أيمن كامل إغباريّة
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: آمال عوّاد رضوان :: نوارس من البحر البعيد القريب
صفحة 1 من اصل 1
أيمن كامل إغباريّة
أيمن كامل إغباريّة
مواليد أمّ الفحم سنة (1968). حصل على درجة البكالوريوس في علم النّفس والأدب الإنجليزيّ في جامعة حيفا، وعلى درجة الماجستير في علم الإجرام في الجامعة العبريّة في القدس، ودرجة الماجستير ثانٍ في موضوع التّطوير الجماهيري، أما الدّكتوراه فقد كانت في السّياسات والنّظريّة التّربويّة في جامعة ولاية بنسلفانيا في أمريكا سنة (2006). تُرجم بعض شعره للّغات الألمانيّة والعبريّة والإنجليزيّة. يعمل محاضرًا في جامعة حيفا.
الهاتف: 046312958، 0528179089
البريد الإلكتروني: aymanagbaria@yahoo.com
الأعمال الشّعريّة:
تناثرتُ وأحب أن لا يَجمعني أحد (1997).
الأعمال المسرحية:
الحافلة (2003). بياض العينين (2005).
الأعمال الأخرى:
De-imagining the Global: Framing Globalization in the Social Studies Education in the U.S.
لماذا علينا أنْ نُعَلِّمَ عدُوَّنا تربيةَ الحمام؟
لماذا علينا أنْ ندرِّبَ عدُوَّنا على حركَةِ يدِنا في نثرِ الفتات؟
لماذا علينا أنْ نُصِرَّ على أن نُرِيَهُ كيف يبتسمُ خبزُنا للمناقير؟
لماذا علينا أن نُعَلِّمَ عدُوَّنا تربيةَ الحمام؟
ربّما
لأنّ الخبزَ اسمُ اللهِ على الأرضِ
وفي ذاكرةِ الحمامِ طوفانٌ قديم.
لسنا آخِرَ النّاجين
ولكن قد يُنقِذُنا عدُوُّنا مِن نفسِهِ
إذا فهِمَ أنّنا زوجٌ: قاتلٌ وقتيل
وعلينا انتظارُ بزوغِ الأرضِ في فُلْكِ الدّمِ سَويّة.
ربّما
لأنّهُ يُربّي كراهيّتَنا خلفَ حواجز لا حاجةَ لهُ بِها.
كم يكرهُنا الحمامُ الّذي نُسَمِّنُهُ لنأكُلَه
نُربّيهِ خارجَ الأقفاصِ
ومع ذلك ينتصرُ حنينُهُ إلى سكاكينِنا.
ربّما
حينَ سنُعَلّمُهُ الانتظارَ مثلَنا
سيُتقِنُ استدراجَنا
بلا حاجةٍ لاصطيادِنا برصاصِهِ مِن بعيد.
سنقتربُ كالحمامِ منهُ بلا وجلٍ
وسيَدَعُنا نَسْمَنُ على فضلاتِه.
سيُجبرُنا على المشيِ بدلَ الطّيرانِ
وسيُؤَسِّسُ مِن أجلِنا مملكةَ الدّجاج.
ربّما
لأنّنا سنكرَهُ عدُوَّنا أكثرَ حينَ سيشبِهُنا.
ربّما
لأنّ السّخرية آخِرَ ما تبقّى لنا
قبلَ أن نُترجِمَ كلَّ نكاتِنا إلى العبريّة.
لماذا اختارونا كي نكونَ ضحاياهم؟
قَطّعوا كلَّ شجرِ الغابةِ
من أجلِ سفينةٍ واحدةٍ
عَرَّوْنا كلَّنا الأحياءَ والميِّتينَ
من أجلِ شِراعٍ واحدٍ
ثمّ أمَرونا أن نبكيَ وأنْ نُلوِّحَ لَهُم
كي يكونَ بَحْرٌ كافٍ للبُعدِ عنّا
وتكونَ ريحٌ مواتيةٌ للرّحيلِِ فجأةً
قبلَ أن نتعلّمَ لغتَهم.
لكنّنا سنكتبُ سيرتَنا كما شِئْنا
نَصِفُ الحقيقةَ لنا ونصفُ الكَذِبِ عنهُم.
سنستطردُ حيثُ تُتيحُ الطّبيعةُ لنا ذلك
وسنختصرُ حيثُ العشبُ كانَ عورتَنا الأخيرة.
ثمّ سنروي سيرَتَهُم كما يطيبُ لنا أن نتذكَّرَ أنفسَنا:
ضحايا أمامَ سَطوتِهِم
(تَمامًا مثلَ بدايةِ هذهِ القصيدةِ)
لن نكتبَ شيئًا عن إخوتِنا
الّذين شجّعُونا على الاطمئنانِ لَهُم
ثمّ دلّوهُم إلى جُذورِنا.
وسنُعَلّمُ أطفالَنا أنّنا كنّا واثقينَ بالنّصر منذُ البداية.
وأنّنا مكّنّاهُم منَ الغابةِ
لأنّهم كانوا يَقْطَعون منها خشبَ غِيابِهِم.
سنكتبُ ما نشاءْ
لكنّهم سيترُكونَنا دونَ أن ندرِيَ
لماذا اختارونا كي نقلّدَهُم في كراهيةِ الطّبيعة؟
لماذا دَرّبونا على الوقوفِ طويلاً على الشّاطئ؟
ولماذا علينا أن نَهجسَ بفؤوسِهِم كلَّ العُمْر؟
الجِدارُ
أيُّ جدارٍ آخَر أرحَمُ عليكَ من هذا (الجدار)
أيُّ جدارٍ تثقُ ببقائِهِ خلفَكَ
أو أمامَكَ
لنْ يُراوِغَك.
ما دمتَ تتخيّلُ أنَّ خلفَهُ بيتٌ
أو شجرةٌ كثيرةُ الثّقوبِ
سينتهي (هنا) أو (هناك).
وما دمتَ متأكّدًا أنّ تَحتَهُ ترابٌ
أو بقايا سورِ مدينةٍ غابرةٍ
لن يتحرّكَ من مكانِهِ.
إذا اشتدَّ عليكَ التّعبُ
لن يصُدَّكَ عنهُ.
وإذا آثَرَتِ الشّمسُ أن تصطادَكَ أنتَ بالذّات
لن يَبْخُلَ عليكَ بِظِلِّهِ.
هكذا هيَ الجدرانُ الأخرى
إذا اقتربْتَ منها ستَدَعُك وشأنَ سُمنَتِك
وإذا تسلّقْتَها ستصبرُ على عَرقِ جَبْهتِكَ
رائحةِ إبْطَيْكَ
وخشونةِ راحتَيْك.
هكذا هيَ الجدرانُ الأخرى
إذا ابتعدْتَ عنها تظَلُّ خلفَك.
لا تتبَعُكَ ولا تَبيتُ عندَك.
لا تترُكُكَ دائمًا أمامَها
ولا تترُكُكَ مليئًا بِها.
هكذا هيَ الجدرانُ الأخرى
لنْ تلتَفَّ عليْكَ حتّى لا تعرفَ أينَ تغيبُ الشّمس.
ولن تعتصرَكَ كأنّكَ آخِرُ مخلوقٍ على الأرض.
هكذا هيَ الجدرانُ الأخرى
عندما يَحفُرُ أحدُهُم تَحتَها نفقًا تصبحُ جسرًا
أو تسقطُ عليهِ على مهلِهِ حتّى لا تُؤذِيَهُ.
وعندما يُلوِّنُها الأطفالُ برسومِهِم
تدُلُّهُم على السّلاحفِ الّتي تَحملُ حارتَهُم تَحتَها.
هكذا هيَ الجدرانُ الأخرى
لو زادتْ خروقُها عن حاجَتِها
ستفتحُها أعشاشًا للعصافير.
ولو شاغبَتْها حبّةُ مشمشٍ
ستتمالكُ نفسَها.
هكذا هيَ الجدرانُ الأخرى
قد تُحيطُ بيتَكَ أو مدْرَستَك
لكنّها لا تُحيطُ روحَكَ وذاكرتَك
قد تَسُدُّ عليكَ الأفقَ
لكنّها لا تَسُدُّ عليكَ النّهار
وقد تَحميكَ أو تُؤْذيكَ
لكنّها لا تَعزلُك عن نفسِك
مواليد أمّ الفحم سنة (1968). حصل على درجة البكالوريوس في علم النّفس والأدب الإنجليزيّ في جامعة حيفا، وعلى درجة الماجستير في علم الإجرام في الجامعة العبريّة في القدس، ودرجة الماجستير ثانٍ في موضوع التّطوير الجماهيري، أما الدّكتوراه فقد كانت في السّياسات والنّظريّة التّربويّة في جامعة ولاية بنسلفانيا في أمريكا سنة (2006). تُرجم بعض شعره للّغات الألمانيّة والعبريّة والإنجليزيّة. يعمل محاضرًا في جامعة حيفا.
الهاتف: 046312958، 0528179089
البريد الإلكتروني: aymanagbaria@yahoo.com
الأعمال الشّعريّة:
تناثرتُ وأحب أن لا يَجمعني أحد (1997).
الأعمال المسرحية:
الحافلة (2003). بياض العينين (2005).
الأعمال الأخرى:
De-imagining the Global: Framing Globalization in the Social Studies Education in the U.S.
لماذا علينا أنْ نُعَلِّمَ عدُوَّنا تربيةَ الحمام؟
لماذا علينا أنْ ندرِّبَ عدُوَّنا على حركَةِ يدِنا في نثرِ الفتات؟
لماذا علينا أنْ نُصِرَّ على أن نُرِيَهُ كيف يبتسمُ خبزُنا للمناقير؟
لماذا علينا أن نُعَلِّمَ عدُوَّنا تربيةَ الحمام؟
ربّما
لأنّ الخبزَ اسمُ اللهِ على الأرضِ
وفي ذاكرةِ الحمامِ طوفانٌ قديم.
لسنا آخِرَ النّاجين
ولكن قد يُنقِذُنا عدُوُّنا مِن نفسِهِ
إذا فهِمَ أنّنا زوجٌ: قاتلٌ وقتيل
وعلينا انتظارُ بزوغِ الأرضِ في فُلْكِ الدّمِ سَويّة.
ربّما
لأنّهُ يُربّي كراهيّتَنا خلفَ حواجز لا حاجةَ لهُ بِها.
كم يكرهُنا الحمامُ الّذي نُسَمِّنُهُ لنأكُلَه
نُربّيهِ خارجَ الأقفاصِ
ومع ذلك ينتصرُ حنينُهُ إلى سكاكينِنا.
ربّما
حينَ سنُعَلّمُهُ الانتظارَ مثلَنا
سيُتقِنُ استدراجَنا
بلا حاجةٍ لاصطيادِنا برصاصِهِ مِن بعيد.
سنقتربُ كالحمامِ منهُ بلا وجلٍ
وسيَدَعُنا نَسْمَنُ على فضلاتِه.
سيُجبرُنا على المشيِ بدلَ الطّيرانِ
وسيُؤَسِّسُ مِن أجلِنا مملكةَ الدّجاج.
ربّما
لأنّنا سنكرَهُ عدُوَّنا أكثرَ حينَ سيشبِهُنا.
ربّما
لأنّ السّخرية آخِرَ ما تبقّى لنا
قبلَ أن نُترجِمَ كلَّ نكاتِنا إلى العبريّة.
لماذا اختارونا كي نكونَ ضحاياهم؟
قَطّعوا كلَّ شجرِ الغابةِ
من أجلِ سفينةٍ واحدةٍ
عَرَّوْنا كلَّنا الأحياءَ والميِّتينَ
من أجلِ شِراعٍ واحدٍ
ثمّ أمَرونا أن نبكيَ وأنْ نُلوِّحَ لَهُم
كي يكونَ بَحْرٌ كافٍ للبُعدِ عنّا
وتكونَ ريحٌ مواتيةٌ للرّحيلِِ فجأةً
قبلَ أن نتعلّمَ لغتَهم.
لكنّنا سنكتبُ سيرتَنا كما شِئْنا
نَصِفُ الحقيقةَ لنا ونصفُ الكَذِبِ عنهُم.
سنستطردُ حيثُ تُتيحُ الطّبيعةُ لنا ذلك
وسنختصرُ حيثُ العشبُ كانَ عورتَنا الأخيرة.
ثمّ سنروي سيرَتَهُم كما يطيبُ لنا أن نتذكَّرَ أنفسَنا:
ضحايا أمامَ سَطوتِهِم
(تَمامًا مثلَ بدايةِ هذهِ القصيدةِ)
لن نكتبَ شيئًا عن إخوتِنا
الّذين شجّعُونا على الاطمئنانِ لَهُم
ثمّ دلّوهُم إلى جُذورِنا.
وسنُعَلّمُ أطفالَنا أنّنا كنّا واثقينَ بالنّصر منذُ البداية.
وأنّنا مكّنّاهُم منَ الغابةِ
لأنّهم كانوا يَقْطَعون منها خشبَ غِيابِهِم.
سنكتبُ ما نشاءْ
لكنّهم سيترُكونَنا دونَ أن ندرِيَ
لماذا اختارونا كي نقلّدَهُم في كراهيةِ الطّبيعة؟
لماذا دَرّبونا على الوقوفِ طويلاً على الشّاطئ؟
ولماذا علينا أن نَهجسَ بفؤوسِهِم كلَّ العُمْر؟
الجِدارُ
أيُّ جدارٍ آخَر أرحَمُ عليكَ من هذا (الجدار)
أيُّ جدارٍ تثقُ ببقائِهِ خلفَكَ
أو أمامَكَ
لنْ يُراوِغَك.
ما دمتَ تتخيّلُ أنَّ خلفَهُ بيتٌ
أو شجرةٌ كثيرةُ الثّقوبِ
سينتهي (هنا) أو (هناك).
وما دمتَ متأكّدًا أنّ تَحتَهُ ترابٌ
أو بقايا سورِ مدينةٍ غابرةٍ
لن يتحرّكَ من مكانِهِ.
إذا اشتدَّ عليكَ التّعبُ
لن يصُدَّكَ عنهُ.
وإذا آثَرَتِ الشّمسُ أن تصطادَكَ أنتَ بالذّات
لن يَبْخُلَ عليكَ بِظِلِّهِ.
هكذا هيَ الجدرانُ الأخرى
إذا اقتربْتَ منها ستَدَعُك وشأنَ سُمنَتِك
وإذا تسلّقْتَها ستصبرُ على عَرقِ جَبْهتِكَ
رائحةِ إبْطَيْكَ
وخشونةِ راحتَيْك.
هكذا هيَ الجدرانُ الأخرى
إذا ابتعدْتَ عنها تظَلُّ خلفَك.
لا تتبَعُكَ ولا تَبيتُ عندَك.
لا تترُكُكَ دائمًا أمامَها
ولا تترُكُكَ مليئًا بِها.
هكذا هيَ الجدرانُ الأخرى
لنْ تلتَفَّ عليْكَ حتّى لا تعرفَ أينَ تغيبُ الشّمس.
ولن تعتصرَكَ كأنّكَ آخِرُ مخلوقٍ على الأرض.
هكذا هيَ الجدرانُ الأخرى
عندما يَحفُرُ أحدُهُم تَحتَها نفقًا تصبحُ جسرًا
أو تسقطُ عليهِ على مهلِهِ حتّى لا تُؤذِيَهُ.
وعندما يُلوِّنُها الأطفالُ برسومِهِم
تدُلُّهُم على السّلاحفِ الّتي تَحملُ حارتَهُم تَحتَها.
هكذا هيَ الجدرانُ الأخرى
لو زادتْ خروقُها عن حاجَتِها
ستفتحُها أعشاشًا للعصافير.
ولو شاغبَتْها حبّةُ مشمشٍ
ستتمالكُ نفسَها.
هكذا هيَ الجدرانُ الأخرى
قد تُحيطُ بيتَكَ أو مدْرَستَك
لكنّها لا تُحيطُ روحَكَ وذاكرتَك
قد تَسُدُّ عليكَ الأفقَ
لكنّها لا تَسُدُّ عليكَ النّهار
وقد تَحميكَ أو تُؤْذيكَ
لكنّها لا تَعزلُك عن نفسِك
آمال عوّاد رضوان- شاعرة
-
عدد الرسائل : 52
العمر : 104
البلد الأم/الإقامة الحالية : فلسطين
الشهادة/العمل : أزرع الحروف
تاريخ التسجيل : 06/04/2009
مواضيع مماثلة
» قصة قصيرة للأطفال بعنوان: أيمن والقمر.....اسحق قومي
» ردّاً على د. محمّد رحّال حول ترحيل الديبلوماسي السُّوري د. أيمن علُّوش
» كامل كمو قصيده
» قصيدة كامل كمو
» كامل الشناوي
» ردّاً على د. محمّد رحّال حول ترحيل الديبلوماسي السُّوري د. أيمن علُّوش
» كامل كمو قصيده
» قصيدة كامل كمو
» كامل الشناوي
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: آمال عوّاد رضوان :: نوارس من البحر البعيد القريب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى