يـا دنيــا

من طرف سلمى شومري 9/9/2008, 3:00 pm

يا دنيا

علميني كيف أجبل النفس بحبات الحياة
كيف أشويها في قرص المحبة. عجلي يا دنيا
لقد جاع الإله.
من يدري.. قد يأكل النجوم والشمس والقمر
من يدري.. قد يأكل الألف والياء ليأكل نفسه.

***
يا دنيا
علميني كيف أدعو البشر إلى وليمة
إلى عشاء أعلن فيه سر الخبز و الخمر
لقد أستيقظ الموت... فيا للهول لو نطق
الديك يصيح قبل الفجر
الإنسان يسمع صياحه ألف مرة.
يسلم أخيه للشيطان في كل مرة
يصلبه على خشبة حقده وشره
يسقيه من كأس أنانيته
ولكن... هيهات... الإله قد قرر الرحيل
ضبضب في جعبته الأزمان. لملم كل الأيام
فهل سينهض في اليوم الثالث.... الإنسان..؟

***

يا دنيا عجلي
علميني كيف أحرر الجسد بقوة الذات
قطار الرعب قادم بلا عجلات
يقوده غريب بلا عنوان
أسنانه أرقام وصور وألحان
تلافيفه سكك حديدية
تنقلك من الحاضر إلى الماضي. وتعود بك إلى المستقبل
عيونه ليس لها نظر
تحرق الأعصاب وتضعف البصر
أني خائف من عمق الأعماق
أشك أن هذا العالم قد فسد رحمه
مذ زني على جسد علومه
حين مارس الجنس من خلفه
وأدخل لا في موطن خلقه
ليلد غولاً يدنس ويمارس الشر مع طفله وأمه.

***

علميني يا دنيا
أني أرى قوافل من الثعالب البشرية
خطواتها تطحن الأرض. تحرق الحيوان. تميت النبات
طبولها ترعب أطفال العالم
صداها يمزق بكرات العذراوات
ومن رهبتها تجن الأجنة في أرحام الأمهات
آواه... لقد تعفنت كل الشهوات
يا دنيا
علميني كيف أُعمر جدراناً من بقايا الخير
أريد أن أحمي هذا الضمير
علميني كيف أُعلِّب المحبة وأخزنها في ثلاجات ثناياك
أني أرتعب من قلب قلبي... عليّ وعليك
هوذا الحيوان ينطق بعيون ليست من هذه الأرض
سلطاناً يحكم مملكة الإنسان
يعيده إلى العبودية
أنه يا دنيا سيد أصغر من دمعة
قطعة ذكية... لكنها لا تعرف الرحمة
إلهها من تراب... آياته حديد ونار وخراب
لقد آن الأوان يا دنيا
لقد حان وقت العودة. فأين أنت يا أبن الإنسان؟
تعال... لقد آن الأوان .
ممثلون حوروا كل الأدوار.
حولوا هياكلك إلى مكاتب لبيع العقارات وتذاكر سباق الخيل والقمار
رسلك صاروا أرقاماً ملونة. توزع في صناديق البريد
صاروا فواصل موسيقية شاذة. تلحنها منظمات إرهابية
وتغنيها في الساحات والشوارع عصابات همجية (مثل أي نشيد).
عد يا أبن الإنسان
لا تخف من الصلب. لأن البشر كلهم قد صلبوا على أجساد بعضهم بعضاً
ولا تخف من الموت. لأن الإنسان قد دفن نفسه بنفسه.
أرديك لأن تعود.
أريدك أن تختار هذه المرة رسلك لا من الصيادين
بل من الذين يخترعون أداة الصيد للمساكين
عد.... لقد قررت الوليمة
لقد دعوت كل البشر
أوعدك أن لا ابدأ الحفل
حتى تشبع من محبتي
وتبعد الإنسان من الخطر
عد... يا أبن الإنسان
إن جئت بالأمس لتخلصنا من الخطيئة
فتعال هذه المرة لتخلصنا من الشيطان...
لأن الشيطان في هذه المرة
يعيش في كل مكان
في العقل والقلب. على السرير وعلى الحصير. في الفرح والترح أنه يا أبن
الإنسان يعيش في كل تجربة بشرية.
فيها للهول أن لم تأت
الكل سيسخر الأبدية
و تسخر أنت تلك التضحية.

سلمى

من طرف العبيدي جو 9/9/2008, 4:41 pm

لو أحببتَ كل الناس
لشعرت أنكَ أسعد الناس

تحياتي لك أستاذة سلمى
خاطرة من أروع الخواطر
وتستحقين لقب استاذة الفكر

GAO

يـا دنيــا

يـا دنيــا

رد: يـا دنيــا