موسيقى متمايلة على خدودِ اللَّيل
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: الأديب والشاعر والفنان السوري صبري يوسف
صفحة 1 من اصل 1
موسيقى متمايلة على خدودِ اللَّيل
موسيقى متمايلة على خدودِ اللَّيل
(كتبتُ هذا النصّ من وحي سماعي إلى قطعة موسيقية ألّفها وعزفها الصديق الفنّان النحّات عبدالأحد برصوم)،
فإليكَ أيُّها الفنَّان العزيز أهدي موسيقاي المتمايلة على خدودِ اللّيل!
فإليكَ أيُّها الفنَّان العزيز أهدي موسيقاي المتمايلة على خدودِ اللّيل!
تطفو دمعةُ حنينٍ فوقَ مآقي وطنٍ
تائهٍ في مهبِّ الاشتعال
اشتعالُ الرُّوحِ على أجنحةِ أوطانٍ
مشنوقة من بؤبؤِ عينيها
من صدغها المتورّمِ بفقاعاتِ حلمٍ
مندّى بموشورِ الأحزانِ
تسافرُ أوطانُنا بعيداً عن خفقةِ القلبِ
بعيداً عن مرحِ الأطفالِ
بعيداً عن غلالِ الحصادِ
بعيداً عن تغريدِ العصافيرِ
عصافيرنا خائفة من خشخشاتِ الغاباتِ
خائفة من اندلاعِ نارٍ
من تراكمِ تضاريسِ السوادِ
أوطانٌ مجصَّصة
بنكاحِ سمومِ الأفاعي
تتطايرُ مع هديرِ الرِّيحِ
تغورُ انزلاقاً نحوَ مراراتِ القاعِ
أوطانٌ تتدلّى على شفاهِ غيمةٍ
حُبلى بوجعِ الانتظارِ
ماتَت البسمة كلما خفَتَ رنينُ الناقوسِ
تاهتِ المحبَّة فوقَ ضجرِ اللَّيلِ والنّهارِ
محبّة مشروخة برصاصاتِ الغدرِ
بعيدة عن ضرعِ الجمالِ
تغرقُ في تضرُّعاتِ الابتهالِ
تذوبُ ابتهالاتنا من تفاقماتِ أوجاعِ الديارِ
ديارٌ مفخَّخة ببراعةِ الزنازينِ
مفخَّخةٌ بكآبة مشرئبة بالاصفرارِ
أوطانٌ مستباحة لروثِ البقرِ
لأنيابِ الذئابِ
أوطانٌ غافية على ذيولِ الثعالبِ
على رؤى مشروخة
مدموغة باسودادِ القيرِ
مكتنزة ببؤسٍ مفتوحٍ من أخمصِ الرُّوحِ
حتّى أعلى شموخِ الإنسانِ
أوطانٌ منوّطة
على نفيرِ الأحزانِ
على إيقاعِ أنيابِ الحيتانِ
تلاشى هديلُ اليمامِ
بين هديرِ النيرانِ
أجراسُ النواقيسِ خمدَتْ
من هولِ اهتياجِ الطوفانِ
طوفانُ غباءٍ يتدلّى
فوقَ شهيقِ العمرِ
يمحقُ بسمةَ الأطفالِ
يبيدُ روعةَ السَّنابلِ
طوفانُ وباءٍ متدفِّقٍ
من تلافيفِ التيجانِ
تيجانُ الهمِّ والغمِّ
تيجانُ شراهاتٍ مفتوحة
على حسابِ صَلبِ الأوطانِ
تيجانٌ غارقةٌ في بُحورِ الشرورِ
كأنَّها من فصيلِ الشَّيطانِ
يدقُّ ناقوسُ قصيدةٍ مبلَّلة بالمطرِ
مطرٌ تناثَرتْ قطراته بعيداً
عن مهجةِ الأرضِ
تبخَّرتْ في منافي السَّماءِ
بعيداً عن شراهةِ هذا الزَّمان
بعيداً عن موتٍ مفخَّخٍ
بغازاتِ ثاني أوكسيد الزَّرنيخِ
وطنٌ هاربٌ من جراحِ الرُّوحِ
هاربٌ من قلبٍ ملظَّى بلهيبِ السنينِ
هاربٌ من أنينِ الرَّوضِ
من إرهاصاتِ أحزانٍ منفلشة
من شموخِ الطُّموحِ
طموحٌ مفروش على نضارةِ الرَّملِ
طموحٌ على مسارِ اللَّيلِ
على بكورةِ القصيدة
حلَّق النَّورسُ فوقَ يراعِ الحلمِ
حلمٌ هاربٌ من أكوامِ الرَّمادِ
رمادُ العمرِ
رمادُ الطفولةِ
رمادُ الانتظارِ
انتظارُ الغدِ الذي لا يأتي
أو يأتي على إيقاعِ الدمعِ
غدٌ مبقَّعٌ باحمرارِ الجمرِ
غدٌ واهٍ مثلَ شِباكِ العنكبوتِ
وَاْهٍ مثلَ أجنحةِ فراشاتٍ
تعبرُ وميضَ النَّارِ
تذوبُ في اندلاعِ اللَّونِ
لونُ الدِّماءِ
لونُ النَّارِ
لونُ البكاءِ
طموحٌ يزدادُ ترنّحاً
على شفيرِ الفناءِ!
تسيرُ الحضارةُ نحو الحضيضِ
تصبُّ في بحيراتٍ ملآى بالأفاعي
وجعٌ عند انبلاجِ النَّهارِ
عندَ هبوطِ اللَّيلِ
بكاءٌ لا يفارقُ مدارَ الحلمِ
حضارةٌ قائمة على حوارِ النَّارِ
حضارةٌ فاقعة مستولدة من جبينِ الحروبِ
تهرسُ جماجمَ الأطفالِ
تجرحُ هدوءَ اللَّيلِ
تخلخلُ صوامعَ الصلاةِ
حضارةٌ حُبلى ببراكينِ القيرِ
معفَّرة بالسوادِ
بغبارِ البراري
هبط النَّورسُ فوقَ الشواطئ البعيدة
فارشاً أحلاماً معجونة فوقَ حبقِ الطِّينِ
طفولة مغموسة بأغاني الحصَّادين
طافحة بأزاهير النَّرجسِ البرّي
طفولة متعانقة مع نضارةِ الكرومِ
طفولة ململمة في تجاعيد الذاكرة البعيدة
تتدلَّى أغصانها فوقَ مروجِ القصيدة
فوقَ أسرارِ غيمة
فوقَ طموحِ قلبٍ مندّى
بهلالاتِ الصَّباحِ
صباحٌ من بكاء
صباحٌ مضرَّجٌ ببوحِ الأغاني
على إيقاعِ أهازيجِ الأمّهاتِ
أمّهاتٌ من نكهةِ العنبِ
غارقة في لجينِ الآهاتِ!
أيّها الفنَّان
يا أهزوجةَ حزنٍ مبلَّلٍ بالمطر
وجعٌ هاربٌ من جلافةِ الرِّيحِ
ريحٌ هائجة فوقَ هديلِ الرُّوحِ
روحنا المكلَّلة بأنغامِ الأغاني
معلَّقة بأهدابِ نجمة تائهة
في تلافيفِ الغمامِ
موسيقى محفوفة بأسرارِ البحارِ
موسيقى غافية على قبلة عاشقة
غارقة في ولعِ العناقِ
عناقُ ليلٍ معرَّشٍ بانسيابِ حبرِ القصيدة
موسيقى منبعثة من أزقة المدن الغابرة
تاهَ العمرُ بعيداً عن فيافي الأغاني
بعيداً عن تجلّياتِ الكلامِ
تاهَ في غمارِ شموخِ السنابل
تعالَ يا صديقي
كي أرسم على موسيقاكَ
مزاميرَ طقوسِ القصيدة
هل تولدُ حفاوةُ موسيقاك
من بكاءِ الأطفالِ
أم من مناغاة أمواجِ البحرِ
لسموِّ السَّماءِ؟!
يعانقُ قلبي موسيقى متمايلة
على خدودِ اللَّيلِ
موسيقى موشّحة بوهجِ الشعرِ
متلألئة بتساؤلاتٍ مفتوحة
على إندلاقاتِ جنونِ هذا الزَّمان
تساؤلات فنانٍ مشبَّعٍ بحنينِ عاشقٍ
إلى براعم عاشقة
منبعثة من نضارةِ الغابات!
تائهٍ في مهبِّ الاشتعال
اشتعالُ الرُّوحِ على أجنحةِ أوطانٍ
مشنوقة من بؤبؤِ عينيها
من صدغها المتورّمِ بفقاعاتِ حلمٍ
مندّى بموشورِ الأحزانِ
تسافرُ أوطانُنا بعيداً عن خفقةِ القلبِ
بعيداً عن مرحِ الأطفالِ
بعيداً عن غلالِ الحصادِ
بعيداً عن تغريدِ العصافيرِ
عصافيرنا خائفة من خشخشاتِ الغاباتِ
خائفة من اندلاعِ نارٍ
من تراكمِ تضاريسِ السوادِ
أوطانٌ مجصَّصة
بنكاحِ سمومِ الأفاعي
تتطايرُ مع هديرِ الرِّيحِ
تغورُ انزلاقاً نحوَ مراراتِ القاعِ
أوطانٌ تتدلّى على شفاهِ غيمةٍ
حُبلى بوجعِ الانتظارِ
ماتَت البسمة كلما خفَتَ رنينُ الناقوسِ
تاهتِ المحبَّة فوقَ ضجرِ اللَّيلِ والنّهارِ
محبّة مشروخة برصاصاتِ الغدرِ
بعيدة عن ضرعِ الجمالِ
تغرقُ في تضرُّعاتِ الابتهالِ
تذوبُ ابتهالاتنا من تفاقماتِ أوجاعِ الديارِ
ديارٌ مفخَّخة ببراعةِ الزنازينِ
مفخَّخةٌ بكآبة مشرئبة بالاصفرارِ
أوطانٌ مستباحة لروثِ البقرِ
لأنيابِ الذئابِ
أوطانٌ غافية على ذيولِ الثعالبِ
على رؤى مشروخة
مدموغة باسودادِ القيرِ
مكتنزة ببؤسٍ مفتوحٍ من أخمصِ الرُّوحِ
حتّى أعلى شموخِ الإنسانِ
أوطانٌ منوّطة
على نفيرِ الأحزانِ
على إيقاعِ أنيابِ الحيتانِ
تلاشى هديلُ اليمامِ
بين هديرِ النيرانِ
أجراسُ النواقيسِ خمدَتْ
من هولِ اهتياجِ الطوفانِ
طوفانُ غباءٍ يتدلّى
فوقَ شهيقِ العمرِ
يمحقُ بسمةَ الأطفالِ
يبيدُ روعةَ السَّنابلِ
طوفانُ وباءٍ متدفِّقٍ
من تلافيفِ التيجانِ
تيجانُ الهمِّ والغمِّ
تيجانُ شراهاتٍ مفتوحة
على حسابِ صَلبِ الأوطانِ
تيجانٌ غارقةٌ في بُحورِ الشرورِ
كأنَّها من فصيلِ الشَّيطانِ
يدقُّ ناقوسُ قصيدةٍ مبلَّلة بالمطرِ
مطرٌ تناثَرتْ قطراته بعيداً
عن مهجةِ الأرضِ
تبخَّرتْ في منافي السَّماءِ
بعيداً عن شراهةِ هذا الزَّمان
بعيداً عن موتٍ مفخَّخٍ
بغازاتِ ثاني أوكسيد الزَّرنيخِ
وطنٌ هاربٌ من جراحِ الرُّوحِ
هاربٌ من قلبٍ ملظَّى بلهيبِ السنينِ
هاربٌ من أنينِ الرَّوضِ
من إرهاصاتِ أحزانٍ منفلشة
من شموخِ الطُّموحِ
طموحٌ مفروش على نضارةِ الرَّملِ
طموحٌ على مسارِ اللَّيلِ
على بكورةِ القصيدة
حلَّق النَّورسُ فوقَ يراعِ الحلمِ
حلمٌ هاربٌ من أكوامِ الرَّمادِ
رمادُ العمرِ
رمادُ الطفولةِ
رمادُ الانتظارِ
انتظارُ الغدِ الذي لا يأتي
أو يأتي على إيقاعِ الدمعِ
غدٌ مبقَّعٌ باحمرارِ الجمرِ
غدٌ واهٍ مثلَ شِباكِ العنكبوتِ
وَاْهٍ مثلَ أجنحةِ فراشاتٍ
تعبرُ وميضَ النَّارِ
تذوبُ في اندلاعِ اللَّونِ
لونُ الدِّماءِ
لونُ النَّارِ
لونُ البكاءِ
طموحٌ يزدادُ ترنّحاً
على شفيرِ الفناءِ!
تسيرُ الحضارةُ نحو الحضيضِ
تصبُّ في بحيراتٍ ملآى بالأفاعي
وجعٌ عند انبلاجِ النَّهارِ
عندَ هبوطِ اللَّيلِ
بكاءٌ لا يفارقُ مدارَ الحلمِ
حضارةٌ قائمة على حوارِ النَّارِ
حضارةٌ فاقعة مستولدة من جبينِ الحروبِ
تهرسُ جماجمَ الأطفالِ
تجرحُ هدوءَ اللَّيلِ
تخلخلُ صوامعَ الصلاةِ
حضارةٌ حُبلى ببراكينِ القيرِ
معفَّرة بالسوادِ
بغبارِ البراري
هبط النَّورسُ فوقَ الشواطئ البعيدة
فارشاً أحلاماً معجونة فوقَ حبقِ الطِّينِ
طفولة مغموسة بأغاني الحصَّادين
طافحة بأزاهير النَّرجسِ البرّي
طفولة متعانقة مع نضارةِ الكرومِ
طفولة ململمة في تجاعيد الذاكرة البعيدة
تتدلَّى أغصانها فوقَ مروجِ القصيدة
فوقَ أسرارِ غيمة
فوقَ طموحِ قلبٍ مندّى
بهلالاتِ الصَّباحِ
صباحٌ من بكاء
صباحٌ مضرَّجٌ ببوحِ الأغاني
على إيقاعِ أهازيجِ الأمّهاتِ
أمّهاتٌ من نكهةِ العنبِ
غارقة في لجينِ الآهاتِ!
أيّها الفنَّان
يا أهزوجةَ حزنٍ مبلَّلٍ بالمطر
وجعٌ هاربٌ من جلافةِ الرِّيحِ
ريحٌ هائجة فوقَ هديلِ الرُّوحِ
روحنا المكلَّلة بأنغامِ الأغاني
معلَّقة بأهدابِ نجمة تائهة
في تلافيفِ الغمامِ
موسيقى محفوفة بأسرارِ البحارِ
موسيقى غافية على قبلة عاشقة
غارقة في ولعِ العناقِ
عناقُ ليلٍ معرَّشٍ بانسيابِ حبرِ القصيدة
موسيقى منبعثة من أزقة المدن الغابرة
تاهَ العمرُ بعيداً عن فيافي الأغاني
بعيداً عن تجلّياتِ الكلامِ
تاهَ في غمارِ شموخِ السنابل
تعالَ يا صديقي
كي أرسم على موسيقاكَ
مزاميرَ طقوسِ القصيدة
هل تولدُ حفاوةُ موسيقاك
من بكاءِ الأطفالِ
أم من مناغاة أمواجِ البحرِ
لسموِّ السَّماءِ؟!
يعانقُ قلبي موسيقى متمايلة
على خدودِ اللَّيلِ
موسيقى موشّحة بوهجِ الشعرِ
متلألئة بتساؤلاتٍ مفتوحة
على إندلاقاتِ جنونِ هذا الزَّمان
تساؤلات فنانٍ مشبَّعٍ بحنينِ عاشقٍ
إلى براعم عاشقة
منبعثة من نضارةِ الغابات!
ستوكهولم: كانون الأول (ديسمبر) 2010
صبري يوسف- كاتب-شاعر-فنان
-
عدد الرسائل : 107
البلد الأم/الإقامة الحالية : السويد
الهوايات : الكتابة والفن
تاريخ التسجيل : 07/10/2008
مواضيع مماثلة
» تراخى الحزنُ فوقَ خدودِ البنينِ ـ إلى روحِ الزَّميل ألياس صليبا
» موسيقى
» موسيقى زرقاء
» وجاء عام مع موسيقى من الغيب
» تذكرتك مع موسيقى الخيال
» موسيقى
» موسيقى زرقاء
» وجاء عام مع موسيقى من الغيب
» تذكرتك مع موسيقى الخيال
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: الأديب والشاعر والفنان السوري صبري يوسف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى