هيام مصطفى قبلان

من طرف آمال عوّاد رضوان 21/6/2009, 9:32 pm

هيام قبلان

مواليد قرية عسفيا في جبل الكرمل سنة (1956). حاصلة على بكالوريوس في موضوع التّاريخ في جامعة حيفا، وموضوع التّربية العامّة والخاصّة في اللّغة العربيّة وآدابِها في الكلّيّة العربيّة حيفا. عملت لمدّة سبع سنوات في صحيفة الصّنّارة في النّاصرة، من خلال زاوية أدبيّة أسبوعيّة بعنوان ” على أجنحة الفراش “، كما عملت مذيعةً ومُعِدّةً للبرنامج الأدبيّ في ” راديو المحبّة”. عضو في جمعيّة ” منارة “، وعضو في اتّحاد الكتّاب العرب، وعضو في المنتدى الثّقافيّ الأدبيّ. تعمل مركّزة لموضوع الكتابة الإبداعيّة في الكرمل.

الهاتف: 048390780

العنوان الإلكترونيّ: heam_m@walla.com

الأعمال الشّعريّة:

آمال على الدّروب (1975). همسات صارخة (1981). وجوه وسفر (1992). انزع قيدَكَ واتبَعْني (2002).

الأعمال الأخرى:

بين أصابع البحر/ نصوص أدبيّة وفلسفيّة (1996). طفل خارج من معطفه/ قصّة قصيرة (1998).

أيُّها الوقتُ

أيُّها الوقتُ خذْ مَداكَ وصَداكَ

وازرعْ مِن قنديلِ شوقي

زهرةَ فلٍّ ونَجمة

وارْوِ أشلائِيَ بنبيذِ الآلهة

أيُّها الوقتُ عَلِّقْ هذا الحُزْنَ

وسِرْ مع صمْتي بينَ كنائسِ المدينةِ

لا تُبَدِّلْ مسارَكَ

اجلسْ على عتبةِ بيتي

ومُرَّ بقصيدةِ شعرٍ على هزيمتي القديمةِ

ربَّما في الغدِ يكونُ ثغرُكَ أبسمَ

وتعودُ طفلاً تركضُ وراءَ الفراشاتِ

تُقاسِمُني حُبَّ امرأةٍ

منَ المنفى تعودُ… تنْحني كطوقِ الياسَمين

أيُّها الوقتُ اغرسْ لونَ عينيْكَ

في نبضي كي تَحتالَ على حِكمتي

فقدْ أدمنتُ خطيئةَ عبَثي

ولنْ أقاوِم

أيُّها الوقتُ لطِّفْ وجْهِيَ

بندَى الرّبيعِ وحدِّقْ في تَجاعيدِ العُمرِ

لا تلُمْني إنْ توقّفتُ قليلاً

هو العمرُ يَمضي، والأعوامُ تَمضي

وعيناكَ ما تزالُ

تفَتِّشُ في تفاصيلِ جسدي

عن عِطرِ الأنثى

ونشوةِ الأنثى

وشقاوةِ الطّفولةِ فيك

أيُّها الوقتُ أسابقُ الرّيحَ إليكَ

وأنتَ ما تزالُ مُعَلَّقًا بينَ الرِّمشِ والجفنِ

هل أبقى لديكَ قليلاً

لأنالَ رِضاكَ؟

(لوركا)… ونبيذُ الأشقياءِ

خبّأتُ وجهَ (لوركا) في فنجانِ قهوتي

شربتُ رائحتَهُ حتّى النّخاع

في مدينةِ الضّياعِ يُفتّشونَ يا رفيقي

عن ورقِ الصّفصافِ

يرقصونَ رقصةَ الغَجَرِ

لونُ القهوةِ غربةُ الوطنِ ونبيذُ الأشقياءِ

أبْحثُ في فنجاني عن ليلٍ لا يتصدّعُ

وأصيحُ: (لوركا)

مَن صادرَ للغريبِ أرضي؟

مَن سلبَ سِرّي وصمتي

وعلّقَ ضفيرةَ طفلتي

على بيادرِ الحُزنِ

آتيكَ بفنجانٍ آخر

ارتشفْ لونَ الوردِ

كي تصحُوَ طفلةُ الرّمادِ

كي يزهرَ اللّوزُ وتورقَ الأرصفةُ

وفي ليلةِ الميلادِ ينهضُ الأمواتُ

وجهُكَ جُرْحُ السّفرِ

و” وغرناطة ” مُعلّقةٌ فوقَ أشجارِ الدّفلى

قد يرتَجفُ الحلمُ فوقَ الدّفاترِ

وحوريّةُ المساءِ تسكنُ ظِلّكَ

وأنتَ مِن بينِ أصابعِ الرّملِ

تأتيني برشفةِ عسلٍ وولادة.

بينَ ظلّي وبيني

أتقفُ بينَ ظِلّي وبيني؟

وهل يَحتاجُ الدّمعُ لطراوةِ العين؟

يهيمُ بكَ الفؤادُ والنّاسُ ساليةٌ

وفي غربةِ الرّوحِ تتساءلُ النّفسُ: أيني؟

أتقفُ بينَ ظِلّي وبيني؟

يا ساكنَ القلبِ أصبحتَ لائِمي

وأنتَ مَنْ أحلَّ في هوى الخمرِ دمي

تأتيني والكأسُ بينَ يديْكَ

فيحتارُ بينَ ثغري وعيني

أتقفُ بينَ ظِلّي وبيني؟

كيفَ السّكينةُ والأعوامُ هاربةٌ

وأنا لَم أُسدّدْ في جُرحِ العمرِ دَيني

يا نسمةً نديّةً في الفجرِ تَسري

هل يَختارُ الطّلُّ ما بينَ الغصنِ وبيني؟

يطولُ الصّمتُ وشُموعُ اللّيلِ ساهرةٌ

ويضيعُ الكلامُ، فأيُّها من الأزهارِ تَجني؟

أتقفُ بينَ ظِلّي وبيني

وما زلتَ ترشفُ لونًا تِلْوَ لونِ.