๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
صوره طبق الاصل 600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول

وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
صوره طبق الاصل 980591
العبيدي جو ادارة المملكة الأدبية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
صوره طبق الاصل 600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول

وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
صوره طبق الاصل 980591
العبيدي جو ادارة المملكة الأدبية
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صوره طبق الاصل

اذهب الى الأسفل

صوره طبق الاصل Empty صوره طبق الاصل

مُساهمة من طرف يسري راغب شراب 26/2/2009, 12:17 pm

صوره طبق الاصل
هبطت الطائرة على أرض المطار , وتتابع ركابها فى النزول , واحدا تلو الآخر , الكل يحاول أن يكون الاول فى الوصول متلهفا للقاء احبائه واقربائه .. وكان سامر بينهم اكثر لهفة وشوقا للوصول , فمنذ اربعة اعوام مضت لم يلتق بأمه وأبيه , مفضلا ان يقضي اجازته فى الراحة والاستجمام بعيدا عن مشاكل اسرية حكمت بوجودها , العادات والتقاليد الاسرية فى كل بيت عربي .. الا انه فى هذا العام قرر ان يستجيب لنداء الحنين فى قلبه , ويتوجه بكل اشواق السنين الاربع السابقة الى امه وابيه ويدفىء قلبه بجرعات الحنان التى ازدادت حاجته لها فى سنوات الغربة الطويلة , ولذا لم يكن غريبا ان يكون هو الاكثر لهفة من سواه فى الوصول , ولو أدى ذلك الى عبارات استهجان واستنكار يسمعها على السنةالركاب الذين يزاحمهم ليشق طريقه نحو ارض المطار , يبحث بين وجوه المستقبلين عن وجه امه وابيه , ويتخيلهما وعيونهما قد اغرورقت بالدموع ويتخيل نفسه انه سيقف خاشعا لترحابهما تقديسا لعلاقته بهما .. انه يقدس الله , والله خالق الجميع , وهو يقدس والديه وهما قد انجباه ..
قبل ان يصل اتصل بهما تليفونيا , واخبرهما عن موعد وصوله , واخبراه انهما ينتظرانه , انهما يعدان الدقائق والساعات لموعد وصوله , وقد قررا له الزواج بواحدة من قريبات امه , كما يريد , لقد اراد صورة طبق الاصل عن أمه , بعينيها الخضراوين , بكبريائها المحدود بالثقة والاعتداد بدون عجرفة او خيلاء وبطيبتها المتناهية الى ابعد حدود الطيبة والصفاء , ذلك هو ما اراده ان تكون عروسه صورة طبق الاصل عن امه لتنتقل اليه نفس المشاعر التى يشعر بها تجاه أمه ..
كل هذه المعاني مرت على ذهنه كلمح البصر وهو يفتح حقيبته امام موظفي المطار للتفتيش دون انتباه ودون تركيز , وعيناه تبحثان عن وجه امه او عن وجه ابيه .. فهما لن يتأخرا عن الحضور مهما كانت الموانع او الاسباب .. الا فى حالة واحدة .. لا يمكن ان تكون .. وكيف تكون .. وبدأت الأفكار الخبيثة تغزو عقله بإصرار غير محدود , وبدأ يشعر ان الارض التى يقف عليها رغم انه ولد فيها , ورغم ان امه وابيه يعيشان فيها لا وجود لها تحت قدميه .. وما هى الا دقائق وهو ضائع بين الرجاء والامل سمع صوتا يناديه عرف صوت أخيه { غزال } فأسرع نحوه بكل أشواقه وحنينه وضمه الى صدره وهو يسأله : اين امى ..اين ابي.. لماذا لم يحضرا ..
كان أخاه من ابيه , وكان منظره يوحي بأن شيئا خطيرا قد حدث ..
فصرخ فى وجهه بدون وعي : ماذا حدث ..اخبرني..ماذا حدث بالله عليك ..خبرني .. وتهدج صوت اخيه الذي يكبره بعشرة اعوام وهو يقول له بحنان بالغ , ماذا تعنى .. لم يحدث شيئا يا أخي ثم أشاح غزال بوجهه وكأنه يبحث عن سيارة توصلهما الى البيت الذي يبعد عن المطار اكثر من ساعة .
ونظر سامر ناحية أخيه غزال , واستغرب للآمر كثيرا وهو يرى سيارة يقودها ابن عمه تنتظرهما عن قرب وقد توجه اخوه غزال ناحية السيارة , بعد ان هبط منهاابن عمهما مقتربا ناحية سامر يصافحه مهنئا اياه بسلامة الوصول , بينما كانت حقيبته قد وضعت فى السيارة , وركب الثلاثة متوجهين الى بلدتهم , حيث امه وابيه , هناك بالانتظار ولكنه لم يستطع صبرا فسأل أخاه مرة اخرى : اين امي واين ابي .. فأجابه ابن عمه بهدوء : ان امك مريضة قليلا , والعم مرض لمرضها , فلا بأس عليك يا سامر , تجلد بالصبر .
واغرورقت عينا سامر بالدموع , فقد كان ذلك اخر ما يتوقعه .. وبدأ عقله الباطن يفكر فيما حدث ..
ولم يشعر بنفسه وبدأ يجهش بالبكاء , ولقد تخيل اسوأ العواقب وكل مظاهر الامور تدفعه نحو حقيقة واحدة , لا يوجد غيرها مهما حاول ان يفعل .. وتلك الحقيقة هى انه فقد شيئا غاليا وعزيزا , وانه لا حول له ولا قوة فى هذا الأمر ..
ولكنه مجرد شك لم يصل الى حد اليقين , وهذا ما يخاف الوصول اليه بعد حين .. واقترب اخوه ناحيتة محتضنا اياه قائلا : ما هذا الذي تفعله يا سامر .. كن رجلا , وازداد نحيب سامر , واخوه ينهره بحنان : لا تكن طفلا يا سامر.. وجمع قواه وهو يسأل اخاه بألم : هل تريدنى رجلا فى مواجهة ارادة اقوى واعظم .. اتركنى اعيش طفولتى , فالاطفال احباب الله .. ان كل شىء فيك يطالبني بأن احزن , وهذا ما استطيعه وأكثر مما استطيعه , فالرجولة لا تعني شيئا الان .. وحاول اخوه ان يهون عليه الامر قائلا : ان الوالد ينتظر بفارغ الصبر وصولك , فإذاوصلت اليه بهذه الحالة فلا داعي لأن تذهب اليه , فما رأيك ..
ونظر سامر بعينين فارغتين من كل معنى سوى الحزن الدفين وسأل سؤالا تائها وعويصا : الن تكون امى فى انتظاري ايضا .. لماذا ابي فقط سينتظرني .. ورد عليه {غزال} : ان الحاجة امك فى المستشفى , وبعد ان نستريح قليلا سنذهب لزيارتها جميعا , وستكون فى اشد حالات الفرح وهي متلهفة لأن تراك بأسرع ما يمكن , والا فلا داعي لهذه العجلة .. فلا تكن طفلا وحكم عقلك , وكن رجلا امام الناس وابيك حتى ترفع قدر والدتك بك , ولا تفكر بشىء الأن .. وقال سامر وكأنه يبحث نفسه : أخي كل ما أخشاه أن أزور أمي فى مكان اخر غير المستشفى , اللهم ارحم وأغفر الذنوب.
وطأطأ رأسه يقلب الامر ذات اليمين وذات الشمال , ولا يجد سوى شبح الموت 000 وأغرق نفسه فى فلسفة الموت والحياة طوال الطريق وهو يجمع شتات افكاره ليكون رجلا فى موقف لا تحتمل الرجولة فيه ..
وما ان وصلت السيارة الى البلدة كان قد وصل به الحال الى درجة من الغثيان ولم يشعر بالفرحة التى كان يشعر بها عندما يعود الى بلدته .. فكل ما فى البلدة كئيب وحزين , ولم تكن مصادفة ان يخلو الشارع الذي تقيم فيه اسرته من النساء , كل الشارع رجال , وكأن الشارع قد خلي من النساء وكأن أهله ارادو له أن يرى الرجال فقط دون النساء..
وأمام المجلس الكبير لاهل الشارع وقفت السيارة وقد اصطف عشرات الرجال من اقاربه حول السيارة , وهبط من السيارة وبيده حقيبة صغيرة وضع بها مجوهرات لوالدته وللعروسة , فتناولها منه اخيه غزال وهو يقول , سأحفظها لك الأن ..
وكان يمنى نفسه بأن تستقبله امه فيفتح حقيبته ويضع على جيدها الدافىء عقدا من حبات العنب الاصفر اللذيذ .. ثم يسلمها باقي الحقيبة هدية اختيارها له العروسة التى يريدها صورة منها ..
وكل هذا لم يتحقق , لأن ارادة الله اقوى من كل ارادة وابقى من كل الاحياء .. ولم ير احدا من الرجال لقد بحث بينهم عمن يريده فلم يجده , واخترق الطريق بينهم غائبا عن الوعي الى الداخل حتى يرى اباه وكان ابوه واقفا فى منتصف المجلس ومن حوله بعض الرجال , وقد وضع نظارة سوداء على عينيه ..
وتجمدت قدماه على الارض , وحاول سامر ان يتمالك نفسه فلم يستطع وقد انحنى على والده يقبله وهو يجهش بالبكاء , ولم يستطع المقاومة وحاول ان يقفز هنا وهناك , فأمسك به جمع من الرجال وسقط من بين ايديهم مغشيا عليه ..وإستيقظ وقد التف حوله اخوانه وابناء عمومته يلفونه بجرعات الحنان .
بعد ساعات من الصمت الحزين , اقترب منه أخوه غزال وطلب منه ان يذهب لرؤية خالته .. لا بأس فهى صورة طبق الاصل ..
وبدأت مأساته عندما شعر بالغربة وهو يدخل بيته .. واصطفت النساء بثيابهن السوداء , لن تكون امه بينهن, فمال على اخيه وسأله : هل يجب ان اصافح كل هؤلاء .. فلم يرد عليه اخوه , وما ان وضع يده ليصافح اولاهن حتى اسودت الدنيا فى عينيه , وأشاح بوجهه ودخل الى احدى الغرف فى المنزل يبحث عن الاصل فيها فلم يجد شيئا مما يبحث عنه , اخذ يلف مسرعا عدة لفات وسقط مغشيا عليه مرة اخرى ..
استيقظ بعد لحظات فوجد امام عينيه خالته , فلم يستطع النظر اليها واغمض عينيه وفتح عينيه مرة اخرى , وخالته تقول له : انا امك ..انا امك .. حملق فيها بعينيه وكأنه يتأكد مما تقول , فلم يجد الدفء الذي يشعر به كلما كان ينظر الى وجه أمه .. فإمتلأت عيناه بالدموع فعادت خالته تقول اليه : انا امك وانا خالتك وابنائي اربعة وانت خامسهم ..
لم يتحمل كل هذه الترهات التى يسمعها ..لن يكون هناك بديل طبق الاصل فصرخ بأعلى صوته: اين امي .. اين امي .. وصمت مغمض العينين وقد اعياه التفكير وهو يسأل نفسه اين مكان الصورة من الاصل .. وفتح عينيه وقال : كانت هناك صورة لأمي اريدها.. اريدكم ان تصنعوا منها تكبيرا لها سأضعها على الباب الخارجي , فهى صورة حقيقية لامي .. ارجوكم اريد هذه فقط وخرج من البيت كما دخل اليه ..
انه يشعر بالغربة فى بلده , وخالته ليست امه .. وكل الاشياء من حوله اصبحت مجرد صور ربما تكون صورة مطابقة للاصل ولكنها لن تكون اصلا ابدا..
فى اليوم التالى لوصوله التف حوله ابوه واخوانه , واختاروا له احدى الصور ليعيش معها .. رفض الصورة , لا شبه بينها وبين الاصل , فكيف يستطيع العيش معها, لم يفهموه ولم يحاولوا ان يفهموه .. وكان كل تفكيرهم ان يعالجوا الامر بأسرع ما يمكن حتى لا يصاب بصدمة تذهب بعقله , ولكنه حاول ان يفهمهم انه قادر على الحصول على صورة طبق الاصل , وأشار الى احدى الصور المطابقة للاصل.. وبعد ان يئس منهم ترك كل شىء وسافر .. تألم ابوه وهو يعرف ذلك ولكنه لم يكن قادرا ان يتحمل ما حوله , كل ما حوله اصبح صورا ومن المفجع ان يعيش جو الاصل فلا يجد سوى الصورة..
لقد كان اهون عليه ان يعود مرة اخرى الى البلد البعيد لعله ينسى الاصل فيعيش حياته للصور .. والخيال .. لقد اعتاد ان يعيش غريبا منذ سنين طويلة , ولو انه كان يمني نفسه بأن يعود ليعيش مستقرا فى بلده امنا مطمئنا ولكنه عندما عاد الى بلده ووجد صورة مطابقة للاصل, صدمته العودة فلم يحتمل البقاء ورحل بأسرع ما يمكنه , لأنه وجد ان شعور الغربة اهون عليه من شعور الوحدة انه فى غربته سيحلم بالاصول كما اعتاد فى السنين القليلة الماضية ,وسيعود ليمنى نفسه بحياة اصيلة فى يوم من الايام .. وبعد ايام من وصوله وبينما يتوافد عليه عند شقيقه المعزون فى البلد البعيد , رأها وهتف لأخته : وجدتها .. انها افضل واقرب ما تكون الى نفسي ’ الا يمكن ان نتقدم اليها . فهى صورة طبق الاصل من امي وصدمته شقيقته حينما قالت له : انها مخطوبة , ولن نستطيع التقدم لها ..حتى الصور المطابقة للأصل بدأت تختفي انها مأساة ..لقد وجد نفسه يفقد كل الاشياء .. ولكنه سيظل يجاهد حتى يجد صورة مطابقة للاصل ولن يعيش بأقل من هذا البديل .. لا أقل من صورة مطابقة للأصل ..
الذكرى الثلاثين لوفاة الوالده رحمها الله
الفاتحه على روحها وارواح جميع اموات المسلمين
يسري راغب شراب
يسري راغب شراب
كاتب و أديب
كاتب و أديب

ذكر
عدد الرسائل : 47
العمر : 72
البلد الأم/الإقامة الحالية : خان يونس
الشهادة/العمل : بكالوريوس ادارة اعمال- دبلوم عالي في العلوم السياسيه-دبلوم عالي بقسم الاعلام
الهوايات : الكتابة
تاريخ التسجيل : 08/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى