مدن محافظة الحسكة في السبعينات وأثارها الباقية / جورج عبيد
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مدن محافظة الحسكة في السبعينات وأثارها الباقية / جورج عبيد
مدن محافظة الحسكة في السبعينات وأثارها الباقية
مقدمة:
من المعروف أن مدن الجزيرة السورية تشمل مدناً تقع في تركيا اليوم، وهي مدن عربية، ومن حواضر الجزيرة،
ولها تاريخ عربي ناصع غير أن الإتفاقات التي عقدت خلال الإنتداب الفرنسي، فصلت هذه المدن عن سورية،
وألحقت بتركيا دون رضاء البلد الأم ودون رضاء السكان, مثل مدينة ماردين ونصيبين البلد الذي ارتحل إليه معد بن عدنان
أثناء غزو بختنصر للعرب كما يذكر الطبري وديار بكر التي كانت تسمى (آمد)، وسميت بعد ذلك ديار بكر
لغلبة السكان عليها من عشائر بكر بن وائل العربية،
ومدينة أورفا التي كانت تسمى (الرها), ومدينة (حران) مقر ديانة الصابئة قديماً .
- تل حلف :
وهو تل بائد الآن , مازال يعرف باسمه الأثري القديم «تل حلف»،
يبعد مسافة كيلو مترين عن مدينة رأس العين وعلى ضفة نهر الخابور،
وقد بنيت حوله بعض البيوت، وقسم منه استعمل كمقبرة لأهالي القرية المجاورة والوصول إليه سهل جداً،
حيث أنه يشاهد من مدينة رأس العين بطريق تل أبيض .
أول من اكتشف هذا التل عالم ألماني مولع بعلم الآثار القديمة اسمه «البارون ماكس فون أوبنهايم»
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عثر «أوبنهايم» في تل حلف على هيكل يرجع إلى الألف الثاني قبل الميلاد، وهياكل منقوشة وتماثيل كبيرة،
وتحف فنية تدل على المهارة، وكذلك تحف من الخزف الملون ترجع إلى الألفين الرابع والخامس قبل الميلاد،
وأواني صغيرة وتحف نفيسة من العاج والذهب، وقد اقتسم فون اوبنها يم الآثار المستخرجة مع متحف حلب،
وقد أنشأ هذا البحاث في برلين متحفاً خاصاً، يضم الآثار المكتشفة في تل حلف .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- تل أيلون (قرب الدرباسية):
والمعتقد أنه يحوي على أنقاض مدينة كانت قاعدة لهذه البقعة الزراعية، وقد عثرت فيها بعثة "أنطون مورتغات"
على جدران مختلفة الثخن مبنية بالطوب الأحمر وعلى آنية خزفية وأقداح وصحون مصنوعة من فخار أصفر أو أحمر
شبيهة بآثار تل حلف وتل براك ونينوى .
- تل شاغر بازار:
تقع تل شاغر بازار في منتصف الطريق بين الحسكة و القامشلي، وقد نقب فيه، فتبين أن التل يحوي على خمس عشرة
مدينة متراكبة الواحدة فوق الأخرى، والطبقات الخمس الأولى من سطح الأرض ترجع إلى الأزمنة التاريخية
بين 1500 و 3000 قبل الميلاد أما العشرة السفلى، فترجع إلى عصور ماقبل التأريخ،
وقد تبين أن كل طبقة مستودع لخزف أكثر أناقة وأبرع نقشاً من خزف الطبقة السا بقة كما أن الخزف الملون ظهر
في الطبقة العاشرة، وأظهرت التنقيبات تماثيل طريفة تمثل آلهة الخير والبركة، وقد تبين أن حضارة التل القديمة مبتكرة
سميت بخزف الخابور، وتبين أن سكان تل شاغر بازار كانوا يمارسون الزراعة والصناعة والتجارة مع الساحل السوري
وبحر آيجة غرباًن وبين إيران والهند شرقاً .
- تل براك:
يقع تل براك في الشمال الشرقي من الحسكة وعلى بعد أربعين كيلو متراً منها، ويرتفع إلى أربعين متراً فوق السهول المحيطة به،
وقد نقب فيه الأستاذ مللوان 1937 و 1939، وتبين أنه يحوي على ست طبقات متعاقبة من عصور ما قبل التاريخ
حتى العصر الحجري في الألف الثاني قبل الميلاد، وقد كشفت هذه الحفريات عن قصر كبير، تبين من كتابته أن بانيه
هو الملك نارام سين ملك أكاد، وأقام الأكاديون من تل براك موقعاً حصيناً لفتوحاتهم حتى البحر الأبيض المتوسط،
ووجد فيه المنقبون آنية فخارية ومعدنية وحلي وتماثيل يشبه ما وجد في تل حلف وماري على شاطىء الفرات،
وفي سامرا وعطشانة في العراق، وقد تبين أن تل براك هو الموقع الحصين في خط الدفاع الروماني نحو الشرق .
- تل مجدل:
مدينة من مدن الخابور، تنسب إلى مسعود ابن أبي بكر بن مكلوار المجدلي الشاعر، وكان فيها قصر وأسواق وبازار،
كما ذكر المؤرخ ياقوت الحموي، وقرية تل مجدل اليوم عبارة عن مزرعة للقطن .
- ماكسين (مركدة):
مدينة على نهر الخابور قربية من رحبة مالك ابن طوق، ويذكر "هرتز فيلد" و"دوسو"
أن مركدة الحالية حلت محل ماكسين القديمة، ذكرها المقدسي مع بقية مدن الخابور،
وجاء ذكرها على لسانه باسم «ميكسين»
كما ذكرها ياقوت بقوله: « ماكسين بلدة بالخابور، ويرى العالم «اليسيف» بأنها قرية مركدة الحالية،
وقد كان لهذه المدينة جسر من السفن يصلها بسنجار، وقد كانت مركزاً تجارياً لبيع منتجات القطن،
وكانت فيها كثير من معاصر الزيتون حيث أنها كانت مشهورة بزراعة الزيتون،
هذا وتقع مركده على بعد 80 كم عن دير الزور إلى الشمال، وفيها جسر على الخابور،
يوصلها بالضفة اليمنى لنهر الخابور، ومنه إلى العراق, ويقـطن فيها حالياً عشائر الجبور .
- سكير العباس (الشدادي):
ذكرها الجغرافيون العرب مثل المقدسي وابن خرداذبة وابن الفقيه وابن حوقل في مؤلفاتهم، وقد سماها ابن جعفر في كتابه
«الخراج» بسكير العباس، وكلمة سكير هي تصغير لكلمة سكر ـ الذي يسد الشيء أو السد الذي يسد النهر، وهو الأصح،
لأنها كانت تشتهر بزراعة الحبوب والقطن وخاصة في العهد العباسي، وصفها ياقوت الحموي، فقال:
سكيرة العباس .. بلدة صغيرة على الخابور، فيها منبر يراد به «صوامع الحبوب» أو المخازن، أو مخزن الحبوب. وفيها سوق. ومن وصفها الذي ذكره العلماء، يعتقد أنها ناحية الشدادي الحالية، ويؤكد هذا القول ما ذكره هيرتز فيلد بقوله:
«إن مدينة سكير العباس، مكانها عند تل الشدادة أو الشدادي الواقع إلى الجنوب من تل عجاجة على ضفة الخابور،
ويؤيده ياقوت في «معجم البلدان» .
- تنينير:
وكانت تعرف قديماً باسم تنوريس العظمى دلالة على اتساعها وأهميتها.
سماها المقدسي « التنانير » وعلى ما نعتقد هي تل التنانير الحالي الواقع جنوب الشرق لمدينة الحسكة على بعد 10 كم،
وكانت فيما مضى مدينتين تنينير العليا، وتنينير السفلى. وسماها علماء الآثار
بـ : Thannouris ، وترجمتها: « ذانيورس».
- مدينة عربان (عجاجة):
وهي أضخم تل في الخابور الأسفل، ويذكر أنها كانت من أعظم مدن الخابور،
وتتألف من سطحين متسعين، يفصل بينهما خندق عريض،
وقد نقب فيها الإنكليزي (هانري لا يرد) واستخرج ثيراناً مجنحة، لها رأس بشري،
وتبين أن المدينة كانت مزدهرة في العهدين البابلي والأشوري،
واحتفظت بأهميتها في العهدين الروماني والعربي. يدل على ذلك شبكة أقنية الري التي كانت تحيط بها على مسافة
ثمانية كيلو مترات نحو الغرب، ثم تسير على جانب الخابور حتى الشدادي، وأقام سكان المدينة مركزاً حصيناً
عند نهاية الأقنية من الغرب لحماية المدينة ومنشآتها المائية .
ويرجح أن عربان هي مدينة "شاد يكانا" المذكورة في الكتابات المسمارية،
وقد عرفت في العهد الروماني باسم "أرابانا"، وكان لها أهمية استراتيجية عظيمة،
ويذكر المؤرخ المقدسي:
( أما ناحية الخابور، فقصبتها عربان، وهي تل رفيع، حولها بساتين، والأسعار فيها رخيصة، ولهم مزارع كثيرة ).
وهناك تلول أخرى مثل:
- تل بيزاري قرب صفيا،
- تل حميدي، وهي على ما ذكر سابقة للعهد الروماني.
- تل بري .
وهناك تلول ومدن أخرى ليست ذات أهمية تاريخية إنما ذكرت في المصادر العربية،
وذكرها ياقوت الحموي وابن حوقل والمقدسي، مثل:
- العبيدية:
كانت تقع فيما مضى حسب ما صورها ابن حوقل جنوب تنينير إلاّ أنه لم يهتد إلى موقعها الأثري حتى الآن.
- برقعيد أو رميلان:
الحقل البترولي المشهور: قال المقدسي أبرقعيد من مدن ربيعة، ورسمها ابن حوقل في مصوره بين مدينة نصيبين والموصل،
وأما العالم الأثري المشهور «اليسيف» فيقول: إنّ مدينة برقعيد هي تل رميلان الواقع بين نصيبين والموصل.
فكانت هذه المدينة ذات ثلاثة أبواب، وفيها ينابيع طيبة للماء .
- الخاتونية :
وهي البحيرة الواقعة شرقي الحسكة حتى يومنا هذا سمّاها ابن حوقل بحيرة المنخرق
وقال: إنّ ماءها عذب أزرق كالزجاج
-الجحشية طلبان
-الحصين
-الصور.
ولعدم تمكننا من إعطاء القارئ صورة أكثر وضوحاً، فإننا اكتفينا بذكر أسمائها
مع أنها من الناحية الجغرافية ما زالت باقية حتى الآن مثل (الصور)، فهي ناحية تابعة لمحافظة دير الزور،
وكذلك (الحصين)، فهي آخر قرية في حدود محافظة دير الزور إلى الشمال .
٭ * ٭ * ٭ * ٭ * ٭ * ٭
بعد هذا العرض التاريخي الموجز التي قدمناه أعلاه
والعروض التاريخية المفصلة التي قدمناها في مقالاتنا السابقة المدعمة بالبحوث والوثائق
التي تلقي الأنوار الكشّافة على تاريخ الجزيرة وأهمية مدنها,
لابد لنا من استكمال مشوارنا هذا لإضاءة الطريق على بقية المدن الحديثة التي أنشئت،
وبنيت مع النهضة الزراعية والعمرانية التي أصابت الجزيرة في السبعينات من القرن الماضي،
ولا أريد التوسع في هذا، لأن هذه المدن قد دُرست من الناحية الجغرافية دراسة وافية في البرامج المدرسية في سوريا:
• عامودا:
ناحية من النواحي المرتبطة بمنطقة القامشلي، وتبعد عن القامشلي ثلاثين كيلو متراً، ومنذ العهد العثماني،
وهي تسمى بهذه التسمية.
تقع هذه المدينة على الحدود التركية، وتشتهر بزراعة الحبوب وصناعة الحرامات الصوفية « بطانيات المرعز»،
ولها شهرة تجارية هامة، تكثر فيها المياه الجوفية، ويستفيد الأهلون منها في سقي مزروعاتهم.
أخذت الدولة في الآونة الأخيرة تعطيها الاهتمام التعليمي، ففيها مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية.
ترتبط بالقامشلي بطريق معبد والمواصلات إليها سريعة الوصول .
• الدرباسية:
تقع الدرباسية إلى جهة الغرب من مدينة عامودا، و إلى الشرق من مدينة رأس العين على الحدود التركية،
وتحاذي الحدود التركية، وهي مديرية ناحية،
وفيها محطة قطار لنقل المنتجات الزراعية التي تشتهر بها، وفيها نهضة تعلمية لا بأس بها .
• اليعربية (تل كوجك):
بعد عن مدينة القامشلي بـ « 89 »كم تقريباً إلى جهة الشرق، وتبعد عن الحدود العراقية بـ « 200 » م، وهي مديرية ناحية،
يمر فيها القطار الآتي من حلب ـ القامشلي ـ الموصل. تشتهر بسهولها الخصبة التي تزرع بالحبوب،
وحركتها التجارية نشطة
لقربها من الحدود العراقية. تقطن سهولها عشائر شمّر التي أخذت تبني البيوت الحديثة، وتهجر الخيام.
كانت تعرف فيما مضى بتل كوجك إلاّ أن اسمها عُرّب، فأخذت تعرف باسم اليعربية .
• قبور البيض:
مدينة تقع بين ناحية الجواد ية ومدينة القامشلي، وهي ناحية ومركز زراعي هام، فيها محطة قطار لنقل المحاصيل الزراعية،
وهي آخذة بالتقدم العمراني. تشتهر بزراعة الحبوب وبسهولها الخصبة، تبعد عن القامشلي بـ 35 كم .
• الجوادية (جلاغة):
تبعد عن قبور البيض ثلاثين كم تقريباً، وهي مديرية ناحية تابعة لقضاء المالكية « ديريك »، كانت تعرف باسم « جلاغه »،
وعُرّبت، وتعرف الآن باسم الجوادية، وتشتهر كبقية مدن الجزيرة بزراعة الحبوب.
يتبع
عدل سابقا من قبل العبيدي جو في 7/12/2008, 7:11 am عدل 1 مرات
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
رد: مدن محافظة الحسكة في السبعينات وأثارها الباقية / جورج عبيد
تابع
• رأس العين (رش عينا):
كانت رأس العين تعد في السبعينات مركز قضاء، وهي عريقة في القدم،
وسميت بهذا الاسم لوقوعها عند ينابيع نهر الخابور العديدة والكبريتية،
ويبدو أن تيمورلنك دمر المدينة في القرن الرابع عشر واستباحها، وبقيت المدينة دون تطور يذكر حتى العصر الحاضر،
ويظهر تأخر هذه المدينة عن التطور والنماء وعزوف السكان عن استيطانها بخلاف مدينتي الحسكة والقامشلي
ذواتي التاريخ الحديث، ومدينة رأس العين تقع في الشمال الغربي لمدينة الحسكة، ويصلها بالحسكة طريق معبد
بطول 98 كم تقريباً، كما ترتبط بمدينة حلب بخط لسكة الحديد، هذا والمدينة يقسمها شارع رئيسي، يسمى شارع عبد الناصر،
يضم نشاطها التجاري، والزائر لهذه المدينة يستطيع زيارتها في فصل الربيع أو الخريف متنقلاً بين منابع نهر الخابور
وعيونها الكبريتية الأخاذة مريحاً نفسه في أحد المقاهي عند أحد العيون أمام وجبة من العشاء لا بد أن يكون من ضمنه
سمك رأس العين اللذيذ، وعلى مقربة من المدينة تقع عين قطينة الكبرتيية الحديثة العهد المدهشة والتي لا تبعد
أكثر من أمتار قليلة عن مجرى النهر، وتصب فيه حيث تختلط مياهها البنفسجية مع ماء الخابور مشكلة بعد ذلك
المجرى الرئيسي للنهر،وتضم المدينة من الخدمات السياحية الفنادق والمطاعم و المقاهي ودور السينما.
• تل تمر (تياراية):
تقع مدينة تل تمر على الخابور في منتصف المسافة بين الحسكة ورأس العين، وهي مديرية ناحية،
تشتهر هذه المدينة بزراعة القطن والعنب والفواكه،
كما تشتهر بفرقتها الفنية الشعبية، وشعبها من المسيحيين السوراية,
ومعروف عنه أنه شعب حضري, له جذور متأصلة في التاريخ, نشيط ودؤوب على العمل والزراعة المروية.
• المالكية ( ديريك):
كانت المالكية في السبعينات مركز قضاء، وهي واقعة في منتهى الطريق الشمالي الشرقي للحدود السورية التركية،
و تطل على جبل الجودي بعد أن تم تخطيط الحدود بين سوريا وتركيا عام 1928 أصبحت هذه المدينة العربية في حاضرة الحكم العربي السوري، وكانت تعرف فيما مضى باسم ديريك إلاّ أنها سميت بالمالكية نسبة إلى المرحوم عدنان المالكي.
ومن أشهر ما يميزها عن بقية المدن وجود البترول بمنطقتها المسماة رميلان وكره شوك.
و باتجاه عين ديوار، يقع جسرها الأثري الشهير المسمى « الجسر الروماني » وفي الحقيقة لا يعرف اسم من بناه
لكنه قد بني في عهد السلاجقة، وهو عبارة عن قنطرة،
يقدر ارتفاعها بخمسة عشر مترا إحدى قاعدتيها على ضفة الدجلة اليمنى في الأراضي السورية،
وهي تحفة من تحف الفن المعماري، تميز بالرشاقة والدقة والإتقان
والذي يود مشاهدته, عليه أن يتجه إلى قرية «عين ديوار» المشهورة والتي كانت فيما مضى مركز المنطقة.
تشتهر المالكية بخصوبة أراضيها وزراعتها المشهورة، فهي تقع على الخط المطري، والأمطار تهطل عليها بكثرة،
وفيها مياه جوفية وعيون كثيرة، وتشتهر بزراعة العنب. فيها حركة ثقافية وتعليمية جيدة وحركة عمرانية تلفت الأنظار،
فإن بناء مركزها الثقافي قد صمم على أحدث النظريات الهندسية، ويقدم هذا المركز خدمات ثقافية جيدة،
فيها مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية. وتبعد عنها جزيرة ابن عمرو التركية بحوالي « 18 » كم،
وكذا يبعد عنها نهر دجلة بهذه المسافة تقريباً.
يشرب أهالي المدينة من الآبار والعيون الكثيرة، تقوم بلديتها بشق الطرق وتعبيدها وتزفيتها
وحركتها في البناء آخذة بالتقدم السريع .
أهم معالمها القديمة في السبعينات كان بناء المركز الثقافي العربي الحديث،
وكانت تضم المدينة فندقين بـ 12 غرفة و 26 سريراً، وهي من الدرجة الثالثة،
وكان أهم مقاهيها: مقهى سمير أميس والأمل، وأهم مطاعمها: الأوتوماتيك وشيش كباب، وأشبيليا، ومطعم العربي.
فيها دار سينما صيفية غير صالحة للعرض في فصل الشتاء.
وكثرة العيون السطحية وغزارة الأمطار
• القامشلي :
تعد القامشلي المدينة الثانية بعد مدينة الحسكة، وتقع على الحدود التركية،
وتبعد عنها مدينة نصيبين التركية بحوالي 300 م فقط،
وتشتهر القامشلي بجودة أراضيها القابلة للإنتاج الزراعي المثمر،
ويمر في وسطها نهر الجغجغ إلاّ أن الأتراك قطعوه، وحوّلوا مياهه إلى
سد أقاموه في 1958، وتشرب القامشلي من آبار إرتوازية وشبه ارتوازية.
ولهذه المدينة مكانة هامة في التجارة، وتعتبر من أهم المدن السورية شهرة في زراعة الحبوب، وهي المركز التجاري الذي تنقل منه الحبوب بواسطة القطار إلى حلب والمرفأ.
يوجد فيها كثير من المصارف التجارية والفنادق الممتازة، ولها « كازينوهات »،
وأقيم على مقربة منها مطار مدني لربط المدينة والمحافظة بمدينتي حلب ودمشق بخط نقل سريع،
وتقدر المسافة بين دمشق والقامشلي بالطيارة بساعتين ونصف، وفيها نشاط ثقافي جيد يقدمه المركز الثقافي العربي
على غرارما يقدم في الحسكة، أما الحركة الرياضية، فهي تسير سيراً ملموساً، حيث توجد فيها كثيرمن الأندية الرياضية،
وقد شقت فيها الشوارع العريضة التي تمتاز بإستقامتها، وزرعت هذه الشوارع بالأشجار،
واهتمت بلديتها كل الاهتمام بالنواحي العمرانية،
ولها نهضة عمرانية جيدة، وأول ما يلفت النظر حديقتها العامة المرتبة والنوافير المائية التي تتوسط ملتقى الشوارع،
وكذلك تخطيط شوارعها الذي يمتاز بالسعة والاستقامة، وترتبط بـ «ديريك» و «تل كوجك» و «اليعربية» بطريق معبد،
وكذلك تمر القوافل التي تريد الوصول إلى مدينة الموصل على طريقها المؤدي إلى ناحية اليعربية « تل كوجك »،
ومجتمع القامشلي مجتمع متطور اجتماعياً وثقافياً .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وتضم المدينة أحد عشر فندقاً، ومجموع غرفها 195 غرفة بـ 467 سريراً،
وأهم فنادقها فندق هدايا وفندق سميرأميس، وكلاهما حديث البناء ومن الدرجة الثانية ،
الأخير منهما مجهز بتدفئة مركزية، هذا وفي المدينة عدد من المقاهي، ويوجد فيها 21 مطعماً،
أهمها مطعم المطار وهدايا وكربيس، ومن مقاصفها ملك السندويش وأوتوماتيك فيتامين،
كما تحوي المدينة على ثلاثة من دور السينما، أهمها حداد ودمشق .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
• مدينة الحسكة (الحْسِچة)
لمحة عن مدينة الحسكة (مركز المحافظة) في السبعينات :
تعتبر مدينة الحسكة مركز محافظة الجزيرة السورية,
وهي مدينة جميلة تقع على ضفتي الخابور الذي يشطرها إلى قسمين، حيث على ضفته اليمنى يقع حي غويران،
والخابور باللغةِ الآرامية - الأكادية معناه رفيق الأرض (خا: رفيق, بور: الأرض التي لم تفلح).
وفي المؤلفات البابلية والآشورية اسمهُ "شابوراس" منابعه من بلدة رأس العين "راش عينا"
ويشكل الخابور في وسطها الجزر أو «الحوايـج »
وهذه الجزر كانت تستغل في الماضي سياحياً وتعطي للمدينة نشاطاً اقتصادياً هاماً،
وقد قامت بلدية الحسكة آن ذاك بتجميل إحدى هذه الجزر
وإنارتها بالألوان الملونة التي أعطت الجزيرة رونقاً جذاباً ومنظراً، يأخذ بمجامع القلوب،
وسميت هذه الجزيرة « بجزيرة القمر»
كما كان يوجد مقصف صيفي وشتوي في المدينة، وقد أعطت للمدينة بهجة وسروراً
يقضي فيها الذي يزور هذه المدينة ليالي حلوة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
والحسكة مدينة ذات مناخ معتدل مائل للحرارة صيفاً،
وتقوم فيها نهضة عمرانية وثقافية وزراعية متطورة بالإضافة إلى الحركة الفنية الآخذة بالتقدم،
ففيها كثير من الفنانين الذين نالوا عدة جوائز تقديراً لما يقدمونه من فن متطور، يتلاءم وجميع مدارسه المعروفة،
وللحسكة موقع جميل يعتبر من أجمل مدن المحافظة المسماة باسمها، وقد أخذت بلديتها تعمل بكل جد ونشاط لتطويرها،
وما تتطلبه نهضتها في جميع الميادين، فقد شقت فيها الشوارع العريضة، وشيدت الأبنية الطابقية
بعد أن كانت أبنيتها التقليدية المؤلفة من الطين واللبن هي السائدة، كما قامت البلدية بتصميم النوافير المائية الجميلة
التي زادت في بهاء جمالها، وكلنا يعلم ما لهذه النوافير من فوائد فإنها تلطف الجو صيفاً، وتبعث السرور،
وتنتشر المقاهي الصيفية على ضفتي الخابور في الصيف، فتعطي هذه المقاهي منظراً ليلياً جميلاً وتسمى باللهجة المحلية
« جرداق » ج « جراديق »، وهي كلمة أعجمية، وإذا ما زار الوافد الحسكة فإنه يبهر للحركة العمرانية التي مرت بها المدينة،
فهناك الفندق الزراعي، وهناك البيوت الطابقية التي بنيت على أحدث النماذج الهندسية بالإضافة إلى ملاعبها الرياضية،
حيث أنه توجد فيها حركة رياضية وأندية رياضية كثيرة والمجتمع « الحسكي » مجتمع متقدم ومتطور،
ويتقدم سريعاً مع الركب، ترتبط جميع مدن الجزيرة بمدينة الحسكة بطرق معبدة وترابية، وتعتبر المركز التجاري والزراعي
والثقافي للجزيرة، هذا وإنّ الحركة الثقافية في هذه المدينة، تسير بخطى واسعة إلى الأمام،
ويعود الفضل بذلك إلى مركزها الثقافي العربي الذي يقدم للمواطنين كل الخدمات الفنية والثقافية على جميع المستويات
من أمسيات فنية وشعرية ومحاضرات ومعارض وتطريز وتصوير وتمريض.
كل ذلك يجري بواسطة المعاهد الثقافية الشعبية التي يفتتحها المركز، وفي مجال محو الأمية فإن المركز أخذ يقضي على الأمية
شيئاً فشيئاً، وذلك حسب الإمكانات المالية المخصصة له.
أصبحت مدينة الحسكة محافظة بعام 1930 بعد أن كانت مرتبطة بدير الزور بجميع النواحي الإدارية
وفيها جسر قديم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وجسر جديد، وهذا الأخير بني في أواخر السبعينات, لتمر عليه الشاحنات التي تنقل المحاصيل الزراعية
من وإلى المحافظة .
وإ نّ عدد سكانها أخذ بالازدياد نظراً للهجرة من الريف إلى المدينة، وتعمل الآن المحافظة على إيجاد كافة السبل لتجميل هذه المدينة، وجعلها مدينة كبيرة، تتواجد فيها كل القيم الجمالية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وهي كما ذكرنا مركز المحافظة، وفيها فروع لجميع الوزارات, وبعض المؤسسات العامة، وموقعها هام جداً،
وتتفرع منها طرق المواصلات، كما أنها موقع تجاري ممتاز, وخاصة المنتجات الزراعية والحيوانية،
وقد توفرت فيها الخدمات الأساسية مثل الصحة والكهرباء والمياه النقية وتزفيت الشوارع،
وقد سارت المدينة بخطى حثيثة في طريق العمران في الستينات، وأقيمت فيها أبنية لبعض المؤسسات الرسمية،
وأنشىء حي المطار الجديد بأبنيته الحديثة، وشقت فيها شوارع جديدة، وجرى تجميل لمداخل المدينة بطرق عريضة منورة،
كما أنشىء فيها كورنيش على نهر الخابور، وجرى إقامة بعض المنشآت السياحية على طرفيه مثل مقصف الحسكة الجديد
والمسبح وجزيرة القمر وقصر الضيافة الجديد.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ومن المعالم الدينية في الحسكة, الكنيسة الكبيرة للسريان الأرثوذكس (اليعاقبة)، وهي من الطراز البيزنطي ـ الأرمني.
وأما بناء كنيسة السريان الكاثوليك فيقع شمال كراج النجمة للسفريات, حيث يقع تحته قصر الملك ميسيليم
وكذلك كنيسة الكلدان وهي على تل أثري يقع تحتها هيكل الإله شمشو أو شمش, وحجارتها بيضاء تميل للصفرة.
وكنيسة الأرمن الأرثوذوكس , وكنيسة الأرمن الكاثوليك, وكنيسة الآشوريين (النساطرة), والكنيسة الإنجيلية الوطنية للبروتستانت
كنيسة الحسكة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ومن المعالم الدينية في الحسكة أيضاً جامع الحسكة الكبير بمئذنته الفريدة ذات الستة عشر ضلعاً، ويبلغ ارتفاعها 30 ، 46 متراً،
ويعد من الأبنية الحديثة, جيء بحجارة مئذنته من حلب، وهي جميلة بديعة الشكل.
ومن الأبنية الحديثة أيضاً في الحسكة بناء المصرف المركزي الذي كان يعد في زمانه مبنى غاية في الإتقان والذوق.
هذا وأقيم بناء مستشفى الأمراض السارية في حي العزيزية من عدة طوابق، وقد كان حينها قيد الإنجاز بعد أن تعثر سنين طويلة،
حيث كانت تقدر تكلفته حينها بملايين الليرات.
هذا وأنشئت في الحسكة مطحنة حديثة من تسعة طوابق لوزارة التموين للعمل على سد حاجة المحافظة من الطحين التمويني
إضافة لمحافظة دير الزور.
هذا والزائر لمدينة الحسكة وقتها كان يلاحظ تقدم المدينة الواضح متنقلاً فيها بين فندق النادي الزراعي الفخم
ومقهى الروضة المجاورة لنهر الخابور ببنائها الحديث سائراً عند غروب الشمس على طريق الكورنيش،
ولعله يجد المقصف الجديد والمسبح جاهزين لقضاء أمسية غناء أو راغباً في المشوار حتى جسر الحسكة الجديد
والمصمم على شكل قنطرة واحدة تغطي مياه الخابور المتدفقة آن ذاك (رحم الله الماضي).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ومدينة الحسكة في السبعينات كانت تضم من الخدمات السياحية ما يلي:
- عشرة فنادق تحتوي على 106 غرف و 259 سريراً إلى جانب 37 مطعماً ومتنزهاً،
أهمها مطعم النادي الزراعي ـ الوادي الجديد ـ الروضة
وأهم متنزهاتها: جزيرة القمر ـ وفينيسيا، وأهم مقاصفها علي بابا وأبو بسام،
وتضم مدينة الحسكة عدداً من المقاهي وثلاث دور للسينما، أهمها دار سينما دمشق وسينما القاهرة الحديثة .
رحم الله الماضي....
وهنا لابد لنا من إنهاء هذا البحث الذي أعطى للقارئ الكريم بعض المعلومات القديمة والحديثة نسبياً التي تهمه،
وتوخيت أن لا أدخل في متاهات البحوث والمصادر لئلا تفقد الفائدة المتوخاة.
انتهى
٭ * ٭ * ٭ * ٭ * ٭ * ٭ * ٭ * ٭
جورج عبيد
_____________________
المصادر:
- الحضارات القديمة في الجزيرة - إبراهيم علوان
- الآثار الباقية في الحسكة - إبراهيم جراد
- الجزيرة السورية بين الماضي والحاضر - اسكندر داوود
- مجلة(الحوليات الأثرية)
- مجلة العمران العدد 41/ 42 السنة 1972
• رأس العين (رش عينا):
كانت رأس العين تعد في السبعينات مركز قضاء، وهي عريقة في القدم،
وسميت بهذا الاسم لوقوعها عند ينابيع نهر الخابور العديدة والكبريتية،
ويبدو أن تيمورلنك دمر المدينة في القرن الرابع عشر واستباحها، وبقيت المدينة دون تطور يذكر حتى العصر الحاضر،
ويظهر تأخر هذه المدينة عن التطور والنماء وعزوف السكان عن استيطانها بخلاف مدينتي الحسكة والقامشلي
ذواتي التاريخ الحديث، ومدينة رأس العين تقع في الشمال الغربي لمدينة الحسكة، ويصلها بالحسكة طريق معبد
بطول 98 كم تقريباً، كما ترتبط بمدينة حلب بخط لسكة الحديد، هذا والمدينة يقسمها شارع رئيسي، يسمى شارع عبد الناصر،
يضم نشاطها التجاري، والزائر لهذه المدينة يستطيع زيارتها في فصل الربيع أو الخريف متنقلاً بين منابع نهر الخابور
وعيونها الكبريتية الأخاذة مريحاً نفسه في أحد المقاهي عند أحد العيون أمام وجبة من العشاء لا بد أن يكون من ضمنه
سمك رأس العين اللذيذ، وعلى مقربة من المدينة تقع عين قطينة الكبرتيية الحديثة العهد المدهشة والتي لا تبعد
أكثر من أمتار قليلة عن مجرى النهر، وتصب فيه حيث تختلط مياهها البنفسجية مع ماء الخابور مشكلة بعد ذلك
المجرى الرئيسي للنهر،وتضم المدينة من الخدمات السياحية الفنادق والمطاعم و المقاهي ودور السينما.
• تل تمر (تياراية):
تقع مدينة تل تمر على الخابور في منتصف المسافة بين الحسكة ورأس العين، وهي مديرية ناحية،
تشتهر هذه المدينة بزراعة القطن والعنب والفواكه،
كما تشتهر بفرقتها الفنية الشعبية، وشعبها من المسيحيين السوراية,
ومعروف عنه أنه شعب حضري, له جذور متأصلة في التاريخ, نشيط ودؤوب على العمل والزراعة المروية.
• المالكية ( ديريك):
كانت المالكية في السبعينات مركز قضاء، وهي واقعة في منتهى الطريق الشمالي الشرقي للحدود السورية التركية،
و تطل على جبل الجودي بعد أن تم تخطيط الحدود بين سوريا وتركيا عام 1928 أصبحت هذه المدينة العربية في حاضرة الحكم العربي السوري، وكانت تعرف فيما مضى باسم ديريك إلاّ أنها سميت بالمالكية نسبة إلى المرحوم عدنان المالكي.
ومن أشهر ما يميزها عن بقية المدن وجود البترول بمنطقتها المسماة رميلان وكره شوك.
و باتجاه عين ديوار، يقع جسرها الأثري الشهير المسمى « الجسر الروماني » وفي الحقيقة لا يعرف اسم من بناه
لكنه قد بني في عهد السلاجقة، وهو عبارة عن قنطرة،
يقدر ارتفاعها بخمسة عشر مترا إحدى قاعدتيها على ضفة الدجلة اليمنى في الأراضي السورية،
وهي تحفة من تحف الفن المعماري، تميز بالرشاقة والدقة والإتقان
والذي يود مشاهدته, عليه أن يتجه إلى قرية «عين ديوار» المشهورة والتي كانت فيما مضى مركز المنطقة.
تشتهر المالكية بخصوبة أراضيها وزراعتها المشهورة، فهي تقع على الخط المطري، والأمطار تهطل عليها بكثرة،
وفيها مياه جوفية وعيون كثيرة، وتشتهر بزراعة العنب. فيها حركة ثقافية وتعليمية جيدة وحركة عمرانية تلفت الأنظار،
فإن بناء مركزها الثقافي قد صمم على أحدث النظريات الهندسية، ويقدم هذا المركز خدمات ثقافية جيدة،
فيها مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية. وتبعد عنها جزيرة ابن عمرو التركية بحوالي « 18 » كم،
وكذا يبعد عنها نهر دجلة بهذه المسافة تقريباً.
يشرب أهالي المدينة من الآبار والعيون الكثيرة، تقوم بلديتها بشق الطرق وتعبيدها وتزفيتها
وحركتها في البناء آخذة بالتقدم السريع .
أهم معالمها القديمة في السبعينات كان بناء المركز الثقافي العربي الحديث،
وكانت تضم المدينة فندقين بـ 12 غرفة و 26 سريراً، وهي من الدرجة الثالثة،
وكان أهم مقاهيها: مقهى سمير أميس والأمل، وأهم مطاعمها: الأوتوماتيك وشيش كباب، وأشبيليا، ومطعم العربي.
فيها دار سينما صيفية غير صالحة للعرض في فصل الشتاء.
وكثرة العيون السطحية وغزارة الأمطار
• القامشلي :
تعد القامشلي المدينة الثانية بعد مدينة الحسكة، وتقع على الحدود التركية،
وتبعد عنها مدينة نصيبين التركية بحوالي 300 م فقط،
وتشتهر القامشلي بجودة أراضيها القابلة للإنتاج الزراعي المثمر،
ويمر في وسطها نهر الجغجغ إلاّ أن الأتراك قطعوه، وحوّلوا مياهه إلى
سد أقاموه في 1958، وتشرب القامشلي من آبار إرتوازية وشبه ارتوازية.
ولهذه المدينة مكانة هامة في التجارة، وتعتبر من أهم المدن السورية شهرة في زراعة الحبوب، وهي المركز التجاري الذي تنقل منه الحبوب بواسطة القطار إلى حلب والمرفأ.
يوجد فيها كثير من المصارف التجارية والفنادق الممتازة، ولها « كازينوهات »،
وأقيم على مقربة منها مطار مدني لربط المدينة والمحافظة بمدينتي حلب ودمشق بخط نقل سريع،
وتقدر المسافة بين دمشق والقامشلي بالطيارة بساعتين ونصف، وفيها نشاط ثقافي جيد يقدمه المركز الثقافي العربي
على غرارما يقدم في الحسكة، أما الحركة الرياضية، فهي تسير سيراً ملموساً، حيث توجد فيها كثيرمن الأندية الرياضية،
وقد شقت فيها الشوارع العريضة التي تمتاز بإستقامتها، وزرعت هذه الشوارع بالأشجار،
واهتمت بلديتها كل الاهتمام بالنواحي العمرانية،
ولها نهضة عمرانية جيدة، وأول ما يلفت النظر حديقتها العامة المرتبة والنوافير المائية التي تتوسط ملتقى الشوارع،
وكذلك تخطيط شوارعها الذي يمتاز بالسعة والاستقامة، وترتبط بـ «ديريك» و «تل كوجك» و «اليعربية» بطريق معبد،
وكذلك تمر القوافل التي تريد الوصول إلى مدينة الموصل على طريقها المؤدي إلى ناحية اليعربية « تل كوجك »،
ومجتمع القامشلي مجتمع متطور اجتماعياً وثقافياً .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وتضم المدينة أحد عشر فندقاً، ومجموع غرفها 195 غرفة بـ 467 سريراً،
وأهم فنادقها فندق هدايا وفندق سميرأميس، وكلاهما حديث البناء ومن الدرجة الثانية ،
الأخير منهما مجهز بتدفئة مركزية، هذا وفي المدينة عدد من المقاهي، ويوجد فيها 21 مطعماً،
أهمها مطعم المطار وهدايا وكربيس، ومن مقاصفها ملك السندويش وأوتوماتيك فيتامين،
كما تحوي المدينة على ثلاثة من دور السينما، أهمها حداد ودمشق .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
• مدينة الحسكة (الحْسِچة)
لمحة عن مدينة الحسكة (مركز المحافظة) في السبعينات :
تعتبر مدينة الحسكة مركز محافظة الجزيرة السورية,
وهي مدينة جميلة تقع على ضفتي الخابور الذي يشطرها إلى قسمين، حيث على ضفته اليمنى يقع حي غويران،
والخابور باللغةِ الآرامية - الأكادية معناه رفيق الأرض (خا: رفيق, بور: الأرض التي لم تفلح).
وفي المؤلفات البابلية والآشورية اسمهُ "شابوراس" منابعه من بلدة رأس العين "راش عينا"
ويشكل الخابور في وسطها الجزر أو «الحوايـج »
وهذه الجزر كانت تستغل في الماضي سياحياً وتعطي للمدينة نشاطاً اقتصادياً هاماً،
وقد قامت بلدية الحسكة آن ذاك بتجميل إحدى هذه الجزر
وإنارتها بالألوان الملونة التي أعطت الجزيرة رونقاً جذاباً ومنظراً، يأخذ بمجامع القلوب،
وسميت هذه الجزيرة « بجزيرة القمر»
كما كان يوجد مقصف صيفي وشتوي في المدينة، وقد أعطت للمدينة بهجة وسروراً
يقضي فيها الذي يزور هذه المدينة ليالي حلوة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
والحسكة مدينة ذات مناخ معتدل مائل للحرارة صيفاً،
وتقوم فيها نهضة عمرانية وثقافية وزراعية متطورة بالإضافة إلى الحركة الفنية الآخذة بالتقدم،
ففيها كثير من الفنانين الذين نالوا عدة جوائز تقديراً لما يقدمونه من فن متطور، يتلاءم وجميع مدارسه المعروفة،
وللحسكة موقع جميل يعتبر من أجمل مدن المحافظة المسماة باسمها، وقد أخذت بلديتها تعمل بكل جد ونشاط لتطويرها،
وما تتطلبه نهضتها في جميع الميادين، فقد شقت فيها الشوارع العريضة، وشيدت الأبنية الطابقية
بعد أن كانت أبنيتها التقليدية المؤلفة من الطين واللبن هي السائدة، كما قامت البلدية بتصميم النوافير المائية الجميلة
التي زادت في بهاء جمالها، وكلنا يعلم ما لهذه النوافير من فوائد فإنها تلطف الجو صيفاً، وتبعث السرور،
وتنتشر المقاهي الصيفية على ضفتي الخابور في الصيف، فتعطي هذه المقاهي منظراً ليلياً جميلاً وتسمى باللهجة المحلية
« جرداق » ج « جراديق »، وهي كلمة أعجمية، وإذا ما زار الوافد الحسكة فإنه يبهر للحركة العمرانية التي مرت بها المدينة،
فهناك الفندق الزراعي، وهناك البيوت الطابقية التي بنيت على أحدث النماذج الهندسية بالإضافة إلى ملاعبها الرياضية،
حيث أنه توجد فيها حركة رياضية وأندية رياضية كثيرة والمجتمع « الحسكي » مجتمع متقدم ومتطور،
ويتقدم سريعاً مع الركب، ترتبط جميع مدن الجزيرة بمدينة الحسكة بطرق معبدة وترابية، وتعتبر المركز التجاري والزراعي
والثقافي للجزيرة، هذا وإنّ الحركة الثقافية في هذه المدينة، تسير بخطى واسعة إلى الأمام،
ويعود الفضل بذلك إلى مركزها الثقافي العربي الذي يقدم للمواطنين كل الخدمات الفنية والثقافية على جميع المستويات
من أمسيات فنية وشعرية ومحاضرات ومعارض وتطريز وتصوير وتمريض.
كل ذلك يجري بواسطة المعاهد الثقافية الشعبية التي يفتتحها المركز، وفي مجال محو الأمية فإن المركز أخذ يقضي على الأمية
شيئاً فشيئاً، وذلك حسب الإمكانات المالية المخصصة له.
أصبحت مدينة الحسكة محافظة بعام 1930 بعد أن كانت مرتبطة بدير الزور بجميع النواحي الإدارية
وفيها جسر قديم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وجسر جديد، وهذا الأخير بني في أواخر السبعينات, لتمر عليه الشاحنات التي تنقل المحاصيل الزراعية
من وإلى المحافظة .
وإ نّ عدد سكانها أخذ بالازدياد نظراً للهجرة من الريف إلى المدينة، وتعمل الآن المحافظة على إيجاد كافة السبل لتجميل هذه المدينة، وجعلها مدينة كبيرة، تتواجد فيها كل القيم الجمالية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وهي كما ذكرنا مركز المحافظة، وفيها فروع لجميع الوزارات, وبعض المؤسسات العامة، وموقعها هام جداً،
وتتفرع منها طرق المواصلات، كما أنها موقع تجاري ممتاز, وخاصة المنتجات الزراعية والحيوانية،
وقد توفرت فيها الخدمات الأساسية مثل الصحة والكهرباء والمياه النقية وتزفيت الشوارع،
وقد سارت المدينة بخطى حثيثة في طريق العمران في الستينات، وأقيمت فيها أبنية لبعض المؤسسات الرسمية،
وأنشىء حي المطار الجديد بأبنيته الحديثة، وشقت فيها شوارع جديدة، وجرى تجميل لمداخل المدينة بطرق عريضة منورة،
كما أنشىء فيها كورنيش على نهر الخابور، وجرى إقامة بعض المنشآت السياحية على طرفيه مثل مقصف الحسكة الجديد
والمسبح وجزيرة القمر وقصر الضيافة الجديد.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ومن المعالم الدينية في الحسكة, الكنيسة الكبيرة للسريان الأرثوذكس (اليعاقبة)، وهي من الطراز البيزنطي ـ الأرمني.
وأما بناء كنيسة السريان الكاثوليك فيقع شمال كراج النجمة للسفريات, حيث يقع تحته قصر الملك ميسيليم
وكذلك كنيسة الكلدان وهي على تل أثري يقع تحتها هيكل الإله شمشو أو شمش, وحجارتها بيضاء تميل للصفرة.
وكنيسة الأرمن الأرثوذوكس , وكنيسة الأرمن الكاثوليك, وكنيسة الآشوريين (النساطرة), والكنيسة الإنجيلية الوطنية للبروتستانت
كنيسة الحسكة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ومن المعالم الدينية في الحسكة أيضاً جامع الحسكة الكبير بمئذنته الفريدة ذات الستة عشر ضلعاً، ويبلغ ارتفاعها 30 ، 46 متراً،
ويعد من الأبنية الحديثة, جيء بحجارة مئذنته من حلب، وهي جميلة بديعة الشكل.
ومن الأبنية الحديثة أيضاً في الحسكة بناء المصرف المركزي الذي كان يعد في زمانه مبنى غاية في الإتقان والذوق.
هذا وأقيم بناء مستشفى الأمراض السارية في حي العزيزية من عدة طوابق، وقد كان حينها قيد الإنجاز بعد أن تعثر سنين طويلة،
حيث كانت تقدر تكلفته حينها بملايين الليرات.
هذا وأنشئت في الحسكة مطحنة حديثة من تسعة طوابق لوزارة التموين للعمل على سد حاجة المحافظة من الطحين التمويني
إضافة لمحافظة دير الزور.
هذا والزائر لمدينة الحسكة وقتها كان يلاحظ تقدم المدينة الواضح متنقلاً فيها بين فندق النادي الزراعي الفخم
ومقهى الروضة المجاورة لنهر الخابور ببنائها الحديث سائراً عند غروب الشمس على طريق الكورنيش،
ولعله يجد المقصف الجديد والمسبح جاهزين لقضاء أمسية غناء أو راغباً في المشوار حتى جسر الحسكة الجديد
والمصمم على شكل قنطرة واحدة تغطي مياه الخابور المتدفقة آن ذاك (رحم الله الماضي).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ومدينة الحسكة في السبعينات كانت تضم من الخدمات السياحية ما يلي:
- عشرة فنادق تحتوي على 106 غرف و 259 سريراً إلى جانب 37 مطعماً ومتنزهاً،
أهمها مطعم النادي الزراعي ـ الوادي الجديد ـ الروضة
وأهم متنزهاتها: جزيرة القمر ـ وفينيسيا، وأهم مقاصفها علي بابا وأبو بسام،
وتضم مدينة الحسكة عدداً من المقاهي وثلاث دور للسينما، أهمها دار سينما دمشق وسينما القاهرة الحديثة .
رحم الله الماضي....
وهنا لابد لنا من إنهاء هذا البحث الذي أعطى للقارئ الكريم بعض المعلومات القديمة والحديثة نسبياً التي تهمه،
وتوخيت أن لا أدخل في متاهات البحوث والمصادر لئلا تفقد الفائدة المتوخاة.
انتهى
٭ * ٭ * ٭ * ٭ * ٭ * ٭ * ٭ * ٭
جورج عبيد
_____________________
المصادر:
- الحضارات القديمة في الجزيرة - إبراهيم علوان
- الآثار الباقية في الحسكة - إبراهيم جراد
- الجزيرة السورية بين الماضي والحاضر - اسكندر داوود
- مجلة(الحوليات الأثرية)
- مجلة العمران العدد 41/ 42 السنة 1972
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
رد مدن الجزيرة
جميع المصادر العربية تناقض الحقيقة التاريخية هذه المدن هي سورة الأصل ولا علاقة للعروبة بها لكن احتلال العرب للبلاد وسيطرتهم وفرض ثقافتهم زوروا التاريخ ولم يكن هناك مجال للإعتراض لأن جميع البلدان التي سيطر عليها المسلمون العرب عربوها وأسلموا أهلها بمختلف الوسائل منها التجويع والتهديد والإرهاب والقوة والقمع والقتل حتى الآن لا حرية في تلك البلدان للنشر ومن يعارض يسجن . عزيزي جورج هذه حقائق مؤرخة ولا مجال للتلاعب بالتاريخ
نعيم كمو- الـمـثـقـف
-
عدد الرسائل : 1236
البلد الأم/الإقامة الحالية : syria_ sweden
الشهادة/العمل : متقاعد _كاتب
تاريخ التسجيل : 30/11/2009
مواضيع مماثلة
» زيارة للمعالم الأثرية في محافظة الحسكة / جورج عبيد
» من التاريخ الثقافي القديم لبلاد آرام والجزيرة السورية (ثقافة السريان) / جورج عبيد
» مقدمة لتاريخ الحسكة والجزيرة السورية / جورج عبيد
» من التاريخ الثقافي العربي القديم للجزيرة السورية / جورج عبيد
» قصيدة مُهداة إلى الأخ مهندس الموقع جورج عبيد...اسحق قومي
» من التاريخ الثقافي القديم لبلاد آرام والجزيرة السورية (ثقافة السريان) / جورج عبيد
» مقدمة لتاريخ الحسكة والجزيرة السورية / جورج عبيد
» من التاريخ الثقافي العربي القديم للجزيرة السورية / جورج عبيد
» قصيدة مُهداة إلى الأخ مهندس الموقع جورج عبيد...اسحق قومي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى