موعد مع الشروق

وكأن الشمس عزمت الرحيل
شدت رحالها وبدأت المسير
لم يتبقَ سوى القليل
لتسحب خيوطها الذهبية ويعانقها الأصيل
كانت نورا في ظلمة الليل
تخيلتها تهرع لتعانقني بسرعة الخيل
تقطع الأميال ، ميلاً ثم ميل
لم أتخيل سأشهد يوما هكذا مثيل
يوم تُجرَحُ الأاحداق والدمع منها يسيل
.............................................
دَغْدَغَتْ طَمَعِي ، حين غطت جسدي ، بصري ،ومَسْمَعِي
لكن لم تكَدْ تُمْسِكها أصْبُعِي
.........................................
... ودقت الساعة .... ساعة الرحيل
واختفت الشمس خلف وجه الأصيل
ورحل الخلُّ والخليل
وما بغيت عنه نائبا ولا بديل
وما لسمِّ الفرقة مزيل
وما من دواء للقلب العليل
لم أحتسي من الوله الشئ القليل
وكأني سقيت كؤوسا ...آباراً
وقاتلي لم يترك أثراً...برهاناً... ولا حتى دليل
.......................................................
متى ... متى تشرقين من جديد
ألبس لك لباس العيد
ولعبارات الهوى أكرر وأعيد
أعانق شموخك من جديد
أسقطُ الحزن من الجرف، أنسي العُرْفْ، أُنْطِقُ الحَرْف ... أوقض ولهي العتيد
سحاب ، غيوم ، مروا حفروا في صميمي أخاديد
أحرقتني بشواض لهيب فرقتك
والجلاد أهلكني بعصا من حديد
...............................................
لكن أوتعلم؟ أنا لا أهزم
لا عوامل التعرية ولا الحالة المناخية، ولا لعبة الجلاد المسلية، ولا حتى إغراءاتك المغرية
حين تغمزين وتهمسين في أذن الفضا بين دقيقة وثانية
وتنسحبين بمشية أنيقة متأنية
لن يفلحوا في تشطيبك من الذاكرة
سأقشعك ولو أصبحت عينايَ غائرة
سأحارب الإغراءات العاهرة
أبقي عينايَ على المشرق ساهرة
........................................
أنتظر عودتك بالشوق والحنين
كما الشوق لحضن الأم والمشتاق جنين
لن تغيرني الأعوام والسنين
............................................
أنتظر عودتكِ ونثر السحاب
أدعو برؤيتك والله المستجاب
لن أرضَ بالهزيمة والانسحاب
فجبن الجبن فرقة الأحباب
..................................
ستولد من جديد من بطن السماء
أشهد مخاض ولادتك بحسن وبهاء
ويخجل البين من لحظة اللقاء
سأعانقك وأعانقك وأبكي بلا أصداء
فحينها ستخونني حروف الهجاء
وعلى مُحَيّايْ تُرسَمُ فرحة بجلاء
ونظل سوياً ليوم الفناء.