قصيدة بعنوان قبل أن يأتي ربيعي

قصيدة قبل أن يأتي ربيعي
للشاعر اسحق قومي


والزهورُ تتفتحْ…

قبلَ أن ينضج كرمي

والخمورُ من دنانِ العشق تنضح…

والطيورُ قبل أن تبكي وتصدحْ.

فتعال يا حبيبي نشربُ الخمرَ ونسكرْ

ثمَّ في بحر (نمَّو) نحنُ سنسبحْ

في فضاءٍ هو أرحبْ

من طقوس العالم المجنون أوضحْ

فالوجودُ منذ مليار السنين

ربَّ أكثرْ

لهُ دورات النضوج

والإناثُ تتفتح تتلقحْ

فتعالى ياحبيبي

وشفاهي الحرى تشتاقُ شراباً

قبِّل الصدر المبرحْ

أنا أُنثى لي طقوسي

قدْ كتبها الشاعرُ…أفلحْ

هل عرفتَ أنَّ للجسم لغاتٍ…

والعيونُ العاشقاتُ…مني أفضحْ

لاتلمني ياحبيبي إن عشقتُ

سحر عينيكَ…أُحبُّ فيها عُشقاً

هلْ حرامٌ أنْ أحبَّ الخمر إنصحْ؟!

فالإلهُ قد خلقني كي أحبَّ

وأُحبُّ

انظر الصدرَ ……تصفحْ

انظر الخدين جيدي…

ثمَّ انزل لسهولي وكرومي

فهي ثكلى

وهي عطشى اسقها ماء مقرحْ

واسكب الخمر كروماً

فهي من عهدٍ ….ستنصحْ

قبل أن يأتي خريفي

ثمَّ نهوى كالوريقات ونذهب

الدعاءُ والبكاءُ والصراخُ

والزمانُ ليس يصفحْ.

سيدي أترع كؤوسي

واسقنيها بيديك

أنا خجلى

أنا أنثى

أنا من شرق ٍ تبجحْ

قدْ يظنُ الشرقُ في العادات إلغاء الأنوثة.

والكرامة قصة المجنون……..أقبحْ

يعلمون سيدي أني نضجتُ

مثل تفاح ٍ ترنحْ

يعلمون سيدي أني كبرتُ

إنما العادات تقضي أن أكون

بجناح كسرته العادياتُ

كبريائي سوف يُجرحْ

اقترب مني فإنَّ البرد يقتلني…

و…… أ....ش...ل...ح

سيدي حتى الطيورُ

في طقوسٍ تُطفىءُ العشقَ

وتصدحْ

سيدي لستُ كتاباً تقرأُ منه السطور

ثمَّ ترميه….وتفرحْ

أنا إنسان خلقتُ الكون شهوةْ

ثمَّ أعطيتُ الورود تتفتحْ

أنا أجريتُ السواقي…

أنا دورات الوجود

كلَّ أكواني …ستفرحْ

أنا أمٌّ ياحبيبي

في طقوسي كلّ شيء له معنى

إلا إني سوف أبقى

في نشيد العالم المجنون..

(…أشلح..)

***

1= بحر نمّو:تقول الأساطير البابلية أن من هذا البحر بدأت الحياة
الإنسانية ويُتصف بأن مياهه كانت حلوة .والأبحاث الحديثة تؤكد
على أن الحياة أوالخلية الأولى كانت قد بدأت من مياه ٍ صافية.

اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا