المعرض التشكيلي المشترك ( لون / حجر / طين )

المعرض التشكيلي المشترك ( لون / حجر / طين )

تجربة ثلاث فنانين اختلفت اساليبهم التشكيلية

حيدر عاشور

تجليات تشكيلية وتجارب حديثة في الرسم والنحت والخزف قدمها ثلاث فنانيين قطعوا شوطا تشكيليا مشترك على الصعيد المحلي والعربي والعالمي،محاولين تجديد منظومة المعارض المشتركة من خلال المتغيرات في التنوع الاسلوبي لكل فنان وتفرده في العمل التشكيلي الذي عرف من خلاله . وها هم من جديد يعيدون تجربة التداخل التشكيلي في معرضهم المشترك الجديد الذي اقتتح هذا الاسبوع على قاعة( حوار )خلف كلية الفنون الجميلة والذي سيستمرالى نهاية الشهرالحالي تحت عنوان (لون .. طين .. حجر) وهو الثالث من نوعه .

الفنانون هم (ماهر السامرائي) و(قاسم سبتي) و(عبدالكريم خليل) الذي احتوى معرضهم الثالث على واحد وعشرين عملاً تشكيليا ، توزعت الى سبع قطع خزفية للسامرائي، ادخل فيها

معادن وحصى لصنع كولاج خزفي،كذلك واصل سبتي اسلوبه المتفرد في (اقنعة النص) من خلال سبع لوحات ضمت خشباً وخيوطاً الى جانب اغلفة الكتب، التي اسس عليها اسلوب (اقنعة النص)، اما الفنان عبدالكريم فقد استنطق الحجر في سبعة اجساد بشرية.سبق للفنانيين الثلاثة ان اقاموا معرضهم المشترك الاول: (لون.. طين.. جحر) على نفس القاعة اواخر التسعينيات . حاولنا في هذا الحوار ان نعرف ماذا يقول احدهم عن الاخر .

ليس كل الرقص يحدث في الاعراس

التقيت اولا النحات ماهر السامرائي وسالناه . كيف تقرأ سبتي وكريم خليل فنيا ؟

فاجاب: صاحبة الفنان قاسم سبتي لفترة طويلة جدا منذ كان طالبا وانا معيد في كلية الفنون الجميلة ، كان يحمل جذوة الفن وهو طالب والتصاقه بالفنان فائق حسن وخدمته لفائق حسن جعلته يسرق من دون ان يعلم كثيرا من ابواب الفن التشكيلي ليبني له جدارا من مختلف الاحجام الطابوق وحدها وصقلها فاينعت له بيتا تشكيليا رصينا فتاها في اروقة التجريد فامطرت عليه السماء بافاق رحبة من الفن التشكيلي الخاص فرفع مظلة ملونة تتكون من اغلفة الكتب ذات الالوان الرافدينية المفعمة برمال الهضبة وسعف النخيل . في معرضه الاخير المشترك ( لون / حجر/ طين ) كان كمن يركب بساطا ويتجول على تضاريس العراق فكانت لوحاته الاخيرة مفعمة بروح وادي الرافدين بهضباته ووديانه ، مياه وسماءه، مرة مغبرة تخبرك ببريد صحراء نجد ومرة مغموسة باهوار الجنوب . طائر النورس لم يغادر لوحاته ولادخان احداث 2003 بكل متغيراتها ،يبتعد تارة عن الاحداث لكنها ترجعه عنوة ليترك بعض البصمات من ذلك المناخ مرة حزينا واخرى فرحا وكان فرشاته هي اديمه والوانه هي اوانيه وخاماته هي فراشه الذي ياويه .

اما النحات (عبد الكريم خليل ) هذا الفتى المفتول العضل متشبع من راسه الى اخمص قدميه بعذابات وارهاصات مره بها في سني العمر لذا تراه يفرغ من الذي يحمله في ضربات (ازميله )على سطح المرمر فتراه مرة جذلا ومرة حزن فليس كل الرقص يحدث في الاعراس . ان التشكيل الصارم في تعبيرات المرمر عند ( كريم ) تحسه يعمل على الحرير واخرى يحفر في السندان هذا تيدن الفنان الذي تختلج روحه تنهتات وونات بيئته فهو مرة يجرح نفسه ليداوي الاخرين ومرة يسمع غناء الاخرين فهل اطربوه ؟ ام هو عالجهم بدواء الكتلة المرمرية والاجساد الغضة والحميمية السومرية عندما تشغله عند عتبات المعابد ،كم انا فرح عندما التمس الخشن من السطوح والناعم من الانحناءات للاتحسس منحوتاته قبل النظر .

الخزف فن راق.. هو خليط متجانس من رسم ونحت وخط



ولكن كان للفنان قاسم سبتي قولا اخر ابحر فيه وهو يغرد بصوت شدي ليصف السامرائي وعبد الكريم حين قال : وها نحن نعود ! على الرغم من اننا حشرنا انفسنا في كوة لاتكفي الا لثلاث رسام مشاكس وخزاف ماهر ونحات فخورا ف( ماهر السامرائي ) سليل تل الصوان وكافة انواع التلول المتخمة بعافية الحضارات ، يحكي لنا ومن خلال قحوانه المترفة حكاية اولئك الافذاذ الذين سكنوا هداة الضفاف ، ويبدو لي بان ارواح اولئك الاجداد قد تجسدت روح الخزاف المتعطش للتفرد ! وان الافا من كسر القحوان الشذرية والتي زينت حواشي الدروب كان خزافنا العتيد شغوفا بها وكان دوما يناي عن رفاقه السابحين ليتمكن وبكتمان شديد من وشوشتها والتامل فيها !! وامسى ( ماهر ) بعد ذاك الجواب على كل تلك الاسئلة والتي راوتنا عن مصدر هذا الانجاز وعن تفرد تلك القدرة ! ان اعماله تكاد ان تطير من فرط خفتها وان دقة صنعها وان احتضنت نبل الحروف الا انها معاصرة بامتياز ! وقد نالت اني حط السامرائي رحاله هنا في بغداد او هناك عند قاهرة المعز او حتى على سواحل الخليج الاعجاب والتامل ولم تستطع سنواته التي قضاها في بلاد العم سام من تحويله الى عميل اسلوبي !! فصارت ( أي هذه السنوات ) نسيا منسيا واكد للجميع بعد ذاك قدرته الفذة على تحويل الخزف الى فن راق هو خليط متجانس من رسم ونحت وخط ، اننا نرصد بعين الاعتبار قطعه الرائعة والمقترنة باحتراف وتواضع المبدعين .

اما حكاية نحاتنا ( عبد الكريم خليل ) والتي تذكرني هيئته المكتنزة بجند اشور العائدين من حمى الانتصارات فانه يصر ايضا وعبر تاويله لتلك التضاريس الحجرية المتخمة بالاسرار على اكتشاف تلك العوالم الخبيئة وكانه عراف كان قد اغمض عينيه محرضا روحه المتمردة على الامساك بتلابيب الكتلة الحجرية الصماء ! ان هذه الكتلة تستفزه بتضاريسها والتي مسد الزمن اكتافها لدهور مضت فيبدا غزله بها بدءا من لوعة اعتلجت في صدره ثم لايلبث ان يعلن للمسافرين عن بدء رحلته صوب الانجاز وهنا ايضا تبدا المحنة ! فانى لها ان ترافقه وهي مبهورة بامها الارض ، ولكنه سرعان ما يجرجرها مخذولة غير ابه بعويل الريح والتي دثرتها لقرون ، لقد انتقل (خليل ) باجساد منحوتاته المستعرة بنيران الشهوات وعذابات الحنين الى منطقة اخرى من التعبير ، فالوجوه والتي هي اقرب للاقنعة كان قد اسنطقها ازميله البارع ولكن دون جدوى ، فقد ولدت من رحم الصمت واليه لابد ان تعود، وان انجازات هذا الفنان وطيلة الفائت من الاعوام القت بظلالها الاسلوبية على مجمل ذاكرتنا البصرية والتي تعودت الى حد بعيد على رؤية هذه الاجساد الحجرية وهي تحاول جاهدة الفكاك من اشتباك لانعلم من فيه المنتصر .

اغلفة النص تجربة دائمة التجدد

واخيرا مع الفنان عبد الكريم خليل الذي قال عن من سبقوه في الحديث عنه فسترسل قائلا: تكررت هذه التجربة التي نشترك نحن الثلاثة في تقديمها الى المتلقي العراقي التي يجدها برؤيته على انها ثلاث معارض في معرض واحد وفي وقت واحد ،والجمهور ياتي لمشاهدة كل تجربة على حده وهذا دليل على التنوع ،بذلك نجد الفنان ( ماهر السامرائي ) قد مزج الرسم والنحت والخط في تجربته الخزفية او بعمله الخزفي، وهذه تجربة نادر للسامرائي الذي ينفرد بها كفنان على مستوى التشكيل العربي والعالمي ، وما لوحاته الا موسيقا هدائة تناسب الى الجسد وانت تقف امامها تبحث عن سر الصوت فيها فتطيل النظر اليها فيداهمك بروعة التفرد في ادخال الحصى والمعادن لخلق الكولاج الخزفي ... لتظهر سر روعة العمل الفني في اعمال الكبير ماهر السامرائي .

اما الفنان قاسم سبتي عرف باستخدامه الاغلفة في جميع اعماله الفنية وتبلورت في معرضه السابق ( اغلفة النص ) ونجد في التجربة الحالية بمعرضنا هذا عدم التكرار نفسه الذي يعمل عليه سبتي بل جدد تجربته باستخدام اساليب جديدة في رسم الغلاف على اللوحة وباحجام كبيرة وهذه تعد تجربة جديدة في مسيرة الفنان قاسم سبتي مما دفع الكثير من الاساتذة والباحثين والنقاد في الفن التشكيلي العراقي للغوض في اعماق هذه التجربة التي نالت مسبقا العالميين من الفنانين عند عرض ( سبتي ) معرضه الشخصي ( اغلفة النص) طوكيو ونيوريوك وباريس وكان لها صدها بحيث تكررت دعواتهم للمعارض التشكلييين العراقيين من الفنان قاسم سبتي الذي اسهم في توصيل فنانينا الى العالمية من خلال عرض تجربته وبالتالي عرض تجارب الفنان العراقي من خلال الفولدرات والصور والافلام التي صورت المعارض وهذه تحسب مستقبلا ل( قاسم سبتي ) بكل المعاير الاخلاقية الذي يمتاز بها الفنان العراقي .

العبيدي جو كتب:

أشكرك أخي حيدر للمشاركة معنا
كنا في انتظار قلمك منذ زمن
تمنينا لو كنت تتحفنا ببعض الصور الدالة

الزميل والصديق جو اطال الله في عمرك ومدك بوافر الصحة والعافية الدائمتين فيك دائما وابدا .
اولا: اود ان اهنئك بحلول عيد الاضحى المبارك ادامه الباري (عزوجل ) عليك وعلى عائلتك وعلى جميع المسلمين والمؤمنين ، وجمع الانسانية المتواجدة في نفوس وروح الانسان الخالي من شوائب الحقد والانانية ، محب لذات الانسان نفسه في كل بقاع الارض . اقول عيد سعيد وكل عام ونحن على قيد الحياة ، وانتم بالف الف خير امين رب العالمين .
ثانيا لدية صورة كثيرة ولكن اجهل ارسالها اليكم رغم محاولاتي الكثيرة ، فقط استطيع ارسالها عبر البريد اللكتروني كوني مطلع على ذلك ، واشكرك مقدما ان علمتني ان اربط الصورة مع الموضوع عند لحظة الارسال .
ثالثا محبتي التي ليس لها حدود بمعرفتي بكم من خلال المملكة الادبية العميقة الغور في معلوماتها القيمة.