يوسف الديك
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: آمال عوّاد رضوان :: نوارس من البحر البعيد القريب
صفحة 1 من اصل 1
يوسف الديك
يوسف الدّيك
مواليد مدينة باقة الغربيّة سنة (1959). حاصل على ليسانس حقوق. عمل في الحقل المصرفيّ عشرين عاماً، وتفرّغ للكتابة. شارك في العديد من المهرجانات الثّقافيّة. عضو رابطة الكتّاب الأردنيّين، وعضو الاتّحاد العامّ للأدباء والكتّاب العرب، وعضو تَجمّع الأدباء والكتّاب الفلسطينيّين. لهُ العديد من المنشورات الثّقافيّة، في الدّراسات والنّقد والشّعر- في عدد من الصّحف العربيّة.
البريد الإلكترونيّ: deekd@hotmail.com
الأعمال الشّعريّة:
طقوس النّار (1986). شعراء من بلاد الشّام - مجموعة شعريّة مشتركة باللّغتين العربيّة والفرنسيّة (1992). تفاصيل صغيرة على نُحاس القلب (2005).
أوسـلو
يَلْزَمُني..
نصفُ لسانٍ فقطْ
لأقولَ… كلَّ الحقيقةْ.
لكنْ…
تلزمُني ستُّ قنابلَ عنقوديّة
لأفجِّرَ التّوقيعَ، والأصابعَ
والوثيقة.
منــار
نَسِيَتْ دربَ البيتْ
نسِيَتْ أن تَرجِعَ للبيتِ مساءً
اللّيلُ بساطٌ أسود، مدَّ أصابعهُ
وأشاعَ بكلِّ دروب الحيِّ / العتمة
وانفرط كعقدٍ مقطوعٍ… عِقدُ السُّمّارْ
قالَ أخوها:
- ” سأُرَبِّيها “
صاحَ أبوها في وجههِ مُحتَدًّا
- اذبَحْها ” يا ابن الـ…”
هرعتْ للمطبخِ أمُّ ضِرار
- هذا السّكّين…
وهذا حجرُ النّار…
شَحذوها حتَّى ذابَ النّصلْ
واقتعدوا درجاتِ السُّلّمِ بالقمصانِ السّوداءْ
والقهرُ… يُغلِّفُ بابَ الدَّارْ
لكنَّها… نَسِيَتْ أن تَرْجِعْ.
مرّت سبعةُ أيّام
مرّ العَرَّافونَ، رجالُ الشّرطةِ
سياراتُ البَطِّيخ… عرباتُ الكاز
نُسِجَتْ في الحيِّ خيالاتٌ
عن لونِ الشّرشف
وسائقِ مركبةٍ حَمراء
رأتهُ خديجةُ خلفَ الخرّوبةِ
” يَتَسَلْبَدُ ” بين الصّبّار
وأنْهتْ أمُّ جَميلٍ وصْلَتَها:
- ” لا يسلمُ الشَّرفُ الرَّفيع…”
حتَّى زينب بلسانينِ وساقٍ واحدةٍ / لَمزتْ
- فَعَلَتْها، من سبعِ سنينٍ، مريمُ بنتُ المختارِ
ولَم ترجِع…
بالصّدفةِ لَمّا كانتْ تعبثُ بالمذياعِ
سُريَّا… بنتُ الجارْ
قال مذيعُ النّشرةِ:
أهلاً.. نفتتحُ الموجزَ
بدءًا بأهمِّ الأخبارْ
عشرةُ قتلى
جرحى.. رعبٌ استثنائيٌّ.. حافلتان
تلك حصيلةُ نسفٍ استشهاديٍّ
واسمُ البنتِ ” منار “
- أُختي
صَاحَ سَمير
من عُمق الجمّيزَةِ صَرختْ:
- بنتي
أمّ ضِرارْ
لكن في الرّكنِ الأيسرِ، خلفَ الباب
ظلَّت تبكي على النّصلِ السكِّين
وظلَّ يُواسيها.. حجرُ النّارْ.
العيد .. يأتي فجأة !
القلبُ يعرفُ حين يعزفُ لحنَهُ وجعًا
وينـزفُ نبضَهُ.. صمتًا..
سَيتعبْ..
والعيدُ قبلَ أن يأتي
سيُخطئُ دربَهُ للمُتعبين
ويَحملُ ظلَّهُ عن سورِ غَيمتِنا، ويذهبْ..
ولأنّ مايا لَم تزلْ سرَّ النّساء جَميعَهُنَّ
وقد تظلُّ إلى هبوطِ الشّمسِ يومَ الحشرِ
سيّدةَ الوفاءِ.. “لا تبكي.. وتلعبْ”..
ولأنّني ما زلتُ أنْهلُ من رموشِها شِعرًا
من النّدى في رقّة الخدّينِ، تُسكرُني، فأطربْ..
يا ويحَ هذي الأرضَ كم مرَّتْ بِها
حِمَمٌ، دخانُ سجائرٍ،
ودموعُ عشّاقٍ، أمَمْ
يا ويحَ من رسَموا على الحيطان قلبًا
ثمّ عادوا أحرقوهُ
تناسَلُوا عبثًا على سُور النّدمْ ..
لا تَهْدِني قلبًا بليدًا باردًا
إنّ البلادةَ، منذُ فجرِ الأرضِ، معضلةُ الصَّنمْ..
يا عيدُ عُدْ ما شئتَ / لستَ تُهمُّني
بيني وبينك.. نصفُ قرنٍ في المنافي والسَّقمْ..
بَيني وبينك.. يا حَبيبي،
مَوعدٌ في أوّل ” الدّبلان ” ليلاً
قربَ عامودِ الإنارةِ.. ضوءُ الوجنتَيْنِ
وألفُ شكرٍ يا خطوطَ الكهرباءْ..
بَيني وبينك..ما أشاءُ ولا تَشاءْ..
سحُبٌ، وأمواجٌ، وألفُ قصيدةٍ
كُتبتْ على خزفٍ.. تساقطَ مع دُموعِ الكبرياءْ..
لكنّنا.. عبثًا نُحاول أن نكونَ كما نَشاءْ..
عبثًا يَجيءُ العيدُ.. يُقنعُنا..
ونَراهُ يَحملُ بَسمةً من لونِهِ / صَفراءَ
يُوقظُنا، ويُلقي معطفَ الصُّوفِ الرّماديِّ الثّقيلِ على الوجوهِ
ويَسرقُ ما تبقَّى من دموعٍ في خزائنِ حزْنِنا..
ويَمضي مثلَ لصٍّ في الخفاءْ..
لا تَهْدِني وردًا ودثّرني بضِلعِك
إنّ الشّوقَ أوجعُ.. في الأماسِي
وخزُ ما يَصحُو من الذّكرى
في جَمرةِ الحسراتِ / أقسَى في الشّتاءْ..
مواليد مدينة باقة الغربيّة سنة (1959). حاصل على ليسانس حقوق. عمل في الحقل المصرفيّ عشرين عاماً، وتفرّغ للكتابة. شارك في العديد من المهرجانات الثّقافيّة. عضو رابطة الكتّاب الأردنيّين، وعضو الاتّحاد العامّ للأدباء والكتّاب العرب، وعضو تَجمّع الأدباء والكتّاب الفلسطينيّين. لهُ العديد من المنشورات الثّقافيّة، في الدّراسات والنّقد والشّعر- في عدد من الصّحف العربيّة.
البريد الإلكترونيّ: deekd@hotmail.com
الأعمال الشّعريّة:
طقوس النّار (1986). شعراء من بلاد الشّام - مجموعة شعريّة مشتركة باللّغتين العربيّة والفرنسيّة (1992). تفاصيل صغيرة على نُحاس القلب (2005).
أوسـلو
يَلْزَمُني..
نصفُ لسانٍ فقطْ
لأقولَ… كلَّ الحقيقةْ.
لكنْ…
تلزمُني ستُّ قنابلَ عنقوديّة
لأفجِّرَ التّوقيعَ، والأصابعَ
والوثيقة.
منــار
نَسِيَتْ دربَ البيتْ
نسِيَتْ أن تَرجِعَ للبيتِ مساءً
اللّيلُ بساطٌ أسود، مدَّ أصابعهُ
وأشاعَ بكلِّ دروب الحيِّ / العتمة
وانفرط كعقدٍ مقطوعٍ… عِقدُ السُّمّارْ
قالَ أخوها:
- ” سأُرَبِّيها “
صاحَ أبوها في وجههِ مُحتَدًّا
- اذبَحْها ” يا ابن الـ…”
هرعتْ للمطبخِ أمُّ ضِرار
- هذا السّكّين…
وهذا حجرُ النّار…
شَحذوها حتَّى ذابَ النّصلْ
واقتعدوا درجاتِ السُّلّمِ بالقمصانِ السّوداءْ
والقهرُ… يُغلِّفُ بابَ الدَّارْ
لكنَّها… نَسِيَتْ أن تَرْجِعْ.
مرّت سبعةُ أيّام
مرّ العَرَّافونَ، رجالُ الشّرطةِ
سياراتُ البَطِّيخ… عرباتُ الكاز
نُسِجَتْ في الحيِّ خيالاتٌ
عن لونِ الشّرشف
وسائقِ مركبةٍ حَمراء
رأتهُ خديجةُ خلفَ الخرّوبةِ
” يَتَسَلْبَدُ ” بين الصّبّار
وأنْهتْ أمُّ جَميلٍ وصْلَتَها:
- ” لا يسلمُ الشَّرفُ الرَّفيع…”
حتَّى زينب بلسانينِ وساقٍ واحدةٍ / لَمزتْ
- فَعَلَتْها، من سبعِ سنينٍ، مريمُ بنتُ المختارِ
ولَم ترجِع…
بالصّدفةِ لَمّا كانتْ تعبثُ بالمذياعِ
سُريَّا… بنتُ الجارْ
قال مذيعُ النّشرةِ:
أهلاً.. نفتتحُ الموجزَ
بدءًا بأهمِّ الأخبارْ
عشرةُ قتلى
جرحى.. رعبٌ استثنائيٌّ.. حافلتان
تلك حصيلةُ نسفٍ استشهاديٍّ
واسمُ البنتِ ” منار “
- أُختي
صَاحَ سَمير
من عُمق الجمّيزَةِ صَرختْ:
- بنتي
أمّ ضِرارْ
لكن في الرّكنِ الأيسرِ، خلفَ الباب
ظلَّت تبكي على النّصلِ السكِّين
وظلَّ يُواسيها.. حجرُ النّارْ.
العيد .. يأتي فجأة !
القلبُ يعرفُ حين يعزفُ لحنَهُ وجعًا
وينـزفُ نبضَهُ.. صمتًا..
سَيتعبْ..
والعيدُ قبلَ أن يأتي
سيُخطئُ دربَهُ للمُتعبين
ويَحملُ ظلَّهُ عن سورِ غَيمتِنا، ويذهبْ..
ولأنّ مايا لَم تزلْ سرَّ النّساء جَميعَهُنَّ
وقد تظلُّ إلى هبوطِ الشّمسِ يومَ الحشرِ
سيّدةَ الوفاءِ.. “لا تبكي.. وتلعبْ”..
ولأنّني ما زلتُ أنْهلُ من رموشِها شِعرًا
من النّدى في رقّة الخدّينِ، تُسكرُني، فأطربْ..
يا ويحَ هذي الأرضَ كم مرَّتْ بِها
حِمَمٌ، دخانُ سجائرٍ،
ودموعُ عشّاقٍ، أمَمْ
يا ويحَ من رسَموا على الحيطان قلبًا
ثمّ عادوا أحرقوهُ
تناسَلُوا عبثًا على سُور النّدمْ ..
لا تَهْدِني قلبًا بليدًا باردًا
إنّ البلادةَ، منذُ فجرِ الأرضِ، معضلةُ الصَّنمْ..
يا عيدُ عُدْ ما شئتَ / لستَ تُهمُّني
بيني وبينك.. نصفُ قرنٍ في المنافي والسَّقمْ..
بَيني وبينك.. يا حَبيبي،
مَوعدٌ في أوّل ” الدّبلان ” ليلاً
قربَ عامودِ الإنارةِ.. ضوءُ الوجنتَيْنِ
وألفُ شكرٍ يا خطوطَ الكهرباءْ..
بَيني وبينك..ما أشاءُ ولا تَشاءْ..
سحُبٌ، وأمواجٌ، وألفُ قصيدةٍ
كُتبتْ على خزفٍ.. تساقطَ مع دُموعِ الكبرياءْ..
لكنّنا.. عبثًا نُحاول أن نكونَ كما نَشاءْ..
عبثًا يَجيءُ العيدُ.. يُقنعُنا..
ونَراهُ يَحملُ بَسمةً من لونِهِ / صَفراءَ
يُوقظُنا، ويُلقي معطفَ الصُّوفِ الرّماديِّ الثّقيلِ على الوجوهِ
ويَسرقُ ما تبقَّى من دموعٍ في خزائنِ حزْنِنا..
ويَمضي مثلَ لصٍّ في الخفاءْ..
لا تَهْدِني وردًا ودثّرني بضِلعِك
إنّ الشّوقَ أوجعُ.. في الأماسِي
وخزُ ما يَصحُو من الذّكرى
في جَمرةِ الحسراتِ / أقسَى في الشّتاءْ..
آمال عوّاد رضوان- شاعرة
-
عدد الرسائل : 52
العمر : 104
البلد الأم/الإقامة الحالية : فلسطين
الشهادة/العمل : أزرع الحروف
تاريخ التسجيل : 06/04/2009
مواضيع مماثلة
» رواية "عزازيل" للكاتب يوسف زيدان / قراءة سمر يوسف
» الديك يبني ارشيفاته الثقافية
» (( أمسية لعاشق )) .
» انعطافات في الروح
» أبي خذ بيدي
» الديك يبني ارشيفاته الثقافية
» (( أمسية لعاشق )) .
» انعطافات في الروح
» أبي خذ بيدي
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: عندما تغفو الشموس قليلا / لنا عودة :: آمال عوّاد رضوان :: نوارس من البحر البعيد القريب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى