قصـــــــــــــــــــــــــــــة خلـــــــــــــــــــــــــــود

كنا مثل أي أطفال نلعب بين أشجار الزيتون و الرمان و ببراءة الصغار إن لم يأتي إليا أذهب إليه بإستمرار أما الأهل و الجيران فالكل يعرف خلود لمحمود إلا نحن كان همنا الوحيد هو اللعب في الحارات و الطرقات وكلما صادفتنا سيارة جنود كان يقف في ذهول وكأنه رأى شيء مهول فكبرنا وكبرت أحلامنا أما محمود فصار شابا قوي البنية وكان حلمه الأول تحرير فلسطين و أنا فخورة به و اتباهى في كل مكان وخائفة عليه في نفس الوقت من المعتدين فكم مرة قلت له سامحني الله تعالى يا محمود لنعبر الحدود فيرد بإبتسامة جميلة لا يا خلود هذه أرضنا و أرض الجدود و إذا تركناها بأي وجه يوما ما سنعود فمال رأسي على كتفه ونزلت الدموع من عيني ولم أعرف لماذا
اه لقد تحقق الحلم زفافنا قريب فعزمنا الأهل و حتى الغريب ولكن لا اعرف لماذا كان الاهل في عجلة من أمرهم كأنهم سمعوا شيئا عكر صفو فرحهم فبدا القلق باديا عليا وناداني محمودا قائلا: ما بك قلت له لا أعرف
قال إطمئني حبيبتي لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا فلن اوفر جهد حتى اوفي بالوعد لقدرأيتك يا حبيبتي في منامي و انت في ثوب الزفاف و في يدك باقة من الورد.
وجاء يوم الفرح فلبست الثوب الأبيض الذي لطالما حلمت به فأتت الجماهير من الحشود ليشاهدوا فرح خلود و محمود ولكن يا فرحة ما تمت فقد جاء اليوم الموعود فاجؤونا الصهاينة اليهود والمعازيم صاروا شهود و أنا أصرخ أين محمود لم أره لقد أخذه الجنود هاهو ينادي: خلود...سامحيني و أغفرلي فقد لا أعود وبعدها غبت عن الوعي و دخلت في حالة شرود و إستفقت و أخذت على نفسي وعد أن أحذو حذوك يا محمود و أناضل حتى تعود ونفك كل الأسرى من القيود وتلك السجون نزج فيها اليهود وما هو إلا شهر واحد حتى سمعت الزغاريد والكل يهتف لقد عاد محمود ولكن ليس حيا بل في نعش ممدود فإطمئن يا حبيبي لن أكون لغيرك فهكدا ستبقى خلود فسحقا لليهود سوف نرى فيهم يوما مشهود.
أتمنى أن تنال إعجابكم
مع تحياتي

شكرا لك أخي جو
نورت متصفحي بمرورك المشرق دوما
كلماتك كالماء العذب
وكرائحة البنفسج
تحياتي و تقديري