عندما أحب الله أن يكتب

لقد قرأت كل الحكايات ذوات النهايات السعيدة ولم أجد لوجداني اسم ولا مكان
ولا حتى في سجلات موتى تلك الكتب.
حزنتُ و تألمت أحاسيسي.
مر بــي أحد الحكماء وقد كنا وقتها في الصفحة 1982 من تلك القصة.
رأني جالساً أبكي ، كان ذلك في شهر حزيران ، في الثلاثين منه على وجه التحديد.
قال لي :لِمـــا البكاء يـا بني.
قلت له: والبكاء ينهنه كياني أنني لست موجود في هذي القصص
أنا لست موجود أمامك الأن . فقال لي: إذا مع من أنا أتكلم.
قلت له: إنك تُحدث فكرة لم تُعجب الله فلم يكتبها.
مزق الحكيم ثيابه ومضى.
بعدها أنا امتهنتُ الكتابة ، الضياع و الهرطقة.
فرمقني الإله بـنظرة غاضبة وزج باسمي في كل قصصه الحزينة ، البائسة ومنفطرة القلب، حتى دون أن يستأذن مني.
فقرأت أحزاني في" رجل ميت يمشي"،"قلبٌ وزهرة زرقاء"،" بعد أخر زجاجة وسكي"
"قرع على أبواب الجنة"،" مقصورة مسافري النهاية"،" ميزري نيدس كامباني"....
وغيرها الكثير من حماقاته.
ترجيته مراراً وتكراراً أن يكف عن الكتابة فلا أريد المزيد من تلك الكلمات
إلا أنه رفض وصلبني بالمقلوب على صليب حديدي صدأ بارد.


أشرقت شمسها علي ونظرتني عيونها ولامس جسدي شعرها ، لكنها لم تستطع أن تحبني.
لا ألومها فـأنا المصلوب الذي لن يموت.
يكفيني أنها فتحت احدى تلك القصص و قرأتني ،وجيد أنه لم يضع قصصي في مكتبة اللاوجود الضائعة
فأبقى وحيداً لـــــيوم القيامة.
إن الصفحات على ظهري وعلى صدري تُصيبني بـالجنون، و الأقلام في رأسي تؤلم صداعي المزمن.
إن نهاية الوجع مع نهاية العهد الجديد.
كل هذه كتبها الله وختم عليها و سلمها للوقت العظيم بعد أن نفخ عليها من روحه القدوس
فعاشت وأحيت معها الآلام في كل قصصي، كتاباتي، وقلبي.

منور العبيدي جو منور