من المريض...؟

من طرف وليم جبران 9/9/2008, 3:50 pm

من المريض...؟

اقتربت الطبيبة من مريضها و سألته: أين موطن الألم...؟
المريض- أبتسم و أجاب: لو كان في جسدي وطن لما لجأت إليك.
الطبيبة- ضحكت و داعبت كتفه و قالت: حسناً... ممَ تشكو...؟
المريض-داعب أسنانه بلسانه و رد: من الجراثيم التي اغتصبت صحتي..؟
الطبيبة- ليتك تجيب عن أسئلتي: أني أسألك عن مكان الألم..؟
المريض- ألمي ليس له مكان. هو يعشش أينما كان.
الطبيبة: لا بأس... منذ متى شعرت بالألم...؟
المريض: لو كنت قد شعرت به لما كنت تألمت منه اليوم.
الطبيبة- تنهدت و صعد الدم إلى رأسها ثم سألته: أنا... أعني... منذ متى
تتألم يا أخي...؟
المريض- أنا لست أخاك... أنا مريض.
الطبيبة- يا ألهي... أعرف ... أعرف أنك مريض.!
المريض- إذاً لماذا تسألين..؟
الطبيبة- اقتربت منه و أسندت يدها على حافظة الطاولة لكنها لمحته يلتهم
صدرها بنظاراته.
ابتعدت و خبأت النجمتين ثم أردفت: أسألك لأفهم نوع مرضك.
المريض- أنت لم تفهمي لغتي... أنت خبأت أجوبتي بين سؤالين دافئين.
الطبيبة- نظرت إلى زاوية و سألته: ماذا تقصد...؟
المريض- ينهض و يقترب من جسدها و يهمس في أذنها: إن ما أعرفه أن الطبيب هو
أكثر الناس تفهماً لجسده و حتى لذاته...
هل هذا صحيح..؟
الطبيبة- ربما... و لكن..
المريض- قاطعها: و لكن المشكلة أنك تعانين المرض و تعاينين المرضى.
الطبيبة- لم أفهم.
المريض- أنت تخافين من جسدك. مرضك أنك تعانين ألم العادات و التقاليد التي
رسمت أعضاؤك المقدسة على أنها أماكن الرذيلة و الدنس. أسالك: هل عضوك الجنسي
مستنقع قذارة أم مركز الخلق و المحبة و الطهارة؟. هل صدرك بنهديه هو عار تقاس
به أخلاقك أم أنه نبع الطفولة و القداسة إلى جانب ما يملكه من لذة و راحة؟.
الطبيبة- ابتسمت بسخرية و أجابته: ماذا.. هل تريدني أن أعاينك و أنا
عارية..؟
المريض- ليتك تفهميني يا امرأة...!! كان عليم أن تعلمي أن المريض لا يهمه
سوى ألامه.. لهذا أن تفهمي أولاً كل قطعة من جسدك حتى تتمكني من فهم مريضك.
الطبيبة- أرجوك إن كنت تريدني أن أعيانك. أصعد السرير.
نظر الشاب إلى السرير و التفت إليها بعد أن ملأ شفتيه بابتسامة و قال: إن
أجمل ما أتصوره على ذاك السرير هو رجل و امرأة يتمتعان بكل الصحة و يمارسان
الحب من أجل أن يأت إلى هذا العالم مخلوق جديد. يدعى.... الإنسان.

****
وليم