صديقة أمين - أنا أفضل ماكييرة عـراقـيـة / نجوى عبدالله

من طرف سلمى شومري 16/8/2009, 8:13 pm

صديقة أمين - أنا أفضل مـاكـيـيـرة عـراقـيـة
نجوى عبدالله

من الشمال الى عالم الضوء
صديقة أمين ماكييرة عراقية من طراز خاص. إنها أم لأربعة أبناء بينهم الفنانة المعروفة آسيا كمال. ولدت في جبال شمال العراق وصقلت موهبتها في بغداد وذهبت بعيداً في دروب المهنة حتى صارت أفضل ماكييرة في تاريخ السينما العراقية. معها كان لـ«الأسبوعية» حوار.

كيف تصفين مهنتك للقراء؟
مهنة الماكيير مهنة في غاية المتعة رغم أنها لا تخلو من متاعب كبيرة، حالها حال أي مهنة أخرى، وهي من أهم الفنون الجميلة المكملة لفنون السينما والمسرح. هذه المهنة شبيهة بفن النحت وعلاقة النحات بتمثاله، فعندما نقوم بعمل ماكياج لشخصية غريبة كتشويه الممثل حسب مقتضيات الدور، وإبراز ملامح الحرق مثلا، نشعر بمتعة فائقة. الحال نفسه ينطبق على تجميل الشخصية. يجب أن تتوافر في الماكيير الناجح، إضافة الى الثقافة المكثفة، كل الأحاسيس المرهفة. بالنسبة إلي أذرف الدموع بعد مشاهدة الشخصية المؤلمة التي رسمتها، وأعتقد أنها حقيقية كوني وضعت كل أحاسيسي ومشاعري فيها.
كيف أصبحت ماكييرة للفنانات وسجلت تفوقاً كماكييرة عراقية وحصدت جوائز عديدة عن أعمال كثيرة؟
منذ طفولتي وانا أهوى الفن وأحب ممارسة الاعمال الفنية كالرسم والتطريز والخياطة, وكنت دائما ارتاد دور السينما مع والدي فأصبح لدي ولع شديد بالسينما, لذا صقلت محبتي بالفن عن طريق التسجيل في معاهد التجميل، ودائما كنت متفوقة على زملائي في معهد الجابي, الى أن تم تعييني في مؤسسة السينما والمسرح عندما طلبوا ماكييرات ومصففي شعر كنت ايضا المتفوقة في كل الاختبارات, وكان الفنان قاسم الملاك هو من أجرى لي الاختبار في حينه. تعرفت من خلال عملي الى أقدم الماكييرين العراقيين كالاستاذ فوزي الجنابي ويوسف سليمان, ورغم أنني ارتبطت بعمر صغير جدا لكنني عكفت على تطوير قابلياتي وطاقاتي من خلال المطالعة والسفر الى بيروت والاشتراك دائما في دورات متميزة. أول عمل سينمائي اشتغلت عليه كان مع المخرج الكبير صاحب حداد في فيلم «يوم اخر» حيث عملت مع فريق الماكيير البريطاني سنة 1978. صاحب حداد له الفضل الكبير في صقل موهبتي وتشجيعي ودفعي الى الامام. عملت أيضاً مع المخرج محمد شكري جميل وهو من المخرجين الكبار، وعمله في غاية الدقة، وكان يجلب محترفين بريطانيين للعمل معه ومع هذا لم يكن يستغني عن موهبتي اطلاقا. عملت في السينما والمسرح الكردي في فيلم «نرجس عروس كردستان» من اخراج جعفر علي, الى ان انتقلت الى الاعمال العربية في الأردن، وحصلت على جوائز تقديرية كثيرة في مختلف المهرجانات. كل هذا لا يأتي بدون قراءة وثقافة. الماكيير الجاهل لا يخدم العمل الفني إطلاقا فالعمل يحتاج الى الوقوف على الحقب الزمنية على مر العصور.
هل أنت مع عمليات التجميل التي أصبحت هوسا للفنانات؟
بشكل عام أنا مع عمليات التجميل للفنانة إذا كانت ضرورية, لكنني لست مع عمليات التجميل للشابات وصغيرات السن، ببساطة لأنهن لسن فنانات, وأنا أقف ضد عمليات التجميل التي تغير الخلقة والشكل. في الوقت الحاضر نلاحظ أن الفنانات أصبحن متشابهات بفضل عمليات التجميل، بل ان في مقدور أي فتاة أن تجعل نفسها شبيهة بأي فنانة مثيرة لمجرد امتلاك الامكانات المادية, والكثير من الفنانات لقين حتفهن بسبب عمليات التجميل والاكثار منها. مثلا ان تحاول ممثلة عمرها 60 سنة القيام بعملية تجميل لتبدو أصغر من عمرها, أنا ضد هذه المحاولات التي تجعل من وجه الفنانة قناعاً جامداً بدون روح وجمال.
صفة الغرور متصلة بالفنانات, هل يؤثر هذا الغرور على جمالهن؟
التواضع والبساطة هما أكثر ما يمنحان الانسان جمالا سواء الفنان او غيره, وكثيرات هن الفنانات اللواتي نفر منهن الجمهور بسبب غرورهن وتصنعهن مما أثر على مستقبلهن, بعكس الفنانات المتواضعات. الفنانة الكبيرة منى واصف مثلاً ليست مثيرة، لكنها ملكة جمال الشاشة العربية في نظري وفي نظر الجميع بسبب حلاوة روحها وتواضعها مع كادر العمل والجمهور, وبالتالي فإن غرور الفنانة ينعكس على حالتها النفسية وعلى وجهها وعلى أدائها الفني. الفنانة التي تعتمد على جمالها هي بالتأكيد فنانة ضعيفة, الفنانة الجميلة المتواضعة التي تصقل جمالها بروح طيبة وثقافة تكون دائما مميزة وناجحة، لأن حالتها النفسية هادئة. يعجبني تواضع النجمة سوزان نجم الدين عندما أقوم بتجميلها هي لا تعترض إطلاقا وتحترم مهنتي, وكذلك الفنانة جيانا عيد ونيلي وشكران مرتجى كلهن متواضعات وجميلات في آن.
أيهما أقرب الى أناملك وابداعك في كواليس الدراما، إظهار الجمال أم إظهار القبح؟
العملية متساوية, أهم شيء هو إتقان المشهد وإبهار المشاهد في العمل. بالنسبة إلي أحب الاعمال المركبة والصعبة لأنها تحتاج الى ماكياج وبراعة في العمل بعكس الأعمال السهلة تكون مملة. من الاعمال التي أعتز بها كثيرا ويتداخل فيها فن الماكياج مع شخصية الممثل مسرحية «الرجل الذي ظل في هذيانه يقظا» للمخرج غانم حميد. أثناء عرضها في بغداد تعرضنا الى المساءلة من قبل جهات تابعة للنظام السابق آنذاك, وكذلك مسرحية «مجنزرة» للمخرج جواد الاسدي التي عرضت في مهرجان المسرح العربي. بالنسبة الى الدراما شاركت في مجموعة أعمال عربية بدايتها كانت في الاردن أهمها مسلسل «الاخدود» بمشاركة نجوم من الاردن وسوريا ولبنان, مثل مي الصايغ ومحمود سعيد من اخراج عزمي مصطفى, أول عمل سوري شاركت به كماكييرة هو «دروب الفضيلة» للمخرج محمد عزيزية, ومن الأعمال التي تركت بصمتها مسلسل «جبران خليل جبران» الذي تم تسويقه عالميا, والمسلسل السوري «الهروب الى القمة» من بطولة جمانة مراد و وائل رمضان من اخراج فردوس الأتاسي. كذلك مسلسل «الهاربة» من بطولة سوزان نجم الدين, والمسلسل المصري «نقطة نظام» للمخرج أحمد خضر وبطولة سوزان نجم الدين وبوسي وصلاح السعدني، ومسلسل «النعمان بن المنذر» للمخرج الكبير موفق صلاح, بالنسبة الى الدراما العراقية شاركت في الكثير، منها مسلسل «المسافر» من بطولة كاظم الساهر وسهير أياد وآسيا كمال ومن اخراج فلاح زكي ومسلسل «رسائل رجل ميت» للمخرج حسن حسني, أما مسلسل «أماني للسيدات» الذي سيعرض في شهر رمضان، انه في غاية الجمال بحيث تمعنت في إظهار جمال الفنانات العراقيات، والكثير من الاعمال السينمائية والدرامية. كذلك شاركت في المسرح السوري والاردني وكنت المشرفة على مهرجان «أيام عمان» لسنوات عدة وحصلت على جوائز كثيرة بفضل خبرتي المتميزة.
ما رأيك في جمال ابنتك الفنانة آسيا كمال؟
بغض النظر عن كونها ابنتي، فهي ممثلة جيدة وبشهادة المخرجين أكثر من كونها جميلة، فهي لا تعتمد على جمالها في عملها. قال عنها المخرج حسن حسني «حتى أذنا آسيا تمثلان». والفنان الاردني الكبير محمد قباني قال عنها ان في إمكانها القيام ببطولة مسلسل كامل بدور خرساء لأنها تستطيع أن تقدم التعابير وابهار المشاهد. آسيا كمال خلقت لتكون ممثلة ذات إحساس فني مرهف نادر ليس موجوداً لدى بقية الفنانات العراقيات، منذ نعومة أظفارها وهي تتمتع بجمال رائع والكل كان يقول لي أبعديها عن عيون الناس خوفا من الحسد. يعجبني جدا جمالها فهي قريبة من المطربة أسمهان في اعتقادي. في مسلسل «رسائل رجل ميت» كنت الماكييرة الخاصة بها حسب ما يتطلبه الدور.
بعض الفنانات العراقيات يبدو عليهن الكبر والذبول, هل استفدن من خبرتك في فن الماكياج والجمال؟
كلا لم يستفدن إطلاقا. الفنانات العراقيات غير مباليات بالتجميل وكل اعتمادهن على الماكيير ولا يهمهن غيابه, خلافاً للفنانات العربيات إذ ان لكل منهن أو ماكييرتها الخاصة بها. النجمة السورية سوزان نجم الدين مثلاً لا تستغني عن خبرتي في أي عمل فني تشارك فيه، وهي تصطحبني معها في سفرياتها، مثلا الى مصر وغيرها من الاستديوهات العربية. بصورة عامة فن الماكياج يتطلب اموالا كثيرة نظرا لسعر مادته الباهظ لأنها مستوردة من الخارج وليس في وسع الفنانة العراقية أن تشتري كل هذه المتطلبات التجميلية، وليس في مقدور المخرج نفسه أن يوفر للعمل كل متطلباته من أجور الفنانين والعاملين بسبب ضعف الانتاج العراقي. انهم يستعينون بماكيير متواضع كي يضمنوا استمرار العمل, وليس من المعقول ان تشتري الممثلة العراقية ملابس العمل والماكياج وهي تتقاضى أجرا متواضعا. لذا يبدو عليها الشحوب وكأنها موظفة في دائرة عامة، وليست ممثلة تقف أمام كاميرا. ولا ننسى أوضاع البلد التي أثرت على الحالة النفسية للمواطن العراقي سواء كان فنانا أو غيره. بالنسبة إلي انقطعت عن الدراما العراقية لفترة طويلة وأحببت المشاركة في مسلسل أركان جهاد «أماني للسيدات» رغم أنني أتقاضى فيه نصف أجري الحقيقي كخبيرة مختصة كوني أحببت العمل الذي يبرز فيه فن الماكياج على وجوه الفنانات العراقيات.
ما هي نصائحك كي تحافظ المرأة على جمالها؟
كل امرأة جميلة. لا توجد امرأة قبيحة في العالم. أنصح المرأة بأن لا تستخدم مساحيق التجميل بكثرة وأن تضعها بقلة وبشكل خفيف لتبدو أنيقة وفي عمر أصغر, وأن لا تستخدم الصابون في تنظيف بشرتها بل تستعيض عنه بالحليب وماء الورد. في إمكانها أن تستخدم الفواكه والخضار في تغذية نضارة بشرتها. كل المستحضرات التي يقال انها ضد الشمس او ضد التجاعيد أكذوبة على النساء ومجرد امتصاص أموال لا أكثر. حبة بندورة يفرك بها الوجه للبشرة الدهنية مفيدة لاحتوائها على الكالسيوم، وكذلك الخيار فهو ماسك طبيعي في الأيام الحارة، ويعطي طراوة وبرودة للبشرة. الثلج يشد البشرة ويخفي التعب تحت العينين. أنصح بأن تبتعد المرأة عن العصبية والتشنج طوال اليوم، لأنه يسبب مشاكل جمة للبشرة، فتبدو في عمر أكبر من عمرها الحقيقي. عليها أن تتمتع بروح هادئة ومحبة وتحافظ على ابتسامتها، وأن تحاول ان تجد حلاً لمشكلتها، وان تقتنع قناعة كاملة في قرارها بأنها جميلة، لأن هذه القناعة تضيف اليها جمالا حقيقيا.
ما أطرف موقف حدث معك أثناء العمل؟
صادفني دور راعي غنم والممثل لم يأتِ، وكنا جاهزين للتصوير في الصحراء موقع العمل، فما كان من المخرج إلا أن استعاض عنه ببديل, لكن الممثل البديل كان بدون ذقن، والمطلوب راعي غنم بذقن، فما كان مني إلا أن أمسكت المقص وأخذت من شعره ثم قمت بتنعيمه ولصقه على ذقنه ليبدو بلحية.

* * *
سلمى

من طرف حسناء العمري 17/8/2009, 12:56 am

الـــى أختـــى العزيزة سلمى شومري :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أختـــي سلمى

جميل و رائع وهام جدا ما تقدميــه لنا

سلـــــمت يداك أختــي

تقبلي مرور أختك حسناء

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مع ودي احترامي وتقديري لك

حســــــناء

صديقة أمين - أنا أفضل ماكييرة عـراقـيـة / نجوى عبدالله

صديقة أمين - أنا أفضل ماكييرة عـراقـيـة / نجوى عبدالله

صديقة أمين- أنا أفضل ماكييرة عراقية / نجوى عبد الله