الفنان التشكيلي عبد الرزاق ياسر:

الفنان التشكيلي عبد الرزاق ياسر:

بيئتي العراقية هي الوعاء الذي اخذ منها الرموز والدلالات العراقية



حيدر عاشور



اقيم على قاعة مدارات للفنون في الوزيرية مقابل كلية الفنون الجميلة المعرض الشخصي السابع للفنان عبد الرزاق ياسر برعاية موسسة اتجاهات الثقافية الذي احتوى على تسعة وعشرين لوحة زيتية مثلت البيئة العراقية الجنوبية في تقاليدها الفلكورية العقادية والموروثات الطبيعية التي امتزجة مع اهالي الجنوب وحولها الى لوحات فنية وثقتها باسمائها فكان اهمها لوحة (عروس على عوسج )و زوري السياح ) و(عرس ام الكروش) و (زايرات الجلطة ) و( المكيده قمبل )و ( نساء الميدان )وغيره الكثير من هذه السميات التي امتاز الجنوب العراقي باسمائها . ( الاتحاد ) كانت في اروقة مدارات ابان افتتاح المعرض بحضور رواد الفن التشكيلي واساتذة الفن والعديد من المهتمين من متلقين ومتذوقين هذا الفن ، وحاول معرفية واسرار قوة الون في اللوحات وتاثيرها على البصر والانطباع الذي عكسه المعرض عليهم فكان اول لقاءنا مع الدكتور مامون سلمان استاذ قسم الفنون التشكيلية في كلية الفنون الجميلة حيث قال: تميزت لوحات عبد الرزاق ياسر عن كل الفنانين والرسامين في العراق والعالم ايضا كون لوحاته فيها اشتغالات لونية طبيعية وجمع في كل لوحة العديد من الوحات أي لم يترك فراغا في فضاءات الوحة جاء ذلك من تاثره في البيئة التي ترعرع فيها ونقلها بكل تفاصيلها الشعبية وتميزت بالتوثيق لذلك كانت لوحات واقعية رمزية جعل منها نموذجا فنيا واضح من خلال الضربات اللونية التي توحي بتقاوة وشفافية البيئة .

اما الدكتور ابراهيم الجبوري استاذ الرسم في كلية التربية الفنية نقل انطباعه بقوله : الفنان عبد الرزاق ياسر عرفناه ممتلئا في موضوعاته التشكيلية والوانه واساليب تقنية التعامل مع فضاءات الوحة . ولعل هذا المعرض الاخير هو امتداد حقيقي باسلوبه بتحريك العمل الفني بمواضيع شعبية وبيئة اغلبها مفرح يتناسب اللون المستخدم مع جو الموضوع حيث استخدم الهرومونية اللونية والتضاد بشكل مبدع وممتاز ليؤكد احقيته في انسجام وبلورة الموضوع المفرح مع تعددية هذه الالوان.

كذلك كان للفنان والاستاذ معتز عناد غزوان رائيا في شخصية الفنان و المعرض فاضاف : يعد عبد الرزاق ياسر من الفنانين الرواد في العراق ولاسيما في فن الرسم العراقي فهو فنان مجدد وتعبيري من الطراز الاول فمن خلال لوحاته في هذا المعرض وبعد اكثر من اريعة عشر سنة من الغربة جاء مؤثقا للبيئة العراقية والمؤروث العراقي والعادات و التقاليد العقادية والشعبية مستخدما الوانه من هذه البيئة ومرجعيات الفنية استحدثها من ثقافته التي يعلمها جميع الفنانين القربين اليه كونه ابن الجنوب الغني بافكاره فنقل الواقع بالوانه الطبيعية كما موجودة في البسط الشعبية في الغراف والناصرية، وبياض الملح الجنوبي وحنة العروس والتشبيهات العقادية فكان حقا فنانا واقعيا في معرضه الاخير .

اما النحات عبد الكريم خليل شارك معقبا عن المعرض : تفاجئت بهذه الوحات كون الفنان عبد الرزاق ياسر نضج نضوج في هذا المعرض وللاسف متاخر بسب سفره خارج العراق فلم ياخذ حقه الطبيعي كفنان رسم الحياة البغدادبة والجنوبية على حدا سواء في سنين مضت . واتمنى ان يعود الى بغداد كونه فنان ذو خبرة عالية في توزيع اللون حيث يضعه بمكانه رغم ان انها الوان حارة واللوحة مليئة ليس فيها مساحة يعوضها بنفس الموضوع الفكرة التي تحتويها اللوحة وفي المكان الصحيح وهذه تحسب له كذلك له خطوطه الخاصة وهي كثيرة ولكن لها دلائل فنية .

هنال اراء كثيرة جميعها صبت في جمالية اللوحات المعروضة للفنان عبد الرزاق ياسر الذي عرفنا انه يدرس مادة النحت في اقليم كرد ستان باربيل وله العديد من المشاركات الفنية في مختلف المعارض المشتركة التي اقيمت في العراق وكذلك في مختلف الدول العربية والعالمية وله الكثير منالمقتنيات من اعماله الفنية منتشرة في العديد من الدول .اقتربنا منه وسالناه .

* هل المعرض وليد فكرة التوثيق الفني ، ام هناك خصوصية خاصة ؟

-- هذا الموضوع درس وانا في امريكا وبيئتي العراقية هي الوعاء الذي اخذ منها الرموز والدلالات العراقية منذ 1952 هي طفولة التي عشتها فكانت كل هذه الرموز والاماكن ترجمتها الى لوحات عبرت طريق المعاناة التي عانيتها لحين حصولي على البكلوريوس فرع الرسم من كلية الفنون الجميلة عام 1972 . تناولت شخصيات حقيقية مرة علينا وعايشناها ومنها جاءت تاثيراتي على اللوحات وهي وليدة لحظتها في الرسم فكانت فنية للونية وخطية سميت باسماء الاماكن والحالات والمؤروثات جميعها مثل (لوحة زرة الموحية ) و ( ركصن حيل ياخالاتي ) و ( الردحات ) و( كلايد من ذهب ) وغيرها من مسميات معروفة لدى ابن الجنوب . فجاء بذلك هذا المعرض الذي اطلق عليه ( ايحاءات تراثية ) دالا عما موجود في جميع اللوحات .

* مااسماء المعارضك الشخصية السابقة واين اقمتها ؟

-- الاول كان في دولة ابوظبي عام 1976 والثاني في بغداد بقاعة نادي العلوي عام 1978 اما الثالث فكان في هارتفورد 1983 بامريكا والربع في العاصمة الاردنية عمان سنة 1994 والخامس في بلغاريا مع مجموعة من الفنانين الاجانب بصوفيا والسادس وهو الاهم عندي في اقليم كردستان بقاعة ميديا للفنون سنة 2007 واعمل استاذا بنفس القليم حاليا في كلية الفنون الجميلة/ جامعة صلاح الدين – اربيل,

# ماذا لديك من جديد قادم ؟

-- لدي ست لوحات باحجام كبيرة بقياس ( 3.5 * 2 )متر تمثل احداث العراق وكل ما حدث منذ عام 2003 لهذا الوقت وقد اسميتهن ( الشهر الثالث ) أي شهر الدم و( راس يبحث عن كتف ) و(النزوح الى السفلت ) و( اختلطت عظام الحصان بعظام الفارس ) و( بيوت من صفيح ساخن ) هذه اللوحات تمثل كل جراحات العراق ولكن باسلوب فني[img][/img][img][/img]