أنا جزء من التعبيرية.. لقاء مع الفنان التشكيلي سمير مطرود

من طرف العبيدي جو 26/10/2008, 1:18 am

أنا جزء من التعبيرية

لقاء مع الفنان التشكيلي سمير مطرود أجراه أحمـد عسـاف
الملحق الثقافي لجريدة الثورة الثلاثاء 22/11/2005م العدد: 12865‏
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ملخص اللقاء:

س- الانطباعية.. تكاد تسيطر على اعمالك الفنية لفترة ما.. لماذا؟‏

ج- الانطباعيون الذين تعود اليهم اساسيات الفن الانطباعي بدؤوا بالتقرب من كوربية COURBET الواقعي,
فعمد هؤلاء الانطباعيون حوالي عام 781 الى تنفيذ أعمالهم في الهواء الطلق, كي يتمكنوا من ترسيخ هذه الظواهر الضوئية
في أواخر عام 881 ثمة فتيان (بونار، دوني، ايبلز) الفنانين المهمين فيما بعد.‏. وثمة اسماء اخرى فنية كبيرة وهامة..
كانوا يجتمعون بشكل دوري، ليدونوا مواضيع النساء والحياة في اعمالهم الفنية, تذكر باعمال سيروزييه وغوغان ربما..

ولفترة ما وجدت نفسي في الانطباعية شأني شأن كثير من الفنانين الذين يمرون بعدة تجارب فنية
اصلاً الانطباعية هي ذاك الفن الصافي والنبيل الذي يدعك تقف في مواجهة الطبيعة
وانت تحمل في اعماقك ذلك الذهن الصافي.. وتلك الموهبة البكر. وتلك العين الثاقبة..

س- برأيك ماهي الرؤية التجريدية للفن المعاصر؟

ج- ثمة مقولات جمالية تحدث عنها ( كانط) وسميت الجماليات الكانطية مروراً بالجماليات الرومانسية،
الحياة تتطور كذلك الانسان، متلقي اليوم هو غير متلقي الامس، المعرفة لكل الجماليات هي معرفة (منقوصة)
هناك حساسية دقيقة في التماهي مع جماليات الفنون تحتاج لتمحيص للولوج الى نبض الفن والتسامي معه وكشف أسراره الدفينة.
نعم جاء ميلاد النظرية المجردة للفن استجابة لجملة من العوامل الفنية، والاجتماعية والفكرية إلا ان سرية هذه النظرية
تكمن في جانب هذا التشتت الوجودي والثقافي والفني وفي جانب آخر الحنين الجامح لانسجام كلي مع الواقع الانساني القاسي
(والحزن الساكن فينا ليل نهار).. حين الشقيق ينهش انسانية شقيقة..

س- نتلمس في بعض تجاربك الفنية ذاك الضوء (الخفي-الساطع) لعالم التعبيرية.. ماذا تقول؟

ج- وجد نجم المدرسة التعبيرية على يد الفنان (جوستاف مورور) الذي عرض في صالة الخريف وخلق صدمة حادة
لمشاهدي اعماله. حيث لانجد لديه ألواناً صافية. كما لانجد لديه وجوداً للشهوات..
هنالك: (دوميني، وغويا، ورامبرانت) اما مريدو الفن التعبيري غير الحقيقين فهم متسللون الى كنوز رواد التعبيرية
وساهموا في الإساءة الى هذه المدرسة التي حملت وقدمت اعمالاً غاية في الاهمية، والديمومة
لنقل على سبيل المثال (فان جوخ) الذي غادر باكراً تاركاً اعمالاً ذات قيمة فنية عالية جداً وثروة مهمة جداً للمتاحف
والمعارض الدائمة.. وكسر الأشياء بتعبيريته الرائعة تلك التي تجلت: في ذاك الحذاء المرمي في حقل مهيأ للحصاد..
في أصفره الرائع في (عبّاد الشمس) في مقعده الشاغر.. في سريره الباحث عن مسحة حنان وبقعة ضوء .

شخصياً انا جزء لايتجزأ من هذا الحزن والقلق وعذابات الكائن البشري.. عذاباته مع الوحدة والقهر والعزلة..،
وتهديد الحياة له بالمرض والموت والحب الطارىء الذي يسبِّب له مزيداً من النزف مع العذابات والأسى.
وبالتالي فالانسان يضع آلة الدمار..، ليدمر أخاه الانسان انا ضد العلم الذي يسخر لفناء ودمار البشرية..
ولهذا الكوكب الذي نعيش فيه نحن لم نخلق من الدمار.. ولم نخلق للدمار..،
خلقنا من قبلة حب دافئة ، لذلك علينا ان نموت بحب دافىء وصادق، لان الحب علامتنا الفارقة..

العلم يجب ان يخدم البشرية والإنسانية ويطور الفنون والحضارات..
واذا كان ثمة عباقرة يسخرون عبقريتهم للخراب والويلات والكوارث.. ،
عليهم ان يرحلوا عن كوكبنا ويذهبوا الى عالم ثانٍ..،
ويدعونا نحيا الحياة التي هي عشقنا السرمدي..،وهاجسنا الفني.. عالمنا الفني..
حيث أجد ذاتي فيه أقصد الفن الذي استخدم فيه ألواناً خاصة وحيثيات فنية اخرى تساهم في التعبير عن تمزق انسان اليوم
وتقدم له متنفساً على صعيد البصر والبصيرة، والروح ..
فالاطفال يعبّرون عن فرحهم بالضحك.. وعن حزنهم وآلامهم بالبكاء المر ..
أما نحن معشر الفنانين والمبدعين فإننا نذهب الى خلاصنا..،
لعلنا نتطهر من عذابات ارواحنا وآلام اجسادنا..، في اللوحة والقصيدة والقصة..،
نقدم مرايانا الصادقة لكائنات نحبها وتحبنا.‏
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]