أوراقي المبعثرة

من طرف ابن السريان 8/1/2013, 4:18 am

أوراقي المبعثرة
في صباح أحد الأيام أستيقظت على صوت النوافذ وهي تتراقص بفعل الهواء فقد هبت رياح قوية وفتحت النوافذ فدخل الهواء غرفتي
التي أجمع فيها كل أوراقي وما أسطره من كلمات وحروف فتجدها في كل زاوية وعلى الطاولة والكرسي وفي المكتبة بكل مكان
وعندما دخلت الريح فبعثرت كل أوراقي وخلطتها بين قديم وجديد وبين شعر ونثر وقصة ومقالة فتعب سنين تم خلطه بلحظة
فهرعت لأفراد أسرتي لمساعدتي في لملمة أوراقي وجمعها وترتيبها ومن محاسن الصدف أنني كنت أترخ كل ورقة بالساعة واليوم
لكن الصدمة كانت أكبر من بعثرة أوراقي فأجابني أولادي وزوجتي برد
كأن تسكب سطل ماء بارد علي في شتاء قارس
فقالوا لي لتساعدك كل الأيام والليالي التي هجرتنا لأجل أوراقك
لتساعدك تلك المواقع التي كنت تنشر فيها
ليأتي كل من أستمتع بما كتبته وربما أستفاد منها
لقد هجرتنا لسنوات ولم ندرك بوجودك بيننا
لقد ضعت منا بين العمل والكتابة فأنت هجرت أسرتك منذ زمن بعيد
هنا أنهارت قواي وجلست على كرسي قريب مني وعقلي توقف عن التفكير وشلت كل قدراتي عن التعبير أو النطق .
بماذا أجيب على كل هذا وماذا أقول لمن عاهدتها بان أكون لها الحبيب والصديق والمعين
لها في مسيرتنا بالحياة .
بماذا أجيب لأولاد الله وهبهم لنا لأرعاهم وأنصحهم هل الرعاية هي بتقديم المال لهم فقط
هل جلست معهم يوماً لأعيش معاناتهم لأفرح لفرحهم وأتألم لألمهم وأسعى بحل مشاكلهم
لقد بحثت في كل ثنايا عقلي فلم أجد غير الكلمات المثالية التي كنت أسطرها وأتغنى بها
التي لم تفي بالغرض وأجزم بانها لن تعيد عقارب الزمن للوراء وأصحح ما أرتكبته من أجرام بحق أسرتي كلها .
جلست فترة من الزمن على الكرسي كميت بدون حراك وتلفحني الرياح وغرقت في التفكير
بماذا أجيب عليهم وماذا أقرر فعله للتكفير عن أثمي ؟
ولم أشعر كم من الزمن مر علي فدوى صوت كالرعد علي ماذا بك يا بابا وشعرت بحرارة
المحبة من زوجتي وهي تلفني وتقول ما بك يا زوجي وهنا أمطرت علي الأفكار وجاء الفرج فوقفت بينهم وصرخت قائلاً سوف أهجر أوراقي وأقلامي وأعود أليكم
ولن تفرقنا بعد اليوم ولنعش ما تبقى من العمر سوية فلم يبق أكثر مما مضى
وهكذا قمنا كلنا في جمع الأوراق ورميها في سلة وأشعلنا النار فيها لتبعد عنا برد الفرقة
والبعد وإن كنا نعيش في بيت واحد وهكذا حرقت فترة من عمري لم أعطي منها شيئاً لأسرتي ولم أقم بواجب الأب والزوج وطلبت منهم المغفرة والسماح .
وهكذا عاد الحب والدفئ للبيت ولقلوبنا جميعاً وبدأت أسمع ضحكات أولادي وأشاهد بسمة
زوجتي التي كانت تزين خدها والتي فقدتها منذ زمن . أشكر الرب لعودتي لهم من جديد.
أخوكم المحب ابن السريان

من طرف العبيدي جو 14/1/2013, 7:31 pm

صديقي سمير
الإدمان على الكتابة وشبكة النيت قد تسرق منا من اسعد اللحظات
كما قد تلهينا عن الإهتمام بأسرتنا وتعزلنا اجتماعياً
راقت لي سطوركم

محبتي
جو

من طرف ابن السريان 16/1/2013, 1:56 am

سلام الرب معك
أشكرك أخي الحبيب
مروركم سرني
وردكم أغنى الموضوع
بركة الرب معك

أوراقي المبعثرة

أوراقي المبعثرة

رد: أوراقي المبعثرة

رد: أوراقي المبعثرة