غزة وراءنا والإنتخابات للكنيست تعود للصدارة
صفحة 1 من اصل 1
غزة وراءنا والإنتخابات للكنيست تعود للصدارة
غزة وراءنا والإنتخابات للكنيست تعود للصدارة
باي حق ندعو النساء للتصويت؟
نبيــل عــودة
باي حق ندعو النساء للتصويت؟
نبيــل عــودة
عدنا لمعركة الإنتخابات بعد حرب غزة الثانية وسقوط "الردع الإسرائيلي" سقوطا مهينا، وما كان له ان يتعزز بواقع شعب لم يعد له ما يخسره الا كسر قيود الإحتلال !!
انا لا اشعر بأي حافز للمشاركة في معركة الإنتخابات القادمة، هذا الجو سائد في وسط الجماهير العربية في اسرائيل . في الانتخابات الماضية شارك 58% فقط (مصادر اخرى تقول 53% فقط) من أصحاب حق الإقتراع العرب. فكريا انا مقتنع تماما ان الإمتناع عن المشاركة في التصويت يعطي نتائج أسوأ مما نتوقعه من المقاطعة. فكريا على الأقل ارى أهمية المشاركة بالتصويت وتعزيز القطاع العربي داخل الكنيست. على الأحزاب العربية اقرار استراتيجية انتخابية لرفع نسبة التصويت بين المواطنين العرب ، دعاية مشتركة اذا أمكن ، دون المنافسة بين القوائم العربية على الأصوات، أرى أن المنافسة ستساهم في ابعاد مصوتين عرب عن المشاركة قرفا ومللا من الصراع بين أحزاب وقوائم من المفترض انها تعبر عن مصالح مشتركة ، فلماذا اذن تكون الجنازة حامية ما دام الميت كلب؟
اتجاهي أقرب للجبهة الديمقراطية – الحزب الشيوعي- رغم رفضي لبعض مواقفها السياسية خاصة من سوريا. على المستوى السياسي العام والإجتماعي انا متماثل تماما مع برنامجهم. يجب اعطاء الناخب العربي حرية الإختيار وان تخوض الأحزاب العربية التي لا ارى فائدة من تجمعها بقائمة واحدة ، لأسباب كثيرة هامة، بعضها أيديولوجي وبعضها شخصي ان تخوض دعايتها الإنتخابية بتنسيق مشترك . اتوقع ان يخلق هذا الأمر جوا صحيا ، يشجع الممتنعين على المشاركة بالتصويت.
الأمر المقيت والمثير للغضب بين الأوساط الواعية هو مواصلة استبعاد النساء عن الأماكن المضمونة. الجبهة مع الأسف وضعت مرشحة في المكان السادس، ضمن تعهد ان يستقيل من الكنيست بعد سنتين رأسي القائمة محمد بركة وحنا سويد على امل ان تحصل الجبهة على أربعة مقاعد كما هو عدد مقاعدها اليوم، ليحل مكانهما المرشحان الخامس والسادس أيمن عودة ونبيلة اسبنيولي .هذه التعهدات لا تعني شيئا ولن تخدم انتخابيا هذه القائمة. ما اراه ان واقع المرأة في تراجع نسبي كبير ، يمثل مجمل التراجع في تقدم المجتمع المدني العربي . اذ لا يمكن تحقيق تقدم في قضية المرأة طالما ظل مجتمعها قبليا في مبناه وعلاقاته ويحرمها من الحقوق السياسية المتساوية.
تساهم المرأة في الدول المتقدمة بحصة تكاد تكون مساوية لحصة الرجل في جميع نواحي الحياة. . في عالمنا العربي وفي المجتمع العربي داخل إسرائيل أرى ان المرأة ، حتى الأكاديمية ، تخضع لقيود مستهجنة، نجد ان واقع المرأة لا يختلف بمجمل مضمونه. ولكن هذه الظاهرة تخفي واقعا أشد مرارة . واقع اتساع البطالة في صفوف النساء بالمقارنة مع الرجال. واقع التمييز من داخل مجتمعها ( العربي في اسرائيل في حالتنا) هو أشد مضاضة من التمييز ضد النساء في المجتمع الأوسع ضمن التمييز العام ضد الاقلية العربية بكل مركباتها..
كيف سنقنع المرأة الفلسطينية المواطنة في اسرائيل ان تشارك بمعركة انتخابات يسيطر عليها الذكور ، ولا ترى بشائر خير بأن تكون مشاركة فعلا وليس بالشعارات فقط؟
الموضوع له أهميته ليس بايصال ممثلة نسائية الى هيئة مقررة ، وهي مسألة هامة جدا، انما لها وقع أخلاقي تربوي للمجتمع الذي تدعي الأحزاب انها تمثله. هل هو تمثيل ذكوري والمرأة تابعة لقرار الرجل ؟
الإنتخبات كما اراها ليست منافسة على سياسات ،خاصة في الوسط العربي، ولا ابالغ بالقول ان مساحة الإتفاق السياسي واسعة جدا بين الأحزاب العربية، ومعظم الخلاف هو على المستوى الأيديولوجي ، وهو غير مطروح للحسم في هذه الإنتخابات مثلا، مع اني لا اتجاهل الفجوة الفكرية الواسعة بين التيارات المتنافسة في الوسط العربي داخل اسرائيل.
يؤسفني اني لا ارى مستقبلا سياسيا للأقلية العربية بمثل ما أحلم به.
ما اراه استمرار في السقوط الى الحضيض!!
ما أراه المزيد من الاضطهاد الشوفيني الذكوري للمرأة من المضطهدين في الواقع الإسرائيلي. أي ان المرأة تعاني من اضطهادين ، من ذوي القربى ومن السلطة الصهيونية.
لا اعرف هل نسبة النساء الممتنعات عن التصويت ستكون أكبر من نسبة الرجال؟
القائمة التي اقرتها الجبهة مثلا، نفس الوجوه الأربعة بنفس الأماكن،المرأة للمكان السادس المستحيل، مع تعهد باستقالة المرشحين الأولين بعد سنتين، تعهد لا قيمة له، لا ارى ان هناك دافعا للنساء للتصويت.
هذا من ناحية، من ناحية أخرى استمرار الحفاظ على تركيبة القوائم، وكأن لا بديل للشخصيات التي ترأسها وتملأ المواقع المضمونة، رغم انهم يمارسون نشاطهم منذ سنين طويلة جدا، هي ظاهرة لا تشجع على اقناع مقاطعي الانتخابات بتغيير موقفهم من مقاطعة التصويت..
رغم كل السلبيات، التي تجعلني مصوتا رغما عن أنفه. الا اني اشدد على اهمية التصويت ورفع عدد الممثلين العرب في البرلمان، واهمية ان لا يحتدم النقاش بين المضطهدين ، بل ان تكون حملة دعائية منسقة ومشتركة في ظروف استحالة اقامة قائمة مشتركة.
nabiloudeh@gmail.com
نبيل عودة- أديب، قاص، ناقد
-
عدد الرسائل : 118
العمر : 77
البلد الأم/الإقامة الحالية : الناصرة
تاريخ التسجيل : 27/09/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى