الكهنة وعلاقتهم بجماهير الكنيسة

من طرف نعيم كمو 25/8/2012, 3:18 am

بعد انتفال السيد المسيح من الارض ,شرع تلاميذه يبشرون بافكاره في شتات المعمورة لكن الغالبية منهم لم يكونوا ملمين بالقراءة والكتابة .رغبوا فيما بعد بتدوين كل تعاليم المسيح التي ارثها لتلاميذه , كل منهم اختار كاتبا يدون ما سمعه من السيد المسيح ليثبت ويؤرخ . اختص متى بتدوين ولادة المسيح ولوقا مسيرته وهكذا كل منهم اعطى ما لديه من ذكريات عاشها معه .لكنني ساقف هنا لحظة واحلل ماكتب من الذكريات عن السيد المسيح ,اتساءل اذا كان هؤلاء التلاميذ اميين ألم ينسوا بعض من اعمال المسيح وقد تكون من أهم ما تحدث المسيح عنه,قد يكونوا غفلوا بعض الجوانب الاقتصادية او غيرها التي كانت ستحدث ثورة في مسيرة المسيحية .المعروف عن المسيح بعد الحفظ على الالقاب انه كان يعاشر المسحوقين والعبيد والفقراء والمساكين ويحثهم على الكفاح ضد الظلم وعاش بينهم طوال وجوده على الارض .بعد انتهاء التبشير بتعاليم المسيح ورحيل تلامذته بعد ان أتموا تدوين اعماله .شرع ورثة تعاليمه من القديسيين ان يؤسسوا كنائس وكهنة يديرون اعمالها , وأوجدوا انظمة وترانيم ومناهج لتكريس هيكلية الدين المسيحي .سرت العادة اذذاك ان يعيش الكهنة مع الشرائح الفقيرة من الناس واستطاعوا اكتساب جماهير غفيرة .تلك الحقبة كانت تسودها العلاقات العبودية ولبساطة الحياة وعدم تعدد الحاجات المعيشية استمر رجال الدين العيش مع الفقراء ,وبعد انتقال التشكيلة الاجتماعية ال الاقطاعية حيث كانت أكثر تطورا من العبودية , ورافقها تطور في الصناعة وتعددت الحاجات مما دفع الكثير من الكهنة الانتقال تدريجيا الى التجمعات الغنية لتأمين متطلبات المرحلة ولان الفقراء لا يملكون القدرة على المنح للكهنة ما يغطي مطاليبهم ,انتقل الكهنة الى معسكر الاغنياء حيث يلبون لهم رغباتهم ,بذلك ابتعدت الكنيسة عمليا الى صفوف الاغنياء وسيطروا عليها وسخروها لمصالحهم ,في نفس الوقت بقي النساك والمتصوفون بعيدين عن الكنيسة منزوين في الصومعات يؤدون واجب العبادة والكثير منهم اما مات جوعا او قتلا او مرضا لعدم توفر الغذاء لسد رمق معيشتهم .بقي هؤلاء المكافحين من أجل نشر المباديء السامية وهم في واد والكهنة في آخر .وتعمقت الصلات بين رجال الكنيسة والاغنياء وحرم الفقراء من خدماتها علما ان الايمان يكمن في عقول الفقراء اكثر من الاغنياء .وعلى اعتبار ان الاغنياء لديهم القدرة على الدراسة بدأت الاجتهادات حول الوهية المسيح وعلاقة العذراء بالدين والالوهية حدثت الانشقاقات ولم يكن للفقراء اي ذنب بذلك.وكما ترون كيف ان الكهنة ورؤساهم كيف اغتنوا وارتبطوا بالحكام ونسيوا القاعدة الاساسية هم الفقراء وحولوا الكنيسة الى مؤسسة مادية وقودها الفقراء .اين هم من المسيحية وان استمروا على هذا المنوال ستخسر الكنيسة الكثير من ابنائها وبالاخص في اوربا بسبب وجود انظمة تحميهم من ابتزاز الكهنة ,تصوروا ان كهنة يرتشون وآخرون يبيعون الطلاق وثبوتيات الكنيسة بالعملة بحجج مختلفة , وأعتقد ان الكثير تعرضوا لمثل هذه الاساليب

نعيم كمو أبو نضال