الحُلم يَعْبر
الألم يعبر , الحزن يعبر , الفرح يعبر
الخيبة تعبر
جنودٌ بأحذية ثقيلة يعبرون
ليلٌ يعبٌرنا أو نعبره

نعبر غابات الليل و أشواك الصبّار
و تبقى الذاكرة عاجزة عن العبور
ذاكرة تحترف الإلتفات إلى الوراء
ذاكرة لا تتعرى من ذاكرتها
ذاكرة تحترف التذكّر !

عبر ... من هُنا

هو حُلمٌ مُجهض مبتور , لملمت أشلائه المتناثرة
قررت عدم تحنيطه في صندوق , و جاهدت كي لا أتقمص روح نيرون
و أحرق المخطوط , كما أصّر نيرون على حرق روما بنرجسيته .

عبر ... من هٌنا
لِيملأ قلوب أحبائي بالدهشة و الحبور
عبر ... ليكون وجبة دسمة في صالونات الثرثرة
عبر ... ليقلق عسكري يُدقق في هويته و يسأل بتجهّم : من الذي عبر ؟؟؟

" أُحييك جو العبيدي
و ألف شكر للجهد المضاعف الذي بذلته ... كي تنقل تلك المقالات للقراء "
سًلمت يداك

دانيه بقسماطي

هو إبحار سلس , و جميل في خضم السهل , الممتنع , و تنزه في أناقة الكلمة , و قوة السبك . و الثقافة العميقة
يجمع بين دفتيه , غنى شعري مرهف , معانيه معاناة الانسان الحُر في زمن القيود المزمنة
و الكبت الفكري و القسوة و الإحتلال الإضطهاد

هو دفتر عشق و غزل بالوطن , دونما زيف أو تزلف
و علاقة مقدسة بين الفرد و الجماعة دون إنحياز إلاّ للحق و النور
و إختلاجات قلقة حائرة تبحث لها عن مستقر آمن بعيداً عن الدجل و الاصطناع و الزمن الأرعن

" عبر من هنا "
عبور مُتقّن و لافت في الذات الانسانية , يُثير الاعجاب إلى حد الإنبهار تعيش حالاته
المختلفة إلى حد التقمّص , و الصفاء و التأمل

دانيه بقسماطي , أوصلت عبورها إلينا بثقة شفافة , و برهنت أن الماء الصافي و الطيب يتدفق من أصلب الصخور
و أنّ الشعر لا يزال بألف خير , و تجربتها الشعرية الأولى , مدهشة و جذابة تشّع بقوة تُيشّر بميلاد
قلم واعد ننتظر منه الكثير من النتاجات الناجحة في زمن الرداءة و الإحباط

" بلال يحي "

دانيه , إن وقفت على شرفة منزلك اليوم
و نظرت قليلاً إلى الوراء
إلى الماضي البعيد و القريب
عساهُ يقول لكِ :
عبرتُ من هُنا
فأهمسي لهُ : شكرا
فالماضي قد يعود غداً
" بقلم سامر درويش "
***

أستاذ سامر درويش
... إن إرتدّت خطاي إلى شرفة منزلي
إن أذن لي الأمس البعيد
بالتأمل الحُر و تلفت القلب إلى الوراء
لا لشىء
إلاّ للتأكد من هوية موطىء القدم الأول
ستسألني هوية المكان عن هويتي
و سوف تصرخ بي أرض الواقع
" لا تنظري و لا تدققي في التلاشي و الغياب
فالبيت لم يعُد هُنا "
دانيه

إلى الأبيض الذي يُولد وردياً و يكبر أبيض
ثم ... ثُمّ يُحوّله البرد إلى الأزرق و الحرارة إلى الأحمر
و الخوف العارم إلى الأخضر , و المرض إلى الأصفر
و ساعة الموت إلى الرمادي

إلى ذلك الطائر الملوّن
و إلى ذلك الطائر الأسود
الذي قاوم إغراء الألوان
مُتشبثاً بالسواد
مُخترقاً الألوان
هازماً الألوان
إليه ... هذا الكتاب

دانيه بقسماطي