دليلٌ للِسّفرِ في غابات ِالمعنى " أدونيس "

لعلّنا , أطفال لا زلنا نحبو نتقدّم في بساتين اللغة
و لعّل كل نقطة إستفهام سهم ... يُنذر بعاصفة
لكن الحالة المؤكدة أنّ سهم السؤال أصابني ... كي أتنشّق ذهولي
دانيه

ما الطّريق ؟
بَيانٌ لِلترحالِ
مكتوبٌ على ورقٍ إسمُه التراب .

ما الشجرة ؟
بُحيرةٌ خضراء مَوْجها الهواء .

ما الهواء ؟
روحٌ لا تريد
أن تسكنَ في جسد .

ما المِرآة ؟
وَجْهٌ ثانٍ
و عينٌ ثالثة .

ما المقدّس ؟
قِناعٌ
للإصفاءِ بالمُدَنّس .

ما الموت ؟
عربةُ نقلٍ
بين رَحِم المرأةِ
و رحِمِ الأرض .

ما قوسُ قُزح ؟
جسَدُ الغَيْم
و جسدُ الشمس
متعانقين
في انْحناءٍ على جسد الأرض .

ما الموج ؟
صُورٌ متحركة
على شاشةِ البحر .

ما الشاطىء ؟
وِسادةٌ لِتعبِ الموج .

ما النّجم ؟
كتابٌ أجملُ ما فيهِ غِلافه .

ما الشيخوخة ؟
نبْتَةٌ تنمو في اتجاهين :
فَجر الطّفولةِ
و ليلِ الموت .

ما السَّواد ؟
رَحِمٌ حُبْلى بالشمس .

ما الشّهاب ؟
سَهْمٌ ينْطلِقَ لِيحققِ هدفاً واحداَ :
أن ينكسرَ و يموت .

ما الغُروب ؟
عرَقٌ يتحدّرُ من جسد الشمس

ما القصيدة ؟
طفلةٌ
تعيش
في
رَضاعٍ
دائم .

ما السعادة ؟
شاهدةُ قبْرٍ
في مقبرةٍ على حافةِ اللّغة .

ما الأمل ؟
وَصْفٌ للموتِ
بلغةِ الحياة .

ما الغسَق ؟
خطبةُ وداع .

ما الدّمع ؟
حربٌ خسرها الجسد .

ما اليأس ؟
وَصْفٌ للحياة بلغةِ الموت .

ما الصّدى ؟
جسدٌ هدّه السَّيرُ
يَتَلاشى
يتلاشى

ما الغبار ؟
يدُّ الرّيح و مُنافِسُها الأكْبر .

ما السّرير ؟
ليلٌ
داخلَ اللّيل .

ما الطبيعة ؟
لغةٌ في البَصَرِ
لِكتابةِ البَصيرة .

ما الأفق ؟
فضاءٌ متحرّكٌ بلا حَد .

ما المصادفة ؟
ثَمَرةٌ على شجرةِ الريح
تسقط بين يديكَ
دون أن تَدْري .

ما الوردة ؟
رأسٌ يُرَبَّى للِقطْع .
ما الحقيقة ؟
هي أن تَرسم تقاطيع الماء
أو وجه الضوء .

ما الغيب ؟
بيتٌ نُحب أن نراه
و نكرهُ
أن نُقيمَ فيه .

ما السماء ؟
سُلّمٌ لا تكاد تصعد عليهِ
حتّى ينكسر .

ما اللّيل ؟
حجابٌ تَضعهُ الشّمس
على وَجْهها .

ما اللاّمعنى ؟
المرَضُ
الأكثرُ إنْتشاراً .

ما الوجود ؟
ما يحتاجُ دائِماً
إلى إعادةِ النّظر .

ما الواقع ؟
تَرسباتٌ
في
نَهْر اللّغة .

ما الفقر ؟
قبرٌ متحرّكٌ فوق الأرض .

ما الظنّ ؟
يَدٌ تجسُّ جسدَ الغُموض .

ما اللّيل ؟
وَرّاق يبيعُ كتُبَ النّجوم .

ما الصّلاة ؟
غَيمةٌ سماوّية
تتبخّرُ من ماء الكلام .

ما القمر ؟
خادمٌ وَفيٌّ
للِشمس .

ما المُطْلَق ؟
طَمْثٌ في الرأس .

ما العُرْي ؟
فاتحِةُ الجسد .

ما الذاكرة ؟
بيتٌ لا يصلحُ إلاّ
لِيسكُنَ
الأشياء الغائبة .

ما الشّعر ؟
سُفنٌ تُبحرُ و لا مرافىءَ لها .

ما الوسادة ؟
دَرجةٌ أُولى في سُلّم اللّيل .

ما الفَشل ؟
طحلبٌ عائمٌ في بُحيرة العمر .

ما العمر ؟
سيرٌ لا يتوقّف
نحو الغَسَق

ما الفوضى ؟
نظامٌ آخر لليل الجسد .

ما الخيال ؟
عِطْرُ الواقع .

ما التاريخ ؟
قارِعٌ أعمى لِلطبول .

ما المطر ؟
آخِرُ مُسافرٍ
يَنزِلُ من قطارِ الغَيْم .

ما الوجه ؟
أقربُ مرفأٍ لهجرة الدّمع .

ما النّهار ؟
أوسعُ قفصٍ لإشعةِ الشمس .

ما الصحراء ؟
عرّافةٌ
لا تتوقّفُ
عن
قِراءة الرّمل .

ما الرمل ؟
قارىءٌ دائِمٌ لروايةٍ واحدة :
الرّيح .

ما الصّراخ ؟
صَدأ في الصّوت .

ما الغبار ؟
زفيرٌ يتصاعدُ من رئةِ
الأرض .

ما الأصابع ؟
شُطآنٌ أولى لمحيطات الجسد .

ما الجناح ؟
هَمسٌ في أذُنِ الفضاء .

ما القفص ؟
فراغ ٌ مَليىء .

ما الكآبة ؟
غسَقٌ
في فضاء الجسد .

ما الحظّ ؟
نَرْدٌ
في يدِ الوقت .
ما الحزن ؟
كلمةٌ ينبذها خطأً
مُعجَمُ الفَرح .

ما المفاجأة ؟
طائِرٌ
أفْلًت من قفصِ
الواقع .

ما الوطن ؟
جسمٌ يستلقي
على أرائك اللّغة .

ما اللّغة ؟
قطارٌ هو ,
في الوقت نفسه ,
الطريقُ و السّفرُ و الوصول .

ما النّهْر ؟
سريرٌ تمّده الأرضُ
بين نَهديها ,
أو تحتَ سُرّتها .

ما الحديقة ؟
شاعرةٌ
تكتبُ قصائدها نائمةً
و تقرؤها صامتةً .

ما المَرْكز ؟
طَرفٌ لجميع الأطراف .

ما الزمن ؟
ثوبٌ نلبسه
و لا نقدرُ أن نخلَعه .

ما الخطّ المستقيم ؟
جَمْعٌ من الخطوط
المائلة ,
غيرِ المرئيّة .

ما السّراب ؟
شمسٌ
تلبسُ الرّمْلَ
و تتشبّه بالماء .

ما الماء ؟
جَهنَّمُ النّار .

ما السُرَّة ؟
مُنْتصَفُ الطريقِ
بين
جَنّتيْن .

ما المجاز ؟

أجنجةٌ تخفقُ
في صدور الكلمات .

ما القلَق ؟

غضونٌ
و تجاعيدُ
في حريرِ الشّرايين .

شكراً ... لحدائق المملكة
شكراً للمُقيمين فيها , متذوقوا الحرف و أنقياء الروح و القلب

تقديري لمروك سلمى العزيزة
تقديري العميق ميشل ... يا من تُتقن المحبة

دانيه