هذه أنا

قوية أنا...
طموحة أنا...
أنا إمرأة خلقت لتحارب ضعفها...
ويشتد عودها بعد كسرها...
فارسة مغوارة بمعارك الحياة...
خلقت وبيدي سيف حاد الطباع...
قوي المنعة... سديد الرمي...
انتشلت عزيمتي من بركان الثائري بداخلي...
وانطلقت بوجه الحياة...
فارسة تخوض معاركها شامخة بوجه الصعاب...
وتماما كالماس...
فبعد كل معركة يزداد بريقي وهجا...
وكلما خدشت روحي أكثر زاد سطوع وهجها أكثر فأكثر...
أنا إبنة العشرين خبرة...
والثلاثين نضجا...
والأربعين وقارا ورزانة...
وكلما زاد العمر عاما امتدت جذوري بأعماق الأرض عمقا...
أنا إبنة الأرض والتعب...
لم أخلق لأبتئس...
وانتشلت قوتي من رحم ضعفي...
آمنت بذاتي...
أحببتها وداويت جراحها...
طبطبت على آلامها وأكملت المسير...
ماعاد يخيفني الفشل...
ولم أعد أخشى عثرات الطرقات تماما...
وإن عدت خطوة للوراء سأنطلق بقوة أكبر...
ليرى العالم عنفوان امرأة تجملت بمساحيق الحكمة والتدبير...
وتزينت بكحل الكبرياء...
أنا امرأة حملت تاج الصبر على رأسها باحتراس...
وزخرفت أطرافه بماس الذكاء...
ومرجان العناد وزمرد الوقار...
لست امرأة عادية...
فإن جار الزمان على زماني وزاد سواد أيامي.....
سأشرق كلؤلؤة نضجت بظلام محارها، توارت بين قضبان محارها فإذا أشرق النور على وجنتيها...
ازدادت بالعفة بياضا...
وبالحنان رخاء...
وبالجمال ودادا...
فسجنها بين كفي محاربها يصنع منها قوة...
لتنطلق كقمر حجب خلف الكسوف...
وانطلق بعد الحجوب ساطعا بين النجوم...
نعم...
انا لست امرأة عادية...
أنا الحياة...
هذه أنا...