المقام العراقي..
صفحة 1 من اصل 1
المقام العراقي..
المقام العراقي..
المقام العراقي.. هو غناء عرف في العراق وهو لون غنائي تصاحبه الالات الموسيقية التقليدية وهي (الجوزة- السنطور- الطبلة- الدف- واحيانا النقارة) والالات الموسيقية الحديثة مثل (العود
القانون- الناي- الكمان). وهو علم وفن وصنعه، لان المتعلم يتبع القواعد والاصول الموضوعة الخاصة بهذا الفن، وفيه تهذيب وترفيه وامتاع. وهو من الفنون التي تنقل شفاها ويسميه الحاج هاشم الرجب (الموسيقى الاكثر قربا للمصادر الموسيقية العربية والاسلامية)،
أي انه
يسمع ويحفظ، وتعتمد طريقة تعليمه على مرافقة الاستاذ لسنوات طويلة، اذ اثمرت هذه الطريقة في تخريج عدة اجيال من قراء المقام من مختلف مدن العراق. والفنان الذي يتعلم بهذه الطريقة نجده فناناً واثقا من نفسه- متماسكا، حريصا، بسبب صعوبة الطريق الذي سلكه من جهة وتفرده من جهة اخرى. وغناء المقام العراقي يتسم بالارتجال والابداع الاني، يتوضح من اسماء القراء الذين اضافوا للمقام وجودا في صياغة الانغام. ووجدنا عدة طرق لقراءة المقام الواحد، لان التقاليد المتبعة تسمح للقارئ ان يظهر ابداعه ضمن الاطار العام الذي تحدده هذه التقاليد.
التف حول غناء المقام مختلف فئات الشعب العراقي منهم مشاهير العازفين والعلماء والادباء ورجال الدين والسياسة اضافة الى التاجر والحائك والبناء والنجار والخفاف
ان قارئ المقام الفنان يتصرف بحرية بحدود طاقاته وموهبته ويجتهد في ايجاد وخلق صيغ جديدة واساليب متنوعة، ليأتي دور الجمهور العارف المتذوق لمثل هذا الفن لكي يجيز للفنان هذه الاضافات، وبمرور الزمن تظهر مجموعة تتحيز لهذه الطريقة او غيرها، فتصبح الطريقة الجديدة قاعدة ثابتة للقراء المقلدين او الجدد، والطريقة تسمى بأسم مبتكرها، فوجدنا طريقة رشيد وطريقة القبانجي وطريقة يوسف عمر والجدير بالذكر ان هذه من اسباب تنوع وثراء هذا النوع من الغناء.
لماذا المقام في العراق
ان العراق منطقة حضارية مفتوحة على ماهو عربي من جهة وما هو تركي وفارسي وهندي من جهة اخرى، مما ادى الى وجود ثقافة غنائية- موسيقية مشتركة في منطقة الحضارة العربية والاسلامية هذه الثقافة التي ينتمي اليها الجميع، تحت ظل الاسلام، لكنه يخضعها الى الصيغ المحلية الموجودة في تلك الرقعة. ((ان الموقع الجغرافي للعراق له اثر في تاريخه وحضارتة وتركيب سكانة))1 وغناء المقام الذي نسمعه الان بشعره والاته وصياغاته واركانه يشترك في بعض الصفات مع دول الجوار ويختلف في البعض الاخر واختص بهذه التسمية لاننا لم نجد لمثل هذا اللون من الغناء في بقية الدول العربية2 ولا في البلدان المجاورة الاخرى التي تشترك مع العراق باعتبارها دولا اسلامية. ان التأثير والتأثر بين العراق من جهة والمدنيات المجاورة من جهة اخرى أثمر غناء المقام العراقي- هذه الثمرة التي نتجت من تلاقح ثقافات متجاورة ومختلفة تنضوي كلها تحت راية الاسلام فوجدنا الشش مكام الازبكي والتاجيكي والدستكاه الفارسي والاذري والمقام التركي والمقام العراقي. ان تداخل وتمازج مجمل الثقافات سواء منها الموجودة في داخل العراق مع مايماثلها في دول الجوار التي ترتبط بالعديد من العلاقات التاريخية والاقتصادية والثقافية ادى الى هذا النوع من الغناء- الذي لم يكن عفويا وانما كان للفنانيين المحليين دور كبير وواضح في بلورته وصياغته والتنظير له عبر مجموعة من المطبوعات، مما اوجد له التميز والخصوصية المحلية التي تجعلنا نشير الى وجود نوع من الغناء خاص بالعراق واخر خاص بايران وثالث خاص بتركيا وفي العراق وجدنا هناك مدرسة للمقام في بغداد مختلفة عن مدرسة المقام في الموصل وكلتاهما مغايرتان عن المقام المغنى في كركوك او كردستان.
- اين يدخل المقام العراقي وانغامه
على الرغم من ان العراق بلد اسلامي الا انه يضم العديد من الاديان والطوائف المتعايشة فيه منذ قرون عديدة. وانغام المقام تدخل في العديد من الممارسات الدينية، مرة كانغام كما في تلاوة الذكر الحكيم والاذان التمجيد وتكبيرات عيدي الفطر والاضحى، واخرى (جزء من المقام) كما في حفلات الذكر والمولد النبوي، ومرة ثالثة (كمقام كامل) كما في حفلة التهليله. ومن المناسب ذكره ان رجال الدين يختارون الانغام المناسبة اذ تستبعد الانغام الراقصة عند تلاوة القران الكريم والاذان، ويستعاض عنها بالنغمة المفرحة العالية كنغمة (المنصوري). في حين يكثر استخدام الانغام الحزينة مثل نغمتي (الحديدي) (والمدمي) في مجالس الفاتحة. وتستخدم انغام المقام ايضا في كنائس العراق مثل كنائس بغداد والموصل ووجدنا غلبة التسميات المحلية للمقام في الموصل مثل (مقام المكطع) وهو احد فروع البيات، ومقام (الصافيناز) الذي يشبه مقام (السفيان) ومقام (حيران) الذي يشبه مقام الاورفة 3
- المقام الوعاء الذي ضم انواع الشعر
من المعروف ان فني الشعر والموسيقى ارتبطا منذ القدم وقد اعتمد المقام العراقي على الشعر الفصيح والعامي (الزهيري)، ويذكر الحاج هاشم الرجب في كتابه (المقام العراقي- 1983) ان مقامات الفصيح تبلغ (33) مقاما ومقامات الشعر العامي تبلغ (20)مقاما. اما شعراء القصائد التي تغنى بها قراء المقام منهم: ألبهاء زهير وعبد الغفار الاخرس ومحمد سعيد الحبوبي وابن الفارض وعبد الباقي العمري وابو نؤاس وابن رشيق القيرواني واحمد عبدالباقي الموصلي.
نموذج من شعر القريض عبدالغفار الاخرس 4
بارق لاح فأبكاني ابتساما
بثه الشوق من الصبر وناما
ولمن اشكو على برح الهوى
كبدا حرى وقلبا مستهاما
منعونا ان نراهم يقظة
ماعليهم لو رأيناهم مناما
اضافة الى شعراء الشعر الشعبي نذكر منهم الحاج زاير الدويج، ملا عبود الكرخي الملا جادر الزهيري، عبدالكريم العلاف، ملا منفي عبد العباس، جواد الطالقاني مبدر ال فرعون، سلمان الشكرجي، وحسن الشيخ راضي 5
نموذج من الشعر العامي (الزهيري): الحاج زاير الدويج.
والله ياصاح حظه الجالسك ياعون
الناس بهواك سكره جي تظن ياعون
انته الذي دوم ردتك للشدايد عون
وخيول هجرك تردهن بالوصل لوجن
وهلال سعدي يهل ليلي علي لوجن
والناس لي عون تكصد بالذي لوجن
المن يوده كلي لو تسودن عون
- المقام والوان الغناء الشعبي أن مناطق العراق غنية بانواع التراث الغنائي الذي يعتمد على الشعر الشعبي فهناك غناء دجلة وانواعه (العتابة- النايل- السويحلي- العراكي....) وغناء الفرات الذي يضم (الابوذية باطوارها الكثيرة والمربع والنعي) وغناء البادية مثل (المسحوب- السامري- الحدي- الهوسات- العتابة) 6
وقد استطاع المقام العراقي من خلال قرائة ان يضم البعض من الوان الغناء الشعبي. مثل الابوذية من الغناء الريفي والركباني والعتابة من الغناء البدوي. ويعتقد ان اول من ادخل شعر الركباني 7 بعد مقام الجمال وهو الاستاذ محمد القبانجي تبعه المغنون امثال ناظم الغزالي ويوسف عمر. اما العتابة فتدخل في نهاية مقام الابراهيمي مرة، وتدخل في مقام الحكيمي وتسمى (سلمك) مرة ثانية 8
ويختلف قراء الموصل في استخدام العتابة اذ انهم يضمنونها في مقام الرست، وفيما يخص غناء الابوذية فيعتقد ان اول من ادخلها هو الشاعر المغني عبد الامير الطويرجاوي الذي يجيد اطوار الابوذية، وتعرف وتعلم على غناء المقام في بغداد بداية الثلاثينات، وحاول المزج بين اطوار الابوذية وغناء المقام في بغداد بداية الثلاثينات، - تبعه بعد ذلك قراء المقام في بغداد فدخل هذا الغناء بعد قراءة مقام النهاوند، ويكون نغم الابوذية مناسبا لنغم المقام الذي سبقها- كما اكثروا من استعمال اطوار وشعر الابوذية في قراءة المولد النبوي.
- أبوذية
نموذج ابو ذية للشاعر سلمان الشكرجي
التجافي بيك عهدي ماصفالك
أشعمل هجرك أبجبدي ماصفالك
خذ من العيش واغنم ماصفالك
ليالي الدهر موكلها سوية
- عتابه
نموذج للعتابة: للشاعر جبوري النجار 9
احبابي مابعد روحي لهلها
دمه دمعي الفركاكم لهلها
انجان الضايعة مترد لهلها
لهيم اخلافها واسكن هضاب
- ركباني
نموذج للركباني للشاعر جبوري النجار 10
ياهيه جسمي نحل من كثر الهموم
وامساهر الليل مامر جفن عيني النوم
مولع ابظيه او فييي ايدور اعلوم
ياليل يغفون الوشاة او ينامون
نموذج من العتابة الموصلية:
تلوج العين ماشوفك بالوراد
ولاكلبي هوى غيرك ولاراد
ورد جوري يهل تزهي بالوراد
فكدتك من رياحك هالطياب
وفي كركوك ينتشر لون غنائي يسمى محليا (خوريات) تختلف عن غناء المقام العراقي وتشترك في بعض الصفات مثل اعتماده على الشعر الشعبي (التركماني9 وله مفردات خاصة تميز الواحدة عن الاخرى. انتقل بعض هذه (الخوريات) الى بغداد عندما سجل القبانجي عام 1924 نوعاً من الخوريات المسماة (قره باشي 9 وتسمى في بغداد 0قرية باشي)11. تشترك بعض القوريات بالمسميات مع المقام مثل مقام المخالف في القوريات لكنه لايشبه مخالف المقام العراقي.. اما قوريات بشيري وهي من مقام الرست، فقد اخذها مغنو بغداد واضافوا اليها قطعا واوصالا لتسمى مقام الراشدي. من كل ذلك نجد ان موسيقى وغناء المقام متعدد الصور والوظائف بحسب المناطق واللغات واللهجات المحلية... والقوميات كالعربية والكردية والتركمانية وبقية الاقليات.
الوعاء الذي ضم الجميع
على الرغم من ان المقام العراقي برز بشكل ظاهر في المدن الكبيرة مثل بغداد، الموصل وكركوك الا اننا نجد ان قراء المقام من مختلف مناطق العراق مثل:
احمد بن عبدالرحمن من الموصل.
ومهذب الدين بن عبد الرضا (الحلي- البصري)
ومحمد بن محمد كاظم الحسني النجفي 12
ابن رحمة الحويزي من الحويزة
علي مردان من اربيل
مشكور السعيدي من السعديه
قشما او غلو فرانسيس وشلتاغ والملاطه من كركوك.
وهناك قراء من خانقين ومندلي وشهربان وسامراء.
كما التف حول غناء المقام مختلف فئات الشعب العراقي منهم مشاهير العازفين والعلماء والادباء ورجال الدين والسياسة اضافة الى التاجر والحائك والبناء والنجار والخفاف. ختاما.. ان غناء المقام العراقي وموضوعة ضم واحتضن عدداً من الثقافات العراقية لايستوفي حقه في الاوراق القليلة.. اذ تكمن الكثير من المعلومات عند اصحاب الطرق الصوفية والكنائس والتسجيلات والاسطوانات التي لم نتمكن من الوصول لها في ظل الظروف القاسية التي نعيشها حاليا. ان المقام العراقي الذي استطاع ان يحفظ انغام العراقيين وابداعاتهم واشعارهم وايقاعاتهم ومناسباتهم الدينية والدنيوية.. يحتاج الى اظهاره وتقديمة بما يتناسب مع محتواه والطاقات الكامنة فيه. هذه الطاقة التي شارك جميع اهل العراق في خلقها وابداعها.
منقول
المقام العراقي.. هو غناء عرف في العراق وهو لون غنائي تصاحبه الالات الموسيقية التقليدية وهي (الجوزة- السنطور- الطبلة- الدف- واحيانا النقارة) والالات الموسيقية الحديثة مثل (العود
القانون- الناي- الكمان). وهو علم وفن وصنعه، لان المتعلم يتبع القواعد والاصول الموضوعة الخاصة بهذا الفن، وفيه تهذيب وترفيه وامتاع. وهو من الفنون التي تنقل شفاها ويسميه الحاج هاشم الرجب (الموسيقى الاكثر قربا للمصادر الموسيقية العربية والاسلامية)،
أي انه
يسمع ويحفظ، وتعتمد طريقة تعليمه على مرافقة الاستاذ لسنوات طويلة، اذ اثمرت هذه الطريقة في تخريج عدة اجيال من قراء المقام من مختلف مدن العراق. والفنان الذي يتعلم بهذه الطريقة نجده فناناً واثقا من نفسه- متماسكا، حريصا، بسبب صعوبة الطريق الذي سلكه من جهة وتفرده من جهة اخرى. وغناء المقام العراقي يتسم بالارتجال والابداع الاني، يتوضح من اسماء القراء الذين اضافوا للمقام وجودا في صياغة الانغام. ووجدنا عدة طرق لقراءة المقام الواحد، لان التقاليد المتبعة تسمح للقارئ ان يظهر ابداعه ضمن الاطار العام الذي تحدده هذه التقاليد.
التف حول غناء المقام مختلف فئات الشعب العراقي منهم مشاهير العازفين والعلماء والادباء ورجال الدين والسياسة اضافة الى التاجر والحائك والبناء والنجار والخفاف
ان قارئ المقام الفنان يتصرف بحرية بحدود طاقاته وموهبته ويجتهد في ايجاد وخلق صيغ جديدة واساليب متنوعة، ليأتي دور الجمهور العارف المتذوق لمثل هذا الفن لكي يجيز للفنان هذه الاضافات، وبمرور الزمن تظهر مجموعة تتحيز لهذه الطريقة او غيرها، فتصبح الطريقة الجديدة قاعدة ثابتة للقراء المقلدين او الجدد، والطريقة تسمى بأسم مبتكرها، فوجدنا طريقة رشيد وطريقة القبانجي وطريقة يوسف عمر والجدير بالذكر ان هذه من اسباب تنوع وثراء هذا النوع من الغناء.
لماذا المقام في العراق
ان العراق منطقة حضارية مفتوحة على ماهو عربي من جهة وما هو تركي وفارسي وهندي من جهة اخرى، مما ادى الى وجود ثقافة غنائية- موسيقية مشتركة في منطقة الحضارة العربية والاسلامية هذه الثقافة التي ينتمي اليها الجميع، تحت ظل الاسلام، لكنه يخضعها الى الصيغ المحلية الموجودة في تلك الرقعة. ((ان الموقع الجغرافي للعراق له اثر في تاريخه وحضارتة وتركيب سكانة))1 وغناء المقام الذي نسمعه الان بشعره والاته وصياغاته واركانه يشترك في بعض الصفات مع دول الجوار ويختلف في البعض الاخر واختص بهذه التسمية لاننا لم نجد لمثل هذا اللون من الغناء في بقية الدول العربية2 ولا في البلدان المجاورة الاخرى التي تشترك مع العراق باعتبارها دولا اسلامية. ان التأثير والتأثر بين العراق من جهة والمدنيات المجاورة من جهة اخرى أثمر غناء المقام العراقي- هذه الثمرة التي نتجت من تلاقح ثقافات متجاورة ومختلفة تنضوي كلها تحت راية الاسلام فوجدنا الشش مكام الازبكي والتاجيكي والدستكاه الفارسي والاذري والمقام التركي والمقام العراقي. ان تداخل وتمازج مجمل الثقافات سواء منها الموجودة في داخل العراق مع مايماثلها في دول الجوار التي ترتبط بالعديد من العلاقات التاريخية والاقتصادية والثقافية ادى الى هذا النوع من الغناء- الذي لم يكن عفويا وانما كان للفنانيين المحليين دور كبير وواضح في بلورته وصياغته والتنظير له عبر مجموعة من المطبوعات، مما اوجد له التميز والخصوصية المحلية التي تجعلنا نشير الى وجود نوع من الغناء خاص بالعراق واخر خاص بايران وثالث خاص بتركيا وفي العراق وجدنا هناك مدرسة للمقام في بغداد مختلفة عن مدرسة المقام في الموصل وكلتاهما مغايرتان عن المقام المغنى في كركوك او كردستان.
- اين يدخل المقام العراقي وانغامه
على الرغم من ان العراق بلد اسلامي الا انه يضم العديد من الاديان والطوائف المتعايشة فيه منذ قرون عديدة. وانغام المقام تدخل في العديد من الممارسات الدينية، مرة كانغام كما في تلاوة الذكر الحكيم والاذان التمجيد وتكبيرات عيدي الفطر والاضحى، واخرى (جزء من المقام) كما في حفلات الذكر والمولد النبوي، ومرة ثالثة (كمقام كامل) كما في حفلة التهليله. ومن المناسب ذكره ان رجال الدين يختارون الانغام المناسبة اذ تستبعد الانغام الراقصة عند تلاوة القران الكريم والاذان، ويستعاض عنها بالنغمة المفرحة العالية كنغمة (المنصوري). في حين يكثر استخدام الانغام الحزينة مثل نغمتي (الحديدي) (والمدمي) في مجالس الفاتحة. وتستخدم انغام المقام ايضا في كنائس العراق مثل كنائس بغداد والموصل ووجدنا غلبة التسميات المحلية للمقام في الموصل مثل (مقام المكطع) وهو احد فروع البيات، ومقام (الصافيناز) الذي يشبه مقام (السفيان) ومقام (حيران) الذي يشبه مقام الاورفة 3
- المقام الوعاء الذي ضم انواع الشعر
من المعروف ان فني الشعر والموسيقى ارتبطا منذ القدم وقد اعتمد المقام العراقي على الشعر الفصيح والعامي (الزهيري)، ويذكر الحاج هاشم الرجب في كتابه (المقام العراقي- 1983) ان مقامات الفصيح تبلغ (33) مقاما ومقامات الشعر العامي تبلغ (20)مقاما. اما شعراء القصائد التي تغنى بها قراء المقام منهم: ألبهاء زهير وعبد الغفار الاخرس ومحمد سعيد الحبوبي وابن الفارض وعبد الباقي العمري وابو نؤاس وابن رشيق القيرواني واحمد عبدالباقي الموصلي.
نموذج من شعر القريض عبدالغفار الاخرس 4
بارق لاح فأبكاني ابتساما
بثه الشوق من الصبر وناما
ولمن اشكو على برح الهوى
كبدا حرى وقلبا مستهاما
منعونا ان نراهم يقظة
ماعليهم لو رأيناهم مناما
اضافة الى شعراء الشعر الشعبي نذكر منهم الحاج زاير الدويج، ملا عبود الكرخي الملا جادر الزهيري، عبدالكريم العلاف، ملا منفي عبد العباس، جواد الطالقاني مبدر ال فرعون، سلمان الشكرجي، وحسن الشيخ راضي 5
نموذج من الشعر العامي (الزهيري): الحاج زاير الدويج.
والله ياصاح حظه الجالسك ياعون
الناس بهواك سكره جي تظن ياعون
انته الذي دوم ردتك للشدايد عون
وخيول هجرك تردهن بالوصل لوجن
وهلال سعدي يهل ليلي علي لوجن
والناس لي عون تكصد بالذي لوجن
المن يوده كلي لو تسودن عون
- المقام والوان الغناء الشعبي أن مناطق العراق غنية بانواع التراث الغنائي الذي يعتمد على الشعر الشعبي فهناك غناء دجلة وانواعه (العتابة- النايل- السويحلي- العراكي....) وغناء الفرات الذي يضم (الابوذية باطوارها الكثيرة والمربع والنعي) وغناء البادية مثل (المسحوب- السامري- الحدي- الهوسات- العتابة) 6
وقد استطاع المقام العراقي من خلال قرائة ان يضم البعض من الوان الغناء الشعبي. مثل الابوذية من الغناء الريفي والركباني والعتابة من الغناء البدوي. ويعتقد ان اول من ادخل شعر الركباني 7 بعد مقام الجمال وهو الاستاذ محمد القبانجي تبعه المغنون امثال ناظم الغزالي ويوسف عمر. اما العتابة فتدخل في نهاية مقام الابراهيمي مرة، وتدخل في مقام الحكيمي وتسمى (سلمك) مرة ثانية 8
ويختلف قراء الموصل في استخدام العتابة اذ انهم يضمنونها في مقام الرست، وفيما يخص غناء الابوذية فيعتقد ان اول من ادخلها هو الشاعر المغني عبد الامير الطويرجاوي الذي يجيد اطوار الابوذية، وتعرف وتعلم على غناء المقام في بغداد بداية الثلاثينات، وحاول المزج بين اطوار الابوذية وغناء المقام في بغداد بداية الثلاثينات، - تبعه بعد ذلك قراء المقام في بغداد فدخل هذا الغناء بعد قراءة مقام النهاوند، ويكون نغم الابوذية مناسبا لنغم المقام الذي سبقها- كما اكثروا من استعمال اطوار وشعر الابوذية في قراءة المولد النبوي.
- أبوذية
نموذج ابو ذية للشاعر سلمان الشكرجي
التجافي بيك عهدي ماصفالك
أشعمل هجرك أبجبدي ماصفالك
خذ من العيش واغنم ماصفالك
ليالي الدهر موكلها سوية
- عتابه
نموذج للعتابة: للشاعر جبوري النجار 9
احبابي مابعد روحي لهلها
دمه دمعي الفركاكم لهلها
انجان الضايعة مترد لهلها
لهيم اخلافها واسكن هضاب
- ركباني
نموذج للركباني للشاعر جبوري النجار 10
ياهيه جسمي نحل من كثر الهموم
وامساهر الليل مامر جفن عيني النوم
مولع ابظيه او فييي ايدور اعلوم
ياليل يغفون الوشاة او ينامون
نموذج من العتابة الموصلية:
تلوج العين ماشوفك بالوراد
ولاكلبي هوى غيرك ولاراد
ورد جوري يهل تزهي بالوراد
فكدتك من رياحك هالطياب
وفي كركوك ينتشر لون غنائي يسمى محليا (خوريات) تختلف عن غناء المقام العراقي وتشترك في بعض الصفات مثل اعتماده على الشعر الشعبي (التركماني9 وله مفردات خاصة تميز الواحدة عن الاخرى. انتقل بعض هذه (الخوريات) الى بغداد عندما سجل القبانجي عام 1924 نوعاً من الخوريات المسماة (قره باشي 9 وتسمى في بغداد 0قرية باشي)11. تشترك بعض القوريات بالمسميات مع المقام مثل مقام المخالف في القوريات لكنه لايشبه مخالف المقام العراقي.. اما قوريات بشيري وهي من مقام الرست، فقد اخذها مغنو بغداد واضافوا اليها قطعا واوصالا لتسمى مقام الراشدي. من كل ذلك نجد ان موسيقى وغناء المقام متعدد الصور والوظائف بحسب المناطق واللغات واللهجات المحلية... والقوميات كالعربية والكردية والتركمانية وبقية الاقليات.
الوعاء الذي ضم الجميع
على الرغم من ان المقام العراقي برز بشكل ظاهر في المدن الكبيرة مثل بغداد، الموصل وكركوك الا اننا نجد ان قراء المقام من مختلف مناطق العراق مثل:
احمد بن عبدالرحمن من الموصل.
ومهذب الدين بن عبد الرضا (الحلي- البصري)
ومحمد بن محمد كاظم الحسني النجفي 12
ابن رحمة الحويزي من الحويزة
علي مردان من اربيل
مشكور السعيدي من السعديه
قشما او غلو فرانسيس وشلتاغ والملاطه من كركوك.
وهناك قراء من خانقين ومندلي وشهربان وسامراء.
كما التف حول غناء المقام مختلف فئات الشعب العراقي منهم مشاهير العازفين والعلماء والادباء ورجال الدين والسياسة اضافة الى التاجر والحائك والبناء والنجار والخفاف. ختاما.. ان غناء المقام العراقي وموضوعة ضم واحتضن عدداً من الثقافات العراقية لايستوفي حقه في الاوراق القليلة.. اذ تكمن الكثير من المعلومات عند اصحاب الطرق الصوفية والكنائس والتسجيلات والاسطوانات التي لم نتمكن من الوصول لها في ظل الظروف القاسية التي نعيشها حاليا. ان المقام العراقي الذي استطاع ان يحفظ انغام العراقيين وابداعاتهم واشعارهم وايقاعاتهم ومناسباتهم الدينية والدنيوية.. يحتاج الى اظهاره وتقديمة بما يتناسب مع محتواه والطاقات الكامنة فيه. هذه الطاقة التي شارك جميع اهل العراق في خلقها وابداعها.
منقول
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
مواضيع مماثلة
» بطاقة هويّة ، في وطن يَطيبُ فيه المَقام
» من قصائد نزارقباني الممنوعة
» دلع النساء/ كريم العراقي
» نقد قصة الصمت والصدى للقاص العراقي صلاح زنكنه
» قصيدة اباريق مهشمة للشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي الى الاسبانية
» من قصائد نزارقباني الممنوعة
» دلع النساء/ كريم العراقي
» نقد قصة الصمت والصدى للقاص العراقي صلاح زنكنه
» قصيدة اباريق مهشمة للشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي الى الاسبانية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى