الحذاء " نجيب سرور "
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الحذاء " نجيب سرور "
الحذاء
نجيب سرور
أنا ابْنُ الشَّقاءْ
ربيبُ الَّزريبة والمصطبةْ
وفي قريتي كلُّهم أشقياءْ
وفي قريتي (عُمدةٌ) كالالهْ
يُحيط بأعناقنا كالقدرْ
بأرزاقنا
بما تحتَنا من حقولٍ حَبالى
يلدْنَ الحياةْ.
وذاك المساء
أتانا الخفيرُ ونادى أبي
بأمر الإله !..
ولبَّى أبي
وأبهجني أن يُقالَ:
الإلهُ .. تنـازل حتى ليدعـو أبي!
تبعتُ خُطاه بخَطْو الأوزِّ
فخوراً أتيهُ مِن الكبرياءْ
أليس كليمُ الاله أبي ؟!
كموسى .. وإنْ لم يجئْه الخفيرُ
وإن لم يكن مثلَه بالنَّبي
وما الفرق ؟.. لا فرقَ عند الصبيْ!
وبينا أسيرُ وألقى الصغار أقول: "اسمعوا..
أبي يا عيال، دعاه الاله" !
وتنطق أعينُهم بالحسدْ.
وقصرٌ هنالك فوق العيونِ، ذهبنا إليهْ
يقولون.. "في مأتمٍ شيَّدوهْ
ومِن دم آبائنا والجدودِ وأشلائِهم
فموتٌ يطوف بكل الرؤوسِِ
وذُعرٌ يخيِّم فوق المُقلْ
وخيل ٌ تدوسُ على الزَّاحفين
وتزرع أرجلَهَا في الجثتْ".
وجدَّاتُنا، في ليالي الشِّتاء،
تحدثْنَنا عن سنينٍ عِجافْ
عن الآكلين لحومَ الكلابِ
ولحمَ الحمير.. ولحمَ القطط ْ
عن الوائـــدين هناك العيــال
من اليــأس.. والكفر والمســغبة
"ويوسف أين؟" .. ومات الرجاء
وضــلّ الدعــاءُ طريقَ السـّـماء
وقــام هنــالك قصرُ الإلــه
يــكاد ينــام على قـريتي
ويــكتم كالطّود أنفاســها
ذهبنا إليه
فلمَّا وصلنا .. أردتُ الدُّخولَ
فمدَّ الخفيرُ يداً مِن حديد
وألصقَني عند باب الرَّواق
وقفتُ أزفُّ أبي بالنَّظر
فألقى السَّلامَ
ولم يأخذِ الجالسون السَّلامْ!!
رأيتُ.. أأنسى ؟
رأيتُ الإلهَ يقومُ فيخلعُ ذاكَ الحذاءْ
وينهالُ كالسَّيل فوق أبي!!
أهـــذا.. أبي ؟
وكمْ كنتُ أختالُ بين الصغار
بأنَّ أبي فارعٌ "كالملك"!
أيغدو ذليلاً بهذا القصرْ؟!
وكم كنت أخشــاه في حلمـه
وأخشى إذا قـام أن أقعـدا
وأخشى إذا نـام أن أهمســا
وأمي تصبُّ على قدميــه بإبريقهــا
وتمســح رجليــه عند المســاء
وتلثم كفيــه من حبّهــا
وتنفض نعليــه في صمتهــا
وتخشى علــيه نســيم الربيــع !
أهـــذا.. أبي ؟
ونحن العيالُ.. لنا عادةٌ..
نقول، إذا أعجزتْنا الأمور: "أبي يستطيع!"
فيصعد للنَّخلة العالية
ويخدش بالظِّفْر وجه السما
ويغلبُ بالكفِّ عزْم الأسَد
ويصنع ما شاء من معجزات!
أهـــذا.. أبي،
يُسامُ كأنْ لم يكن بالرجلْ
وعُدْتُ .. أسيرُ على أضلعي
على أدمعي .. وأبثُّ الجدرْ
"لمـاذا.. لمـاذا؟"
أهلتُُ السُّؤال على أمِّيَه
وأمطرتُ في حِجْرها دمعٍيَه
ولكنها أجهشتْ باكـيهْ
"لمـاذا أبي؟"
وكان أبي صامتاً في ذهولْ
يعلِّق عينيه بالزاوية
وجدِّي الضَّريرْ
قعيدُ الحصيرْ
تحسَّسَني وتولَّى الجوابْ:
"بنـيَّ.. كذا يفعلُ الأغنياءُ بكل القرى"!
كــرِهْت ُ الإله..
وأصبح كلُّ إله لديَّ بغيضَ الصَّعرْ
تعلمتُ من يومها ثورتي
ورحتُ أسيرُ مع القافلةْ
على دربها المدْلهمِّ الطَّويل
لنلفي الصَّباحَ
لنلقى الصَّباح !
القاهرة - 1956
«•» «•» «•»
" منقول عن موقع جماليا "
˙·٠••₪ D♥B ₪••٠·˙
نجيب سرور
أنا ابْنُ الشَّقاءْ
ربيبُ الَّزريبة والمصطبةْ
وفي قريتي كلُّهم أشقياءْ
وفي قريتي (عُمدةٌ) كالالهْ
يُحيط بأعناقنا كالقدرْ
بأرزاقنا
بما تحتَنا من حقولٍ حَبالى
يلدْنَ الحياةْ.
وذاك المساء
أتانا الخفيرُ ونادى أبي
بأمر الإله !..
ولبَّى أبي
وأبهجني أن يُقالَ:
الإلهُ .. تنـازل حتى ليدعـو أبي!
تبعتُ خُطاه بخَطْو الأوزِّ
فخوراً أتيهُ مِن الكبرياءْ
أليس كليمُ الاله أبي ؟!
كموسى .. وإنْ لم يجئْه الخفيرُ
وإن لم يكن مثلَه بالنَّبي
وما الفرق ؟.. لا فرقَ عند الصبيْ!
وبينا أسيرُ وألقى الصغار أقول: "اسمعوا..
أبي يا عيال، دعاه الاله" !
وتنطق أعينُهم بالحسدْ.
وقصرٌ هنالك فوق العيونِ، ذهبنا إليهْ
يقولون.. "في مأتمٍ شيَّدوهْ
ومِن دم آبائنا والجدودِ وأشلائِهم
فموتٌ يطوف بكل الرؤوسِِ
وذُعرٌ يخيِّم فوق المُقلْ
وخيل ٌ تدوسُ على الزَّاحفين
وتزرع أرجلَهَا في الجثتْ".
وجدَّاتُنا، في ليالي الشِّتاء،
تحدثْنَنا عن سنينٍ عِجافْ
عن الآكلين لحومَ الكلابِ
ولحمَ الحمير.. ولحمَ القطط ْ
عن الوائـــدين هناك العيــال
من اليــأس.. والكفر والمســغبة
"ويوسف أين؟" .. ومات الرجاء
وضــلّ الدعــاءُ طريقَ السـّـماء
وقــام هنــالك قصرُ الإلــه
يــكاد ينــام على قـريتي
ويــكتم كالطّود أنفاســها
ذهبنا إليه
فلمَّا وصلنا .. أردتُ الدُّخولَ
فمدَّ الخفيرُ يداً مِن حديد
وألصقَني عند باب الرَّواق
وقفتُ أزفُّ أبي بالنَّظر
فألقى السَّلامَ
ولم يأخذِ الجالسون السَّلامْ!!
رأيتُ.. أأنسى ؟
رأيتُ الإلهَ يقومُ فيخلعُ ذاكَ الحذاءْ
وينهالُ كالسَّيل فوق أبي!!
أهـــذا.. أبي ؟
وكمْ كنتُ أختالُ بين الصغار
بأنَّ أبي فارعٌ "كالملك"!
أيغدو ذليلاً بهذا القصرْ؟!
وكم كنت أخشــاه في حلمـه
وأخشى إذا قـام أن أقعـدا
وأخشى إذا نـام أن أهمســا
وأمي تصبُّ على قدميــه بإبريقهــا
وتمســح رجليــه عند المســاء
وتلثم كفيــه من حبّهــا
وتنفض نعليــه في صمتهــا
وتخشى علــيه نســيم الربيــع !
أهـــذا.. أبي ؟
ونحن العيالُ.. لنا عادةٌ..
نقول، إذا أعجزتْنا الأمور: "أبي يستطيع!"
فيصعد للنَّخلة العالية
ويخدش بالظِّفْر وجه السما
ويغلبُ بالكفِّ عزْم الأسَد
ويصنع ما شاء من معجزات!
أهـــذا.. أبي،
يُسامُ كأنْ لم يكن بالرجلْ
وعُدْتُ .. أسيرُ على أضلعي
على أدمعي .. وأبثُّ الجدرْ
"لمـاذا.. لمـاذا؟"
أهلتُُ السُّؤال على أمِّيَه
وأمطرتُ في حِجْرها دمعٍيَه
ولكنها أجهشتْ باكـيهْ
"لمـاذا أبي؟"
وكان أبي صامتاً في ذهولْ
يعلِّق عينيه بالزاوية
وجدِّي الضَّريرْ
قعيدُ الحصيرْ
تحسَّسَني وتولَّى الجوابْ:
"بنـيَّ.. كذا يفعلُ الأغنياءُ بكل القرى"!
كــرِهْت ُ الإله..
وأصبح كلُّ إله لديَّ بغيضَ الصَّعرْ
تعلمتُ من يومها ثورتي
ورحتُ أسيرُ مع القافلةْ
على دربها المدْلهمِّ الطَّويل
لنلفي الصَّباحَ
لنلقى الصَّباح !
القاهرة - 1956
«•» «•» «•»
" منقول عن موقع جماليا "
˙·٠••₪ D♥B ₪••٠·˙
دانية بقسماطي- شــاعـرة المملكــة
-
عدد الرسائل : 371
العمر : 55
البلد الأم/الإقامة الحالية : طرابلس - لبنان
الهوايات : الكتابة
تاريخ التسجيل : 25/09/2008
يوم إكتشفت أن حذاءً لامعاً بجلد فاخر , يتحكّم بحيوات مخلوقات صغيرة ... خجلت و رميته في خزانة مهجورة !
في حضرة قصيدة الحذاء , تعبرني تلك المقولة :
" الأيدولوجيا حين تضعك في قالبها
ذلك يعني أنك أصبحت حذاء "
و تنبثق حروفٌ من بين دفتيّ قرطاسي :
...
"يوم إكتشفت أنّ حذاء لامعاً , بجلد فاخر
, يتحكّم بحيوات مخلوفات صغيرة , مخلوقات ربما أتساوى يوما معها في العذاب
خجلت , و رميته في خزانة مهجورة "
دانية بقسماطي
" الأيدولوجيا حين تضعك في قالبها
ذلك يعني أنك أصبحت حذاء "
و تنبثق حروفٌ من بين دفتيّ قرطاسي :
...
"يوم إكتشفت أنّ حذاء لامعاً , بجلد فاخر
, يتحكّم بحيوات مخلوفات صغيرة , مخلوقات ربما أتساوى يوما معها في العذاب
خجلت , و رميته في خزانة مهجورة "
دانية بقسماطي
عدل سابقا من قبل دانيه بقسماطي في 21/11/2008, 5:46 am عدل 1 مرات
دانية بقسماطي- شــاعـرة المملكــة
-
عدد الرسائل : 371
العمر : 55
البلد الأم/الإقامة الحالية : طرابلس - لبنان
الهوايات : الكتابة
تاريخ التسجيل : 25/09/2008
رد: الحذاء " نجيب سرور "
أتدرين دانيه
أن في عينيك
تاريخ انتظار...
وفي كلماتكِ
تراتيل صحوة
وتهاليل قدسية...
دروبك دائماً تشرع سيرها نحو الحرية
فانتِ ميلاد الكلمة, دانيه..
بوركت هذه الروح
بوركت هذه الروح
جوو
أن في عينيك
تاريخ انتظار...
وفي كلماتكِ
تراتيل صحوة
وتهاليل قدسية...
دروبك دائماً تشرع سيرها نحو الحرية
فانتِ ميلاد الكلمة, دانيه..
بوركت هذه الروح
بوركت هذه الروح
جوو
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
بورك الجمال
أتدري جو
الحروف ... كما الهدايا
ثمة حروف باذخة البرودة , تُسرّب إلينا أعماق رطوبتها
و أخرى ترتدي أناقة مُترفعّة عن العواطف الأرضية
لحظة تتسرب الى روحك ...تُوقد داخلك شعلة سماوية
تشهق , تدمّع , ترتعش ... تُحلّق إلى جنة علويّة
بورك حرفك و بورك نقاء و جمال روحك .
دانيه
الحروف ... كما الهدايا
ثمة حروف باذخة البرودة , تُسرّب إلينا أعماق رطوبتها
و أخرى ترتدي أناقة مُترفعّة عن العواطف الأرضية
لحظة تتسرب الى روحك ...تُوقد داخلك شعلة سماوية
تشهق , تدمّع , ترتعش ... تُحلّق إلى جنة علويّة
بورك حرفك و بورك نقاء و جمال روحك .
دانيه
دانية بقسماطي- شــاعـرة المملكــة
-
عدد الرسائل : 371
العمر : 55
البلد الأم/الإقامة الحالية : طرابلس - لبنان
الهوايات : الكتابة
تاريخ التسجيل : 25/09/2008
رد: الحذاء " نجيب سرور "
الغالية دانية
يا لكي من صيادة حاذقة تعرف كيف تصطاد وتصيب الهدف
وترمي من يستحق القصف بالحذاء الصيفي ليس إلا َّ
<الكلاش ~ بالعامية > لأن مثل هؤلاء الأغنياء لا يستحقن حتى
الرمي بالحذاء بل يوضعون في حاوية بعيدة حتىإذا طال الزمن
ولم يرمها أصحاب العلاقة ( عمال البلدية ) بمكانها المقرر ،
عفنت وزادت رائحتها كراهة مما يؤدي إلى حرقها للتخلص منها
هؤلاء الأغنياء المال ، الفقراء النفس والعقل والحكمة لا يستحقون
أكثر من ذلك .
سام يراعكي المرواع يا رائعة في الكتابة وفي الأنتقاء والنقل
لكي منا كل الإحترام أيتها الرامية الصائبة أبدا .
ميشيل ميرو- The Jew
-
عدد الرسائل : 284
العمر : 74
البلد الأم/الإقامة الحالية : الحسكة
الشهادة/العمل : اعدادية / ملـّلاك
الهوايات : الشعر الغزلي والزجل
تاريخ التسجيل : 31/08/2008
أرد الاهانة بسهم رمادي في الذاكرة
لربما ... أُجيد إصابة الهدف بسهم ٍ رمادي في الذاكرة
أُحييك أيها الرائع بقول جبران
" أدعى الناس إلى الشفقة
ذلك الذي يُحوّل أحلامه إلى فضة و ذهب "
سلُمَ قلمك و فكرك
دانيه
أُحييك أيها الرائع بقول جبران
" أدعى الناس إلى الشفقة
ذلك الذي يُحوّل أحلامه إلى فضة و ذهب "
سلُمَ قلمك و فكرك
دانيه
دانية بقسماطي- شــاعـرة المملكــة
-
عدد الرسائل : 371
العمر : 55
البلد الأم/الإقامة الحالية : طرابلس - لبنان
الهوايات : الكتابة
تاريخ التسجيل : 25/09/2008
قُل لي ما حذاءك ؟؟؟
يا أخ محمود
إنّ الهوايات تكشف المعدن الداخلي للإنسان
بمعنى ... قُل لي ما هواياتك
ماذا تقرأ ؟
ما سياحاتك ؟
أقل لكَ من أنت .
و لربما , بات علينا أن نسأل
ما حذاءك ؟؟؟
لأقل لك من أنت
شكراً أستاذ محمود
تقديري
دانيه
إنّ الهوايات تكشف المعدن الداخلي للإنسان
بمعنى ... قُل لي ما هواياتك
ماذا تقرأ ؟
ما سياحاتك ؟
أقل لكَ من أنت .
و لربما , بات علينا أن نسأل
ما حذاءك ؟؟؟
لأقل لك من أنت
شكراً أستاذ محمود
تقديري
دانيه
دانية بقسماطي- شــاعـرة المملكــة
-
عدد الرسائل : 371
العمر : 55
البلد الأم/الإقامة الحالية : طرابلس - لبنان
الهوايات : الكتابة
تاريخ التسجيل : 25/09/2008
مواضيع مماثلة
» في بيت نزار قباني " محمود درويش " من ديوانه الأخير " لا أٌريد لهذي القصيدة أن تنتهي "
» "فوجيتسو سيمنز كمبيوترز" تُطلق أول شاشة حاسوبية "صفرية الواط"
» "مار جرجس" تتوسط مدينة "الحسكة" القديمة
» "قانون المواطنة" و "قانون الانتفاضة" وماذا بعد!!
» صحيفة " بانوراما عربية " تحاور الكاتبة المغربية منى وفيق
» "فوجيتسو سيمنز كمبيوترز" تُطلق أول شاشة حاسوبية "صفرية الواط"
» "مار جرجس" تتوسط مدينة "الحسكة" القديمة
» "قانون المواطنة" و "قانون الانتفاضة" وماذا بعد!!
» صحيفة " بانوراما عربية " تحاور الكاتبة المغربية منى وفيق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى