أي طريق تختارالأولى أم الثانية ؟؟؟؟؟ قصة
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: الأدبيــة العـامـــة :: القصة والحكاية :: سمير روهم
صفحة 1 من اصل 1
أي طريق تختارالأولى أم الثانية ؟؟؟؟؟ قصة
أي طريق تختارالأولى أم الثانية ؟؟؟؟؟
الملك والشعب
قرر ملك أن يختبر أخلاص شعبه له فكان يسمعهم في خروجه يهتفون بأسمه بصوت
عالي وأراد أن يعرف مدى حبهم له وأخلاصهم وفي حال نشوب حرب عليهم هل يدافعون
عن وطنهم وملكهم أستشار المستشارين في بلاطه بطريقة لمعرفة طاعة شعبه له فكان جواب الجميع يا مولانا ألا تراهم يهتفون بأسمك ويصرخون بحبهم وهذا أكبر دليل .
وأنت منحتهم حبك ووفرت لهم كل ما يحتاجونه ويطلبونه والأهم الحرية الكاملة في اختيارهم والكل ممتن لكم يا سيدي الملك .
برغم أجابة الجميع لكنه لم يقتنع لأن أحساسه يخبره بغير ذلك فقرر في نفسه أن يضع
خطة ليختبر كل الشعب كبار وصغار فجلس لوحده في خلوة عدة أيام وفي اليوم الثالث طلب من خادمه الأمين الذي كاد أن يقتل مرة في حرب وهو ينقذ الملك فمنحه الثقة الكاملة والمطلقة وكان حافظ أسراره فلبى الخادم النداء قائلاً أمرك مولاي السمع والطاعة
فقال له الملك : أريد منك ان تبحث عن غابة لم يعرفها احد غيرك وتخبرني عنها لأن أرضي واسعة ولم أتعرف عليها كلها .أجاب الخادم السمع والطاعة سيدي فسمح له الملك
بالأنصراف وخرج الخادم للبحث عن غابة كما أمره سيده وغاب عدة أيام ثم عاد لسيده
حاملاً له الخبر السار فقال له الملك أيها الخادم الأمين أخبرني ماذا تحمل لي من أخبار
أجاب الخادم : أبشر يا سيدي لقد وجدت غابة باكراً لم يدخل بشر وهنا سأله الملك وكيف علمت بهذا أجاب الخادم : يا سيدي العشب بطول الشجر وأعشاش الطيور على الأرض
وهذا دليل على شعورها بالأمان ولا تخاف شر البشر والأشجار متشابكة ومن الصعب المرور بينها كأنها متعانقة بعشق وهيام وإذا كان قد دخلها البشر على الأقل يفتح له طريق
بين الشجر ويكون العشب متكسر أو قصير وهنا الملك قال له صدقت هذه ستكون ملعبنا
فقال له الخادم : اتسمح لي سيدي بسؤال قال الملك تفضل .قال الخادم أي ملعب تريد
هل تريد ساحة للفروسية أو سباق الخيل ضحك الملك فقال له يا بني لا هذا ولا ذاك
فقال له الخادم ولكن أي ملعب تريد ياسيدي لأصنعه فقال الملك لا تتعجل تمهل ستعرف كل شيئ فأعتذر الخادم من سيده لتسرعه وصمت فقال الملك سوف نشق في الغابة طريقان ينطلقان عبر الغابة من القصر إلى القصر وعلى جانبي كل طريق أضع هدايا وعطايا مناسبة لهم وكل بحسب جهده وتعبه واختياره ينالها.
ففرح الخادم وأعتقد بان الملك يريد أن يوزع على شعبه الهدايا بطريقة غير مباشرة
لكن الملك لم يفصح بعد عن ماهية الهدايا لأنه اعتمد على نفسه بهذه المهمة فقط طلب من الخادم أن يفتح طريقان وبعد أن ينتهي يأتي دوره هو في توزيع الهدايا والعطايا
ومرت شهور دخل الخادم على سيده يعلمه بانتهاء العمل بشق الطريقين فقال له الملك
أحسنت أيها الخادم الأمين أخبرني هل شاهدك احد قبل وبعد العمل فأجاب لا سيدي لأنني كنت أخرج الناس نيام وأعود وهم كذلك فقال له الملك أحسنت صنعاً ستنال جزاء عملك
وفي صباح اليوم التالي طلب الملك من المستشارين عقد اجتماع معهم فحضر الجميع
وأخبرهم بانه سوف يخلد لخلوة ولا يريد أحد أن يدخل عليه مهما كانت الظروف وكلف الجميع بمهام أدارة البلاد خلال خلوته وفي حال كان هناك أمر هام جداً يتم أبلاغه من خلال خادمه , بالطبع الكل كان سعيداً بهذا القرار ولم يفكر أحد بقرار الملك هذا .
و كان الملك يخرج متنكراً للغابة ويضع الهدايا على جانبي الطريقان ويبقى الخادم على باب غرفة الملك يحرسها كأن الملك بداخلها ويمنع أي فرد من الدخول وكان يجلب الطعام
بمواعيده للملك كأنه بالداخل وكان الملك يأخذ الطعام معه كزوادة ويمضي النهار مع ليله
وبعد شهر كامل أنهى الملك توزيع الهدايا وفي الصباح الباكر طلب من الخادم أعلان أنهاء الملك خلوته وطلب من المستشارين الحضور للقصر فحضر الجميع وشعر الكل بان الملك كان منهمك وتظهر عليه ملامح التعب كأنه كان في حصاد خلال هذه الفترة ولكن لم يتجرأ أحد بالسؤال فصمت الكل .فقال الملك لما أنتم صامتون برغم الأستغراب على وجوهكم سوف أخبركم لكن بعد أن تدعوا كل الشعب ليعلم الجميع هيا أبلغوهم بالتجمع أمام القصر فخرج الكل لجمع الشعب امام القصر الملك ليحدثهم وبعد ساعات تجمعت
الجماهير كلها من صغيرها لكبيرها أما القصر لسماع الملك ما هي لحظات حتى خرج الملك عليهم بلباسه الفاخر وتاجه الذهبي المرصع بالجواهر وحاملاً بيده صولجانه .
ودوى صوته بكل المنطقة بصوت قوي لم يسمعه شبعه من قبل فقال لهم :
أيها الشعب الطيب منذ أستلامي الحكم بعد والدي وأسمع منكم الولاء والطاعة وأشكركم عليه ولأجل هذا قررت أن أمنح لكل فرد منكم مكافأة ولكي أكون عادلاً قمت بتوزيعها لكي يحصل كل فرد هديته بحسب جهده وأخلاصه لي لكن ليعلم الجميع الهدايا موزعة على طريقين داخل غابة يدلكم عليها خادمي الأمين وتسيرون فيها وبعد نهاية المشوار تكونون أمام القصر لأن الطريق تعود بكم لهنا وبعد مسافة يظهر لكم طريقان وعليكم اختيار أي منهما تسلكون وفي نهاية المسير تصلون أمام القصر.
سيكون يوم غد هو يوم بدأ الأنطلاق عليكم حمل ما ترغبون من طعام وماءوإن كان لكم سؤال لكم الحق في طرحه, كان لدى الكثير العديد من الأسئلة لكن فرحتهم في الهدايا وأتكالهم على بعضهم لم يسأل أحد منهم وبعد برهة لم يجد الملك من يسأل فقال لهم
غداً باكراً الجميع سيكون هنا وتنطلقون في رحلتكم وسمح لهم الملك في الانصراف وفي اليوم التالي حضر الجميع باكراً قبل أن ينهض الملك من نومه لتشوقهم لمعرفة الهدايا وجمع أكبر عدد منها فخرج الملك كعادته وطلب من الجميع الانطلاق ومعهم المستشارين في المقدمة وذهب الخادم ليدلهم على الغابة بعد فترة من الزمن وصل الجميع للغابة فقال لهم الخادم من هنا الطريق فهرع الجميع ودخلوا الغابة وعاد الخادم إلى الملك وأخبره بان الجميع دخل الغابة ولم يبق أحد منهم الكل دخل الكبير والصغير فجلس الملك والخادم ينتظرون من سيصل أولاً للقصر .
دخل الشعب الغابة بفرح كبير ومعهم كل واحد زوادته على ظهره إلى أن وصلوا لمفرق
يتفرع الطريق فيه ومكتوب على مدخل الطريق الأول على اليمين ...
(من يدخل من هنا عليه ان ينسى نفسه ويشارك أخاه في الطعام والشراب واللباس وأن لا يتركه لوحده بل يقدم له كل أنواع المساعدة وأن يضحي بنفسه لأجل أخيه الأنسان .. وتنتظرك هدايا بحسبك جهدك وتعبك ).
أما على مدخل الطريق الثاني على الشمال مكتوب عليه .
( طريق بلا شروط مسبقة وتنتظرك هدايا بحسب نواياك وسعيك ).
فوقف الجميع أمام الطريقين فمنهم من اختار الأول ومنهم من أختار الثاني وأفترق الجميع
بالطبع الغالبية اختار الطريق الثانية لأنها أسهل والقليل منهم عبر الغابة من الأولى
لنسير مع من سار بالطريق الثانية فأول محطة كانت هنا تجد المتعة والتسلية أدخل من هنا فدخل البعض منها ام البقية تابع على أمل أن يجد هدية اكبر وتابع سيره ومن دخل في المدخل شاهد مقهى وبار فيه كل ما يحلم به من يبحث عن التسلية واللعب ففرح جداً فقال كم هذاالملك عظيم وهذه أفضل هدية وكنا نبحث عنها وبينما هم داخل الملهى أغلقت الأبواب عليهم فصرخوا ما هذا فسمعوا صوتاً سوف تبقون هنا تلهون مدى حياتكم
أليس هذا ما أردتم ؟
و تابع الآخرون مسيرهم فظهرت لهم عبارة تقول من يبحث عن الشهوة فيجدها هنا
ومن أراد أن يشبع رغبته ليدخل إلى هنا فدخل قسم آخر منهم وتابع الباقون مسيرهم في الحصول على هدية أكبر وأما الداخلون فشاهددوا أجمل النساء تنتظرهم وهنا غرق الداخلون بملذاتهم وكذلك أغلقت الأبواب عليهم ليمضوا بقية حياتهم كلها هناك .
وبعد مسير مسافة هناك من نفذ طعامه فطلب من الآخرين أن يقدموا له بعض الطعام لكن الكل رفض لأنهم قالوا لما لم تجلب ما يكفيك ونحن بحاجة له لنتابع مسيرنا فسقط البعض ميتاً من الجوع والآخر من شدة العطش وما تبقى منهم وصل للمحطة الأخيرة هنا تجد كل ما كنت تحلم به وتتمناه لكن الهدية لمن يصل أولاً والهدية موجودة على قمة هذه الشجرة
فهرع الجميع إلى الشجرة ويتصارعون على تسلقها فكل فرد منهم كان يريد الفوز بالهدية لوحده ويبعد من أمامه الآخرين وهكذا تصارع الجميع ونشب قتال بينهم مما أدى بموت الجميع فقط باستثناء واحد تمكن من الوصول للقمة وشاهد صندوق ففتحه فوجد فيه عبارة
لقد نلت هديتك الطمع ضر ما نفع. وستكون نهايتك في الغابة ولن تعود للعالم بعد .
لنرحل مع من سار في الطريق الأولى هؤلاءلم يفكروا بالهدايا وبأنفسهم بل وافقوا على الشروط لأن تقديم العون والخدمة هو من أيمانهم والأجر آخر ما يفكرون فيه .
وصل الجميع للمحطة الأولى بعد تعب وجهد لأن الطريق كانت شاقة ووعرة وخطرة فوجدوا عبارة تقول مبارك لمن اختار هذا الطريق سيكون مصيره كمصير العبد الأمين ويحق لمن يريد التراجع والعودة للقصر من هنا كان هناك سهم يدل على طريق العودة
وينال هديته من الملك فمنهم من قرر العودة للقصر وعاد وأستقبلهم الملك بفرح وقال لهم هيا أدخلوا لحضيرتي المعدة لكم . واما البقية قرر المتابعة والسير ومرت أيام عصيبة عليهم منهم من فقد زوادته وأخر أنهكه التعب لكن المحبة كانت هي عونهم تقاسموا الطعام بينهم وليتابع الكل المسير وما هي لحظات ظهرت عليهم عبارة تقول
الرب يبارك بكم لأنكم أجتزتم المصاعب بمحبة فلكم أجر كبير فمن أراد العودة للقصر يمكنه أن يعود وينال ما يستحقه من هدايا فمن تعب منهم ولم يتحمل أكثر قرر العودة وهكذا عاد قسم آخر للقصر فأستقبلهم الملك بفرح أكبر وقال لهم أنتم ستكونون أمناء في ملكي وتابع الباقون مسيرهم فلم يبق طعام ولا ماء ولكن ثقتهم في ملكهم بانه سينقذهم ولن يهلكهم لأنه عادل فبعد جوع وعطش وتعب فكان من يمتلك بعض القوة يساعد المنهمك منهم ويحمله فظهرت عبارة تقول لهم هنا تجدون الماء وأشهى الطعام لأنكم تستحقون ذلك لصبركم وجلدكم ومحبتكم فتسابق الجميع في توزيع الطعام على بعضهم وبعد ان اكل الجميع شاهد أحدهم عبارة مخفية خلف شجرة فصاح على الجميع أنظروا هذه
فكانت عبارة تقول لقد فزتم بالجائزة الكبرى ونلتم أعظم هدية من هنا القصر وهناك تجدون هديتكم وسار الجميع في الطريق والفرحة تغمر قلوبهم ما أن وصلوا للقصر كان الملك في أستقبالهم وقال لهم هيا أدخلو إلى ملكوت أبي فأنتم حقاً ورثة معي وبعد اليوم ستحكمون معي هيا إلى الفرح الأبدي لنحتفل مع كل من وصل وعاد للقصر .
هنا قال الخادم يا سيدي الملك ماذا حصل بالبقية وهل سيصلون أجاب الملك لا لن يعودوا
لأنهم اختاروا طريق الهلاك فطريق الهلاك سهل ومغري أما طريق الخلاص فهو صعب
وكما تشاهد القليل منهم وصل وأما هؤلاء ستحرقهم الغابة بعد ان تنشب بها النار الأبدية وسيحرق الجميع بنار شوهواتهم وملذاتهم وغرورهم وأطماعهم .
سوف يظهر لهم مارد عملاق ويقول لهم :قال لقد حان الآن موعد رحليكم لعالم آخر وأنتهت اللعبة وأنتم الآن ملكي بعد ان أستمتعتم باللهو واللعب والتسلية وأشبعتم شهواتكم فانا ملك الشهوات وسأسترد أجري منكم هل تعتقدون بانكم أشبعتم شهواتكم بدون مقابل لكل شيئ في الحياة ثمن هيا إلى الجحيم مملكتي الأبدية .
وكان من بين الفائزين بعض المستشارين فقال لهم الملك هل شاهدتم من هو المخلص والوفي فليس كل ما يقال صادق ونابع من القلب وما يزرعه المرء يحصده وبقدر عمله أجره . بقلم ابن السريان
الملك والشعب
قرر ملك أن يختبر أخلاص شعبه له فكان يسمعهم في خروجه يهتفون بأسمه بصوت
عالي وأراد أن يعرف مدى حبهم له وأخلاصهم وفي حال نشوب حرب عليهم هل يدافعون
عن وطنهم وملكهم أستشار المستشارين في بلاطه بطريقة لمعرفة طاعة شعبه له فكان جواب الجميع يا مولانا ألا تراهم يهتفون بأسمك ويصرخون بحبهم وهذا أكبر دليل .
وأنت منحتهم حبك ووفرت لهم كل ما يحتاجونه ويطلبونه والأهم الحرية الكاملة في اختيارهم والكل ممتن لكم يا سيدي الملك .
برغم أجابة الجميع لكنه لم يقتنع لأن أحساسه يخبره بغير ذلك فقرر في نفسه أن يضع
خطة ليختبر كل الشعب كبار وصغار فجلس لوحده في خلوة عدة أيام وفي اليوم الثالث طلب من خادمه الأمين الذي كاد أن يقتل مرة في حرب وهو ينقذ الملك فمنحه الثقة الكاملة والمطلقة وكان حافظ أسراره فلبى الخادم النداء قائلاً أمرك مولاي السمع والطاعة
فقال له الملك : أريد منك ان تبحث عن غابة لم يعرفها احد غيرك وتخبرني عنها لأن أرضي واسعة ولم أتعرف عليها كلها .أجاب الخادم السمع والطاعة سيدي فسمح له الملك
بالأنصراف وخرج الخادم للبحث عن غابة كما أمره سيده وغاب عدة أيام ثم عاد لسيده
حاملاً له الخبر السار فقال له الملك أيها الخادم الأمين أخبرني ماذا تحمل لي من أخبار
أجاب الخادم : أبشر يا سيدي لقد وجدت غابة باكراً لم يدخل بشر وهنا سأله الملك وكيف علمت بهذا أجاب الخادم : يا سيدي العشب بطول الشجر وأعشاش الطيور على الأرض
وهذا دليل على شعورها بالأمان ولا تخاف شر البشر والأشجار متشابكة ومن الصعب المرور بينها كأنها متعانقة بعشق وهيام وإذا كان قد دخلها البشر على الأقل يفتح له طريق
بين الشجر ويكون العشب متكسر أو قصير وهنا الملك قال له صدقت هذه ستكون ملعبنا
فقال له الخادم : اتسمح لي سيدي بسؤال قال الملك تفضل .قال الخادم أي ملعب تريد
هل تريد ساحة للفروسية أو سباق الخيل ضحك الملك فقال له يا بني لا هذا ولا ذاك
فقال له الخادم ولكن أي ملعب تريد ياسيدي لأصنعه فقال الملك لا تتعجل تمهل ستعرف كل شيئ فأعتذر الخادم من سيده لتسرعه وصمت فقال الملك سوف نشق في الغابة طريقان ينطلقان عبر الغابة من القصر إلى القصر وعلى جانبي كل طريق أضع هدايا وعطايا مناسبة لهم وكل بحسب جهده وتعبه واختياره ينالها.
ففرح الخادم وأعتقد بان الملك يريد أن يوزع على شعبه الهدايا بطريقة غير مباشرة
لكن الملك لم يفصح بعد عن ماهية الهدايا لأنه اعتمد على نفسه بهذه المهمة فقط طلب من الخادم أن يفتح طريقان وبعد أن ينتهي يأتي دوره هو في توزيع الهدايا والعطايا
ومرت شهور دخل الخادم على سيده يعلمه بانتهاء العمل بشق الطريقين فقال له الملك
أحسنت أيها الخادم الأمين أخبرني هل شاهدك احد قبل وبعد العمل فأجاب لا سيدي لأنني كنت أخرج الناس نيام وأعود وهم كذلك فقال له الملك أحسنت صنعاً ستنال جزاء عملك
وفي صباح اليوم التالي طلب الملك من المستشارين عقد اجتماع معهم فحضر الجميع
وأخبرهم بانه سوف يخلد لخلوة ولا يريد أحد أن يدخل عليه مهما كانت الظروف وكلف الجميع بمهام أدارة البلاد خلال خلوته وفي حال كان هناك أمر هام جداً يتم أبلاغه من خلال خادمه , بالطبع الكل كان سعيداً بهذا القرار ولم يفكر أحد بقرار الملك هذا .
و كان الملك يخرج متنكراً للغابة ويضع الهدايا على جانبي الطريقان ويبقى الخادم على باب غرفة الملك يحرسها كأن الملك بداخلها ويمنع أي فرد من الدخول وكان يجلب الطعام
بمواعيده للملك كأنه بالداخل وكان الملك يأخذ الطعام معه كزوادة ويمضي النهار مع ليله
وبعد شهر كامل أنهى الملك توزيع الهدايا وفي الصباح الباكر طلب من الخادم أعلان أنهاء الملك خلوته وطلب من المستشارين الحضور للقصر فحضر الجميع وشعر الكل بان الملك كان منهمك وتظهر عليه ملامح التعب كأنه كان في حصاد خلال هذه الفترة ولكن لم يتجرأ أحد بالسؤال فصمت الكل .فقال الملك لما أنتم صامتون برغم الأستغراب على وجوهكم سوف أخبركم لكن بعد أن تدعوا كل الشعب ليعلم الجميع هيا أبلغوهم بالتجمع أمام القصر فخرج الكل لجمع الشعب امام القصر الملك ليحدثهم وبعد ساعات تجمعت
الجماهير كلها من صغيرها لكبيرها أما القصر لسماع الملك ما هي لحظات حتى خرج الملك عليهم بلباسه الفاخر وتاجه الذهبي المرصع بالجواهر وحاملاً بيده صولجانه .
ودوى صوته بكل المنطقة بصوت قوي لم يسمعه شبعه من قبل فقال لهم :
أيها الشعب الطيب منذ أستلامي الحكم بعد والدي وأسمع منكم الولاء والطاعة وأشكركم عليه ولأجل هذا قررت أن أمنح لكل فرد منكم مكافأة ولكي أكون عادلاً قمت بتوزيعها لكي يحصل كل فرد هديته بحسب جهده وأخلاصه لي لكن ليعلم الجميع الهدايا موزعة على طريقين داخل غابة يدلكم عليها خادمي الأمين وتسيرون فيها وبعد نهاية المشوار تكونون أمام القصر لأن الطريق تعود بكم لهنا وبعد مسافة يظهر لكم طريقان وعليكم اختيار أي منهما تسلكون وفي نهاية المسير تصلون أمام القصر.
سيكون يوم غد هو يوم بدأ الأنطلاق عليكم حمل ما ترغبون من طعام وماءوإن كان لكم سؤال لكم الحق في طرحه, كان لدى الكثير العديد من الأسئلة لكن فرحتهم في الهدايا وأتكالهم على بعضهم لم يسأل أحد منهم وبعد برهة لم يجد الملك من يسأل فقال لهم
غداً باكراً الجميع سيكون هنا وتنطلقون في رحلتكم وسمح لهم الملك في الانصراف وفي اليوم التالي حضر الجميع باكراً قبل أن ينهض الملك من نومه لتشوقهم لمعرفة الهدايا وجمع أكبر عدد منها فخرج الملك كعادته وطلب من الجميع الانطلاق ومعهم المستشارين في المقدمة وذهب الخادم ليدلهم على الغابة بعد فترة من الزمن وصل الجميع للغابة فقال لهم الخادم من هنا الطريق فهرع الجميع ودخلوا الغابة وعاد الخادم إلى الملك وأخبره بان الجميع دخل الغابة ولم يبق أحد منهم الكل دخل الكبير والصغير فجلس الملك والخادم ينتظرون من سيصل أولاً للقصر .
دخل الشعب الغابة بفرح كبير ومعهم كل واحد زوادته على ظهره إلى أن وصلوا لمفرق
يتفرع الطريق فيه ومكتوب على مدخل الطريق الأول على اليمين ...
(من يدخل من هنا عليه ان ينسى نفسه ويشارك أخاه في الطعام والشراب واللباس وأن لا يتركه لوحده بل يقدم له كل أنواع المساعدة وأن يضحي بنفسه لأجل أخيه الأنسان .. وتنتظرك هدايا بحسبك جهدك وتعبك ).
أما على مدخل الطريق الثاني على الشمال مكتوب عليه .
( طريق بلا شروط مسبقة وتنتظرك هدايا بحسب نواياك وسعيك ).
فوقف الجميع أمام الطريقين فمنهم من اختار الأول ومنهم من أختار الثاني وأفترق الجميع
بالطبع الغالبية اختار الطريق الثانية لأنها أسهل والقليل منهم عبر الغابة من الأولى
لنسير مع من سار بالطريق الثانية فأول محطة كانت هنا تجد المتعة والتسلية أدخل من هنا فدخل البعض منها ام البقية تابع على أمل أن يجد هدية اكبر وتابع سيره ومن دخل في المدخل شاهد مقهى وبار فيه كل ما يحلم به من يبحث عن التسلية واللعب ففرح جداً فقال كم هذاالملك عظيم وهذه أفضل هدية وكنا نبحث عنها وبينما هم داخل الملهى أغلقت الأبواب عليهم فصرخوا ما هذا فسمعوا صوتاً سوف تبقون هنا تلهون مدى حياتكم
أليس هذا ما أردتم ؟
و تابع الآخرون مسيرهم فظهرت لهم عبارة تقول من يبحث عن الشهوة فيجدها هنا
ومن أراد أن يشبع رغبته ليدخل إلى هنا فدخل قسم آخر منهم وتابع الباقون مسيرهم في الحصول على هدية أكبر وأما الداخلون فشاهددوا أجمل النساء تنتظرهم وهنا غرق الداخلون بملذاتهم وكذلك أغلقت الأبواب عليهم ليمضوا بقية حياتهم كلها هناك .
وبعد مسير مسافة هناك من نفذ طعامه فطلب من الآخرين أن يقدموا له بعض الطعام لكن الكل رفض لأنهم قالوا لما لم تجلب ما يكفيك ونحن بحاجة له لنتابع مسيرنا فسقط البعض ميتاً من الجوع والآخر من شدة العطش وما تبقى منهم وصل للمحطة الأخيرة هنا تجد كل ما كنت تحلم به وتتمناه لكن الهدية لمن يصل أولاً والهدية موجودة على قمة هذه الشجرة
فهرع الجميع إلى الشجرة ويتصارعون على تسلقها فكل فرد منهم كان يريد الفوز بالهدية لوحده ويبعد من أمامه الآخرين وهكذا تصارع الجميع ونشب قتال بينهم مما أدى بموت الجميع فقط باستثناء واحد تمكن من الوصول للقمة وشاهد صندوق ففتحه فوجد فيه عبارة
لقد نلت هديتك الطمع ضر ما نفع. وستكون نهايتك في الغابة ولن تعود للعالم بعد .
لنرحل مع من سار في الطريق الأولى هؤلاءلم يفكروا بالهدايا وبأنفسهم بل وافقوا على الشروط لأن تقديم العون والخدمة هو من أيمانهم والأجر آخر ما يفكرون فيه .
وصل الجميع للمحطة الأولى بعد تعب وجهد لأن الطريق كانت شاقة ووعرة وخطرة فوجدوا عبارة تقول مبارك لمن اختار هذا الطريق سيكون مصيره كمصير العبد الأمين ويحق لمن يريد التراجع والعودة للقصر من هنا كان هناك سهم يدل على طريق العودة
وينال هديته من الملك فمنهم من قرر العودة للقصر وعاد وأستقبلهم الملك بفرح وقال لهم هيا أدخلوا لحضيرتي المعدة لكم . واما البقية قرر المتابعة والسير ومرت أيام عصيبة عليهم منهم من فقد زوادته وأخر أنهكه التعب لكن المحبة كانت هي عونهم تقاسموا الطعام بينهم وليتابع الكل المسير وما هي لحظات ظهرت عليهم عبارة تقول
الرب يبارك بكم لأنكم أجتزتم المصاعب بمحبة فلكم أجر كبير فمن أراد العودة للقصر يمكنه أن يعود وينال ما يستحقه من هدايا فمن تعب منهم ولم يتحمل أكثر قرر العودة وهكذا عاد قسم آخر للقصر فأستقبلهم الملك بفرح أكبر وقال لهم أنتم ستكونون أمناء في ملكي وتابع الباقون مسيرهم فلم يبق طعام ولا ماء ولكن ثقتهم في ملكهم بانه سينقذهم ولن يهلكهم لأنه عادل فبعد جوع وعطش وتعب فكان من يمتلك بعض القوة يساعد المنهمك منهم ويحمله فظهرت عبارة تقول لهم هنا تجدون الماء وأشهى الطعام لأنكم تستحقون ذلك لصبركم وجلدكم ومحبتكم فتسابق الجميع في توزيع الطعام على بعضهم وبعد ان اكل الجميع شاهد أحدهم عبارة مخفية خلف شجرة فصاح على الجميع أنظروا هذه
فكانت عبارة تقول لقد فزتم بالجائزة الكبرى ونلتم أعظم هدية من هنا القصر وهناك تجدون هديتكم وسار الجميع في الطريق والفرحة تغمر قلوبهم ما أن وصلوا للقصر كان الملك في أستقبالهم وقال لهم هيا أدخلو إلى ملكوت أبي فأنتم حقاً ورثة معي وبعد اليوم ستحكمون معي هيا إلى الفرح الأبدي لنحتفل مع كل من وصل وعاد للقصر .
هنا قال الخادم يا سيدي الملك ماذا حصل بالبقية وهل سيصلون أجاب الملك لا لن يعودوا
لأنهم اختاروا طريق الهلاك فطريق الهلاك سهل ومغري أما طريق الخلاص فهو صعب
وكما تشاهد القليل منهم وصل وأما هؤلاء ستحرقهم الغابة بعد ان تنشب بها النار الأبدية وسيحرق الجميع بنار شوهواتهم وملذاتهم وغرورهم وأطماعهم .
سوف يظهر لهم مارد عملاق ويقول لهم :قال لقد حان الآن موعد رحليكم لعالم آخر وأنتهت اللعبة وأنتم الآن ملكي بعد ان أستمتعتم باللهو واللعب والتسلية وأشبعتم شهواتكم فانا ملك الشهوات وسأسترد أجري منكم هل تعتقدون بانكم أشبعتم شهواتكم بدون مقابل لكل شيئ في الحياة ثمن هيا إلى الجحيم مملكتي الأبدية .
وكان من بين الفائزين بعض المستشارين فقال لهم الملك هل شاهدتم من هو المخلص والوفي فليس كل ما يقال صادق ونابع من القلب وما يزرعه المرء يحصده وبقدر عمله أجره . بقلم ابن السريان
ابن السريان- السوري
-
عدد الرسائل : 167
العمر : 61
البلد الأم/الإقامة الحالية : سوريا / ألمانيا
الشهادة/العمل : مهندس معماري
تاريخ التسجيل : 17/10/2012
مواضيع مماثلة
» طريق واحد / نزار قباني
» الزوجة الثانية.. و كيف تعيش حياتها؟؟
» الذكرى الثانية لتأسيس المملكة الأدبية.. كل عام وأنتم بخير
» الزوجة الثانية.. و كيف تعيش حياتها؟؟
» الذكرى الثانية لتأسيس المملكة الأدبية.. كل عام وأنتم بخير
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: الأدبيــة العـامـــة :: القصة والحكاية :: سمير روهم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى