نحن و العوالم
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: المملكة الثقافية والإجتماعية والعلوم :: علمتني الحياة
صفحة 1 من اصل 1
نحن و العوالم
نحن و العوالم
هل نحن الإنسان من يعيش الحياة على هذه الأرض و في هذا الكون فقط...؟
هذا الكون الذي يعجز فكرنا الحاضر عن تصور حجمه و مساحته و حدوده-أن كانت له
حدود- (هذا إذا لم يكن هناك أكثر من كون؟).
هل يمكن أن نكون نحن الكائنات الحية فقط التي تتمتع بعظمة الحياة و نظامها و
جبروت كونها و مجد وجودها..؟
لا... نحن الإنسان على وجه الخصوص كوننا خُلقنا من الوعي الأعلى.
نحن لسنا سوى قطرة من بحر.
في كوننا اللامتناهي عوالم منها ما هي مثلنا و منها ما هي دوننا. و أيضاً
منها ما تفوق مستوى إدراكنا. البعض يختلف عن الآخر بالنسبة التي تختلف فيها
طبيعة الزمن. و البعض يعيش ما وراء الزمن. لكننا جميعا ًنرتبط بقاسم مشترك هو
الحياة.
فالحياة تسيرنا و تدير نظام الكون. كما تنظم حركة الزمن مع الأرض لتولِّفهما
بطريقة دقيقة تضمن من خلالها توازن الأشياء و الأحياء. كما تضمن استمرارية
البقاء الأبدي.
أن هذا الفضاء الكوني مبرمج بعملية رياضية لا تدع مجالاً لفوضى المواد
المتواجدة فبه مثل المجرات و ما فيها. و لا يمكن أن تكون هذه المواد فارغة من
حياة الكائنات الحية و غلا ما فائدة كل هذه العظمة.
على الأرض أدلة و براهين تؤكد وجود عوالم ذكية قَدِمَتْ إلى كوكبنا و أنارته
بعلومها. لكن المشكلة هي أن علماء الأرض من الفلكيين و السياسيين و
الاقتصاديين و الدينيين. حاولوا طمس الحقيقة بحجة خوفهم من الفكر البشري
الحاضر. فأي انقلاب فيه قد يؤدي إلى الفوضى في حياتنا الاجتماعية و الدينية و
السياسية.
انه غباء علمي و لا يمتَُّ إلى المنطق أطلاقاً. فالذي يبرر أخفاء الحقيقة من
منطق خوفه من الفوضى. كأن يغري العقول بقوله: أن نشر الحقيقة عن هؤلاء
المخلوقات الكونية سيؤدي إلى زعزعة الأيمان بالدينات و الإله. أليس هذا قمت
الغباء. أن المؤمن بوجود الإله يؤمن بقدراته و عظمته. و يؤمن أن الإله قادر
على صنع الحياة في كل مكان. ثم ماذا لو فرضنا أن الأنبياء هم مخلوقات كونية.
هل في هذا ما يزعزع أيماننا ثم ماذا يريد منا هؤلاء الأنبياء و في مقدمتهم
الإله. هل من شيء آخر سوى الخير و المحبة و السلام.
على الأرض نحن البشر نُقدسُ بشرياً إذا أعطى للبشرية ما تحتاج أليه من فلسفة
و علوم فكيف بمن لهم أضعاف أضعاف علومنا و أضعاف أضعاف قدراتنا.
على كل فرد أن يعلم أننا نحن الإنسان نعيش اليوم على عتبة أزمان ستختلف فيها
القيم و المبادىء. ستكون كلها لصالحنا. لأن القادمين أو العائدين إلينا
اقتربوا منَّا. لا بل بعضهم يعيش معنا. من يدري لعل الأصوات الغريبة التي
تنادينا في بعض الظروف أنما هي أصوات مصدرها تلك المخلوقات الذكية. و من يدري
أيضاً لعل الحوادث التي نتخلص منها بأعجوبة أنما هي من صنع هؤلاء الذين
يتوخون حمايتنا من شر الآلام. و أيضاً من يدري. لعل الأنبياء و القديسين و
العباقرة المعجزة الذين عاشوا و يعيشون معنا أنما هم من العوالم الكونية..
يكفينا لندرك قيمة الحياة أن نعلم أننا كانسان نملك الأسس التي تتألف منها
قوانين الحياة. فالإنسان صورة من خالق هذه الحياة. و الروح ليست إلا حياة
تأتينا من خلف الأزمان. و ما جسدنا إلا خليط من المادة و الزمن. لهذا تظل
الروح مستقلة بديمومتها بينما الجسد يتحول إلى نوع آخر من المادة ليرافق حركة
الزمن.
لا شيء يموت و لا شيء في هذا الوجود-غير موجود-كل الأشياء تحول. و أن كنا في
حاضرنا لا ندرك ما هي هذا الحول و إلى ي نوع من الحياة قد تتكون من خلاله.
نعم لا شيء يموت و إلا لما قام بعض الموتى من خلال المعجزات. و لأن المعجزة
في حد ذاتها عملية رياضية يتقنها الوعي الأعلى و الذي نملك نحن الإنسان من
هذا الوعي ما يكفي لصنع المعجزات. و أيضاً علين أن نعرف أن المعجزة أصلاً
موجودة في الحياة. كل ما تحتاج أليه هو وعي الإنسان الذي سماه أبن
الإله(بالأيمان) حين قال (من له أيمان مثل حبة خردل يمكنه أن ينتقل الجبال).
نحن البشر ما زلنا نجهل قوة و عظمة روحنا و آلتنا الجسدية. و كل ما نعرفه
أننا نولد و نموت. و بهذا نقترف خطأً جسمياً في حق قدراتنا. نحن لا نعير
اهتماماً لوعينا. بل بالعكس نعتمد في حياتنا على حواسنا و نعتبرها قائدنا في
هذه الدنيا. لكن الحواس ليست إلا قائداً فاشلاً يتأثر بظروف البيئة ليلهينا
عن واجبن ألعظم تجاه الحياة و الإنسان و الإله. وهو أيضاً يبث في داخلنا
الرعب و يزرع الإرهاب و للاثنين ما يمكن أن يفسد الأخلاق و الإرادة.علينا نحن
الإنسان أن نهيء وعينا لاستقبال عالم جديد. عالم الإنسان الكامل. يكفينا
رعباً من بعضنا البعض. لنتذكر أننا أبناء الكون لا أبنا الأرض. فالأرض ليست
~أكثر من وطنٍ للجسد. ما الروح فوطنها بلا حدود. هو كل الكون و هذا الإله
الذي يسكن في أعماق كل واحد منا.
فلا يكتمل الإنسان إلا بروحه.
لندع الجهل للشيطان، لأنه يقتل الشيء نفسه إلا أعماقه الشريرة. الغد آت لا
محال. يوم يموت الجهل ليدفن الشيطان و يموت معه الموت. الغد ينتظرنا نحن
الإنسان، لنحتفل فيه على مائدة أبن الإنسان. و سيكون الاحتفال بغداء علني لا
عشاء سري. و سيشاركنا الفرحة أخوة لنا من العوالم البعيدة القريبة. و سنشعل
جميعاً فوق كل كوكب شمعة و نغني لعيد ميلاد هذا الكون.
****
وليم
وليم جبران- سـوري عتيق
-
عدد الرسائل : 253
البلد الأم/الإقامة الحالية : أتري بريخا
الشهادة/العمل : متقاعد
الهوايات : الثقافات والآداب والتاريخ
تاريخ التسجيل : 04/09/2008
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: المملكة الثقافية والإجتماعية والعلوم :: علمتني الحياة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى