الجسد بمواصفات الزهور المنحنية / الفنان الكوريغرافي ويلي دورنر
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الجسد بمواصفات الزهور المنحنية / الفنان الكوريغرافي ويلي دورنر
الجسد بمواصفات الزهور المنحنية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الفنان الكوريغرافي النمساوي ويلي دورنر يعيد تركيب الاجساد البشرية في رقص تشكيلي بحركة واحدة.
هل يكتفي الجسد بمواصفاته البايولوجية والديناميكية وإلى حد ما الايحائية؟
الفن يصنع من غير ذلك ما يبعث على الدهشة، وهذا ماجسده الفنان الكوريغرافي النمساوي ويلي دورنر، في عرض يمتلك لمسات الابتكار وحده.
فالجسد وتقاطيعه وامتداداته عند دورنر غير مكتشف من قبل العين المقابلة، الانسان يرى السائد إلىومي ولا يتعب ذهنه في اكتشاف ما هو غير سائد، لذلك صنع هذا الفنان النمساوي عبر أجساد عشرين من الفتيان والفتيات لوحات غير مألوفة للمارة في لندن.
لقد اختار ويلي دورنر الضفة الغربية لنهر التايمز حيث الجسور العتيقة والممرات الضيقة والطابوق الحجري المتآكل فالطريق المتقطع كان أكثر ما يشغله... ثم المارة المنشغلون بانفسهم وغير العابئين بالمكان وايحاءاته اللندنية العتيقة.
درّب ويلي دورنر المتطوعين من الفتيان والفتيات في تشكيل لوحات من أجسادهم وبسرعة فائقة ومفاجئة للمارة على مدى ثلاثة أيام في لندن.
المفاجأة تكمن عندما يتجمع مجموعة من الشباب بملابسهم الملونة وأجسادهم المرنة وفي لحظة تتركب هذه الاجساد بميكانيكية حرة إلى حد الانبهار وتختار الزوايا الضيقة والحافات الحرجة والاعمدة الحديدية لتشكل معها لوحة توحي بأكثر مما ينتظر المرء من جسد الانسان.
فعندما يتعلق اثنان من هولاء "الراقصين في حركة واحدة" بعمود في الطريق بطريقة متشابهة، أحدهم فوق الاخر بنفس قدرة العنكبوت، تطلق العين المارة أسئلة محرجة أمام جسد صاحبها "هل تحول جسدك يا صاحبي إلى كتلة جامدة؟".
انه فن الحياة الجديدة، الذي ينبه الجسد إلى عدم الركون إلى الجلوس وحده والتكاسل والتململ والتذمر، رياضة ايحائية تطوع الجسد بقدرة تشكيل الجمال عبر خطوط وألوان السيقان والرأس... هذا مافعلة الفنان النمساوي واستقطب إليه العيون والعدسات في مصنع اوربا وعلى ضفاف نهر التايمز على مدى ثلاثة ايام.
من يتأمل الراقصين في تشكيلهم لوحة لونية من الجسد وحدة في مساحة ضيقة بين عمودين يسندان امتدادات جسر لندن، يتبادر إلى ذهنه الضغط المشكل على الجسد الممتد اسفل المشاركين، كيف تسنى له تحمل كل هذا الثقل؟
والامر عند ويلي دورنر غير ذلك تماماً، فلا جسد من بين المشاركين يتحمل ضغطاً أكبر من طاقته، فهو يشكل تجميع الاجساد كمن يرسم مخططاً هندسيا يحسب فيه مراكز الثقل والمساند والامتدادات كي لا ينهار الشكل، ثم ان المشاركين يتمتعون باجساد مرنة ومدربة بطريقة تجعل المرء يطمئن عليهم.
اللوحة في هذه التشكيلات الجسدية ليس شكلا اعتباطياً لا يفضي إلى شيء، بل انها قدرة مرنة لتطويع ما لم يطوع في الحياة إليومية لجسد الانسان، مضافاً إليها الملابس الملونة التي يرتديها المشاركون وما تحمله من دلالة مضافة.
احد المارة وصف الشكل المبهر امامه بعلبة السردين، لكن الاسماك هذه المرة أجساد بشرية تنبض بالحيوية، وليس بمقدور العين ان تمر مروراً عابراً أما جسد أحد المشاركين الذي يستند إلى جانب واحد من رأسه ويرفع جسده باستقامة ليشكل وتر زاوية قائمة بمثلث وهمي الا من وتر جسده! الامر يتناقض مع قانون الجاذبية فاستعان ويلي دورنر هذه المرة برباط ليعلق القدمين، هذا التشكيل المساعد لم يفقد براعة المشارك وصبره على الصمود دون ان يفقد توازنه.
اما ان يشكل الجسد درجات سلم مستقيمة ترتكز على الرأس فهي أصعب من ان يتحملها الجسد الخامل وغير الرياضي، وهذا ما فعلة المشاركون الذي دربهم الفنان النمساوي في عروضه التي توزعت على مدن اوربية عدة ولندن كانت محطته الجديدة.
لقد اختار ويلي دورنر الممرات الدائرية المحيطة بمبنى بلدية لندن المقابل للجسر الشهير، حيث وظف استدارة المكان مع استدارة جسد المشاركين.
ومن يتأمل المشهد بعدسة جامعة سيرى المعمار الزجاجي المعاصر باستداراته مثل جسد المرأة الحامل بشهرها التاسع، في تقابل متناقض مع جسر لندن العتيق وابراجه التاريخية والفضاءات الضيقة التي تقود إلى المكان، فيما النهر يمر كشاهد محايد أمام الشكل المعماري، هنا انقلبت أجساد المشاركين كل اثنين على دكة، رؤوسهم اتخذت وظيفة القدمين في الارتكاز وارتفعت الاقدام لتشكل وظيفة الكرسي، فهل يجلس الجسد على الجسد؟ هذا ما شكلة دورنر بافكاره المفذلكة للجسد ليتفذلك معه المكان الثابت! العرض برمته دهشة شكلية ويمكن تصنيفه ضمن الرقص أو التشكيل المعاصر، لكنه لا يفتقد البراعة، براعة المبتكر للاشكال وبراعة الاجساد المرنة التي نفذت الشكل بقدرة بدنية، عندما غادرت الخوف من اصابة الهيكل العظمي وتصرفت وكأنها عجينة مطاطية.
المصدر:
ميدل ايست اونلاين
بقلم: كرم نعمة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الفنان الكوريغرافي النمساوي ويلي دورنر يعيد تركيب الاجساد البشرية في رقص تشكيلي بحركة واحدة.
هل يكتفي الجسد بمواصفاته البايولوجية والديناميكية وإلى حد ما الايحائية؟
الفن يصنع من غير ذلك ما يبعث على الدهشة، وهذا ماجسده الفنان الكوريغرافي النمساوي ويلي دورنر، في عرض يمتلك لمسات الابتكار وحده.
فالجسد وتقاطيعه وامتداداته عند دورنر غير مكتشف من قبل العين المقابلة، الانسان يرى السائد إلىومي ولا يتعب ذهنه في اكتشاف ما هو غير سائد، لذلك صنع هذا الفنان النمساوي عبر أجساد عشرين من الفتيان والفتيات لوحات غير مألوفة للمارة في لندن.
لقد اختار ويلي دورنر الضفة الغربية لنهر التايمز حيث الجسور العتيقة والممرات الضيقة والطابوق الحجري المتآكل فالطريق المتقطع كان أكثر ما يشغله... ثم المارة المنشغلون بانفسهم وغير العابئين بالمكان وايحاءاته اللندنية العتيقة.
درّب ويلي دورنر المتطوعين من الفتيان والفتيات في تشكيل لوحات من أجسادهم وبسرعة فائقة ومفاجئة للمارة على مدى ثلاثة أيام في لندن.
المفاجأة تكمن عندما يتجمع مجموعة من الشباب بملابسهم الملونة وأجسادهم المرنة وفي لحظة تتركب هذه الاجساد بميكانيكية حرة إلى حد الانبهار وتختار الزوايا الضيقة والحافات الحرجة والاعمدة الحديدية لتشكل معها لوحة توحي بأكثر مما ينتظر المرء من جسد الانسان.
فعندما يتعلق اثنان من هولاء "الراقصين في حركة واحدة" بعمود في الطريق بطريقة متشابهة، أحدهم فوق الاخر بنفس قدرة العنكبوت، تطلق العين المارة أسئلة محرجة أمام جسد صاحبها "هل تحول جسدك يا صاحبي إلى كتلة جامدة؟".
انه فن الحياة الجديدة، الذي ينبه الجسد إلى عدم الركون إلى الجلوس وحده والتكاسل والتململ والتذمر، رياضة ايحائية تطوع الجسد بقدرة تشكيل الجمال عبر خطوط وألوان السيقان والرأس... هذا مافعلة الفنان النمساوي واستقطب إليه العيون والعدسات في مصنع اوربا وعلى ضفاف نهر التايمز على مدى ثلاثة ايام.
من يتأمل الراقصين في تشكيلهم لوحة لونية من الجسد وحدة في مساحة ضيقة بين عمودين يسندان امتدادات جسر لندن، يتبادر إلى ذهنه الضغط المشكل على الجسد الممتد اسفل المشاركين، كيف تسنى له تحمل كل هذا الثقل؟
والامر عند ويلي دورنر غير ذلك تماماً، فلا جسد من بين المشاركين يتحمل ضغطاً أكبر من طاقته، فهو يشكل تجميع الاجساد كمن يرسم مخططاً هندسيا يحسب فيه مراكز الثقل والمساند والامتدادات كي لا ينهار الشكل، ثم ان المشاركين يتمتعون باجساد مرنة ومدربة بطريقة تجعل المرء يطمئن عليهم.
اللوحة في هذه التشكيلات الجسدية ليس شكلا اعتباطياً لا يفضي إلى شيء، بل انها قدرة مرنة لتطويع ما لم يطوع في الحياة إليومية لجسد الانسان، مضافاً إليها الملابس الملونة التي يرتديها المشاركون وما تحمله من دلالة مضافة.
احد المارة وصف الشكل المبهر امامه بعلبة السردين، لكن الاسماك هذه المرة أجساد بشرية تنبض بالحيوية، وليس بمقدور العين ان تمر مروراً عابراً أما جسد أحد المشاركين الذي يستند إلى جانب واحد من رأسه ويرفع جسده باستقامة ليشكل وتر زاوية قائمة بمثلث وهمي الا من وتر جسده! الامر يتناقض مع قانون الجاذبية فاستعان ويلي دورنر هذه المرة برباط ليعلق القدمين، هذا التشكيل المساعد لم يفقد براعة المشارك وصبره على الصمود دون ان يفقد توازنه.
اما ان يشكل الجسد درجات سلم مستقيمة ترتكز على الرأس فهي أصعب من ان يتحملها الجسد الخامل وغير الرياضي، وهذا ما فعلة المشاركون الذي دربهم الفنان النمساوي في عروضه التي توزعت على مدن اوربية عدة ولندن كانت محطته الجديدة.
لقد اختار ويلي دورنر الممرات الدائرية المحيطة بمبنى بلدية لندن المقابل للجسر الشهير، حيث وظف استدارة المكان مع استدارة جسد المشاركين.
ومن يتأمل المشهد بعدسة جامعة سيرى المعمار الزجاجي المعاصر باستداراته مثل جسد المرأة الحامل بشهرها التاسع، في تقابل متناقض مع جسر لندن العتيق وابراجه التاريخية والفضاءات الضيقة التي تقود إلى المكان، فيما النهر يمر كشاهد محايد أمام الشكل المعماري، هنا انقلبت أجساد المشاركين كل اثنين على دكة، رؤوسهم اتخذت وظيفة القدمين في الارتكاز وارتفعت الاقدام لتشكل وظيفة الكرسي، فهل يجلس الجسد على الجسد؟ هذا ما شكلة دورنر بافكاره المفذلكة للجسد ليتفذلك معه المكان الثابت! العرض برمته دهشة شكلية ويمكن تصنيفه ضمن الرقص أو التشكيل المعاصر، لكنه لا يفتقد البراعة، براعة المبتكر للاشكال وبراعة الاجساد المرنة التي نفذت الشكل بقدرة بدنية، عندما غادرت الخوف من اصابة الهيكل العظمي وتصرفت وكأنها عجينة مطاطية.
المصدر:
ميدل ايست اونلاين
بقلم: كرم نعمة
فاطمة عبدالله- مـشــرفـــــة
-
عدد الرسائل : 369
البلد الأم/الإقامة الحالية : المملكة الأدبية
الشهادة/العمل : موظفة
الهوايات : قراءة الشعر والخواطر
تاريخ التسجيل : 04/09/2008
رد: الجسد بمواصفات الزهور المنحنية / الفنان الكوريغرافي ويلي دورنر
الى أختي الغالية فاطمة
جميل ورائع هو موضوعك
حقا لقد انبهرت لما جسده الفنان الكوريغرافي النمساوي ويلي دورنر،
ان الجسد في اعتقادي هو أروع لوحة في الطبيعة ومع المزيد من الالوان يصبح العرض أكثر ايحائية...
سلمت يداك موضوع رائع بالفعل
مع شكري لك وامتناني
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بوركت أختي
حـــسناء
جميل ورائع هو موضوعك
حقا لقد انبهرت لما جسده الفنان الكوريغرافي النمساوي ويلي دورنر،
ان الجسد في اعتقادي هو أروع لوحة في الطبيعة ومع المزيد من الالوان يصبح العرض أكثر ايحائية...
سلمت يداك موضوع رائع بالفعل
مع شكري لك وامتناني
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بوركت أختي
حـــسناء
حسناء العمري- المشرفـة العامـة
-
عدد الرسائل : 2439
العمر : 50
البلد الأم/الإقامة الحالية : مملكة الابداع المملكة الأدبية
الشهادة/العمل : موظفة
الهوايات : كتابة الخواطر و الرسم وقراءة الشعر العربي والعالمي
تاريخ التسجيل : 16/05/2009
مواضيع مماثلة
» الفنان التشكيلي عبد الرزاق ياسر:
» بعض روائع الفنان سلفادور دالي (2)
» الفنانة التشكيلية السورية سمر دريعي سيرة ولوحات
» الفنان خليل خضر
» قهوة وعاشقين
» بعض روائع الفنان سلفادور دالي (2)
» الفنانة التشكيلية السورية سمر دريعي سيرة ولوحات
» الفنان خليل خضر
» قهوة وعاشقين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى