قصيدة بعنوان: مواسمُ الغبار ليست للبوح....
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: مملكة الحبّ والنهار / الأديب اسحق قومي
صفحة 1 من اصل 1
قصيدة بعنوان: مواسمُ الغبار ليست للبوح....
مواسم ُ الغبار ليست للبوح
حينَ مرتْ بيَّ نجمة ٌ
في الظهيرة ِ
كنتُ على موعد ٍ من تلاقي
الهمسة ِ وبوح ِ البنفسج ِ
وأزهار ٍ أخرى لا أحفظ ُ ربما أشكالها
رائحتها
ومتى تتبرعم في ذاكرة القمر....
ودعتني
بدون أن تحمل َ رسائلي
فأمسكتُ خصرها المكتنز
وحدائقاً لا تعرفُ
سوى نزق الأيادي
هناكَ موانىءٌ
لمْ ترتادها العواصفُ
ولا رعشتي
ولا أعرفُ كيف َ يمرّني الرذاذُ
عبقاً في شهوة ِ اللقاءْ
كانَ نورساً يُعانقُ رحلتي
وقمراً يُضيءُ على أمواج حيرتي
تركني وحيداً على رصيف النجوم
كشهقة ِ البكر ِ
حينَ تغتالها
أصابعي
مرّني في آخر ِ الليل ِ ....ظلها
يوسدُّ عينيه ِ قصائدي
ومرايا....تكسرتْ أجفانها
في آخر همسة ٍ أحرقتها الأماني
كنتُ بينَ أول ِ النوم ِ
وآخرِ الأحلام ِ
أمهدُّ طريقَ قهري
إلى كينونة المستحيلْ
لمْ أحملُ معي من كنوزها
سوى قبلةً ً
سوّتها الرِّياحُ
على دروب دمي
أيقظني رحيلي
إلى جسر ٍ
كُنّا نلتقي عليه
فأورقَ الصمتُ
بأنشودة ٍ للطيور ِ
التي تفاجىءُ
الفجرَ رحيلاً
تركتُ المسافةَ
و(زينونُ) يؤرخُ خُطايَ
على شرفات الأزمنةِ
وقهر الفقراءْ
أوصلتني مراكبي
إلى نقطة بدئها
وعلمتني هندسة الهيولى
كيف لدمي أن يؤرق َ بهجةً ً
فلمْ أجدْ عابراً يحتويني
سوى غربتي الدائمة
*****
في آخر المساء جاءتني
تسوحُ قوافل دمي
واستوطنت وجعي
وهمستي
عنيدةٌ، رشيقة ٌ
تهوى الأسرارَ
كحلم ٍ لمسافر ٍ
وكشهقةُِ المستحيل
حينَ يُفاجىءُ
المحترقَ من شموعي
في ليلِ عُرسها
وأرقصُ على أوتار قلبي
وقطرة ُ من ندى وجهها المبلل
باحتراق شفتيَّ....
أرسمُ للنجوم دروبها
وأمضي مع راعية ٍ نامت على
بيادر القرية
هناك لم نفارق التراب
حتى غدونا رعشة
ورحنا إلى حدائق
أدم......
*****
في غرفتي الآن قبل أن أهاجر
طاولة ٌ زرقاء ُ اللون ِ
عليها كُتبي
حنونة ٌ
كجدتي قبل خمسين َ عاما
أقلامي المبعثرة ُ
قصائدي
وآخرُ رسالة ٍ عادت
لأنني لمْ أحفظ
عنوانها
بكيتُ طويلا
كانت المسافة ُ بيني وبينها
شهقتي
أتذكرُ أنها قالت: ليَّ
سنلتقي ولو بعد مليون عام
****
على النهر ِ الذي رسمتُه ُ
ليلاً في خاطري
كُنّا أنا والقمر
والجسرُ الصغيرُ
صنعتُهُ من خشب الأماني
لنعبرَ أنا وظلي
حينَ انطفأ الضوءُ فجأةً
لمْ أعدْ أشعرُ بأي شيءٍ
سوى أنها أخذتني
إلى صدرها ...
وزعتني بين حقوله
نثاراً لفصول الدهشة ِ
ونمتُ حين مضتْ
كأنها الغيمة ُ الهاربة
****
الآلهة ُ تُعدُّ طقوسها
حينَ ينام ُ البشرُ
وحينَ تكونُ قصيدتي في هزيعها الأخيرْ
يُمارسونَ تجلدي
على مفارق ِ البحر ِ
ســــــــــــــفناً للعبورْ
فيزهرُ الربيعُ
القادمُ ....دمي..
أوزعُ أناشيدي
سكاكري
على أطفالِ الشوارع ِ
فيحتويني
مساءُ الصقيع ِ
وضبابُ الدروب ِ
والخيمة ُ العارية ْ
****
من يعرفُ أينَ بيتي..؟!!
طريقَهُ..؟
بابهُ الموصدَ منذ ُعشرينَ عاماً..
أينَ مفتاحُهُ
ومتى يستقبلني تائهاً
إلى جدرانه المزركشة ِ من طين ِ الحقولْ؟!!
***
تحطّ ُ الحمامة ُ على أطراف ِ أصابعي
تحدقُ بيَّ
كأني لمْ أكن صديقها
وتهمُّ بالرحيلْ
عندها أقولُ لها:
مراكبي تسوحُ العواصفَ
سأجمعُ للفقراء
أرغفة َالخبز وأعود لكِ
***
مواسمُ الغبار
والشمس ُ المحرقة ُ
بئرُ القرية ِعاشقٌ
تشتاقُه ُ صبايا قريتي
والدروبُ الضيقة ُ لا تسع ُ
للحبيبة
ربما لأنها لم ْ
تقرأ الرسالة...
****
أسميتُكِ ......متمردة
أسميتُك ِ..... محاصرة
تجيءُ الفصول ُ ووجهك ِ البدوي
في الليلة المقمرةْ
جوازُ سفري المزور
يأخذني إلى رياض ِ العشق
جوعٌ يجتاحُكِ
ولا المطر يأتي
***
حائرون..ساهرون...
جاثمون...
قرفٌ وامرأة تفتشُ عن رعشة
علّها في آخر المواسم تعود
هكذا تكلم الشاعرُ
حينَ قال: أسودٌ هو النهارُ القادمُ
والمحطاتُ لا تمشي إلا على جثث القتلى
الأبرياءْ
****
كُنّا سبعة ٌ وربمّا عشرة ٌ
وكان أبي يشتري لنا تمراً عراقيا
ودبسا من البصرة
وننام ُ
وكانت أحلامنا
أكبر من الغرفتين
منْ يشتري قهري !!
ويبادلني عنفوان َ الريح ِ
مَنْ يقرأُ أشعاري
ويمنحني قِلادة الآلهةْ؟
من يؤجل ُ سفري بعد أن يُغادرَ
الفجرُ مخدَعَهُ
والنهرُ يروي قصته
قبل آلاف السنينْ
****
اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا
الموقع الشخصي
http://alkomi.montadarabi.com/
اسحق قومي- شاعر
-
عدد الرسائل : 95
البلد الأم/الإقامة الحالية : المانيا
الشهادة/العمل : مدرس متقاعد
الهوايات : معاقرة الشعر والأدب
تاريخ التسجيل : 24/09/2008
مواضيع مماثلة
» قصيدة بعنوان: ليست مُلكاً لأحدْ....شعر اسحق قومي
» قصيدة مواسمُ الجنون
» قصيدة بعنوان: ســـــــــــعاد....
» قصيدة بعنوان: ســـأنسى
» قصيدة بعنوان قبل أن يأتي ربيعي
» قصيدة مواسمُ الجنون
» قصيدة بعنوان: ســـــــــــعاد....
» قصيدة بعنوان: ســـأنسى
» قصيدة بعنوان قبل أن يأتي ربيعي
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: مملكة الحبّ والنهار / الأديب اسحق قومي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى