عظيم لم يمت قصيدة بنت السريان في صلاة السنة للأب يوسف سعيد

من طرف بنت السريان 28/2/2013, 3:36 am

بشيم آبو وَبرو ورحو حايو قاديشوحاذ آلوهو شاريرو آمين

الكنيسة السريانية الارثودكسية
رجال الدين الأفاضل
سعادة السفير المحترم
عائلة الفقيد ابونا يوسف سعيد المباركة
الحضور الكرام

ما أقصر الأيام
فهي تهرب مسرعة وتتلاشى
كما يتلاشى الغمام
قصيدتي بعنوان
عظيم ٌ لم يمتْ

عام مضى على رحيل أبينا يوسف
والحديث لا يبارح القلب عن الحدث
فعلى أهداب القصيدة وقفت
أنعي عظيماً لم يمت وأتلعثم
أؤبّن ناسكاً متعبّداً
خطيباوشاعراً
على الباطل متمرّداً
لا تغمض له عين ولا بد ن ينم
.......
يراعه لا يعرف الصمت
عطاؤه مستمرٌ رغم الألم
من الحياة استشفَّ
درراً نفيسة
كتبها بماء الذهب
ونحتها على حجر الخلود بالقلم
.......
تتوه كلماتي عند الحديث عن الحدث
وتصغر أمام الحدث المرير
فحصاد السنين وتعب الأيّام
غيَّبه الموت تحت التراب
آخذاً هدنة طويلةً من الحياة
ورحل
.......
رحل أبونا يوسف سعيد
وبرحيله
ختمَ التاريخُ
صفحةً لامعة ضمّتْ علماً
من أعلام الكنيسة السريانية الأرثودكسية
فيها تلاقى مع الألم والضيق
وتعاملَ معهما
بصبر أيوب الصدّيق
فرش أنّات صدره
فوق صفحة الأفق
لم يستعجل الأمور
بل حكمَها بالعقل والمنطق
.......
فهنيئاً لك أيها التاريخ
ضممْتَ روضةً كاملة
من العلم والحكمة
والنسك والشعر والأدب
ما زالت سرُج ُمعرفتها
نوراً يهتدي به
كل من ينسج على منوالها
ويرتوي من نبع غديرها
.....
فعذراً سيّدي أبونا يوسف سعيد
عذراً
إن أزعجتْ أنّاتي أذناك
وقضَّ نومَك
صوتي حين ناداك
فأيقضتْ غفوةَ الموتى
ترانيمي
وأقلقتْ غصّتي
بالحزن مثواك
.............
هامتُك ما انحنت سيدي
إنّما
لعظمة الرب
بالغتَ في الأنحناء
وبتلك الانحناءات
تسابيحاً للرب قدَّمت
وعن الشعب صلوات
زارعاً بذور الحب
في روضة الكنيسة
وتحت سيف العناء
وأوتارُ قلبك
تلهجُ بألحان السماء
وملائكة تحوم حولك
من ينابيعك تستشفُّ
التسامحَ والوفاء
.........
فاهنأ بكنزك في جنان الخلد
جاهدت الجهاد الحسن
ونلت ملكوتَ السماء
............
فقدتك الكنيسة
وتوجّع الأهل والأصدقاء
فأوجاع الأفتقاد الأخرى
تداوى
إلاّ أوجاع افتقاد العظماء
ليس لها دواء
...................
نودعك ونقتفي فوق النجوم أثرك
فمياه نهرك لن تجف
خريرها مخزون
في ما دوّنته يمناك
وأنت أنت ما زلتَ حياً
بالروح تعيش بيننا
وفي كل لقاء
وضريحك يبقى علما
يشار له بالبنان
هنا يرقد الكاهن
يوسف سعيد أحد العظماء

وأخيرا إسمحوا لي بهذه الترتيلة

ليس موتا أن تنام العين أو تذوى الجفون
لا ولا هجعة يوم في سلام وسكون
(ليس موت الجسم موتا)لا ولا هجر الحمى
أو رحيل النفس عن
أورحيل النفس عن دارالفنا نحو السما

ليس موتا أن يضمّ القبر جسماً في أمان
لا ولا أن يخرس البين عن النطق اللسان
(ليس موتا خلع ثوب الجسم) والعضم الرميم
إنّما المؤمن يحيا
إنّما المؤمن يحيا بين سكان النعيم

إنّ مختاراك ربّي معك الدهر يسود
يغلب الشرَّ ويبقى حائزاً أسمى الوعود
(ليس موتاً أن تنام العين )أو تذوي الجفون
لا ولا هجعة يوم
لا ولا هجعة يوم في سلام وسكون
شكرا لإصغائكم
والعزاء لنا جميعا

بنت السريان

ألقيت هذه القصيدة في27 كانون الثاني عام 2013
في كنيسة مارتوما للسريان الأرثودكس
في سودرتالية السويد
بمناسبة صلاة السنة للمرحوم الأب يوسف سعيد

_________________