๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تحريرُ فلسطين بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول

وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
تحريرُ فلسطين بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 980591
العبيدي جو ادارة المملكة الأدبية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
تحريرُ فلسطين بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول

وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
تحريرُ فلسطين بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 980591
العبيدي جو ادارة المملكة الأدبية
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تحريرُ فلسطين بطريقةٍ تخرقُ الأساطير

اذهب الى الأسفل

تحريرُ فلسطين بطريقةٍ تخرقُ الأساطير Empty تحريرُ فلسطين بطريقةٍ تخرقُ الأساطير

مُساهمة من طرف صبري يوسف 5/1/2009, 4:27 pm

تحريرُ فلسطين بطريقةٍ تخرقُ الأساطير



مرةً أخرى جنَّ جنون الإنسان، هجمومٌ مجنون على غزة، تقوم الدِّماء ركباً، لم أجد أجدى من استعراض فكرتي، فكرةٌ خارقة تؤدّي إلى تحرير فلسطين من أيدي الغاصبين بطريقة اسطوريّة غير مسبوقة؟!!!

...................................................؟؟؟
هناك رؤى خطرت على بالي منذ سنوات، رؤى غير مطروقة في كيفية تحرير فلسطين وسائر الأراضي المحتلة عن طريق البغال والجِمال والحمير، نعم حمير بأربعِ قوائم!
منذ سنواتٍ وسنوات خطر على بالي فكرة تصلح أن أكتب عنها قصة أو عمل روائي أو ربّما سيناريو لفيلم سينمائي طويل أو قصير، محور الفكرة يدور حول كيفيّة الاستفادة من تسخير طاقات البغال والجِمال والحمير والكلاب الضالّة المنتشرة في طول العالم العربي وما أكثرها في بلادٍ تحفل بالبراري الفسيحة، لتحرير البلاد من كثافات السواد!
أتذكَّر أنني أستعرضت سياق الفكرة في أكثر من لقاء جمعني بالأصدقاء وبعض ممّن يطرحون أنفسهم ساسة، وأتذكر جيّداً أن أكثر من شخصية اهتمامية بما أقول كان على وشك أن يسقط من على كرسيه أرضاً لما كان ينتابه من قهقهات، ولا في مسرحيات عادل إمام! مع أنّي كنتُ جاداً في سياق العرضِ لكني كنتُ أسرد فكرتي بسخرية مريرة إلى أبعد حدود المرارة، وأقصى السخرية ممكن أن تؤدّي إلى أقصى الكوميديا، ولا تخلو فكرتي من جنوحٍ كوميدي في بعض جوانبها، لكن الكوميديا ليست هدفي وإن تأتي في سياق العرض، لأن الشخصيات التي أجسدها شخصيات غير معهودة في عالم القصِّ والسَّرد والبناء.

فيما أشاهد أخبار فضائياتنا التي هكلتني بالأخبار التي تسمِّم الأبدان منذ زمنٍ بعيد وحتى الآن، فلا أتذكّر نفسي أنني شاهدت الأخبار يومين متواصلين على مدى عمري إلا وأنا أشاهدُ بحاراً من الدَّم والحروب التي لها أوَّل وليس لها آخر، فتراكمت همومي على امتداد نصف قرن من الزَّمان، ولكي أرتاح من قصة الحروب والأخبار المسمومة ولكي أضع اسرائيل عند حدّها، انبثقت شرارة الفكرة وكأنها شرارة منبعثة من هلالات نيزك تحمل كل أنواع تجليات السحر الاسطوري وفعل ما لا يمكن فعله، وأغلب الظنّ أن هذه الفكرة لم تراودني لأنني ضدّ اسرائيل بقدر ما راودتني كي أجد حلاً لمسألة باتت تزعجني من خلال الأخبار المسمومة التي تهزُّ بدني كل مساء، وعندما وجدت عالم العرب والعروبة يغوصان في نومٍ عميق، رحت أمعن النظر في معالم فكرتي أقلِّبها على كافة جنباتها إلى أن تيقَّنت أن رؤاي لا يخرمها الماء ولا يخرقها أي صاروخ على وجه الدنيا لأنها فكرة غير قابلة للخرق وهي تخرق ما لا يُخرق!
لا أخفي عليكم أن فكرتي تتقاطع بطريقة أو بأخرى مع فيلم الضفدع، .. حيث شاهدت كيف تهجم الضفادع على مدينة وتبيدها عن بكرة أبيها، وهي تتقاطع أيضا مع فيلم النحل الذي شاهدته وأذهلني بهجومه الكاسح على الانسان، وكم بدا لي الإنسان هزيلاً أمام هذا الكائن الصغير ـ النحل، عندما يكون النّحل متوحّداً ومصراً على غزو ما لا يمكن غزوه وهكذا وجدت قوافل البشر تهرب في جلدها تاركة الجمل بما حمل للنحل والضفادع!

أصرّح بكل مصداقية أن فكرتي غير مستوحية من أيّ من الفيلمين، لكنها تبرعمت من فكرة الشهادة، أو العلمليات الانتحارية! لكنّي أحببتُ أن أطوّر العمليات الاستشهادية أو إن شئت أن تقول الانتحارية بطريقة حداثوية تناسب حداثة وتطورات العصر، لأنني عندما كنتُ أشاهد الأخبار وأجد شاباً أو شابة في مقتبل العمر تقوم بعملية استشهادية، كنت أشعر بنوع من الأسى والحزن ناهيكم عن تراكمات الأحزان القابعة فوق روحي وقلبي منذ أن وعيت على وجه الدنيا حتى الآن، حروب على كل الجبهات، تلاحقني وتسمِّم ليلي وغربتي وأنا في قطب الشمال من هذا الكوكب المبتلي بحماقات البشر! وهكذا تلألأت فكرتي في خضم جنون هذا الزمان، وأنا أرى أن الإنسان العاقل الهادئ الرصين نادراً ما يصلح للحرب، فلكي تكون صالحاً للحرب لا بدّ أن يكون لديك قدراً لا بأس به من جنون الحرب أو شغف الحرب أو انشراخات قوية في ذبذبات الدّماغ، ومحاولة تسطيح الكثير من تجاعيد المخ للاقتراب من مملكة الحيوان، هذه المملكة التي وجدت فيها ضالّتي المنشودة التي أبحث عنها كي أبنى عليها فرضيات أفكاري وأضع على رقابها وظهرها وحدباتها كلّ الرِّهان!

قبل أن أدخل في تفاصيل فكرتي أريد أن أشير إلى أنني من أنصار الرِّفق بالحيوان، وقد أشرت في ديواني: “الانسان ـ الأرض، جنون الصولجان” إلى الكثير من المزايا التي يتحلّى بها البغال أكثر ممّا يتحلّى بها الكثير من بني البشر!
كنتُ مسترخياً على سريري، بعد أن تشبّعت من السُّموم التي تتهاطل عليّ من جرّاء الهجومات المجنونة لاسرائيل على الشعب الفلسطيني واللبناني، وحالياً تجتاح غزة بدمٍ بارد، تجرف الأخضر واليابس، والعرب في سبات عميق كأنهم ينافسون أهل الكهف، وهكذا لمعت الفكرة، فكرة الاستعانة بالبغال والجمال والحمير، والكلاب الضالة! لكني كنتُ أشعر بنوع من الألم لما ينتابني من آفاق ظالمة في حقِّ البغال والجمال والحمير، أريد أن أعترف أنني كإنسان أحمل بين جنباتي أحياناً بذور الشرّ، لكن شرّي وشراراتي تفاقمت من خلال الشرور المتهاطلة على ليلي ونهاري لهذا اِخترت أهون الشرور لعلي أستطيع أن أضع حدّاً لشرور وجنون إنسان العصر، وبعد أن تأكدّت أن الكائن الحي لا يمكن أن يقضى على شرور العالم بفعل الخير والحوار والأخلاق الرفيعة لأن الشرير لا يسمع ولا يرى ولا يستجيب إلى فعل الخير والحوار والأخلاق، وهكذا قرَّرت أن أبحث عن شرٍّ حضاريٍّ يناسب حضارة العصر السقيمة! حضارة مشينة، بعيدة عن شهقة الطفولة وبعيدة عن نداوة وردة وعن حنين عاشقة!

لا أعلم بالضبط مَن قال: الحرب هي الحرب كيف تقضي على خصمك فذلك هو الحل، ومن هنا أحببت أن أخطِّط بشكل محكم ومدروس للقضاء على الخصم، مع أني لا أجد لي خصماً في الحياة، فأنا لا أحبُّ الخصومة ولا أحبُّ الحرب ولا أحبُّ القتل ولا أحبُّ الصراعات المجنونة، ولا أحبُّ أن أحرِّرَ أرضاً مغتصبة، ولا أرضاً محتلة، لأن الأرض كلها لا تعنيني، ما يعنيني هو أن أنام مرتاحاً خلال السنوات الباقة من حياتي، ما يعنيني هو أن أضع الكثير عند حدّهم كي يفهموا أنني أيضاً أفهم ولي إيديولوجياتي في الحياة والبحث عن النوم العميق بعيداً عن ترَّهاتهم وسياساتهم الممجوجة وأهدافهم السخيفة على حساب رقاب القوم والعباد وفقراء هذا العالم، لهذا يخطأ مَن يظن انني أهدف أن أحرّرَ أرضاً ما مغتصبة، لكني أريد أن أحرِّر ذاتي من سطوة مجانين هذا العالم، أريد أن ألقِّنهم درساً ربّما يكون دراميّاً وتراجيدياً في آخر ما توصّلت إليه في عمليات الشهادة والانتحار!

جاءتني الفكرة ما بين الحلم واليقظة، ثم ترعرعت وترعرعت إلى أن وصلت إلى حدِّ مذاق الدمعة! لأن أفكاري لا أخفي عليكم أحياناً تبكيني، من شدّة العاطفة أحياناً ومن طزاجةِ غرابتها أحياناً أخرى!
وهكذا ومن خلال تواصلي مع عالم الحيوان وتركيزي على تطوير هذا التواصل بعد أن يئست من تطلعات الكثير من البشر، تولَّدت لدي طاقات لا بأس بها للتأثير عن بُعد أو عن قُرب على عالم البغال والجِمال والحمير، فجمعتُ ملايين البغال الشاردة والجمال التائهة والكلاب الضَّالة والحمير المسترخية عند منحدرات الجبال!
سررت لاستجابة البهائم، لِمَ لا، كانوا يطيعونني منذ أن كنتُ طفلاً، وتبادر إلى ذهني أن أعيّن على كلّ فوجٍ من أفواج بهائمي مجموعة من المروِّضين، كي يروّضوا دوابي لخوض المعركة القادمة، معركة حاسمة تضع حدّاً لعنجهيات البربرية التي تطرحها هذه الدولة الخارجة عن القانون! فقد أوعزت أوامري إلى المروِّضين الذين جاؤوني من كافة أنحاء الوطن، خاصة أننا بلدان لها تواصلها مع مملكة الحيوان، اِندهش المروِّضون من الرواتب الضَّخمة التي رصدتها لهم، لأنني طرحت نفسي رئيس قوات البهائم والدَّواب الضَّالة على امتداد البلاد من الماء إلى الماء، فهطلت عليَّ الأموال من كل حدبٍ وصوب، والكثير ممن كان يغدق علينا الأموال، كان يظن أن اللغة التي أطرحها ما هي إلا ترميزات وأسرار عسكرية، فلم يتدخل في تفاصيل المعركة التي أخطِّط لخوضها بثقة عمياء بحيث أن تخلخل أجنحة أكبر عدو على وجه الدنيا!

وهكذا بدأ المروِّضون بالتدريب، تدريب البغال، والجمال والحمير والكلاب، كلّ مجموعة على حدة! وربّما يتساءل أحدهم على ماذا يتدرَّبون هذه البهائم؟ تريَّثوا يا أعزائي، خذوني في حلمكم، فالصبر مفتاح النصر، فها قد صبرتم عقوداً من الزمن ولم يتم تحرير متراً واحداً من الديار المقدسة والديار الدافئة، ألا تستطيعوا أن تصبروا بضعة دقائق، ستغضب الجِّمال من نفاذ صبركم!
جاءني خبر مستعجل من مروِّضٍ في قطّاع القسم الجنوبي من فيلق الجِّمال، أن تدريبات ترويض الجِّمال تسير بشكل مدهش وأن هناك تقدُّم جيد في تجاوب استعدادات الحمير لكن بعض البغال ما تزال عنيدة في القطاع الشمالي لهذا نحتاج إلى مروِّضين من نوعٍ خاص لبعض البغال العنيدة!
تذكّرتُ بغلتنا البنّية عندما كنتُ طفلاً، حيث أنها ما كانت تستجيب لمتطلبات أخي الكبير، فكان والدي يتقدَّم نحوها ويبعد أخي عن ميدان الترويض، ثم ينظر إليها ويضع يده بهدوء على رقبتها الغليظة، يفرك رقبتها، فتحكُّ رأسها بوالدي، ثم تتواصل معه بطريقة ودّية، فكنتُ أشعر آنذاك أنها مستعدة لأن تحمل قمحنا وتأخذه إلى أبعد الطواحين، متعةٌ لذيذة كان ينتابني وأنا أركب على ظهرها عابراً البراري الفسيحة متوجّهاً نحو عوالم الطواحين المعبّقة بنكهة الحنطة!
اتصلت مع بعض المروِّضين، ثم طلبت منهم أن يبحثوا عن الفلاحين المتقاعدين، لعلَّهم يتطوَّعون ويقدِّمون لنا خبراتهم في ترويض بعض البغال العنيدة، جاءني الكثير ممن لهم لمسات سحرية في ترويض البغال الشمُّوسة، وفيما كانت التدريبات تسير على قدمٍ وساق، إذ بجمل ذات حدبتين تهمس في أذني كأنَّ لديها سرّاً عسكرياً، نظرت إلى حدبتيها، وأنا أضحك في عبّي فرحاً، كيف فاتتني هذه الفكرة، أحييكِ يا سفينة الصحراء، أحييكِ على هذه الرؤية الرَّحبة، همستُ في سرّي لِمَ لا، الفيلة لهم حضورهم وجبروتهم وهجومهم المضاد لعرش الأدغالِ والأحراش!
وهكذا قمت باجراء ترتيبات التنسيق مع أحبائنا الأفارقة مركّزاً على فيلهم وقرودهم المنتشرة في غاباتهم الفسيحة، وطلبت منهم تزويدي بأكبر عدد ممكن من مروِّضي الفيلة والقرود، ووضعت في الاعتبار أن أرصد هذه القوات لحرب الغابات والأحراش والأدغال المستعصية!

جاءنا أعداد هائلة من الفيلة والقرود من أفريقيا، وشكَّلت أكثر من أربعة فيالق جديدة من الفيلة وفيلق من القرود خاص بالانزال الجوّي عند الضرورة!
أشرف يومياً على سير التدريبات، ما كنتُ قد أعطيت للمروِّضين تفاصيل أسرار فكرتي في كيفية اقتحام حدود العدو الغاشم، فقط أوعزت لهم بترويض كافة البهائم كي نخطِّط بعدها لتحرير الأرض من أنياب العدو بطريقة مفاجئة.
عندما اكتمل نصاب القوات، وأصبح عددها يربو على ثلاثين مليون مقاتل من الطراز الانتحاري، دعوت كافة المروّضين، الذين تم تعيينهم كرؤساء فرق وفيالق لقيادة جبهة الحرب عن بُعد كما سترون لاحقاً.
كان المروِّضون يصغون إليّ بدقّة كبيرة، وتتلخصّ استراتيجيتي بشكلٍ مبسَّط لا تعقيد فيه، وضمن سياق استراتيجيتي يتمحور جانياً مهما من التكتيك، ولا كل تكتيكات حروب الكون، حيث أنني سأعطي أوامري بالهجوم المباغت على العدو في وضح النّهار، وذلكَ بعد أن يتم تدريب كافة الفيالق بالقيام بمهماتها بدقة وبعد أن نقدِّم عروضاً تدريبية في أعماق صحارينا وبعد أن أجد أن لمقاتلينا الانتحاريين الاستعداد التام للهجوم البرّي عندها سأعطي إشارتي للبدء في الهجوم!
سيتم توزيع القوات من الشاطئ الجنوبي للبنان المتاخم لاسرائيل حتى غاية كل الحدود الجنوبية ثم الحدود السورية والأردنية والمصرية ضاربا معاهدات ما يسمى بالسلام تحت روث الجمال والبغال التي ستحرر البلاد من ظلم الظالمين!
سيتم توزيع أرتال من الجِّمال، البغال، الحمير، الكلاب، الفيلة، وسنترك القرود للحالات الطارئة والانزال الجوي، بين كل رتل ورتل سيكون مسافة خمسة أمتار، سيتحكم المروِّضين عن بُعد، بطريقة سير المعركة واقتحام القوات للأرض المحتلة، وقبل الهجوم سيتم تبليغ كافة عرب الداخل وكل من يقطن في فلسطين من الفلسطينيين والسيّاح بإخلاء فلسطين كلياً، لا نحتاج لأية مساعدة من مواطن فلسطيني في الداخل، داخل فلسطين ولا في داخل اسرائيل من عرب الداخل أو من عرب فلسطين، سنطلب منهم أن يخرجوا من فلسطين واسرائيل طوعاً لاسترداد حقّهم بالتمام والكمال، سنعفيهم من الحرب وكفاهم حروباً فقد شبعوا من الحرب إلى حدٍّ وصلوا إلى درجة ما بعد التخمة! ثم ان معركتنا لا تحتاج لمقاتلين من فصيلة البشر لأن كل حيثيات فكرتي تقوم على تحرير الأرض ببهائمنا! نعم بهائمنا، لأن بهائمنا هي ملكنا ونحن أحرار بها، نقودها ونعلفها ونرصدها لعمليات انتحارية، هذا شأن داخلي ولا علاقة لأية منظمات دولية أو محلية بنا ولا ببهائمنا، والذي لا يعجبه أفكارنا فليضرب رأسه برأس فيلٍ أو بغلٍ من بغالنا، سنرى مَن سيفوز في المناطحات؟!

ستهجم القوات بعد أن يتم توزيع أرتال البهائم على كلِّ الحدود البرية من دول الطوق على اسرائيل، حيث سيكون ما بين كلّ انتحاري وانتحاري خمسة أمتار نحو الأمام ونحو اليسار، وسيكون كل انتحاري مدرّع بدروع مضادة للرصاص ومزوَّد بألغام غير محرّمة دولياً لأننا لا نريد أن نخرق الأعراف الدولية ولا نريد من أية جهة أن تحمِّل بهائمنا مسؤوليات هم بغنى عنها، نريد حرباً شريفة، تصونها الأعراف الدولية! سيتقدم المقاتلون بشكل مستقيم بحسب التدريبات والترويضات التي تمت لهم، سيتقدمون دفعة واحدة على كامل الحدود البرية بما فيها بحيرة طبرية أو أية بحيرات وأنهار خفيفة تأتي في طريقهم، سيدخلون في العمق الاسرائيلي، مركِّزين أن يحافظوا على مسافة خمسة أمتار ما بين مقاتل وآخر، وهكذا سيدخلون العمق الاسرائيلي عبر هجوم مركّز وكثيف، ويبدأ المروّضون بتقديم أوامرهم عن بُعد وعندما يصلون إلى قلب تل أبيب والعمق الاسرائيلي سيتم البدء بالعمليات الانتحارية وأشدِّد على عبارة انتحارية لأنني أريد أن أقود المعركة بطريقة انتحارية خالصة لربما بعض السذج يقول هذه ليست شهادة هذه عمليات انتحارية، فليكن انتحاراً، استشهاداً سيّان، لا فرق عندي، المهم أن نحرر الأرض من جنون الصولجان، سيتم تفجير الألغام التي يحملها كل انتحاري من البهائم عبر جهاز تحكُّم يتحكَّم فيه المروّض عن بعد، بحيث يتم تفجير الانتحاريين الأوائل الذين وصلوا إلى العمق الاسرائيلي ثم يتم تفجير الذين يليهم إلى أن يتم تغطية كافة الأرض المحتلة بالانتحاريين، من المؤكّد أن الكثير من مقاتلينا سيتعرّضون للقصف لكن هذا لا يؤثّر على سير المعركة لأن مهمة المقاتلين أصلاً هي الانتحار، فليقصفوا أقصى ما يستطيعوا، سيقتلون بضعة آلاف، ملايين! .. وسيستمر ملايين آخرين، سيقتحمون المدن والقرى والبراري والغابات، ويبيدون الأخضر واليابس، سيرى الاسرائيليون العجب العجاب، معركة ضارية ولا في عالم الخرافات! ماذا ستفعل اسرائيل بطائراتها وصواريخها أمام ملايين الانتحاريين، جثث مهيمنة على مساحة الأرض المحتلة، لا تستطيع دبابات العدو ولا مدافعها التقدُّم متراً واحداً، ستجد نفسها محاصرة بجثث الشهداء الانتحاريين، وهكذا ستجد قوات العدو نفسها خائرة القوى أمام هذه الروح الانتحارية، ستشعر اسرائيل بالاحباط والفشل الذريع والهزيمة المريرة، ستجد نفسها على أرضٍ غريبة، غربة الأرض عن السماء، .. سيُقتل من يُقتل، وسيهرب من يهرب، وسيبقى من يبقى، وكل مَن يبقى منهم على قيد الحياة سيجد نفسه محاصراً بملايين الجثث المنتحرة وأخرى في طريقها إلى الانتحار، سيجد الاسرائيلي نفسه مهدداً بالموت المحتّم من خلال تفسُّخات انتحاريينا الأشاوس فهم أشاوس حتى بعد انتحارهم، سيجد نفسه أن لا ملاذ له سوى البحر المتاخم للأرض المحتلة، سنترك له البحر مفتوحاً على مصراعيه، سيطلب النجدة من قوات دولية سيهرب في جلده نحو شواطئ أوروبا، نحو البلاد التي جاء منها، تاركاً جِمالنا وبغالنا وحميرنا في حال سبيلهم يستمتعون بانتحارهم واستشهادهم الراقي! ستتدخل قوات الطوارئ الدولية ومنظمات وقوات غربية لانقاذ الموقف لكنني سأعطي أوامري بالهجوم المباغت، والانزال الجوي، سأجعل من الأرض المحتلة أرضاً مشاعة لدوابنا وبهائمنا التي انتحرت فوق تراب الوطن، وهكذا كلما تتدخَّل قوى ما ستجد نفسها محاصرة بملايين الانتحاريين، ستهرب من تفسُّخات جثث شهدائنا الأبطال، ستهز المعركة صولجانات الغرب، سيندهش الزعماء العرب من جبروت بهائمنا، سيتساءلون بشيء من الدَّهشة، كيف فاتنا كلّ هذه السنوات أن نحرِّر الأرض المغتصبة ولدينا كل هذه القوى الضارية؟ ستملأ نشرات الأخبار مساحات الصحف على مستوى الكون، سيندهش الغربي والشرقي والشمالي والجنوبي من كيفية التحرير!

سيقلق الغرب من حميرنا وبغالنا وجِمالنا وسترتفع قيمة بهائمنا ومَن يصونها ويروِّضها ويقودها، سيعترف بعدئذ العالم كله أننا قادرين على تحرير الأرض المحتلة بجدارة، لأن لدينا قوة تستطيع أن تزلزل الجبال، وسيعرف العالم كله أن لغة الحوار مع بغال آخر زمن لا تفيد، لهذا لا بد من إيجاد لغة بغليّة أكثر شراسة من بغالهم، تحاربهم باللغة البغلية التي فرضوها علينا منذ عقود من الزمان، آنذاك سيدركون أن لغةَ البغالِ تختلف من بغلٍ إلى آخر، سيهزُّون رؤوسهم، محتارين ومطأطئين، سيتساءلون باِندهاشٍ كبير، مَن هو هذا الذي خطر على باله أن يلملم كل هذه البهائم ويسلِّطها علينا بطريقة عجائبية، تفوق قصص الجنِّ والأساطير؟
عندئذ سأنهضُ من حلمي وأقهقه على مدى براري الشرق، وعلى مساحات غربتي ونشوة الانتصار تضيء ليلتي، ثم سأكتب تحذيراً، إلى مخرجي هوليود وبقاع الكون إياكم أن تسرقوا فكرتي وتحوِّلونها إلى فيلم سينمائي من دون اذني وإلا سأسلِّط عليكم جِمالي وبغالي، عندها سيتذكَّرون جيّداً أننا أوَّل من كتب الأساطير وآخر من يحرِّرُ الأرض بطريقةٍ متعانقة مع عالمِ الأساطير!


تنويه: يسمح لأي موقع أو منتدى أو صحيفة ورقية والكترونية، نشر هذا المقال بدون إذني شريطة الإشارة إلى اسم الكاتب والمصدر المنقول منه.

_________________

صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم

http://www.sabriyousef.com
sabriyousef1@hotmail.com
صبري يوسف
صبري يوسف
كاتب-شاعر-فنان
كاتب-شاعر-فنان

ذكر
عدد الرسائل : 107
البلد الأم/الإقامة الحالية : السويد
الهوايات : الكتابة والفن
تاريخ التسجيل : 07/10/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى