهادة/العمل : متقاعد
تاريخ التسجيل : 01/10/2011
عصر التكنولوجيا بقلم حنا خوري
عزيزي الغالي جـــــــــــــــو
صدّقني عزيزي وانا اتفرّج على هذا النموذج الحديث جدا جدا من الطرطيرات الذي اتحفتني به سأفكّر هنا بان نفتح وبمشاركتك ورشة تصليح لهذا النوع من الطرطيرات المرسيدس الجديدة هنا في المانيا وعلينا اولا ان نقوم بدعايات للورشة مثال
تصليح بسيطة الطرطيرة .... مجاني
ما رأيك عزيزي ؟؟؟؟؟
اشكرك جدا يا غالي والله يوفّقك على الدوام
حنا خوري- يراع عامل
-
عدد الرسائل : 624
العمر : 79
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا/ ألمانيا
الشهادة/العمل : متقاعد
تاريخ التسجيل : 01/10/2011
مواضيع مماثلة
» أيام من القامشلي ... بقلم حنا خوري
» عازف النــــــــــــــــــاي بقلم حنا خوري
» نحن لا نزرع الشوك بقلم حنا خوري
» نظريــــــــة العم تويجـــــــر بقلم حنا خوري
» آخر ورقات التقويم ... بقلم حنا خوري
» عازف النــــــــــــــــــاي بقلم حنا خوري
» نحن لا نزرع الشوك بقلم حنا خوري
» نظريــــــــة العم تويجـــــــر بقلم حنا خوري
» آخر ورقات التقويم ... بقلم حنا خوري
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: الأدبيــة العـامـــة :: القصة والحكاية :: حنا خوري
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى