"نداء اللازورد" .. قراءة نقدية
صفحة 1 من اصل 1
"نداء اللازورد" .. قراءة نقدية
- "نداء اللازورد" .. قراءة نقدية
(نداء اللازورد) باكورة عمل،
ولبواكير الأعمال دائماً مكانة خاصة ليس لدى المؤلف فحسب بوصف العمل أول فرحته،
ولكن كذلك لدى القارئ والناقد الباحثين عن أي جديد في عصر أصبح التشابه والتقليد سمته الرئيسية...
إن الحكم المطلق على أي عمل أدبي أو فني جودته او عدمها
في هذا الوقت المملوء بالتقليد والتهجين الفكري أصبح مفهوم نسبي
لذلك لا تجوز هنا العجالة..
كما يجب الأخذ بالحسبان عوامل الجنس والبيئة واللحظة المناسبة التي تقف وراء هذه المؤلفة
لكن لن اخلي الامر من إيراد بعض الانطباعات والانفعالات التي قد تفيد النص وتعرّف به
سأورد لكم اليوم ملخص ما قرأت لكم من ملاحظات النقاد
(ومنهم : إبراهيم فرحان خليل- جريدة النور) في باكورة عمل وجيهة حيث يقول:
تسرف الكاتبة في استخدام كلمة "برهة" للإشارة إلى زمن قصير
في حين أن كلمة (برهة) بفتح الباء وضمها وفقاً للقاموس المحيط
هي (الزمان الطويل) وانظر لذلك في الصفحات (19 - 65 - 110 - 121...).
(كانت عيناه تبرقان تحت خصلات شعره المتناثرة على جبينه كقطعتي حطب تحت الرماد) ص 15.
وهي تريد بالطبع (كجمرتين تحت الرماد) لأن الحطب مطفأ فإذا اتقد سمي جمراً،
والكاتبة تريد الإلماح إلى اتقاد العينين فلا شك أنها تقصد الجمر.
(نهض كمن لسعته أفعى...) ص 73،
والأفعى تلدغ، أما التي تلسع فهي ابنة عمها العقرب. وقانا الله شر الاثنتين.
(حول جسدها بعد لحظات إلى قطعة جمر باردة) ص 90،
وكان الأولى (قطعة حطب أو قطعة فحم) لأن الشيء إما أن يكون جمراً
وإما أن يكون بارداً، وأما الجمر البارد فلم أسمع به ولا أدري لعله من جمر الجنة.
(هذا المنزل كبير... كبير جداً أشبه بقصور سلاطين الرومان) ص 23.
وليس للرومان سلاطين حتى تكون لهم قصور كبيرة تشبه بها المنازل، وإنما هم قياصرة وأباطرة,
ولكل أمة أولياؤها كما كان للفرس أكاسرة وللأحباش نجاشيات وللترك خاقانات وللمسلمين خلفاء.
(كتمثال شرقي أخرس) ص 83،
ولا أعلم - رغم علمي أن التماثيل هي طابو الشرق الحرام - ما الداعي لهذا الوصف ثم تثقيله
بصفة أخرس الملازمة أصلاً لأي تمثال شرقياً كان أم غربياً.
(ويذرف ثلج الحلم تحت قدميك دموع رحيل القطا عن جحورها) ص 13.
وهذه الجملة العجيبة حتى لو عددناها من الشعر فهي جملة شعرية باهتة متراكبة لا تقف على ساقين، أعني الفهم والإحساس،
فما بالك وهي جملة قصصية تصور فيها الكاتبة لقارئها ثلجاً للحلم يبكي تحت القدمين لا فوقهما فتنساب دموعه كدموع
رحيل القطا لا عن أعشاشه ولكن عن جحوره!
(كانت حديقة صغيرة ذات جدران عالية) ص 63.
وما يحيط بالحدائق يا سيدتي الفاضلة يسمى أسواراً،
حتى ولو كانت جدراناً أسمنتية أو صفاً من الشجر.
(ما لي تحولت إلى عبدة رقطاء) ص 134.
وبما أن مؤنث الثور ليس (الثورة) فمؤنث عبد كذلك ليس (عبدة) وإنما هو (أمة)
بميم واحدة، ولا ضير بعد ذلك إن كانت تلك الأمة رقطاء كحية أم بلقاء كبقرة.
(حافية القدمين) في ص 5،
وهذا مثل قولك (حاسر الرأس) أو (عاري البدن) أي من اللغو الذي لا يكتفي بالكلمة الأولى
الكافية الوافية، بل يتبعها رغبة في التفاصح بما يضر ولا ينفع.
(المتأشقين) ص 6
وهي منحوتة جديدة لم تقلها العرب لا في جاهلية ولا في إسلام ولا أقرها مجمع اللغة العربية,
والله أعلم بمراد الكاتبة.
(توعد) ص 8 بدلاً من (تعد)،
وإذا لم يكن الخطأ مطبعياً فلا شك أنه يعود إلى غياب الفرق الشاسع بين (الوعد والوعيد)
في أذهان كثير من كتاب العصر الحديث.
(لم أعره أي اهتمام) ص 14 ،
والهاء تعود على موسى الحلاقة. والأصوب في موسى الحلاقة التأنيث.
أما بالنسبة للقصص القصيرة جداً التي احتلت حيزاً صغيراً جداً (3 صفحات) فلم تزد على كونها
أجزاء قصائد أو مزق شعرية
ذات مسحة وجدانية طافحة لا يمكن المرور عبرها للنيل من الكاتبة لسبب مقنع، هو أن هذا الشكل من الأدب
ما يزال جنيناً في طور التكون، ولم يعثر بعد على نظريته التأسيسية المتكاملة التي تمنحه هوية الجنس الأدبي المستقل.
ومازال حتى اليوم متعالقاً مع القصيدة الومضة واللقطة القصصية والهايكو الياباني وبعض صيغ الحكم والمأثورات
مما كان يرويه بعض رواة الأخبار والسير.
ولعل جميع ما يكتب حتى اليوم لا يخرج عن محاولات محمودة لفك هذا التعالق
وخلق هذا الصبي الذي سمي قبل ولادته. فإذا قالت الكاتبة في الصفحة 108
(استقل عربة بيضاء صغيرة / ليزور ما وراء أعماقي / ولأنه كان وحيداً / فقد أضاع الطريق... وتاه)
وقدمتها لنا على أنها ق ق ج يجب أن نتقبلها على مضض.
***
المعذرة وشديد المعذرة من الأخت الزميلة وجيهة
لاني أحببت أن أبين لها وأطلعها على ما قاله بعض قساة النقاد في رائعتها "نداء اللازورد"
ومن قساوة النقد ما نفع
ودائما مع النقد البنّاء لمستقبل أدبي أفضل لأدباء جزيرتنا المعطاء الذين نفخر بهم
والذين تربعت وجيهة على عرش مملكتهم اليوم
أكرر إعتذاري
تحيتي الحارة لها
gao
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
رد: "نداء اللازورد" .. قراءة نقدية
وليم كتب:هذا النقد الهزيل أنا لا أعتبره نقدا
تلك الهفوات الضئيلة البسيطة .. لا تشكل شيئ
أمام عظمة هذا العمل وأمام موهبة هذه الكاتبة الرائعة
احترامي وتحيتي لها
وليم
عدل سابقا من قبل gao في 5/9/2008, 8:40 am عدل 1 مرات
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
رد: "نداء اللازورد" .. قراءة نقدية
سلمى كتب:أستاذنا الغالي gao
بالرغم مما قرأت عن هذا النقد للمجموعة القصصية التي كتبتها زميلتنا الغالية وجيهة
لا استطيع أن أبدي إلا كل إعجابي بعظمتها وبعظمة هذه الكاتبة
ولا يسعني إلا أن قدم لها كل شكري لعملها الرائع وجهودها المبذولة
سلمى
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
مواضيع مماثلة
» قراءة في رائعة وجيهة.. "نداء اللازورد"
» مبروك إفتتاح منتدى نداء اللازورد
» رواية "عزازيل" للكاتب يوسف زيدان / قراءة سمر يوسف
» في بيت نزار قباني " محمود درويش " من ديوانه الأخير " لا أٌريد لهذي القصيدة أن تنتهي "
» "فوجيتسو سيمنز كمبيوترز" تُطلق أول شاشة حاسوبية "صفرية الواط"
» مبروك إفتتاح منتدى نداء اللازورد
» رواية "عزازيل" للكاتب يوسف زيدان / قراءة سمر يوسف
» في بيت نزار قباني " محمود درويش " من ديوانه الأخير " لا أٌريد لهذي القصيدة أن تنتهي "
» "فوجيتسو سيمنز كمبيوترز" تُطلق أول شاشة حاسوبية "صفرية الواط"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى