๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
أحاسيس متقاطعة / عبدالعزيز الفارسي  600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول

وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
أحاسيس متقاطعة / عبدالعزيز الفارسي  980591
العبيدي جو ادارة المملكة الأدبية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
أحاسيس متقاطعة / عبدالعزيز الفارسي  600298
إن كنت من أعضاءنا الأكارم يسعدنا أن تقوم بالدخول

وان لم تكن عضوا وترغب في الإنضمام الى اسرتنا
يشرفنا أن تقوم بالتسجيل
أحاسيس متقاطعة / عبدالعزيز الفارسي  980591
العبيدي جو ادارة المملكة الأدبية
๑۩۩๑ المملكـــــــــــة الأدبيــــــــــــة ๑۩۩๑
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أحاسيس متقاطعة / عبدالعزيز الفارسي

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

أحاسيس متقاطعة / عبدالعزيز الفارسي  Empty أحاسيس متقاطعة / عبدالعزيز الفارسي

مُساهمة من طرف Henda Ben Salah 8/6/2011, 6:44 pm

- 1 -
فقدتُ الإحساس بالأشياء من حولي .
لم يحدث ذلك بغتةً . متيقّنٌ أنا . ولم يحدث بالتدريج .. أيضاً متيقّن .
راودني قبل ذلك شعورٌ بأني سأفقد الإحساس بكل هؤلاء . سأستيقظ لأرى أن شيئاً لم يعد يعنيني ، والبكاء والضحكُ سيّان . توقّعتُ مجيء لحظةٍ فيغدو فقد الأحبة تماماً كوجودهم ، لا طعم ، لا رائحة ... وأن الشمس لن تهيّجني بالغروب فأبكي ، أو تدغدغني بالشروق فأضحك .
راودني ذاك الشعور الفاجع زمناً .. ولكني لم أكترث . استيقظتُ في منتصف ليلة صيفية ووجدتني لا أشعر بشيء . ذهب كل الإحساس دفعة واحدة ودون تقسيط مريح .
لم يحدث ذلك بغتةً – إذن – ولم يحدث بالتدريج !!!.

- 2 -
" تعوّدنا على الكوارث يكون أسهل لو عشنا فرادى " .
أخبرني بذلك صديق قبل موته بأسبوع . اصطدم بشاحنة وتهشّم وسيارته . قد يبدو اصطناعاً للمصادفة القصصية اخباركم : " رأيت منظر الحادث بعينيّ " ... لكن يد القدر صنعت ذلك . رأيتهم يفصلون حطامه عن حطام السيارة . أخرجوا الكائن المسمى سابقاً : " صديقي " . عيناه تنظران في الفراغ ، فمه نصف مفتوح ، جمجمته محطّمة ، وينزف مادة مخّه من أنفه و أذنيه . كل عظامه مهشّمة .
لم يرمش لي جفن حينها ، ولم أخف . ظلت عيناي كعيني صقر ، وعواطفي صخوراً مدببة . قلتُ معزّياً نفسي : " رحمة الله عليك . كنت صديقاً قُدّ من وفاء " .لم أع سبباً لتماسكي . رحت أسأل : " لو سبقته بالموت ، أكان يفعلُ مثلي ؟! " .
اعتقدت أن هنا نهاية القصة ، لكن ..
في المستشفى اندفعت نحو الجثمان عجوزٌ بثلاثة أرجل ( العكاز الأسود أحدها ) . سبق البياض الحزن إلى عينيها ، ونحل الجسم . شهقت : " ولدي " . ولم تزد . مرّرت يديها الناحلتين على ما تبقى من جسده ، ورأت بيديها ما حجبه الدمع وبياض العينين . لله ما أقسى الكبر إن تكالبا عليه الدمع والحزن . قالت بعينين تساقطت أهدابهما : " الحمد لله " ... وانفجر البكاء داخلي كينبوع ساخن . بكيت . صرخت . ولولت كالأرامل .
هذيت . ناديته : " عُد " . هززت جسده ثم احتضنته . غبتُ في دوامة اللاشعور .
لم أكن لأفعل ذلك ، لكن انفعالات الآخرين تولّد إحساسنا بالفجيعة .
مات صديقي ، وبكيته قبل فقدي الإحساس بالأشياء .

- 3 –
أخبرتُ زميلي في العمل ، فترك الجريدة وظلّ يحدِّق في وجهي :
- تقليعة جديدة يا أبا الأفكار ؟! .
- لا . إنها الحقيقة . لقد فقدتُ الإحساس بالأشياء .
- إذن كيف تخاطبني الآن مادمت لا تشعر بي ؟!
- أراك بعينيّ . أسمعك . لكني لا أشعر بك . أعتبرك من صنع أفكاري .
- أستغفر الله . عاد زمن الردّة . اللهم لا تؤاخذنا بما يفعل هذا أو يقول .
- آمين . أراك مستنكراً ؟!!!.
- ألا يثير هذا الاستنكار ؟! .
- بالمقارنة بما فقدناه عبر الزمن ، فإن فقدي الإحساس لا يعدُّ شيئاً . أستغرب اندهاشك لفقدي الإحساس ، بينما أنت متحجّر المشاعر تجاه ما تفقد كل يوم .
عاد يتصفّح الجريدة . وجد صفحة التسلية . بدأ في حل الكلمات المتقاطعة .
(1 – أفقي : الاسم الأول لزعيم عربي راحل )
فكّر . عدّ المربّعات فوجدها أربعة . قلّب الذاكرة . نظر إليّ مستفهماً . قلتُ له : "
حاول معرفة الحل بإجابة السؤال العمودي الأول " . ابتسم . قرأ بصوتٍ عال :
( 1 – عمودي : الرئيس الأمريكي الذي ((خلّص )) العراق من أسلحة الدمار ) لم يقم بعدِّ المربعات . بدأ مباشرة في كتابة الاسم مقطّعاً وابتسامة تعلو وجهه ... عاد محاولاً حل السؤال الأفقي الأول . قال : " جيم . ماذا بعد ؟! . ساعدني " . قلت :
" سامحني . فقدتُ الإحساس بالتاريخ أيضاً " .

- 4 -
أطفأت زوجتي أنوار الغرفة باستثناء مصباح النوم ذي اللون الأحمر . رشّت العطر قبل الاستلقاء على السرير قربي . بالتحديد : نامت على يميني . تنهّدتْ لتجذب انتباهي ، فلم أُحرِّك ساكناً . وضعتْ يدها على يدي اليمنى ، ثم استدارت لتنام على جنبها الأيسر وتتأمل سكوني . تأففتْ . قلتُ دون الالتفات إليها : " ما بكِ ؟ " . قالت تجر زفرة طويلة : " يبدو أنك فقدت الإحساس " . ابتسمتُ قائلاً : " أنتِ أول شخص يعترفُ بذلك . نعم . هذا ما حدث بالضبط . يميّزك عن كل الناس أنك أول من يكتشف الأمور الطارئة في حياتي . أنتِ زوجة مثالية ! " . ردت باستخفاف : " وأنت زوج أكثر من مثالي . لو أنا نكتشف الأشياء على حقيقتها في الوقت المناسب ، لكُنّا .. " . قاطعتها :
- لن نكون .
- ماذا تقصد ؟! .
- لن نكون إلا ما نحن عليه الآن . من يدّعي أن حقيقة الآخرين غائبة عن أذهاننا ، ومتوارية عن بصيرتنا حين نلقاهم أول مرة ؟!! . إن ما يخفى علينا من الآخر هو ما نسعى نحن لتجاهله بمحض إرادتنا . نحن نتعامل مع الآخرين وفِق حاجاتنا ورغباتنا ، وهذه الحاجات والرغبات تعظّم في الآخر ما نريد منه ، وتتجاهل الأشياء الأخرى ... وبعد انتهاء الحاجات والرغبات التي كنا نريدها من أولئك الآخرين ، يزول المانع الذي أخفى تلك الأشياء الأخرى – كالعيوب مثلاً
– ويتضح لنا الشخص بصورته الطبيعية . حينها نتهم الآخر بانكشاف حقيقته التي لم تغب أصلاً - ولكننا تجاهلناها - لنعاقبه في النهاية ، ونجد الذريعة الظاهرية لتركه ، بينما العلّة الأساسية أننا أخذنا ما نريد . ما رأيك ؟!
استدارت إلى الجهة الأخرى . أتى صوتها بعيداً كأنها تناديني من داخل بئر :
- إذا كنت فقدت الإحساس ، فمن أين تأتي بهذا الكلام ؟
- هذا الكلام وُلِد قبل موتِ الإحساس عندي .
- ومتى يُبعثُ احساسك من جديد ؟!
- أظنّه لن يُبعث حياً إلى الأبد .
- يالتعسك ..
- لِِم ؟!
- قد تعيشُ في الجنة بلا إحساس !!! . تصبح على إحساس .
- تصبحين على جنّة وإحساس !

- 5 -
في الدوّار الكبير المُعشّب الذي يتوسّط الولاية ، استرخيتُ متأملاً حركة السوق جهة الشرق ، وحركة السيارات تطوف من حولي . الحقّ أن السيارات لم تكن تدور حولي فقط ، بل أيضاً حول حديقةٍ صغيرةٍ بورود جميلة متناسقة وأشجار جميلة تتوسّط الدوّار و تبثُّ الهدوء في النفس . وحدهم الآسيويون يتناوبون على التقاط الصور داخل هذه الحديقة – مجانية الدخول - والشمس توشك على الغروب ، بينما الأشياء تتماهى في لون برتقالي مخنوق يضيّع التفاصيل . السؤال الذي كان يراودني قبل فقد الإحساس : لِماذا يلتقط الآسيويون الصور في هذا الوقت بالذات ؟ . الإجابة كانت : " لتجربة ضوء " الفلاش " أولاً ، وثانياً لاستعماله أكبر فترة ممكنة لإيمانهم أن الأشياء التي لا تُستخدم تضمر و تزول !" . هذه الإجابة التي هبطت عليّ فجأة من ذاكرة ما قبل الفقد هيّجت تساؤلاً جديداً : " لو لم أستخدم أحاسيسي مذ وُلِدتُ أكانت تضمر وتزول ؟! . أكُنتُ أصِلُ إلى حالة لا أحتاجُ فيها إلى هذا اللاشعور ؟! . أكُنتُ أستطيعُ العيش حُراً ومجرّداً دون ما يعكّر الصفو ؟!" .
أرسلتُ الناظرين إلى الشرق ، حيث صفّ الباعة صناديق المانجو والرطب ، وراحوا ينادون بأعلى الأصوات . أُيعقلُ أني أشعرُ بهم الآن ؟! . لا . ما أراه الآن هو ما أستحضره من ذاكرة ما قبل الفقد . هناك حيث يقلّب البعض جيوبهم بحثاً عن شراء أقل القليل من فاكهة الموسم ، بينما البعض الآخر مشغولٌ بتقسيم الراتب – ذهنياً – على الدائنين والتفكير فيما لو كان في الراتب - الذي سيأتي بعد عشرة أيام – متسعٌ لشراء كيلو رطب أو مانجو للأولاد . لو أصرخُ الآن : " اقتلوا أحاسيسكم . علِّموا أولادكم ألا يستخدموا الكائن المُسمى " إحساس " . فهذا أشرف لكم ولهم بكثير "... لو أصرخ الآن . ماذا يفعلون ؟! .

- 6 -
ألغيتُ اشتراكي في كل الجرائد ، والمجلاّت ، والقنوات المُشفرة . أما بالنسبة للأحزان الفضائية غير المُشفّرة ، فقد كسرتُ المُستقبِل والصحن . منعتُ دخول الكتب – بما فيها كتب الطبخ – إلى بيتي .

- 7 -
مُتيقِّنٌ أنا ..
متيقِّنٌ من أن فقدي الإحساس بالأشياء من حولي ، لم يحدث بغتة ، ولم يحدث بالتدريج.

عبدالعزيز الفارسي
Henda Ben Salah
Henda Ben Salah
يراع عامل
يراع عامل

انثى
عدد الرسائل : 51
العمر : 51
البلد الأم/الإقامة الحالية : تونس
تاريخ التسجيل : 02/12/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أحاسيس متقاطعة / عبدالعزيز الفارسي  Empty رد: أحاسيس متقاطعة / عبدالعزيز الفارسي

مُساهمة من طرف حسناء العمري 8/6/2011, 8:21 pm



الغالية هنيدا

مساء الخير

ما أروع طلتك أيتها البهية

اشتقنا لتواجدك الجميل

جميل جدا ما قدمه قلمك اليوم

سأنتظر بشوق جديدك

ودي وتقديري

تحياتي لك

حسناء

أحاسيس متقاطعة / عبدالعزيز الفارسي  756481

حسناء العمري
حسناء العمري
المشرفـة العامـة
المشرفـة العامـة

انثى
عدد الرسائل : 2439
العمر : 49
البلد الأم/الإقامة الحالية : مملكة الابداع المملكة الأدبية
الشهادة/العمل : موظفة
الهوايات : كتابة الخواطر و الرسم وقراءة الشعر العربي والعالمي
تاريخ التسجيل : 16/05/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى