عواء

ألاف الدموع, ألاف الموتى يرقصون على عذب نغمات خطاك المبتعدة
أحدهم يحضن مزهرية الورد اليابس ويهز برأسه الموجوع حتى التعب
يئن يئن ويئن
لا يريد أن يرفع رأسه للسماء لطلب المعونة
يصرخ من داخله كالمجنون الأعمى الهائج كالبحر
كما كنت تدعينه
ينتظر من دماءه أن تنزف ليرتاح قليلاً
في ميعادها تعود كل الشياطين والأرواح
وفي ميعاده يهطل الظلام دائما
انهم لا يرحمون أحداً لا يرحمون أحداً
سيصلب الإله مجدداً دون ندم
سيقتلع قلبه وسيضع تاج الشوك بكل قسوة على جبهته
لم يعد مسموح لأحد بالنظر إلى عينييه
لم يعد مسموح لأحد بأن يضع القليل من لا مبالاته على قلبه ويخنقه
لم يعد مسموح لك بالتجول حول رأسه كفكرة أحبها
لن يسافر للقمر
لن يسبح ولن يتمشى على رمال الشواطئ
لم يعد يريد أن يكون الله
وسيأتيك يوم وستتكلمين به مع نفسك مثله كالمجنونة
رومنسية باهتة متملقة غير خالدة فانية أنتِ
الحفر لا يليق إلا للقبور
لن يحفر حفراً ليزرع الورود يعدك بذلك
لن يسقي شجرة أو عصفور أيضاً يعدك بذلك
لن يقدم  لهم أي شيء أبدا كي يمضي يوماً ما معك  صدقيني
في أحلامه ستأتين
في أحلامه  ستتمجدين
كم احتاجك بجانبه.
مع علمه أنك سترحلين
يئن
يتألم يبكي وكأنها المرة الأولى.