غباري الرياح و أنتِ
4 مشترك
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: بـــــناتي / عبد المسيح دودوش
صفحة 1 من اصل 1
غباري الرياح و أنتِ
قبل نهاية الليل و مع نهاية أرواحي وأنا أغمض عيوني
و أنتِ تتلألئين أمام غباري المتناثر في الهواء ، الذي أمل أن تلمسكِ ذراته.
أريدكِ أن تبتسمي من أجلي مرةً وإلى الأبد.
قبل انقضاء الليل أمل أن تلمسكِ ذراتي. تلمسكِ و تبتعد.
حنين قلبي لم يخمد لكنه انصاع لهول الألم ولم يعد يقدر على رفع الجبين.
كان يجب أن اختبر لثم الشفاه التي لم أقدر على النظر إليها.
تخيلي منظري وأنا أنساب مثل الماء خوفاً أو ربما خجلاً من أكثر ما أريده على الأرض وبشدة.
تخيل يا الله ماذا فعلتَ بي ،ماذا فعلتَ بهذا الخروف، الذي شاب صوفه في ريعان شبابه، ذبلت عيناه، وفاضت ينابيع الدموع في فردوسه و ضاع.
ما نفعُ وجنتي إن لم تلمسيها ، أين الحكمة من لجم يدي.
لقد حفظت كل الكوابيس ، و اعتدتُ على وقع أسوء النهايات.
أنفاسي عرفت معنى عبثية الدخول و الخروج إلى رئتي، ودمائي ملت من إطعامي
بعد أن عرفت أني قد لُعنت وأني لست المختار الذي اعتقدوه.
لقد تخلت خلاياي عني كما كل الصناديق الخشبية الفارغة،
ولم أحظى بجنازة الملوك. كما كُتب في الأساطير القديمة.
لقد فني نسلي قبل أن أراه .
من ألفا سنة عندما ولدتُ هللت كل الدنيا فرحاً ، و طوال ألفا سنة لـــم أسمع كلمة لا.
أرواحي السبعة لم تكن لتطفأ ، قلاعي كانت عصية حتى على هول الزمن .
إلى أن تخليتي عني.
ليتني لم أرفض الجنة.
كنتُ أزرع الرياحين والياسمين هناك كل يوم.
كانت الخيول مروضة، كنا لا ننام ، والسعادة في كل فراشة وفي كل الشجر.
كانت الورود للجمال كانت تُقدم للإله . إلى أن وصلتِ .
نعــم لقد قالوا لــي أنكِ ستأتي لي بنهايتي ، لكني أقفلتُ لهم أفواههم وسجنتهم
وقــد كنتِ وقتها تضحكين.
الآن الورود أصبحت تُداس بدل أن تُشم ، والخيول للحرب بعدما كانت تعشق حرية السهول.
نعم أني مستحقٌ لعنتي . انظري مادا فعلتْ .
أي شفاه تلك التي لم أقدر على النظر إليها.
أي رياح ستأخذ غباري بعيداً عن العقاب.
و أنتِ تتلألئين أمام غباري المتناثر في الهواء ، الذي أمل أن تلمسكِ ذراته.
أريدكِ أن تبتسمي من أجلي مرةً وإلى الأبد.
قبل انقضاء الليل أمل أن تلمسكِ ذراتي. تلمسكِ و تبتعد.
حنين قلبي لم يخمد لكنه انصاع لهول الألم ولم يعد يقدر على رفع الجبين.
كان يجب أن اختبر لثم الشفاه التي لم أقدر على النظر إليها.
تخيلي منظري وأنا أنساب مثل الماء خوفاً أو ربما خجلاً من أكثر ما أريده على الأرض وبشدة.
تخيل يا الله ماذا فعلتَ بي ،ماذا فعلتَ بهذا الخروف، الذي شاب صوفه في ريعان شبابه، ذبلت عيناه، وفاضت ينابيع الدموع في فردوسه و ضاع.
ما نفعُ وجنتي إن لم تلمسيها ، أين الحكمة من لجم يدي.
لقد حفظت كل الكوابيس ، و اعتدتُ على وقع أسوء النهايات.
أنفاسي عرفت معنى عبثية الدخول و الخروج إلى رئتي، ودمائي ملت من إطعامي
بعد أن عرفت أني قد لُعنت وأني لست المختار الذي اعتقدوه.
لقد تخلت خلاياي عني كما كل الصناديق الخشبية الفارغة،
ولم أحظى بجنازة الملوك. كما كُتب في الأساطير القديمة.
لقد فني نسلي قبل أن أراه .
من ألفا سنة عندما ولدتُ هللت كل الدنيا فرحاً ، و طوال ألفا سنة لـــم أسمع كلمة لا.
أرواحي السبعة لم تكن لتطفأ ، قلاعي كانت عصية حتى على هول الزمن .
إلى أن تخليتي عني.
ليتني لم أرفض الجنة.
كنتُ أزرع الرياحين والياسمين هناك كل يوم.
كانت الخيول مروضة، كنا لا ننام ، والسعادة في كل فراشة وفي كل الشجر.
كانت الورود للجمال كانت تُقدم للإله . إلى أن وصلتِ .
نعــم لقد قالوا لــي أنكِ ستأتي لي بنهايتي ، لكني أقفلتُ لهم أفواههم وسجنتهم
وقــد كنتِ وقتها تضحكين.
الآن الورود أصبحت تُداس بدل أن تُشم ، والخيول للحرب بعدما كانت تعشق حرية السهول.
نعم أني مستحقٌ لعنتي . انظري مادا فعلتْ .
أي شفاه تلك التي لم أقدر على النظر إليها.
أي رياح ستأخذ غباري بعيداً عن العقاب.
عبد المسيح دودوش- يراع الفردوس
-
عدد الرسائل : 175
العمر : 42
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا
الشهادة/العمل : صانع الأحذيــة
الهوايات : ما وراء ما لا يرى
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
رد: غباري الرياح و أنتِ
استاذي لقد كتبت فابدعت .رسمت فتفننت .زينت التفاصيل بكل التواقيع .كلماتك تنساب من شلال الاساطير .تخرج خارج النص دون تحايلات مبهمة
تحياتي ارجوا ان تقبل مروري المتواضع هذا فاني عجزت عن التعبير
تحياتي ارجوا ان تقبل مروري المتواضع هذا فاني عجزت عن التعبير
اميرة جزائري- الأميرة الجزائرية
-
عدد الرسائل : 294
العمر : 35
البلد الأم/الإقامة الحالية : الجزائر
الشهادة/العمل : طالبة جامعية
الهوايات : الكتابة والقراءة
تاريخ التسجيل : 31/10/2010
رد: غباري الرياح و أنتِ
منورة صفحتي ياأيتها الأميرة من بلاد الجزائر.
عبد المسيح دودوش- يراع الفردوس
-
عدد الرسائل : 175
العمر : 42
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا
الشهادة/العمل : صانع الأحذيــة
الهوايات : ما وراء ما لا يرى
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
رد: غباري الرياح و أنتِ
الاصحاح الاول من سفر الخروج:عبد المسيح دودوش كتب:ما نفعُ وجنتي إن لم تلمسيها ، أين الحكمة من لجم يدي.
لقد حفظت كل الكوابيس ، و اعتدتُ على وقع أسوء النهايات.
أنفاسي عرفت معنى عبثية الدخول و الخروج إلى رئتي، ودمائي ملت من إطعامي
بعد أن عرفت أني قد لُعنت وأني لست المختار الذي اعتقدوه.
لقد تخلت خلاياي عني كما كل الصناديق الخشبية الفارغة،
ولم أحظى بجنازة الملوك. كما كُتب في الأساطير القديمة.
نعم أني مستحقٌ لعنتي . انظري مادا فعلتْ .
دقت الساعةُ القاسيهْ
وخرجتْ غانيهْ
تتلوى بفستان سهرتها...
وهتفتْ :
اتبعوني....
* * *
وسؤالي أگلگامشية هي
و من زمان الأساطير خرجَتْ
أم من زمن العلوج؟
ام من حكايا الف ليلة
ام من ياجوج وماجوج
صديقي نكهة الماضي تلاشت
وحل مكانها زمن الفجور
وعلقم الحضور
ابو ميشيل
دمت بود
مع محبتي
جو
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
رد: غباري الرياح و أنتِ
جو العزيز شكراً من القلب الحزين.
عبد المسيح دودوش- يراع الفردوس
-
عدد الرسائل : 175
العمر : 42
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا
الشهادة/العمل : صانع الأحذيــة
الهوايات : ما وراء ما لا يرى
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
رد: غباري الرياح و أنتِ
عبد المسيح دودوش كتب:أريدكِ أن تبتسمي من أجلي مرةً وإلى الأبد.
ياما ابتسمتُ وابتسمتُ ومازلتُ أبتسم..
فابتسم يا رفيقي تبتسم لك الدنيا.....
رغم ظنك بالسقوط
دعني أتمنى لثغرك البسمة الدائمة, كما اتمنى لنفسي
دعني اتمنى لعينيك دموع الفرح, و النصر ...
دعني اهديك بدل التفاحة ياسمينة دمشقية ...
كانت ولا زالت وستبقى رمز سمو أفئدتنا وأرواحنا
محبة
فاطمة
فاطمة عبدالله- مـشــرفـــــة
-
عدد الرسائل : 369
البلد الأم/الإقامة الحالية : المملكة الأدبية
الشهادة/العمل : موظفة
الهوايات : قراءة الشعر والخواطر
تاريخ التسجيل : 04/09/2008
رد: غباري الرياح و أنتِ
العزيزة فاطمة أنتِ أغلى من زهرة الياسمين
وزهرة الياسمين أغلى شيء خلقه الله.
شكراً للكلمات الصادقة.
وزهرة الياسمين أغلى شيء خلقه الله.
شكراً للكلمات الصادقة.
عبد المسيح دودوش- يراع الفردوس
-
عدد الرسائل : 175
العمر : 42
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا
الشهادة/العمل : صانع الأحذيــة
الهوايات : ما وراء ما لا يرى
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
مواضيع مماثلة
» غبطةُ النحتِ على أقدامِ الرياح -3 -
» حالةُ حروفٍ
» غبطةُ النحتِ على أقدامِ الرياح - 2 -
» غبطة ُُ النحت ِ على أقدام ِ الرياح ِ - 1 -
» « ..أنتِ.. »
» حالةُ حروفٍ
» غبطةُ النحتِ على أقدامِ الرياح - 2 -
» غبطة ُُ النحت ِ على أقدام ِ الرياح ِ - 1 -
» « ..أنتِ.. »
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: بـــــناتي / عبد المسيح دودوش
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى