قصة" نهاية الزمن العاقر" لنبيل عودة كمخاض الوطن الفلسطيني الحر
صفحة 1 من اصل 1
قصة" نهاية الزمن العاقر" لنبيل عودة كمخاض الوطن الفلسطيني الحر
ملاحظة : الناقد محمد توفيق الصواف يواصل في هذا البحث دراسته للقصة الثالثة لنبيل عودة عن أدب الانتفاضة ، وكنت قد نشرت دراستين سابقتين له عن قصة " الحاجز " وقصة " الزمن الجديد" . ويؤسفني ان أعمالي القصصية منذ العام 1961 مع نشري لأول قصة ، ورغم غزارة انتاجي ، الا ان التجاهل كان من نصيبي انا وسائر الأدباء الشباب في وقته ، وهذا متواصل نسبيا حتى اليوم . اذ اقتصرت الدراسات النقدية او المراجعات الثقافية على بعض الأسماء فقط ، مما أعطى للنقد طابعا عائليا وصداقات شخصية والتزامات حزبية وقليل جدا من النقد الحقيقي ، واليوم عمت الفوضى مع ظهور جيل جديد من النقاد، المتقدمين في العمر ، الذين جعلوا النقد مهزلة وهرطقة ومقاييس مضحكة مبكية .
قيمة دراسة الصواف انها الأولى من نوعها التي عالجت مرحلة الانتفاضة في اعمالي وأعمال عدد آخر من كتاب القصة في فلسطين ، وقد كرست للإنتفاضة أعمالا قصصية كثيرة ومسرحية واحدة ، وأول مجموعتين قصصيتين لي ، وهما "نهاية الزمن العاقر " صدرت عام 1988 و "يوميات الفلسطيني الذي لم يعد تائها " عام 1990 كرستهما لقصص الانتفاضة. كتاب الصواف منشور على الانترنت ، وهو دراسة قيمة وفريدة من نوعها في تناولها الأدب النثري .نبيل عودة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة" نهاية الزمن العاقر" لنبيل عودة كمخاض الوطن الفلسطيني الحر...
بقلم : محمد توفيق الصواف
(عن كتابه : الانتفاضة في أدب الوطن المحتل)
ما من مفكر أو أديب أو باحث، فلسطيني أو غير فلسطيني، توهم أن تكون الانتفاضة الفلسطينية ( انتفاضة الحجارة ) ، نهاية المطاف، أو غاية الانتظار الطويل الذي استمر أكثر من عشرين سنة متواصلة، قضاها الإنسان الفلسطيني قلقاً مقهوراً، في وطنه المحتل... قضاها على رصيف الأمل مفعماً بالرغبة الجامحة في إعلان ثورته، ومترقباً لحظة الخلاص من كابوس الاحتلال العنصري، تأتي تتويجاً لنضاله الثوري ومكافأة مجزية لتضحياته وصبره ومعاناته، في آن معاً... بل إن كل من عرض لأي جانب من جوانب الانتفاضة، ثم وقف محاولاً استشراف ما سيعقبها، خرج مقتنعاً، قناعة أكيدة، بأن هذه الثورة على أهميتها البالغة وعظمتها، لا تعدو كونها مخاضاً صعباً يبشر بولادة الزمن الفلسطيني المأمول... بولادة الوطن الفلطسيني الحر، أرضاً وإنساناً..
وعلى خلفية القناعة/ الأمل، بأن الانتفاضة هي المخاض الذي سينتهي بولادة ذلك الوطن/ الحلم... الوطن الذي لما يولد بعد، يمكن توصيفها، بتعبير آخر أكثر موضوعية، أنها مجرد مرحلة نضالية متميزة.. أو أنها مرحلة متقدمة وهامة ومصيرية يؤمل أن تكون آخر مراحل السعي إلى إطلاق شمس الحرية من عقالها، لتعود مشرقة في سماء الغد الفلسطيني الآتي، وليس غاية تلك المراحل...
وبالعودة إلى المتوفر من قصص الانتفاضة، نلاحظ أن كثيرات... هنا، قد اكتفى مؤلفوها، بالإشارة إلى مرحلية هذه الثورة العظيمة، إشارات عابرة، بهذا الشكل الفني أو ذاك، وعلى نحو غير مباشر غالباً... وربما ذلك، من منطلق الاعتقاد بأن هذه المسألة، من البدهيات التي لا يمكن أن تثير جدلاً، أو خلافاً في الرأي حولها...
وعلى الرغم من أن مضمون قصة (نهاية الزمن العاقر)* يوحي بأن مؤلفها نبيل عودة لا يخالف الاعتقاد ببدهية النظر إلى الانتفاضة كمرحلة، فإن تناوله لها بتفصيل أطول مما يحتمله أسلوب الإشارة العابرة، يوحي بأنه يوليها من الأهمية، أكثر مما يوليها غيره.. ولعل هذا ما جعل وعيه يقود موهبته إلى إبداع نص قصصي طويل، يتمحور جزء كبير من مضمونه حول التركيز على مرحلية الانتفاضة...
وبداية، يمكننا الاستدلال على مرحلية الانتفاضة من عنوان القصة ذاته... فنهاية الزمن العاقر... زمن ما قبل الانتفاضة، هي ما تشهده الساحة الفلسطينية اليوم من أحداث مصيرية وكبيرة، تبشر باقتراب بداية الزمن الفلسطيني الجديد... الزمن المغاير... زمن الحرية.. وعلى هذا، فالانتفاضة هي بشرى الميلاد، وهي مخاضه الصعب... هي الاخصاب بعد انتظار ممض استمر أكثر من عشرين سنة.. وبتجاوز عنوان القصة إلى نصها، يمكننا العثور على ما يؤكد مرحلية الانتفاضة، في تلك المساحة المتألقة والمنيرة التي استطاع نبيل عودة أن يبقيها؛ بين المدلولات الرمزية والمدلولات الواقعية، لشخصيات قصته وأحداثها..
فنحن في (نهاية الزمن العاقر)، أمام عالم غني بالإيحاءات، كونه عالماً ملوناً، متعدد الأبعاد، يمتزج فيه الرمزي بالواقعي، ويتفاعلان، ضمن شروط خاصة، لينتجا أحداث القصة وشخصياتها... وعلى هذا، ثمة ما يغري القارئ بتتبع الدلالات الرمزية لهذه الأحداث والشخصيات، وعدم التوقف عند دلالاتها الظاهرية المباشرة، والإكتفاء بها، ذلك أن مثل هذا التتبع، لا شك يبسط أمام بصيرة القارئ وعقله، عوالم زاخرة بالمعاني والإرهاصات.. عوالم ينبض الرمز فيها موحياً بمعادله الواقعي، دون غموض أو تعقيد، ودون حاجة إلى ممارسة السباحة في الخيال، بحثاً عن تأويل يقرب ذاك الرمز، أو عن تكهن يجلو غموضه..
فوهيب، بطل القصة، لايعدو ظاهرياً، كونه ذلك المواطن الفلسطيني العادي، وكذلك زوجته.. وما مرا به من أحداث، على الرغم من إثارته للتعاطف، لا يملك القدرة على إثارة الدهشة، لو لم تتزامن بدايته مع بداية نكسة عام 1967، ونهايته مع انطلاقة الانتفاضة.. أي لو لم يكن بينه وبين مسار الأحداث الفلسطينية، بصعوده وهبوطه وتعرجاته، تلك العلاقة العضوية الوثيقة، لظل، على قلة ما يماثله، مجرد حدث عادي... ذلك أن الإثارة كامنة في تلك العلاقة، ونابعة منها... لنتابع، تالياً، تطور هذا الحدث، محاولين رصد ما يصدر عنه من إيحاءات قوية الدلالة على أنه مجرد معادل موضوعي لتطور الحدث السياسي الفلسطيني، عبر عشرين سنة، بدأت منذ عام 1967، واستمرت حتى1987..
لقد شاء الحظ التعس لهذين الزوجين أن تكون ليلة زفافهما، "قبل دخول الاحتلال بليلة واحدة". * وهكذا انقلب فرحهما تعاسة، وتحولت فترة (عسلهما) إلى أسبوع قاسٍ، تشردا خلاله" في الخلاء هروباً من القتال الذي حاذى قريتهم..." * وكان من الممكن، أن يصير حالهما إلى ما صار إليه حال الأغلبية، بعد ذلك، وأن لا يتميزا بشيء عمن حولهما، لو لم يطاردهما سوء الحظ، فيحرمهما القدر من الأولاد، عشرين سنة متواصلة "مضى عقدان من الزمن وبطنها قاحل" *
ومن تزامن العرس مع بداية الاحتلال واستمرار حرمانهما من الأولاد مع استمرار بقاء ذلك الاحتلال، تشع أولى الإيحاءات إلى رمزية شخصيتيهما القصصيتين، ورمزية ما يمران به من أحداث... إذ يبدو الزوج رمزاً واضح الدلالة على الشعب العربي الفلسطيني، أما الزوجة فهي رمز للأرض الفلسطينية المحتلة. وأما مانع الإخصاب والحمل، فهو الوجود الاحتلالي الغريب..
ولعل مما يسوغ توهم الدلالات الرمزية الآنفة، في شخصيات القصة وأحداثها، احتواء النص القصصي على العديد من القرائن التي ترقى بذلك التوهم إلى مرتبة اليقين... وأول هذه القرائن، وربما أهمها وأقواها، على الإطلاق، ذلك العشق الصوفي الذي يربط بين الزوجين، محيلاً ذاتيهما إلى ذات واحدة.. "عشرون سنة من اندماج الذاتين في ذات واحدة.." * ذلك أن هذا الاندماج، يقف حائلاً قوياً دون إقدام وهيب على ترك زوجته العاقر، أو الزواج عليها من أخرى تنجب له ولداً تكتمل به رجولته.. بل إن هذا الإندماج الصوفي، يتحول، على العكس، إلى دافع قوي يشحذ وهيباً بالإصرار على التجول مع زوجته، ساعياً بها، بين عيادات الأطباء، على أمل أن تحدث المعجزة، فتخصب بطنها القاحلة، بعد طول انتظار وترقب..
وإلى هنا، يظل بالإمكان القول: إن كل هذا الحب المتوهج، لا يكفي مسوغاً للتوهم بأن البطلين يرمزان للشعب الفلسطيني وأرضه وبالتالي، لا بد من دلالات أكثر مباشرة ووضوحاً... وهذا يعني وجوب العودة إلى النص ثانية، بحثاً عن تلك الدلالات التي سرعان ما تتبدى للقارئ واضحة، تارة في لغة الحوار بين الزوجين الحبيبين، وتارة أخرى في جملة التعليلات التي يسوقها الزوج، مصبراً بها نفسه وزوجته، ومسوغاً أمامهما إصراره على التفاؤل بحدوث معجزة الإخصاب والحمل يوماً، على الرغم من اصطدامه بالخيبة تلو الخيبة، كلما خرج مع زوجته من مراجعة طبيب جديد...
فإثر كل خيبة، نراه يخاطب نفسه، محاولاً تبديد إحساسها باليأس، ومجدداً فيها الشعور بالتفاؤل: "هذه طبيعة النفس البشرية، مترددة، متقلبة، ولكنها على العموم تتفاءل بالخير، تطفح بالأمل وهي في ذروة الخسارة، تيسر الهدف وهو في ذروة العسر والامتناع". * وفي المرات النادرة التي يداهمه فيها اليأس قوياً، وتعذبه معضلته، و"يضنيه الأمل" * نراه خائفاً من مجرد التفكير باحتمال أن يقوده يأسه إلى الإبتعاد عن زوجته... ذلك أنه "لا يرى حياته بدونها، يرتاح لحبها ووجودها بقربه، ينفر من دنياه إذا ابتعدت بالخيال عنه، يرتعد من أحلامه إذا خلت من طلعتها، تتسامى ذاته بقربها، يتجدد عزمه بعناقها." * وبهذا، يعود أكثر إصراراً على الإحتفاظ بها، أخصبت أم لم تخصب... ترى ألا يوازي هذا... الإصرار، على المستوى الرمزي، إصرار الإنسان الفلسطيني على الاحتفاظ بأرضه على الرغم من كل العنت والاضطهاد الذي يلاقيه على يد محتلها..؟
ويبلغ هذا الإصرار أعلى ذرى الإيحاء باندماجية هذا الإنسان بأرضه، وذوبان ذاته في ذاتها، عبر نص الحوارية التي يديرها نبيل عودة، بين بطلي قصته، وذلك في سياق مقطع اختار له عنوان (دخائل).* ونظراً لما يتمتع به هذا المقطع من قدرة على إقناع القارئ بأن وهيباً وزوجته ما هما إلا رمزان للإنسان الفلسطيني وأرضه، ربما يبدو من المفيد، اقتباس أجزاء مطولة من هذا المقطع الذي يبدأ بخطاب وهيب لزوجته، قائلاً:
"أنت حبي. أنت عالمي، بدونك أذوي..." *
ويكون هذا الخطاب فاتحة خلوة عشق جديدة، تجمع الحبيبين، جسداً لجسد، في نهايتها... وفيما ينسى وهيب "أمنيته بطفل من صلبه" * حين يحتضنها، نراها وهي في قمة نشوتها "ترجوه أن يأخذ عليها من تستطيع تحقيق أمنيته، فيردها خائبة:
-تطلبين البعد وأنت في ذروة القرب؟
-أشعر بالخيبة والقصور.
-ما عليك، الموضوع يخصني فلا تلجيه.
-ويخصني.
احتضنها بقوة، ضغط عظامها بين ذراعيه، عضت بأسنانها على شفتيها متحملة لذة الاحتضان، وهمس بأذنها:
-حبي لك هو الجذور، أنا أحبك لنفسك، لذاتِك، أحببتك لأنك أنت، لا تخلطي بين مشكلة الحمل وحبنا. حبنا قدس الأقداس، فهمت؟!" *
إن همسته الأخيرة واضحة الدلالة على نوعية العلاقة بين الفلسطيني وأرضه، إذ ليس ثمة أي مشكلة بقادرة على المساس بحبهما لبعضهما... فهذا الحب هو الجذور، وهو قدس الأقداس... ذلك أنه حب منزه عن الغاية والغرض... حب يسمو فيه المحب والحبيب معاً... حب ينبع من الذات متجهاً إلى الذات، دون أي تفكير بأي ثمن...
وكان لا بد لدورة الرمز أن تكتمل، ببلوغ الحدث القصصي ذروته...فكما ابتدأت هذه الدورة، بث أولى إشاراتها الدلالية، بتزامن ليلة الزفاف مع ليلة دخول الاحتلال إلى وطن العروسين، نراها تكتمل حين تتزامن بشارة الأطباء لوهيب وزوجته بحدوث معجزة الحمل، مع انطلاقة الانتفاضة..
فكما حدثت معجزة الحمل فجأة، بعد عشرين سنة، من الانتظار المبركن بالترقب والخوف والقلق، قضاها الزوجان مراوحين بين اليأس والأمل، صابرين" حتى صار الصبر علقماً" * كذلك انطلقت الانتفاضة من ذروة الإحساس باليأس، وبعد نفس الفترة من الإنتظار المرهق... لنتأمل ازدواجية الدلالة في كلمة (حامل) التي زفها الأطباء بشرى في أذن وهيب: "حامل... لهذه الكلمة أكثر من معنى، ولها أكثر من نتيجة، تشمل أكثر من أفق، تتسع لعالم كامل متكامل من المشاعر والرغبات والأحلام والإنبعاث والتجدد..." *
إنها الأرض... الأرض الفلسطينية هي الحامل، وليست زوجة وهيب فقط... بل كلتاهما، وقد صارتا واحداً... وكيف لا، وهما معاً دخلتا طقس الاحتلال، ومعاً قاستا الجدب في زمنه العاقر، عشرين سنة متواصلة، ومعاً صبرتا، وثبتتا على تفاؤلهما بحدوث المعجزة، وها هما معاً تحملان؟!!
وتبدأ رحلة انتظار جديدة... ليست طويلة هذه المرة، وليست غائمة بالكدر والخوف والقنوط، بل قصيرة ومعبأة بتوقعات الفرح القادم.. إنها مرحلة وتمضي... صحيح أن فيها من العذاب ومعاناته الكثير، ولكنه كثير محتمل... ومصدر القدرة على احتماله أنه سينتهي بما سيغير حياة الإثنتين معاً... سينتهي بتجلي عصر مختلف...
وتمر فترة الحمل بسلام، وها هو المخاض الصعب يبدأ.. والمخاض ألم وأمل، في آن.. فرح وعذاب.. قلق يمتزج بالسعادة على نحو فريد... وها هو وهيب يتهيب من طول الانتظار أمام باب غرفة المخاض، وكذلك الشعب الفلسطيني يقف متهيباً منتظراً معه النتيجة نتيجة مخاض الأرض... ولكن دون يأس...فمن استطاع طرد وساوس الاستسلام لليأس والقنوط عشرين سنة، لن يتركهما يتمكنان من نفسه الآن.." تأمل الباب المقفل، واعترته طمأنينته. دفق من التفاؤل ملأ صدره، انتشر الفرح في كيانه، وطرب لهذه الولادة المتجلية في هذا الزمن المتفجر. هل كان يتمنى لزوجته ولادة في زمن آخر؟ كيف لا تتوغل السعادة بكيانه، والخصب يجيء مع الانفجار؟ مدد مبارك. ثمر بعد انقطاع أمل. خير بعد جدب. ثورة بعد صبر.". *
وفي القصة، كما في الواقع، لا يختم نبيل عودة الحدث القصصي، بل يُبقي مجاله مفتوحاً على مختلف الاحتمالات، السيء منها والجيد... وذلك حين يتركنا في نهاية قصته، نقف مع وهيب، وأقربائه وأقرباء زوجته، مبركنين بالترقب والقلق، أمام باب غرفة المخاض، ننتظر متلهفين، ما ستلده زوجته... إنه حرص واعٍ على التزام الواقعية، في نسج الحدث القصصي، وعلى توفير أكبر قدر من الانسجام بينه وبين معادله الموضوعي في الواقع...
فكما أن الانتفاضة ما تزال مخاضاً مجهول النتيجة، حتى الآن، كذلك ظل مخاض زوجة وهيب مجهول النتيجة، في نهاية القصة، حيث لم يخبرنا المؤلف بنوع المولود أو شكله أو حالته، بل اكتفى بتركنا وعيوننا متعلقة بباب غرفة المخاض "حيث الخبر والأمل * وستظل عيوننا متعلقة بذلك الباب، حتى يبشرنا صوت المولود بولادته، ليطلع علينا جميعاً، بعد ذلك، فجراً فلسطينياً حراً، يبزغ في سماء الوطن الفلسطيني الحر..
تتميز قصة (نهاية الزمن العاقر) ، ببنائها الدرامي الذي تمتزج فيه تنويعات كثيرة، تتضافر جميعاً، لترسيخ فكرة القصة، ولإضاءة الأبعاد الرمزية لشخصياتها وأحداثها، في نفس القارئ ووجدانه ، ونزوع إلى شاعرية العبارة .
القصة منشورة في مدونة نبيل عودة:
http://nabiloudeh.maktoobblog.com
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قصة : " نهاية الزمن العاقر " – لنبيل عودة
قيمة دراسة الصواف انها الأولى من نوعها التي عالجت مرحلة الانتفاضة في اعمالي وأعمال عدد آخر من كتاب القصة في فلسطين ، وقد كرست للإنتفاضة أعمالا قصصية كثيرة ومسرحية واحدة ، وأول مجموعتين قصصيتين لي ، وهما "نهاية الزمن العاقر " صدرت عام 1988 و "يوميات الفلسطيني الذي لم يعد تائها " عام 1990 كرستهما لقصص الانتفاضة. كتاب الصواف منشور على الانترنت ، وهو دراسة قيمة وفريدة من نوعها في تناولها الأدب النثري .نبيل عودة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة" نهاية الزمن العاقر" لنبيل عودة كمخاض الوطن الفلسطيني الحر...
بقلم : محمد توفيق الصواف
(عن كتابه : الانتفاضة في أدب الوطن المحتل)
ما من مفكر أو أديب أو باحث، فلسطيني أو غير فلسطيني، توهم أن تكون الانتفاضة الفلسطينية ( انتفاضة الحجارة ) ، نهاية المطاف، أو غاية الانتظار الطويل الذي استمر أكثر من عشرين سنة متواصلة، قضاها الإنسان الفلسطيني قلقاً مقهوراً، في وطنه المحتل... قضاها على رصيف الأمل مفعماً بالرغبة الجامحة في إعلان ثورته، ومترقباً لحظة الخلاص من كابوس الاحتلال العنصري، تأتي تتويجاً لنضاله الثوري ومكافأة مجزية لتضحياته وصبره ومعاناته، في آن معاً... بل إن كل من عرض لأي جانب من جوانب الانتفاضة، ثم وقف محاولاً استشراف ما سيعقبها، خرج مقتنعاً، قناعة أكيدة، بأن هذه الثورة على أهميتها البالغة وعظمتها، لا تعدو كونها مخاضاً صعباً يبشر بولادة الزمن الفلسطيني المأمول... بولادة الوطن الفلطسيني الحر، أرضاً وإنساناً..
وعلى خلفية القناعة/ الأمل، بأن الانتفاضة هي المخاض الذي سينتهي بولادة ذلك الوطن/ الحلم... الوطن الذي لما يولد بعد، يمكن توصيفها، بتعبير آخر أكثر موضوعية، أنها مجرد مرحلة نضالية متميزة.. أو أنها مرحلة متقدمة وهامة ومصيرية يؤمل أن تكون آخر مراحل السعي إلى إطلاق شمس الحرية من عقالها، لتعود مشرقة في سماء الغد الفلسطيني الآتي، وليس غاية تلك المراحل...
وبالعودة إلى المتوفر من قصص الانتفاضة، نلاحظ أن كثيرات... هنا، قد اكتفى مؤلفوها، بالإشارة إلى مرحلية هذه الثورة العظيمة، إشارات عابرة، بهذا الشكل الفني أو ذاك، وعلى نحو غير مباشر غالباً... وربما ذلك، من منطلق الاعتقاد بأن هذه المسألة، من البدهيات التي لا يمكن أن تثير جدلاً، أو خلافاً في الرأي حولها...
وعلى الرغم من أن مضمون قصة (نهاية الزمن العاقر)* يوحي بأن مؤلفها نبيل عودة لا يخالف الاعتقاد ببدهية النظر إلى الانتفاضة كمرحلة، فإن تناوله لها بتفصيل أطول مما يحتمله أسلوب الإشارة العابرة، يوحي بأنه يوليها من الأهمية، أكثر مما يوليها غيره.. ولعل هذا ما جعل وعيه يقود موهبته إلى إبداع نص قصصي طويل، يتمحور جزء كبير من مضمونه حول التركيز على مرحلية الانتفاضة...
وبداية، يمكننا الاستدلال على مرحلية الانتفاضة من عنوان القصة ذاته... فنهاية الزمن العاقر... زمن ما قبل الانتفاضة، هي ما تشهده الساحة الفلسطينية اليوم من أحداث مصيرية وكبيرة، تبشر باقتراب بداية الزمن الفلسطيني الجديد... الزمن المغاير... زمن الحرية.. وعلى هذا، فالانتفاضة هي بشرى الميلاد، وهي مخاضه الصعب... هي الاخصاب بعد انتظار ممض استمر أكثر من عشرين سنة.. وبتجاوز عنوان القصة إلى نصها، يمكننا العثور على ما يؤكد مرحلية الانتفاضة، في تلك المساحة المتألقة والمنيرة التي استطاع نبيل عودة أن يبقيها؛ بين المدلولات الرمزية والمدلولات الواقعية، لشخصيات قصته وأحداثها..
فنحن في (نهاية الزمن العاقر)، أمام عالم غني بالإيحاءات، كونه عالماً ملوناً، متعدد الأبعاد، يمتزج فيه الرمزي بالواقعي، ويتفاعلان، ضمن شروط خاصة، لينتجا أحداث القصة وشخصياتها... وعلى هذا، ثمة ما يغري القارئ بتتبع الدلالات الرمزية لهذه الأحداث والشخصيات، وعدم التوقف عند دلالاتها الظاهرية المباشرة، والإكتفاء بها، ذلك أن مثل هذا التتبع، لا شك يبسط أمام بصيرة القارئ وعقله، عوالم زاخرة بالمعاني والإرهاصات.. عوالم ينبض الرمز فيها موحياً بمعادله الواقعي، دون غموض أو تعقيد، ودون حاجة إلى ممارسة السباحة في الخيال، بحثاً عن تأويل يقرب ذاك الرمز، أو عن تكهن يجلو غموضه..
فوهيب، بطل القصة، لايعدو ظاهرياً، كونه ذلك المواطن الفلسطيني العادي، وكذلك زوجته.. وما مرا به من أحداث، على الرغم من إثارته للتعاطف، لا يملك القدرة على إثارة الدهشة، لو لم تتزامن بدايته مع بداية نكسة عام 1967، ونهايته مع انطلاقة الانتفاضة.. أي لو لم يكن بينه وبين مسار الأحداث الفلسطينية، بصعوده وهبوطه وتعرجاته، تلك العلاقة العضوية الوثيقة، لظل، على قلة ما يماثله، مجرد حدث عادي... ذلك أن الإثارة كامنة في تلك العلاقة، ونابعة منها... لنتابع، تالياً، تطور هذا الحدث، محاولين رصد ما يصدر عنه من إيحاءات قوية الدلالة على أنه مجرد معادل موضوعي لتطور الحدث السياسي الفلسطيني، عبر عشرين سنة، بدأت منذ عام 1967، واستمرت حتى1987..
لقد شاء الحظ التعس لهذين الزوجين أن تكون ليلة زفافهما، "قبل دخول الاحتلال بليلة واحدة". * وهكذا انقلب فرحهما تعاسة، وتحولت فترة (عسلهما) إلى أسبوع قاسٍ، تشردا خلاله" في الخلاء هروباً من القتال الذي حاذى قريتهم..." * وكان من الممكن، أن يصير حالهما إلى ما صار إليه حال الأغلبية، بعد ذلك، وأن لا يتميزا بشيء عمن حولهما، لو لم يطاردهما سوء الحظ، فيحرمهما القدر من الأولاد، عشرين سنة متواصلة "مضى عقدان من الزمن وبطنها قاحل" *
ومن تزامن العرس مع بداية الاحتلال واستمرار حرمانهما من الأولاد مع استمرار بقاء ذلك الاحتلال، تشع أولى الإيحاءات إلى رمزية شخصيتيهما القصصيتين، ورمزية ما يمران به من أحداث... إذ يبدو الزوج رمزاً واضح الدلالة على الشعب العربي الفلسطيني، أما الزوجة فهي رمز للأرض الفلسطينية المحتلة. وأما مانع الإخصاب والحمل، فهو الوجود الاحتلالي الغريب..
ولعل مما يسوغ توهم الدلالات الرمزية الآنفة، في شخصيات القصة وأحداثها، احتواء النص القصصي على العديد من القرائن التي ترقى بذلك التوهم إلى مرتبة اليقين... وأول هذه القرائن، وربما أهمها وأقواها، على الإطلاق، ذلك العشق الصوفي الذي يربط بين الزوجين، محيلاً ذاتيهما إلى ذات واحدة.. "عشرون سنة من اندماج الذاتين في ذات واحدة.." * ذلك أن هذا الاندماج، يقف حائلاً قوياً دون إقدام وهيب على ترك زوجته العاقر، أو الزواج عليها من أخرى تنجب له ولداً تكتمل به رجولته.. بل إن هذا الإندماج الصوفي، يتحول، على العكس، إلى دافع قوي يشحذ وهيباً بالإصرار على التجول مع زوجته، ساعياً بها، بين عيادات الأطباء، على أمل أن تحدث المعجزة، فتخصب بطنها القاحلة، بعد طول انتظار وترقب..
وإلى هنا، يظل بالإمكان القول: إن كل هذا الحب المتوهج، لا يكفي مسوغاً للتوهم بأن البطلين يرمزان للشعب الفلسطيني وأرضه وبالتالي، لا بد من دلالات أكثر مباشرة ووضوحاً... وهذا يعني وجوب العودة إلى النص ثانية، بحثاً عن تلك الدلالات التي سرعان ما تتبدى للقارئ واضحة، تارة في لغة الحوار بين الزوجين الحبيبين، وتارة أخرى في جملة التعليلات التي يسوقها الزوج، مصبراً بها نفسه وزوجته، ومسوغاً أمامهما إصراره على التفاؤل بحدوث معجزة الإخصاب والحمل يوماً، على الرغم من اصطدامه بالخيبة تلو الخيبة، كلما خرج مع زوجته من مراجعة طبيب جديد...
فإثر كل خيبة، نراه يخاطب نفسه، محاولاً تبديد إحساسها باليأس، ومجدداً فيها الشعور بالتفاؤل: "هذه طبيعة النفس البشرية، مترددة، متقلبة، ولكنها على العموم تتفاءل بالخير، تطفح بالأمل وهي في ذروة الخسارة، تيسر الهدف وهو في ذروة العسر والامتناع". * وفي المرات النادرة التي يداهمه فيها اليأس قوياً، وتعذبه معضلته، و"يضنيه الأمل" * نراه خائفاً من مجرد التفكير باحتمال أن يقوده يأسه إلى الإبتعاد عن زوجته... ذلك أنه "لا يرى حياته بدونها، يرتاح لحبها ووجودها بقربه، ينفر من دنياه إذا ابتعدت بالخيال عنه، يرتعد من أحلامه إذا خلت من طلعتها، تتسامى ذاته بقربها، يتجدد عزمه بعناقها." * وبهذا، يعود أكثر إصراراً على الإحتفاظ بها، أخصبت أم لم تخصب... ترى ألا يوازي هذا... الإصرار، على المستوى الرمزي، إصرار الإنسان الفلسطيني على الاحتفاظ بأرضه على الرغم من كل العنت والاضطهاد الذي يلاقيه على يد محتلها..؟
ويبلغ هذا الإصرار أعلى ذرى الإيحاء باندماجية هذا الإنسان بأرضه، وذوبان ذاته في ذاتها، عبر نص الحوارية التي يديرها نبيل عودة، بين بطلي قصته، وذلك في سياق مقطع اختار له عنوان (دخائل).* ونظراً لما يتمتع به هذا المقطع من قدرة على إقناع القارئ بأن وهيباً وزوجته ما هما إلا رمزان للإنسان الفلسطيني وأرضه، ربما يبدو من المفيد، اقتباس أجزاء مطولة من هذا المقطع الذي يبدأ بخطاب وهيب لزوجته، قائلاً:
"أنت حبي. أنت عالمي، بدونك أذوي..." *
ويكون هذا الخطاب فاتحة خلوة عشق جديدة، تجمع الحبيبين، جسداً لجسد، في نهايتها... وفيما ينسى وهيب "أمنيته بطفل من صلبه" * حين يحتضنها، نراها وهي في قمة نشوتها "ترجوه أن يأخذ عليها من تستطيع تحقيق أمنيته، فيردها خائبة:
-تطلبين البعد وأنت في ذروة القرب؟
-أشعر بالخيبة والقصور.
-ما عليك، الموضوع يخصني فلا تلجيه.
-ويخصني.
احتضنها بقوة، ضغط عظامها بين ذراعيه، عضت بأسنانها على شفتيها متحملة لذة الاحتضان، وهمس بأذنها:
-حبي لك هو الجذور، أنا أحبك لنفسك، لذاتِك، أحببتك لأنك أنت، لا تخلطي بين مشكلة الحمل وحبنا. حبنا قدس الأقداس، فهمت؟!" *
إن همسته الأخيرة واضحة الدلالة على نوعية العلاقة بين الفلسطيني وأرضه، إذ ليس ثمة أي مشكلة بقادرة على المساس بحبهما لبعضهما... فهذا الحب هو الجذور، وهو قدس الأقداس... ذلك أنه حب منزه عن الغاية والغرض... حب يسمو فيه المحب والحبيب معاً... حب ينبع من الذات متجهاً إلى الذات، دون أي تفكير بأي ثمن...
وكان لا بد لدورة الرمز أن تكتمل، ببلوغ الحدث القصصي ذروته...فكما ابتدأت هذه الدورة، بث أولى إشاراتها الدلالية، بتزامن ليلة الزفاف مع ليلة دخول الاحتلال إلى وطن العروسين، نراها تكتمل حين تتزامن بشارة الأطباء لوهيب وزوجته بحدوث معجزة الحمل، مع انطلاقة الانتفاضة..
فكما حدثت معجزة الحمل فجأة، بعد عشرين سنة، من الانتظار المبركن بالترقب والخوف والقلق، قضاها الزوجان مراوحين بين اليأس والأمل، صابرين" حتى صار الصبر علقماً" * كذلك انطلقت الانتفاضة من ذروة الإحساس باليأس، وبعد نفس الفترة من الإنتظار المرهق... لنتأمل ازدواجية الدلالة في كلمة (حامل) التي زفها الأطباء بشرى في أذن وهيب: "حامل... لهذه الكلمة أكثر من معنى، ولها أكثر من نتيجة، تشمل أكثر من أفق، تتسع لعالم كامل متكامل من المشاعر والرغبات والأحلام والإنبعاث والتجدد..." *
إنها الأرض... الأرض الفلسطينية هي الحامل، وليست زوجة وهيب فقط... بل كلتاهما، وقد صارتا واحداً... وكيف لا، وهما معاً دخلتا طقس الاحتلال، ومعاً قاستا الجدب في زمنه العاقر، عشرين سنة متواصلة، ومعاً صبرتا، وثبتتا على تفاؤلهما بحدوث المعجزة، وها هما معاً تحملان؟!!
وتبدأ رحلة انتظار جديدة... ليست طويلة هذه المرة، وليست غائمة بالكدر والخوف والقنوط، بل قصيرة ومعبأة بتوقعات الفرح القادم.. إنها مرحلة وتمضي... صحيح أن فيها من العذاب ومعاناته الكثير، ولكنه كثير محتمل... ومصدر القدرة على احتماله أنه سينتهي بما سيغير حياة الإثنتين معاً... سينتهي بتجلي عصر مختلف...
وتمر فترة الحمل بسلام، وها هو المخاض الصعب يبدأ.. والمخاض ألم وأمل، في آن.. فرح وعذاب.. قلق يمتزج بالسعادة على نحو فريد... وها هو وهيب يتهيب من طول الانتظار أمام باب غرفة المخاض، وكذلك الشعب الفلسطيني يقف متهيباً منتظراً معه النتيجة نتيجة مخاض الأرض... ولكن دون يأس...فمن استطاع طرد وساوس الاستسلام لليأس والقنوط عشرين سنة، لن يتركهما يتمكنان من نفسه الآن.." تأمل الباب المقفل، واعترته طمأنينته. دفق من التفاؤل ملأ صدره، انتشر الفرح في كيانه، وطرب لهذه الولادة المتجلية في هذا الزمن المتفجر. هل كان يتمنى لزوجته ولادة في زمن آخر؟ كيف لا تتوغل السعادة بكيانه، والخصب يجيء مع الانفجار؟ مدد مبارك. ثمر بعد انقطاع أمل. خير بعد جدب. ثورة بعد صبر.". *
وفي القصة، كما في الواقع، لا يختم نبيل عودة الحدث القصصي، بل يُبقي مجاله مفتوحاً على مختلف الاحتمالات، السيء منها والجيد... وذلك حين يتركنا في نهاية قصته، نقف مع وهيب، وأقربائه وأقرباء زوجته، مبركنين بالترقب والقلق، أمام باب غرفة المخاض، ننتظر متلهفين، ما ستلده زوجته... إنه حرص واعٍ على التزام الواقعية، في نسج الحدث القصصي، وعلى توفير أكبر قدر من الانسجام بينه وبين معادله الموضوعي في الواقع...
فكما أن الانتفاضة ما تزال مخاضاً مجهول النتيجة، حتى الآن، كذلك ظل مخاض زوجة وهيب مجهول النتيجة، في نهاية القصة، حيث لم يخبرنا المؤلف بنوع المولود أو شكله أو حالته، بل اكتفى بتركنا وعيوننا متعلقة بباب غرفة المخاض "حيث الخبر والأمل * وستظل عيوننا متعلقة بذلك الباب، حتى يبشرنا صوت المولود بولادته، ليطلع علينا جميعاً، بعد ذلك، فجراً فلسطينياً حراً، يبزغ في سماء الوطن الفلسطيني الحر..
تتميز قصة (نهاية الزمن العاقر) ، ببنائها الدرامي الذي تمتزج فيه تنويعات كثيرة، تتضافر جميعاً، لترسيخ فكرة القصة، ولإضاءة الأبعاد الرمزية لشخصياتها وأحداثها، في نفس القارئ ووجدانه ، ونزوع إلى شاعرية العبارة .
القصة منشورة في مدونة نبيل عودة:
http://nabiloudeh.maktoobblog.com
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قصة : " نهاية الزمن العاقر " – لنبيل عودة
نبيل عودة- أديب، قاص، ناقد
-
عدد الرسائل : 118
العمر : 77
البلد الأم/الإقامة الحالية : الناصرة
تاريخ التسجيل : 27/09/2008
مواضيع مماثلة
» قراءة في قصة الزمن الجديد لنبيل عودة ..!
» قراءة في قصة الحاجز لنبيل عودة ..!
» " الشاعر عمر سعدي " / نائله خطيب – عودة الله
» في بيت نزار قباني " محمود درويش " من ديوانه الأخير " لا أٌريد لهذي القصيدة أن تنتهي "
» "فوجيتسو سيمنز كمبيوترز" تُطلق أول شاشة حاسوبية "صفرية الواط"
» قراءة في قصة الحاجز لنبيل عودة ..!
» " الشاعر عمر سعدي " / نائله خطيب – عودة الله
» في بيت نزار قباني " محمود درويش " من ديوانه الأخير " لا أٌريد لهذي القصيدة أن تنتهي "
» "فوجيتسو سيمنز كمبيوترز" تُطلق أول شاشة حاسوبية "صفرية الواط"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى