قصة حب الدنيا
2 مشترك
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: الأدبيــة العـامـــة :: القصة والحكاية :: سمير روهم
صفحة 1 من اصل 1
قصة حب الدنيا
قصة حب الدنيا
عاش رجل مؤمن يخاف الله في بلدة لا تخاف الله الكل غارق في ملذات الحياة وهجر الصوم والصلاة ولا يهاب عقاب المحرمات فكان هذا الرجل يخدم الجميع وكان ذا سيط ونفوذ, فالرب وهبه نعمة الحكمة, وأغناه في الدنيا ولكن كلما زادت النعم عليه فكان يشكر الرب ويتقرب منه أكثر, حتى أصبح كأنه خليل الله لا يفارقه أبداً يذكره ليل نهار ويشكره على نعمه وهو بدوره كان ينعم على الآخرين بما أكرمه الله به ولحب الرب له وهبه حرية تحديد ساعة الموت فأرسل له ملاكاً بينما كان يصلي في منتصف الليل ظهر له الملاك بنور شع في كل أرجاء الغرفة فخاف الرجل منه لكن الملاك قال له: لا تخف أيها الأمين لقد وجدت نعمة في عين الرب .
فقال الرجل : ألايكفيني ما وهبني أياه الرب ويمن عليَّ بالمزيد فأنا لا أستحق كل هذا
فأجابه الملاك : بلا لأنك تحب الرب وتخافه وتطيعه في بلد كله فساد وخطايا وبقيت محافظاً على تعاليم الرب لذا سمح لك بأن تحدد أنت موعد أنتقالك من هذا العالم الفاني إلى الحياة الثانية
فسر الرجل بهذا القول وقال : هذا يعني أنا من يحددها ومتى أريد ؟
أجابه الملاك : أجل وكان موعد رحيلك غداً إن أحببت ؟
أجابه الرجل : أرجو أن يسمح الله لي بالعيش أكثر لأنني لم أشبع من جمال الدنيا بعد .
فقال الملاك: ليكن لك كما أذن الرب وسأعود بعد سنة في مثل هذا اليوم لأسمع قرارك ثانية
فأختفى الملاك وكأن ما حدث حلم تابع الرجل صلاته كالعادة ثم خلد للنوم وفي صباح اليوم التالي باشر بعمله اليومي في العمل وتوزيع الخيرات على المحتاجين ويطلب من كل من
يساعده أن يشكر الرب على نعمه فكانت ترفع صلوات شكر من أفواه المحتاجين كما كانت تخرج السيئات من أفواه الآخرين وهكذا مرت سنة بسرعة ولم يشعر بها لأنشغاله بالعمل
فحضر الملاك كما في السابق وسأله هل تريد الرحيل غداً لنرسل من يأخذك من هذه الفانية
فترجاه الرجل أن يمهله الرب سنة أخرى فقال له الملاك ليكن لك هذا بقول الرب لكن سوف تمرض وحالك سوف تسوء كثيراً ربما لن تتحمل عذابات الدنيا فقال له الرجل سوف أتحمل
لأشبع عيني من الدنيا وجمالها .فقال له الملاك لقد أخبرتك وسوف أعود بعد سنة في مثل اليوم
وكالعادة في صباح اليوم التالي أردا النهوض من الفراش لكن لم يستطع فقد شلت أقدامه فقال
الحمد لله.. فالمصاب في قدميَّ وليس في عيوني ولساني ...
عيوني لأرى مجد الرب فيما خلق من أبداع في الكون
ولساني لأمجده وأشكره وأسبحه على هذا العطاء والأبداع
فكان يعاني من عدم الحركة لكن البسمة لم تفارق وجنتيه وتابع صلاته وكان يحاول القيام بعمله كالسابق ليتمجد أسم الرب وهكذا مرت السنة في عذاب مرير لكن حبه للخالق فاق ألمه
وحان موعد الملاك في ليلة قمراء أضاء نور الملاك في عليته فرحب به الرجل أهلا برسول الرب فقال له الملاك يقول لك الرب أنه يعرف مدى حبك له لكن يقول ألم يحن موعدك .؟.
فقال الرجل لا.. بل أريد سنة أخرى إن سمح الرب فقال له الملاك هناك الكثير من المتاعب تنتظرك فيما بعد وربما لن تقوى على تحملها فقال الرجل الحياة حلوة وجميلة برغم مرارة العذاب فقال له الملاك: ليكن لك ما تريد سأعود بعد سنة . ورحل الملاك وما هي لحظات حتى أصيب الرجل بالعمى فقال الحمد لله لأن لساني مازال سليم لأشكر الرب وأدعو الناس لشكره وكانت تمر الأيام بعذاب كبير لكن البسمة لم تفارقه وكلمات الشكر تصعد للرب بكل لحظة..
فأستغرب الكثير من أهل بلدته بما أصابه وما زال يشكر الرب ويحاول بكل الطرق فعل الخير
ليتمجد أسم الرب ومرت سنة أخرى وجاء الملاك قائلاً ألا يكفيك من الدنيا فلم يبق لك فيها غير العذاب فقال الرجل برغم العذاب فهي حلوة وأرجو أن يسمح الرب لي بسنة أخرى
فقال الملاك لم يبق لديك المال لتوزعه على الناس وليخدمك الآخرون سوف يتخلى عنك الجميع فقال الرب معي وهذا يكفيني فعاد الملاك ومرت الأيام على الرجل المسكين كان يستجدي الخبزمن الآخرين وكان يشكر الله على كل شيئ وبعد أيام قليلة أرسل الرب جوقة من الملائكة إلى الأرض وهي تنشد التسابيح وتهبط رويداً رويداً فسمع الرجل صوتها فحاول بكل ما لديه من قوة ليخرج ويسمعها فزحف للخارج والدماء تنزف منه وأخيراً وصل للهدفه وليسمع الملائكة تنشد أعذب الألحان وتعزف على القيثارات فقال آه ما أعذب هذه الألحان ليتها تقترب مني أكثر فجاءه ملاك فقال هي لا تستطيع النزول أكثر لما لاتصعد أنت لها وهنا وافق الرجل على الصعود ليستمتع بهذه الألحان العذبة فأخذ الملاك روحه وأصعدها مع ترانيم الملائكة إلى السماء .....
ابن السريان
عاش رجل مؤمن يخاف الله في بلدة لا تخاف الله الكل غارق في ملذات الحياة وهجر الصوم والصلاة ولا يهاب عقاب المحرمات فكان هذا الرجل يخدم الجميع وكان ذا سيط ونفوذ, فالرب وهبه نعمة الحكمة, وأغناه في الدنيا ولكن كلما زادت النعم عليه فكان يشكر الرب ويتقرب منه أكثر, حتى أصبح كأنه خليل الله لا يفارقه أبداً يذكره ليل نهار ويشكره على نعمه وهو بدوره كان ينعم على الآخرين بما أكرمه الله به ولحب الرب له وهبه حرية تحديد ساعة الموت فأرسل له ملاكاً بينما كان يصلي في منتصف الليل ظهر له الملاك بنور شع في كل أرجاء الغرفة فخاف الرجل منه لكن الملاك قال له: لا تخف أيها الأمين لقد وجدت نعمة في عين الرب .
فقال الرجل : ألايكفيني ما وهبني أياه الرب ويمن عليَّ بالمزيد فأنا لا أستحق كل هذا
فأجابه الملاك : بلا لأنك تحب الرب وتخافه وتطيعه في بلد كله فساد وخطايا وبقيت محافظاً على تعاليم الرب لذا سمح لك بأن تحدد أنت موعد أنتقالك من هذا العالم الفاني إلى الحياة الثانية
فسر الرجل بهذا القول وقال : هذا يعني أنا من يحددها ومتى أريد ؟
أجابه الملاك : أجل وكان موعد رحيلك غداً إن أحببت ؟
أجابه الرجل : أرجو أن يسمح الله لي بالعيش أكثر لأنني لم أشبع من جمال الدنيا بعد .
فقال الملاك: ليكن لك كما أذن الرب وسأعود بعد سنة في مثل هذا اليوم لأسمع قرارك ثانية
فأختفى الملاك وكأن ما حدث حلم تابع الرجل صلاته كالعادة ثم خلد للنوم وفي صباح اليوم التالي باشر بعمله اليومي في العمل وتوزيع الخيرات على المحتاجين ويطلب من كل من
يساعده أن يشكر الرب على نعمه فكانت ترفع صلوات شكر من أفواه المحتاجين كما كانت تخرج السيئات من أفواه الآخرين وهكذا مرت سنة بسرعة ولم يشعر بها لأنشغاله بالعمل
فحضر الملاك كما في السابق وسأله هل تريد الرحيل غداً لنرسل من يأخذك من هذه الفانية
فترجاه الرجل أن يمهله الرب سنة أخرى فقال له الملاك ليكن لك هذا بقول الرب لكن سوف تمرض وحالك سوف تسوء كثيراً ربما لن تتحمل عذابات الدنيا فقال له الرجل سوف أتحمل
لأشبع عيني من الدنيا وجمالها .فقال له الملاك لقد أخبرتك وسوف أعود بعد سنة في مثل اليوم
وكالعادة في صباح اليوم التالي أردا النهوض من الفراش لكن لم يستطع فقد شلت أقدامه فقال
الحمد لله.. فالمصاب في قدميَّ وليس في عيوني ولساني ...
عيوني لأرى مجد الرب فيما خلق من أبداع في الكون
ولساني لأمجده وأشكره وأسبحه على هذا العطاء والأبداع
فكان يعاني من عدم الحركة لكن البسمة لم تفارق وجنتيه وتابع صلاته وكان يحاول القيام بعمله كالسابق ليتمجد أسم الرب وهكذا مرت السنة في عذاب مرير لكن حبه للخالق فاق ألمه
وحان موعد الملاك في ليلة قمراء أضاء نور الملاك في عليته فرحب به الرجل أهلا برسول الرب فقال له الملاك يقول لك الرب أنه يعرف مدى حبك له لكن يقول ألم يحن موعدك .؟.
فقال الرجل لا.. بل أريد سنة أخرى إن سمح الرب فقال له الملاك هناك الكثير من المتاعب تنتظرك فيما بعد وربما لن تقوى على تحملها فقال الرجل الحياة حلوة وجميلة برغم مرارة العذاب فقال له الملاك: ليكن لك ما تريد سأعود بعد سنة . ورحل الملاك وما هي لحظات حتى أصيب الرجل بالعمى فقال الحمد لله لأن لساني مازال سليم لأشكر الرب وأدعو الناس لشكره وكانت تمر الأيام بعذاب كبير لكن البسمة لم تفارقه وكلمات الشكر تصعد للرب بكل لحظة..
فأستغرب الكثير من أهل بلدته بما أصابه وما زال يشكر الرب ويحاول بكل الطرق فعل الخير
ليتمجد أسم الرب ومرت سنة أخرى وجاء الملاك قائلاً ألا يكفيك من الدنيا فلم يبق لك فيها غير العذاب فقال الرجل برغم العذاب فهي حلوة وأرجو أن يسمح الرب لي بسنة أخرى
فقال الملاك لم يبق لديك المال لتوزعه على الناس وليخدمك الآخرون سوف يتخلى عنك الجميع فقال الرب معي وهذا يكفيني فعاد الملاك ومرت الأيام على الرجل المسكين كان يستجدي الخبزمن الآخرين وكان يشكر الله على كل شيئ وبعد أيام قليلة أرسل الرب جوقة من الملائكة إلى الأرض وهي تنشد التسابيح وتهبط رويداً رويداً فسمع الرجل صوتها فحاول بكل ما لديه من قوة ليخرج ويسمعها فزحف للخارج والدماء تنزف منه وأخيراً وصل للهدفه وليسمع الملائكة تنشد أعذب الألحان وتعزف على القيثارات فقال آه ما أعذب هذه الألحان ليتها تقترب مني أكثر فجاءه ملاك فقال هي لا تستطيع النزول أكثر لما لاتصعد أنت لها وهنا وافق الرجل على الصعود ليستمتع بهذه الألحان العذبة فأخذ الملاك روحه وأصعدها مع ترانيم الملائكة إلى السماء .....
ابن السريان
ابن السريان- السوري
-
عدد الرسائل : 167
العمر : 61
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا / ألمانيا
الشهادة/العمل : مهندس معماري
تاريخ التسجيل : 17/10/2012
رد: قصة حب الدنيا
عزيزي ابن السريان
جميلة قصتك
فحب الدنيا بهذه الطريقة جميل ومحبب
لأنه تحت سقف محبة الخالق ومخافته
ومقترن بالعطاء الدائم ومحبة الآخر
شكراً لك أخي المبارك
محبتي
جو
جميلة قصتك
فحب الدنيا بهذه الطريقة جميل ومحبب
لأنه تحت سقف محبة الخالق ومخافته
ومقترن بالعطاء الدائم ومحبة الآخر
شكراً لك أخي المبارك
محبتي
جو
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
رد: قصة حب الدنيا
سلام الرب معك
أخي الحبيب جو
الأروع هو مرورك وتعقيبك البديع
سرتت به جداً وأتمنى دوام التواصل
بركة الرب معك
أخي الحبيب جو
الأروع هو مرورك وتعقيبك البديع
سرتت به جداً وأتمنى دوام التواصل
بركة الرب معك
ابن السريان- السوري
-
عدد الرسائل : 167
العمر : 61
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا / ألمانيا
الشهادة/العمل : مهندس معماري
تاريخ التسجيل : 17/10/2012
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: الأدبيــة العـامـــة :: القصة والحكاية :: سمير روهم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى