أم أحمد
4 مشترك
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: الوعد الحالم - رزان غانم
صفحة 1 من اصل 1
أم أحمد
الانزلاقات التي تحدث في طبقات النفس الإنسانية تماما كالأرضية تحدث فجأة ومن دون سابق إنذار وتفرض نفسها المشاكل وتقتحم فجأة مكتب الهدوء والاستقرار طبعا من دون أن تكلف نفسها عناء الاتصال للحصول على موعد مسبق وهذا أمر طبيعي .
ففي حياة كل إنسان هبوط اضطراري وإقلاع جديد وفي داخلي أنا ذات السبعة وعشرين عاما هبوط اختياري . لم أعهد نفسي أهرب إلى غرفة النوم واختبئ في سريري تحت لحافي وأغطي رأسي جيدا كيلا تدخل الأفكار من إذنيّ أو أنفي كأية أنفلونزا قاتلة.
وبالرغم من أني قلت لمديري سابقا بأن على الإنسان أن يدعم نفسه بنفسه من دون الاستناد أو الاتكال على أحد ووافقني المدير عندها وقال : صحيح .ضحكت في نفسي لأني تحدثت بعكس ما اقتنع به وبعكس ما يحدث لي هنا من هزات صغيرة سببها أن الحظ لا يمر ببرج الاسد هذه السنة .
إذا من سيدعمني من سيحميني ؟!!
حبيب خياليّ أصنعه من ورق أذهب إليه ساعة أشاء واطويه ساعة أملّ جموده ؟
أصدقاء لا حول ولا قوة؟
أهل بعيدون ؟
سيحميني فراشي الوثير !!
أرغم جفنيّ على الإطباق لكنهما لا يستجيبان. أفتش عن حلم أهرب إليه لكن محلات الحلم أقفلت وهرع أصحابها إلى الواقع .
هي بداية الكآبة إذا ....
لم يكن ينقصني سوى نغمة رنين هاتفي الخلوي و الذي ألقيته بعيدا عن أعيني حتى لا أحدّث أحدا في لحظة ضعف وألجأ إلى الشخص الخطأ كعادتي !!
المهم... كان الرقم غريبا يضيء على الشاشة بعد أن ضغطت على الوضع الصامت فأغينة " بيني وبينك " دائما تذكرني بالمسافة التي تفصلني عن العالم الخارجي ورغم حبي لـسماع أغاني " مارسيل خليفة " إلا أنني كتمت أنفاس النقال لأن الوقت كان متأخرا.
" ألو "
" ألو ... أم أحمد ؟ "
" لا "
" من إذا ؟ "
" قد طلبت الرقم الخاطئ "
" عفوا "
" بسيطة "
أغلق الهاتف واشتم رائحة غريبة . أم أحمد من أم أحمد هذه ؟ إنها المرة العشرون التي يهاتفني بها الناس خطأ على أنني أم أحمد لأم أحمد قصة أريد أن أعرفها الآن ...
أنهض لأتذكر أول متصل قصد أم أحمد كان ذلك منذ أربعة أعوام بعد حيازتي للخط الجديد من محل لبيع الخطوط والأجهزة الجديدة وتواترت بعدها الاتصالات إلى أن حدث بعد عامين واتصل بي شخص يطلب المرأة آنفة الذكر.
في ذلك المساء وبعد أن اعتذر " فادي " المتصل والذي أخبرني - لدى سؤالي عن المرأة – بأنها أمرآة مستورة تقوم بتنظيف المكاتب لتعيش وبأنها أودعت رقمها منذ أسبوعين والآن هو بحاجتها للمكتب . وبعد أن أغلقت السماعة وجدت نفسي اتصل للتحدث مع موظفي شركة الاتصالات... حيث بادرت بطرح مشكلتي قائلة : " منذ عام 2006 والاتصالات الخاطئة تأتيني طالبة أم أحمد إلى الآن. فاليوم اتصل بي شخص يريد أم أحمد وقال بأن أم أحمد تركت له هذا الرقم بالتحديد منذ خمسة عشر يوما . أيعقل أن يكون خطي مقسما بيني وبين أم أحمد وهل أم أحمد تشاركني الرقم ؟
موظف الشركة : " مستحيل يا آنسة لم يحدث قط أن فعلت الشركة هذا واستخدمت رقم لعدة أشخاص ."
" اذا ماذا ؟ "
" آنستي قد تكون المشتركة لم تعرف بانقطاع خطها المسبق الدفع فبعد الانقطاع تمر فترة بحدود الثلاثة أشهر حتى يعود فيفعّل من قبل الشركة لصالح المشتري الجديد أو المشترك الجديد . فكيف إذا كانت الفترة سنتان و أكثر ."
" حسن "
" أية خدمة أخرى ؟ "
" شكرا "
" يا هلا "
بعد أن افهمني موظف الشركة ووضح لي استحالة ما أفكر به عاود فادي الاتصال بي قائلا : " مستحيل هذا هو رقمها "
فقلت لفادي مستحيل! قد تكون أخطأت بطلب رقم واحد لأن الشركة نفت أن يحدث ويشترك اثنان برقم هاتف واحد لكن فادي لم يرد إنهاء المحادثة معي خاصة بعد أن استقرت مسامعه على صوت فتاة تكلمه فبدأ بتوسيع أحلامه وطلب مني التعارف بما أنه لم يجد ضالته.
لم أقف حجرعثرة أمام طلبه ( أيضا بسبب يأسي )
بقينا على الهاتف فترة حتى بعد أن انتقلت للعمل خارج مدينتي . كان فادي يتصل بي ويسألني عما إذا كنت في حاجة أي شيء وأن لا أتردد في الطلب منه, وكنت دائما أشكره وابتعد عنه شيئا فشيئا فصداقتي به ستبقى مثار شكوك الكثير من حولي
والآن وبعد عامين بقيت أم احمد تتصدر قائمة الاتصالات الخاطئة . أتعبني الرجوع بالذاكرة وأشعرني بالنعاس الشديد فأغمضت عيني علني أنعم اليوم بحلم لا مزعج فيه.ومرة أخرى يضيء رقم ما على الشاشة . لا حول ولا قوة إلا بالله ...
" الو "
" مرحبا "
" أهلا أم أحمد ماتت ماتت "
" أنا أم أحمد "
أتسمّر في فراشي وأتجمد وتتناثر حروفي كقطع جليد متكسرة " أم أحمد ؟ !!!"
" أجل "
" ماذا تريدين ثم كيف علمتي برقمي و لما تلقين به على طاولات المكاتب وتوهمينهم بأنك لا زلت تحتفظين به وبأنك ستأتين حال اتصالهم بك . من أنتم ؟ "
" أنا أتصل كي أعتذر عما سببته لك من إزعاجات خلال هذه السنوات .لا تؤاخذينني يا ابنتي . فانا أعمل في مدينة كبيرة مزدحمة بأناسها ووسائلها التكنولوجية وقد كنت عند إنهائي لعملي أقوم بترك رقم هاتفي الذي انقطع - بسبب اني لم أعد استطع دفع فاتورته – حتى أحس بأنّي لا زلت أملكه "
" لكنك بهذه الطريقة توهمين نفسك "
" اعلم "
" وكيف كنت تحصلين على عملك ورقمك هذا أقصد ذاك قد فقد صلاحيته ؟ "
" آه ... الشكوى لغير الله مذلة لم أعد أحصل على الكثير وجلست فترة طويلة من دون عمل "
" أم أحمد أنت متزوجة ؟ "
" نعم وزوجي رجل مقعد أصيب في عمله ويكمل ما تبقى من عمره في الفراش "
" وهل لديك أولاد ؟ "
" ابنة واحدة متزوجة من رجل حالته على قده . قبل أن تكبر وتتزوج كان العمل أسهل أما الآن لا . بيتي ,و زوجي بحاجة إلى رعاية وتأمين الطعام والنظافة لم يتغير شيء وكأن العمل هو قدري "
" أم أحمد لا تيأسي الحياة متعبة للجميع صدقيني لا أحد منا ينعم بالراحة الكاملة كل إنسان له نصيبه من الشقاء في الدنيا وأنت امرأة مكافحة وصامدة"
" أجل صامدة من أجلهم فقط "
" إذا لم يكن لديك ذكور فلم يطلقون عليك اسم " أم أحمد" ؟ "
" هذا الاسم يحبه زوجي "
" عافاه الله "
" إن لم يعافي نفسه لن يعافيه الله "
" لم ؟ "
" زوجي لا يرغب في الشفاء يرفض الدواء ويرفض فكرة شفائه استسلم لمرضه وسلمني لليأس . دائما يقنع نفسه بعدم جدوى الدواء في جسده ويرى بأنه لن يعود ويمشي أبدا "
" اذا كان هنالك أمل فيجب أن يتمسك به "
" الأمل موجود دائما ونحن محكومون به لكن ليتمسك به فهذا ما لا يمكن حدوثه ومالا يمكن أن يفعله زوجي "
" نحن محكومون بالأمل!! ... أم أحمد أنت تقرأين ؟ "
" كنت أقرأ كثيرا أما الآن لا ليس لدي الوقت . لم أسألك عن عملك ؟ "
" أنا مدرّسة "
" كم هذا جميل لو لم أتزوج باكرا واترك التعلم لما اخترت إلا أن أكون مدرسة "
أضحك في سري و أقول لها " صدقيني كما قلت لك فصلت لنا مشاكل على مقاسنا "
" متزوجة ؟ "
" لا لم أجد بعد ذلك الإنسان الذي سأسكن إليه وأبيت على صدره مرتاحة البال "
" مازلت شابة "
" هذا قبل سنوات "
" بما إنك مدرّسة سأطلب منك طلبا صغيرا "
" تفضلي "
" في نيتي أن أتابع دراسة الشهادة الإعدادية والإكمال بعدها هل ستمانعين إن احتجتك في شيء ؟ "
" لا أبدا على الرحب والسعة ... لكنك فاجأتني . أنت مذهلة !!! "
" أريد أن أحقق حلما كنت أصبو إليه وسأبقى بجانب زوجي وابنتي وعملي سيكون في النهار أما دراستي فستكون في الليل. أشعر بالعمر يسيل كالماء من بين الأصابع "
" حسن أم أحمد سأكون سعيدة باتصالك في أي وقت لكنك تحدثت كثيرا فمن أين لك الرقم و..."
" شكرا لك "
تغلق أم أحمد وأذهب بدوري وبسرعة إلى ملف المكالمات المستلمة وقلبي تعتريه الشكوك لأفاجأ بالرقم الذي هاتفتني منه أم أحمد ... إنه رقمي أنا عينه!!
إذا أم أحمد تعمل لصالح جهة ما حتى استطاعت أن تحدثني من رقمي أنا ... أو أنها ....
مستحيل !!!
فأم أحمد لا تشبهني ولن تشبهني في شيء على الإطلاق ؟!!
النهاية
ففي حياة كل إنسان هبوط اضطراري وإقلاع جديد وفي داخلي أنا ذات السبعة وعشرين عاما هبوط اختياري . لم أعهد نفسي أهرب إلى غرفة النوم واختبئ في سريري تحت لحافي وأغطي رأسي جيدا كيلا تدخل الأفكار من إذنيّ أو أنفي كأية أنفلونزا قاتلة.
وبالرغم من أني قلت لمديري سابقا بأن على الإنسان أن يدعم نفسه بنفسه من دون الاستناد أو الاتكال على أحد ووافقني المدير عندها وقال : صحيح .ضحكت في نفسي لأني تحدثت بعكس ما اقتنع به وبعكس ما يحدث لي هنا من هزات صغيرة سببها أن الحظ لا يمر ببرج الاسد هذه السنة .
إذا من سيدعمني من سيحميني ؟!!
حبيب خياليّ أصنعه من ورق أذهب إليه ساعة أشاء واطويه ساعة أملّ جموده ؟
أصدقاء لا حول ولا قوة؟
أهل بعيدون ؟
سيحميني فراشي الوثير !!
أرغم جفنيّ على الإطباق لكنهما لا يستجيبان. أفتش عن حلم أهرب إليه لكن محلات الحلم أقفلت وهرع أصحابها إلى الواقع .
هي بداية الكآبة إذا ....
لم يكن ينقصني سوى نغمة رنين هاتفي الخلوي و الذي ألقيته بعيدا عن أعيني حتى لا أحدّث أحدا في لحظة ضعف وألجأ إلى الشخص الخطأ كعادتي !!
المهم... كان الرقم غريبا يضيء على الشاشة بعد أن ضغطت على الوضع الصامت فأغينة " بيني وبينك " دائما تذكرني بالمسافة التي تفصلني عن العالم الخارجي ورغم حبي لـسماع أغاني " مارسيل خليفة " إلا أنني كتمت أنفاس النقال لأن الوقت كان متأخرا.
" ألو "
" ألو ... أم أحمد ؟ "
" لا "
" من إذا ؟ "
" قد طلبت الرقم الخاطئ "
" عفوا "
" بسيطة "
أغلق الهاتف واشتم رائحة غريبة . أم أحمد من أم أحمد هذه ؟ إنها المرة العشرون التي يهاتفني بها الناس خطأ على أنني أم أحمد لأم أحمد قصة أريد أن أعرفها الآن ...
أنهض لأتذكر أول متصل قصد أم أحمد كان ذلك منذ أربعة أعوام بعد حيازتي للخط الجديد من محل لبيع الخطوط والأجهزة الجديدة وتواترت بعدها الاتصالات إلى أن حدث بعد عامين واتصل بي شخص يطلب المرأة آنفة الذكر.
في ذلك المساء وبعد أن اعتذر " فادي " المتصل والذي أخبرني - لدى سؤالي عن المرأة – بأنها أمرآة مستورة تقوم بتنظيف المكاتب لتعيش وبأنها أودعت رقمها منذ أسبوعين والآن هو بحاجتها للمكتب . وبعد أن أغلقت السماعة وجدت نفسي اتصل للتحدث مع موظفي شركة الاتصالات... حيث بادرت بطرح مشكلتي قائلة : " منذ عام 2006 والاتصالات الخاطئة تأتيني طالبة أم أحمد إلى الآن. فاليوم اتصل بي شخص يريد أم أحمد وقال بأن أم أحمد تركت له هذا الرقم بالتحديد منذ خمسة عشر يوما . أيعقل أن يكون خطي مقسما بيني وبين أم أحمد وهل أم أحمد تشاركني الرقم ؟
موظف الشركة : " مستحيل يا آنسة لم يحدث قط أن فعلت الشركة هذا واستخدمت رقم لعدة أشخاص ."
" اذا ماذا ؟ "
" آنستي قد تكون المشتركة لم تعرف بانقطاع خطها المسبق الدفع فبعد الانقطاع تمر فترة بحدود الثلاثة أشهر حتى يعود فيفعّل من قبل الشركة لصالح المشتري الجديد أو المشترك الجديد . فكيف إذا كانت الفترة سنتان و أكثر ."
" حسن "
" أية خدمة أخرى ؟ "
" شكرا "
" يا هلا "
بعد أن افهمني موظف الشركة ووضح لي استحالة ما أفكر به عاود فادي الاتصال بي قائلا : " مستحيل هذا هو رقمها "
فقلت لفادي مستحيل! قد تكون أخطأت بطلب رقم واحد لأن الشركة نفت أن يحدث ويشترك اثنان برقم هاتف واحد لكن فادي لم يرد إنهاء المحادثة معي خاصة بعد أن استقرت مسامعه على صوت فتاة تكلمه فبدأ بتوسيع أحلامه وطلب مني التعارف بما أنه لم يجد ضالته.
لم أقف حجرعثرة أمام طلبه ( أيضا بسبب يأسي )
بقينا على الهاتف فترة حتى بعد أن انتقلت للعمل خارج مدينتي . كان فادي يتصل بي ويسألني عما إذا كنت في حاجة أي شيء وأن لا أتردد في الطلب منه, وكنت دائما أشكره وابتعد عنه شيئا فشيئا فصداقتي به ستبقى مثار شكوك الكثير من حولي
والآن وبعد عامين بقيت أم احمد تتصدر قائمة الاتصالات الخاطئة . أتعبني الرجوع بالذاكرة وأشعرني بالنعاس الشديد فأغمضت عيني علني أنعم اليوم بحلم لا مزعج فيه.ومرة أخرى يضيء رقم ما على الشاشة . لا حول ولا قوة إلا بالله ...
" الو "
" مرحبا "
" أهلا أم أحمد ماتت ماتت "
" أنا أم أحمد "
أتسمّر في فراشي وأتجمد وتتناثر حروفي كقطع جليد متكسرة " أم أحمد ؟ !!!"
" أجل "
" ماذا تريدين ثم كيف علمتي برقمي و لما تلقين به على طاولات المكاتب وتوهمينهم بأنك لا زلت تحتفظين به وبأنك ستأتين حال اتصالهم بك . من أنتم ؟ "
" أنا أتصل كي أعتذر عما سببته لك من إزعاجات خلال هذه السنوات .لا تؤاخذينني يا ابنتي . فانا أعمل في مدينة كبيرة مزدحمة بأناسها ووسائلها التكنولوجية وقد كنت عند إنهائي لعملي أقوم بترك رقم هاتفي الذي انقطع - بسبب اني لم أعد استطع دفع فاتورته – حتى أحس بأنّي لا زلت أملكه "
" لكنك بهذه الطريقة توهمين نفسك "
" اعلم "
" وكيف كنت تحصلين على عملك ورقمك هذا أقصد ذاك قد فقد صلاحيته ؟ "
" آه ... الشكوى لغير الله مذلة لم أعد أحصل على الكثير وجلست فترة طويلة من دون عمل "
" أم أحمد أنت متزوجة ؟ "
" نعم وزوجي رجل مقعد أصيب في عمله ويكمل ما تبقى من عمره في الفراش "
" وهل لديك أولاد ؟ "
" ابنة واحدة متزوجة من رجل حالته على قده . قبل أن تكبر وتتزوج كان العمل أسهل أما الآن لا . بيتي ,و زوجي بحاجة إلى رعاية وتأمين الطعام والنظافة لم يتغير شيء وكأن العمل هو قدري "
" أم أحمد لا تيأسي الحياة متعبة للجميع صدقيني لا أحد منا ينعم بالراحة الكاملة كل إنسان له نصيبه من الشقاء في الدنيا وأنت امرأة مكافحة وصامدة"
" أجل صامدة من أجلهم فقط "
" إذا لم يكن لديك ذكور فلم يطلقون عليك اسم " أم أحمد" ؟ "
" هذا الاسم يحبه زوجي "
" عافاه الله "
" إن لم يعافي نفسه لن يعافيه الله "
" لم ؟ "
" زوجي لا يرغب في الشفاء يرفض الدواء ويرفض فكرة شفائه استسلم لمرضه وسلمني لليأس . دائما يقنع نفسه بعدم جدوى الدواء في جسده ويرى بأنه لن يعود ويمشي أبدا "
" اذا كان هنالك أمل فيجب أن يتمسك به "
" الأمل موجود دائما ونحن محكومون به لكن ليتمسك به فهذا ما لا يمكن حدوثه ومالا يمكن أن يفعله زوجي "
" نحن محكومون بالأمل!! ... أم أحمد أنت تقرأين ؟ "
" كنت أقرأ كثيرا أما الآن لا ليس لدي الوقت . لم أسألك عن عملك ؟ "
" أنا مدرّسة "
" كم هذا جميل لو لم أتزوج باكرا واترك التعلم لما اخترت إلا أن أكون مدرسة "
أضحك في سري و أقول لها " صدقيني كما قلت لك فصلت لنا مشاكل على مقاسنا "
" متزوجة ؟ "
" لا لم أجد بعد ذلك الإنسان الذي سأسكن إليه وأبيت على صدره مرتاحة البال "
" مازلت شابة "
" هذا قبل سنوات "
" بما إنك مدرّسة سأطلب منك طلبا صغيرا "
" تفضلي "
" في نيتي أن أتابع دراسة الشهادة الإعدادية والإكمال بعدها هل ستمانعين إن احتجتك في شيء ؟ "
" لا أبدا على الرحب والسعة ... لكنك فاجأتني . أنت مذهلة !!! "
" أريد أن أحقق حلما كنت أصبو إليه وسأبقى بجانب زوجي وابنتي وعملي سيكون في النهار أما دراستي فستكون في الليل. أشعر بالعمر يسيل كالماء من بين الأصابع "
" حسن أم أحمد سأكون سعيدة باتصالك في أي وقت لكنك تحدثت كثيرا فمن أين لك الرقم و..."
" شكرا لك "
تغلق أم أحمد وأذهب بدوري وبسرعة إلى ملف المكالمات المستلمة وقلبي تعتريه الشكوك لأفاجأ بالرقم الذي هاتفتني منه أم أحمد ... إنه رقمي أنا عينه!!
إذا أم أحمد تعمل لصالح جهة ما حتى استطاعت أن تحدثني من رقمي أنا ... أو أنها ....
مستحيل !!!
فأم أحمد لا تشبهني ولن تشبهني في شيء على الإطلاق ؟!!
النهاية
رزان
رزان غانم- شاعرة
-
عدد الرسائل : 97
العمر : 41
البلد الأم/الإقامة الحالية : طرطوس
الشهادة/العمل : مدرّسة
الهوايات : الكتابة
تاريخ التسجيل : 04/09/2008
استاذة رزان غانم
استاذة رزان مساء الخير
(برافو)
اسلوبك في الكتابة يشد القارئ
حتى أنه لايستطيع أن يترك كلماتك حتى آخر كلمة
وقصة رائعة وكلمات جزلة
وبإختصار شديد
(رزان انت رائعة)
لك جل احترامي
(برافو)
اسلوبك في الكتابة يشد القارئ
حتى أنه لايستطيع أن يترك كلماتك حتى آخر كلمة
وقصة رائعة وكلمات جزلة
وبإختصار شديد
(رزان انت رائعة)
لك جل احترامي
سليم سليم- أمـير الـمنتدى
-
عدد الرسائل : 655
العمر : 61
البلد الأم/الإقامة الحالية : سورية
الشهادة/العمل : مصور
الهوايات : رسم نحت, كتابة خواطر
تاريخ التسجيل : 15/02/2010
رد: أم أحمد
رزان.. أستاذة هذه الساحة الأدبية ..
أدهشني قلمكِ البديع.. ونصكِ المكتمل المتقن الصنيع
فعفوية الحروف جاءت متناسقة متناغمة, تموج بتلك الكتابة الخجلى..
حقاً بهرني حلمكِ..
لقد أردتِ التعبير عن الهبوطات ولحظات اليأس التي تعتري الإنسان بعض الأحيان حتى وهو في مقتبل العمر
ومقارنتها بالمعنويات العالية لإنسان كادح, فقير وعلى حافة قبره..
من حيث تعلقه بمتابعة الحياة وطلب العلم والمعرفة ما دامت في عروقه حركة
لحروفكِ عزيزتي رزان.. ألوان.. وتعابير تتغلغل في الروح.. والوجدان..
فاسمحي لحروفي أن تجاور حروفكِ النقية
واسمحي لي بالإبحار في يمكِ.. لأصبح فيه القبطان
إعجابي ومودتي
جو
أدهشني قلمكِ البديع.. ونصكِ المكتمل المتقن الصنيع
فعفوية الحروف جاءت متناسقة متناغمة, تموج بتلك الكتابة الخجلى..
حقاً بهرني حلمكِ..
لقد أردتِ التعبير عن الهبوطات ولحظات اليأس التي تعتري الإنسان بعض الأحيان حتى وهو في مقتبل العمر
ومقارنتها بالمعنويات العالية لإنسان كادح, فقير وعلى حافة قبره..
من حيث تعلقه بمتابعة الحياة وطلب العلم والمعرفة ما دامت في عروقه حركة
لحروفكِ عزيزتي رزان.. ألوان.. وتعابير تتغلغل في الروح.. والوجدان..
فاسمحي لحروفي أن تجاور حروفكِ النقية
واسمحي لي بالإبحار في يمكِ.. لأصبح فيه القبطان
إعجابي ومودتي
جو
العبيدي جو- المديـر العــام
-
عدد الرسائل : 4084
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
رد: أم أحمد
سليم سليم كتب:استاذة رزان مساء الخير
(برافو)
اسلوبك في الكتابة يشد القارئ
حتى أنه لايستطيع أن يترك كلماتك حتى آخر كلمة
وقصة رائعة وكلمات جزلة
وبإختصار شديد
(رزان انت رائعة)
لك جل احترامي
أستاذ سليم
فناننا الرائع يسعدلي مساك
كلك ذوق ومحبة وإحساس ويارب تكون دوما متألق
محبتي
وباقة شكر
رزان غانم- شاعرة
-
عدد الرسائل : 97
العمر : 41
البلد الأم/الإقامة الحالية : طرطوس
الشهادة/العمل : مدرّسة
الهوايات : الكتابة
تاريخ التسجيل : 04/09/2008
رد: أم أحمد
العبيدي جو كتب:رزان.. أستاذة هذه الساحة الأدبية ..
أدهشني قلمكِ البديع.. ونصكِ المكتمل المتقن الصنيع
فعفوية الحروف جاءت متناسقة متناغمة, تموج بتلك الكتابة الخجلى..
حقاً بهرني حلمكِ..
لقد أردتِ التعبير عن الهبوطات ولحظات اليأس التي تعتري الإنسان بعض الأحيان حتى وهو في مقتبل العمر
ومقارنتها بالمعنويات العالية لإنسان كادح, فقير وعلى حافة قبره..
من حيث تعلقه بمتابعة الحياة وطلب العلم والمعرفة ما دامت في عروقه حركة
لحروفكِ عزيزتي رزان.. ألوان.. وتعابير تتغلغل في الروح.. والوجدان..
فاسمحي لحروفي أن تجاور حروفكِ النقية
واسمحي لي بالإبحار في يمكِ.. لأصبح فيه القبطان
إعجابي ومودتي
جو
لست من يستأذن بطلب جيرة الحروف
لحروفك أذن مرور وسند إقامة ومواطنة أيضا
أيقظت أم أحمد إبنتها ونقيضتها في الحياة والمعاناة وأمام الاضداد نكشف ذواتنا ونرى بداخلنا ذلك العجوز النائم المستسلم لموته الرحيم
وأنا بحاجة لأم أحمد الآن وأكثر من أي وقت مضى
أتمنى أن يضيء الهاتف وتكون هي فعلا
باقة شكر
رزان غانم- شاعرة
-
عدد الرسائل : 97
العمر : 41
البلد الأم/الإقامة الحالية : طرطوس
الشهادة/العمل : مدرّسة
الهوايات : الكتابة
تاريخ التسجيل : 04/09/2008
رد: أم أحمد
سيدتي
راقي جدا هذا التعبير
وهذا التنسيق بين الواقع
والالفاظ القويه
جمال الكلمات يجعلنا نبحر
معك الي أصقاع المعاني
التي نثرت هنا بجمال روحكِ
دمتِ سيدتي
ودام جمال ابداعكِ
عبق الياسمين
راقي جدا هذا التعبير
وهذا التنسيق بين الواقع
والالفاظ القويه
جمال الكلمات يجعلنا نبحر
معك الي أصقاع المعاني
التي نثرت هنا بجمال روحكِ
دمتِ سيدتي
ودام جمال ابداعكِ
عبق الياسمين
نسمه أحمد- عبق الياسمين
-
عدد الرسائل : 148
العمر : 44
البلد الأم/الإقامة الحالية : لبنان
الشهادة/العمل : لسانس تاريخ / عيادة خاصة
الهوايات : كتابة الخواطر والشعر
تاريخ التسجيل : 25/11/2011
مواضيع مماثلة
» سلامي أليك
» لفتة نظر للشاعر أحمد مطر
» الكرنك / أحمد فتحي
» الرحيل غربا / أحمد الكربلائي
» رباعيات الخيام / أحمد رامي
» لفتة نظر للشاعر أحمد مطر
» الكرنك / أحمد فتحي
» الرحيل غربا / أحمد الكربلائي
» رباعيات الخيام / أحمد رامي
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑ :: أقـــــلام نـشـــطــة :: الوعد الحالم - رزان غانم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى