المنافقون

--------------------------------------------------------------------------------

المنافقون
تعرضت من فترة لواحد من المنافقين ، بعد ان كتبت بياناً يتعلق بالشأن السوري ويمكنني أن أسميه لكنني لن أعطيه هذا الشرف بمقالتي هذه
ومثلما أعرف فأن أصل كلمة منافق في اللغة هي نافق ، ينافق وقد جاءت من أصل نفاقاً ومنافقة ، وتعود بمصدرها الى النافقاء وهو النفق الذي يحفره الثعلب وسواه من الحيوانات في الأرض ، وعادة ما يكون له عدة مخارج تحسباً لأي مواجهة مُحتملة ، وذلك لسهولة الهروب .
ويعرف المنافق بأنه يُظهر غير ما يبطن ، فتراه يُجّمل فعل ما لمسؤول ما على غير قناعته وصولاً لبعض المكاسب الصغيرة والتافهة هنا ... وهناك .
- يشمل النفاق مستويات عدة من طبقات المجتمع ، فيعتمد المنافق على تضخيم فعل من يقوم عليه فعل المنافقة .. والتقليل من أهمية الأخطاء المُرتكبة ، أو الغفول عنها تماماً .
- تم استخدام النفاق العام من عهد اليونانيون حتى انهم أوجدوا مصطلحاً مقرباً لتعريف هذه الحالة ، فأطلقوا أسم ....
الديماغوجية على فعل التقييم الأخلاقي السلبي لنمط الأفعال التي تشكل لوناً من الرياء والنفاق للاستحواذ على رأي الجماهير ، وقد جاء اصل الديماغوجية من ( ديموس ) وتعني الشعب ، و(غوجية ) وتعني العمل
- ما يهمني بعد ما سُلف هو ثقافة النفاق والتي تفّشت بسورية - اتحدث هنا عن سورية لأنها بلدي وتعنيني بشكل مباشر - بالرغم من وجود المنافقة بكل الدول ... وبحدود مختلفة ، ربما .
حين يتحول النفاق الى مرض مجتمعي فلابد من الوقوف عنده ، خاصة وان تحول الى جزء من الماهية البشرية عند البعض ، فلربما انتم مثلي لم تحضون برؤية محافظ أو وزير بشكل شخصي في سورية الا اللهم ان كان هناك افتتاح لمشروع اقتصادي أو مهرجان خطابي ، حينها يُمكننا رؤيته عبر قوافل المنافقين من حوله والذين يعملون كخلية نحل بكل همة ونشاط ، فهذا يمسح له الكرسي وذاك يجثو على ركبته قريباً من حذاءه ليأخذ بعض التعليمات وثالث يُبعد الناس من حوله ورابع تقرأ علامات الاعجاب والدهشه على مُحياه وخامس يضع له طاولة صغيره عليها ربما محارم القطة مع كأس فارغ وعبوة ماء دريكيش وسادس يهم بغضب ومسؤلية عالية بصب الماء في الكأس وهو ينظر بغضب وعتب للمنافق الخامس لأنه نسي صبّ الماء في الكأس ... والمسؤول طبعاً وامام هذه المسرحية لابد ان ينتفخ ويتورم ، ولربما لا يعود حجم الكرسي مناسباً لتورم وانتفاخ جثته .....
- اذا تحدث هذا المسؤول فتراهم يبدون اعجاب منقطع النضير وتصفيق وتهليل وتكبير غير منتهي .....
- المصيبة أن مجموع المنافقون هؤلاء وبعد أن تنفض حفلة ذاك المسؤول المنفوخ ، تراهم ينظرون الى بقية أفراد الشعب بشكل دوني ومنحط ، طبعاً أمام الجميع تبين أنهم قريبون جداً من ذاك المنفوخ - أقصد المسؤول - وبالتالي فأنهم قادرون حقاً على مخالفة القانون وتسهيل معاملات المقربين والأصدقاء ، ولهم الحضوة عند ذاك ا .....
- أعود للمنافق الذي أوقعه الحظ بطريقي ، الحقيقة صُدمت من مفاجئة كونه مُقيم في السويد .. وكما تعرفون فأن السويد تتميز بمستوى عالي ومُتقدم من الحرية والديمقراطية واستقلال الفرد ، وبالرغم من ذلك لم يستطع صاحبنا أن يُعقم نفسه من بكتريا النفاق ولم يستطع التخلص منه ، ذلك أن النفاق يصبح ومع الوقت جزء من مكون الشخصية الانسانية ، وتلك هي المصيبة ، وهنا تكمن خطورة أن يتحول النفاق من حالة عارضة الى آفة مستديمة تعبث بصحة المواطن والوطن ، ومع الوقت تتحول جموع المنافقين تلك الى جيوش جرارة لا يُمكن للمسؤول مادة النفاق نفسه التخلص من أعباءهم ، ويصبح المسؤول عبداً لهذا النفاق مُعتقداً أنه لا يُخطيء وأن كل ما يقوم به هو شيء عظيم ومهم ، وبالتالي لن يفكر بتصحيح أخطاءه وتعديل سلوكه ، لأنه وببساطة وأمام كل ذاك الاعجاب لما يفعله يعتقد أنه مُنّزل من الله ومُنزه من الخطأ .
أيها المنافقون في سورية .. أنتم سبب تكريس الأخطاء وتعزيزها ... انتم سبب التخلف والرشوة والفساد والمحسوبية والتسلط
انتم سبب كل داء والقضاء عليكم هو أول الدواء